أكياس الشبسي والحلويات الملونة والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية, كلها أطعمة نشاهدها بين أيدي الأطفال على مدار اليوم, بينما تعاني أفواههم من التسوس وأجسادهم من الامتلاء, نظن نحن أن التسالي أمر لابد منه لنسعد أطفالنا, لكننا في الحقيقة لا نسعدهم بقدر ما نقدم لهم المرض ونجهزهم للمثول أمام أدوات الجراحين والأطباء.

كشفت دراسة حديثة تمت بجامعة بافلو أن نحو 28% من الأطفال الذين يعانون من التسوس مصابون أيضا بزيادة الوزن الناتجة عن تناول المزيد من الأغذية السيئة مثل المشروبات السكرية وعصائر الفاكهة المصنعة والوجبات السريعة.

الدكتورة كاثلين بيثين أستاذ مشارك في طب الأطفال بجامعة بافلو ومديرة مركز الغدد الصماء والسكري للأطفال تؤكد أن تسوس الأسنان هو أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في مرحلة الطفولة, ووفقا للإحصاءات الحديثة لعام2010 فإن 5-10%من الأطفال يعانون من التسوس في مرحلة الطفولة المبكرة, وقد زادت نسبة السمنة لدى الأطفال بأكثر من ثلاثة أضعاف في الثلاثين سنة الأخيرة لتصل إلى ما يقارب من 20% بحلول عام 2008

شملت هذه الدراسة 65 طفلا تتراوح أعمارهم مابين 2-5 سنوات , 71% من الأطفال المصابون كانوا يتناولون سعرات حرارية أعلى من الموصى به لفئتهم العمرية.

تؤكد الدكتورة كاثلين أن نتائج الاستطلاعات التي قام بتعبئتها الآباء تؤكد بأن المشكلة لم تكن معتمدة تماما على السمنة, ولكنها كانت نتيجة لسوء اختيار الغذاء لدى هؤلاء الأطفال, حيث عزت زيادة الأوزان إلى تناول المزيد من السكر المصنع والعصيرات المسكرة والعادات الغير صحية الأخرى مقارنة بالأطفال الأصحاء.

لا مانع إطلاقا من تقديم الحلوى للأطفال بطريقة مقننة وموزونة, مرتان أسبوعيا أكثر حفظا لأسنانهم وصحتهم العامة, كما أن تقديمها بعد وجبة مشبعة من الغذاء الصحي يساعد على الزهد السريع فيها وتفسد الشعور الممتع الذي يصاحبها ما إذا تم تناولها على معدة فارغة.