الأشكال المعمارية للمساجد
المساجد عامة على الرغم من تاريخها الطويل·
وتعدد أشكالها لم تخرج في تكوينها العام عن هيكل مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة المنورة·
فالمعماريون المسلمون وإن تفننوا في ابتداع أشكال المساجد وصحونها ومحاريبها ومنابرها وأروقتها لم يضيفوا عنصراً رئيسياً واحداً إلى عمارة المساجد الحديثة.

ويمكن تقسيم الأشكال المعمارية للمساجد تبعاً لقدمها التاريخي إلى سبعة أشكال :-
الشكل الأول - المغربي
الشكل الثاني - الأندلسي
الشكل الثالث - المصري
الشكل الرابع - السلجوقي
الشكل الخامس - الهندي
الشكل السادس - الصفوي
الشكل السابع - العثماني
فأما الشكل المغربي فأهم ملامحه تركيزه على بيت الصلاة والاهتمام بتعميق جوفه حتى يصبح مربعا أو قريبا من المربع·
وتمتاز مساجد الشكل المغربي بمنابرها البديعة كما هو ماثل في مسجد عقبه بن نافع في القيروان.
أما الشكل الأندلسي فقد ولد مع إنشاء الجزء الأول من مسجد قرطبة الجامع على يد عبد الرحمن الداخل ومن بعده ابنه هشام·
فهو إذن يأتي زمنياً تالياً للشكل المغربي·
وهي قائم على طريقة المزاوجة في صنجات العقد بين الحجر المنحوت وقوالب الأجر·
وقد تعمد صانعوه أن يكون السقف خشبيا خفيفاً لكيلا يزيد الثقل على الأعمدة·
وزينت أبوابه بشماسات حقيقية أو صماء·
وهذا المسجد يمثل طراز الخلافة إحدى الطرز الأندلسية.
هناك من الطرز الأندلسية الطراز المدن نسبة للمسلمين الذي بقوا في نواحي الأندلس التي سلبها النصارى·
وقد تطور في أخر صورة إلى طراز زخرفي مثقل بالزخارف والشماسات والقمريات وهذا التطور قد عد آخر فصل في تاريخ العمارة الإسلامية في الأندلس.
أما الشكل المصري فقد تميز برصانة البناء ومتانة تأسيسه والمحافظة على الوحدة الفنية في البناء مع الحرص على توازن الهيئة العامة للمبنى·
وباستثناء الأزهر تتميز كل المساجد المصرية بهذا التوازن العام في ا لمبنى·
فلو نظرنا إلى مئذنة مصرية نلحظ فيها هذا التوازن من حيث قطر الدائرة والارتفاع وعدد الشرفات.
وأما الشكل السلجوقي ·
فلا يتخذ هيئة واحدة متميزة بخصائص واضحة·
وإنما الرابطة فيه تتعلق بخصائصه التفصيلية من ناحية المواد المستعملة والطرق الفنية·
وقد أحسن المعماريون استخدام الأحجار ما بين حجرية ورملية وجرانيتية ورخام ومرمر· فخامات الصخور التركية السلجوقية بديعة في صلابتها وتكوينها·
كا أن جودة الحجارة·
ومن هنا جاءت مساجدهم متينة ومحكمة ومزخرفة بأحكام ودقة· واستطاعوا بمهارة أن يصنعوا الواجهات والعقود والأزر والمثلثات الكروية والقباب والمآذن·
كما تفننوا في ابتكار أشكال زخرفية بديعة·
وبرعوا في استخدام الجص والفخار والخزف·
وابتدعوا الفسيفساء للزخرفة·
كما استخدموا التصوير على الخشب والمعادن والزجاج.
أما من حيث الخصائص المعمارية·
فالمساجد التركية السلجوقية تتميز بالبوابات الضخمة ذوات العقود العالية المدببة·
والجدران الشامخة·
ومآذنها في الغالب مستديرة·
ومنها ما هو مضلع وقبابها مرفوعة على رقاب عالية في أغلب الأحيان·
وذوات عقود مدببة·
وجميعها من الحجر المنقوش بالزخرف أو الأجر الزخرفي·
وقد تطور هذا الطراز في إيران إلى الطراز الصفوى فيما أصبح في آسيا الصغرى بوابة للطراز التركي العثماني.
أما الشكل الهندي فقد تميز بعدة خصائص إذ كانت المساجد الأولى في الهند أشبه بحصون فالهدف من إقامة المسجد الأول هناك لم يكن فقط مجرد إيجاد مكان للعبادة بل وأيضا حماية الجماعة الإسلامية الناشئة·
وقد زالت جميع هذه المساجد الحصينة·
فيما تطورت المساجد حتى بدأت تأخذ الهيئة العادية للمسجد وإن لم تتخل تماماً عن الطابع العسكري·
والمعمار الإسلامي الهندي فريد في بابه إذ استطاع المعماريون الهنود أن يجمعوا بدقة وإتقان شديدين بين تقاليدهم في الهندسة والمعمار·
ونظام المساجد الإسلامي·
ومن أبرز المعماريات الإسلامية في الهند "تاج محل".
أما الطراز الإيراني الصفوي فهو ثمرة تطور للطراز التركي السلجوقي·
ونماذجه زخرفية راقية تكاد توصف بأنها الغاية في حسن الذوق والانسجام·
وتقوم الزخارف في كل جزء من أجزاء المسجد تقريباً بدءاً من البوابة إلى قمة القبة· وقد وصل الطراز الصفوي في إيران إلى قمته من حيث الجمال وانسجام التكوين والابتكار·
وبدأ اضمحلاله بالإسراف في الزينة والتركيز على التزويق بالذهب والفضة والألوان.
أما الطراز التركي العثماني فهو أنموذج متطور للطراز التركي السلجوقي· فهو على ذلك استمرار للنمط السابق·
وأول مسجد عثماني واضح المعالم هو "أولو جامع" والمآذن العثمانية تتميز بنحولها وشرفتها الواحدة·
وقد دخلت العمارة العثمانية في دور تطور عظيم على يد سنان باشا أحد أهم المعماريين المسلمين في القرن السادس عشر الميلادي

  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 877 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

345,959