( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود )
من منا لا يخفق قلبه لعشق الجبال الشاهقة وذراها الشم تطل من عليائها على الأودية المنسابة وما فيها من مخلوقات الله وكأن الله جلت قدرته جعل من تلك الجبال شاهداً خالداً على حق الحياة لتلك المخلوقات وحق الإنسان في الاستفادة منها كما أمر الله بلا إسراف ، ومن منا من لم يسمع قصائد وقصائد تغنى بها شعراؤنا القدامى في وصف أودية وشعاب حفلت بها جبال طويق التي تحتضن محمية الوعول بحوطة بني تميم ، هذه المحمية الوفيرة بنوع الحيوان الذي عرفت به بينما تخلت عديد من المناطق عنه تحت وطأة ضربات الإنسان وطلقاته .
تبعد هذه المحمية عن عاصمتنا الجميلة الرياض 180 كم في قلب حوطة بني تميم ، تلك المنطقة تتمتع بتربة طبيعية ساعدت على نمو مجموعات جيدة من الأشجار والشجيرات المعمرة التي تجعل تلك المنطقة تتباها على ما حولها من مناطق قليلة الكساء النباتي .
إن وعورة السطح والمسالك وتعاون أهالي المنطقة في محمية الوعول ساعدت على بقاء أعداد من هذه الوعول بحالتها الفطرية بعيداً عن بطش الصيد الجائر ، ومع الحماية الطبيعية جاءت يد الحفاظ الإنسانية فقامت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بتنظيم الرعي في بعض مناطق المحمية لتمكين أهالي المنطقة من الاستفادة من ما بها من كلأ لتربية قطعانهم ، بينما تم حظر الصيد في المحمية حتى زادت ازدهارا بتوازنها البيئي بين الوعول والأنواع الأخرى وبين الثروة النباتية الفطرية .
ولكي يتمكن الرعاة من تربية قطعانهم مع الحفاظ على الغطاء الأخضر لأودية وشعاب محمية الوعول حرصت الهيئة وسائل حديثة لحماية النباتات الفطرية على تطوير طرق الاستفادة من الأمطار النادرة لتلك المنطقة .
ساحة النقاش