المصدات تنقذ دلتا النيل من الغرق |
|
|
|
لنبدأ في توخي الحذر قبل الوصول لنقطة "اللا رجعة".. بهذه الكلمات حذر د.جيري ليتش، مدير مركز الوليد للدراسات والبحوث الأمريكية، من التمادي في إهمال بيئة كوكبنا، وأكد أن الغرق الأكيد هو مصير الأرض إذا لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة الاحتباس الحراري، وذلك في ندوة ألقاها بمقر الجامعة الأمريكية في القاهرة تحت عنوان: "هل ستغرق الدلتا؟" واقترح جيري عددا من الحلول، منها بناء سدود عند المضايق المهمة كمضيق جبل طارق وباب المندب بما لا يعوق حركة السفن، كما فعلت هولندا؛ حيث قامت ببناء موانع في المحيط الأطلنطي عند قناة بنما، ولم يتسبب ذلك في إعاقة الملاحة. وأكد أن محاولة بعض الدول إقامة الحواجز الخرسانية والموانع عند الشواطئ غير مجدية؛ حيث إن الأمواج المتلاطمة تخترقها، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تآكل الشواطئ. وحذر جيري في الندوة يوم الثلاثاء 5 مايو 2009 من كثرة العوامل المنبئة بغرق الدلتا، مؤكدا أن وضع الحواجز والمصدات على الشواطئ الساحلية وفي دمياط ورشيد لن يفلح في مواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر، والذي سيزيد عن 7 أمتار في حالة ارتفاع وتيرة ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية. ووضح أن طبيعة الأرض في مصر أغلبها مسطحة؛ مما يساعد على تسرب المياه من أسفل الحواجز، وبالتالي لن يكون لها قيمة كبيرة، وبالأخص مع تزايد معدلات ذوبان الجليد، وقال: "ربما تعد الحواجز حلولا جزئية قد تفلح بعض الشيء لو ارتفع منسوب مياه البحر إلى 3 أو 4 أمتار". غرق الدلتا بالصور وعرض ليتش مجموعة من الصور التي تصور سيناريو لغرق دلتا النيل حسب تقديرات العلماء، مشيرا إلى أنه لو ارتفع منسوب مياه البحر نتيجة ذوبان الجليد مترا واحدا فإن هذا سيؤثر على غرق الدلتا بنسبة 20%، ولو ارتفعت المياه 7 أمتار فإن هذا سيؤثر في الدلتا بنسبة 60%، أما لو ارتفعت المياه بمقدار 14 مترا فإن هذا سيغرق الدلتا بالكامل، وأضاف أن خطورة هذا الوضع على مصر أن 65% من المصريين يعيشون في الدلتا، وأن نسبة 60% من الموارد الغذائية تأتي من الدلتا، موضحا أن السيناريو الأسوأ لحدوث ذوبان الجليد بالشكل الكامل سيكون في نهاية القرن الحادي والعشرين. وعلق بعدها قائلا: "حان الوقت للساسة والشعوب لاتخاذ القرارات لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة بعد أن قام العلماء والباحثون بدورهم في رصد الظاهرة"، وتابع: "للأسف الدول التي اهتمت بهذه الظاهرة هي 20 دولة من 200 دولة، رغم أنها ظاهرة خطيرة لها تأثيراتها التي ظهرت في عدد من دول العالم". وشرح أن ذوبان الجليد في جزيرة "جرين لاند" بالقطب الجنوبي من شأنه رفع منسوب المياه عن سطح البحر بمقدار 65 مترا، وسيزداد هذا المنسوب أيضا بفعل التمدد الحراري، وعند بلوغ هذا الوضع فمن المؤكد غرق الدلتا داخل مصر، والتي يكفي لغرقها -وفقا للدراسات- أن يكون منسوب ذوبان الجليد أعلى من مستوى سطح البحر بمقدار 14 مترا فقط، وعند حدوث ذلك سيبتلع البحر المتوسط مدينتي الإسكندرية ودمياط في طريقه للدلتا ليغطيها بمياهه على عمق 80 مترا؛ لتدخل الدلتا عالم "الأطلال". الاحتباس في سطور والاحتباس الحراري هو ارتفاع تدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض، وسبب هذا الارتفاع زيادة انبعاث الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء "green house gases". والغازات الدفيئة هي: 1- بخار الماء. 2- ثاني أكسيد الكربون (CO2). 3- أكسيد النيتروز (N2O). 4-الميثان (CH4). 5- الأوزون (O3). 6- الكلوروفلوركربون وعن الأسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري يقول د.جيري: إن السبب في حدوث هذه الظاهرة عوامل طبيعية، وهي الزلازل والبراكين والأعاصير، وعوامل غير طبيعية تتمحور في الغالب حول التدخل البشري في الطبيعة وإفسادها من خلال القطع الجائر للأشجار، واعتماد الثورة الصناعية بشكل أساسي على الوقود الأحفوري؛ الأمر الذي يعمل على زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء بما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض حوالي 0.7°س. ويؤكد د.جيري أن جميع العلماء اتفقوا على ارتفاع درجة حرارة الأرض كنتيجة طبيعية لظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنهم اختلفوا في سرعة منسوب ذوبان الجليد عن سطح البحر كأحد أخطر النتائج السلبية المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري. وإذا كانت هذه الأوضاع السيئة هي المنتظر حدوثها خلال الأعوام القادمة فإن هناك سيناريوهات تتوقع حدوث هذه الأوضاع لا محالة، فيؤكد د.جيري أنه توجد حقائق ثابتة اتفق عليها العلماء تتمثل في أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو قبل انطلاق الثورة الصناعية بلغت 280 جزءا في المليون (جزء في المليون هو وحدة قياس غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو)، وقد أكد العلماء أنه في حالة بلوغ تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون 450 جزءا في مليون جزء في الثانية فسوف تطل على العالم نقطة "اللا رجعة"، فعندئذ سترتفع درجة حرارة الأرض إلى أعلى معدلاتها، وستنصهر القارتان القطبيتان الشمالية والجنوبية لتغرق الدلتا، ومعها العالم أجمع، خاصة أننا نقترب إلى هذه النقطة؛ حيث يصل تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الوقت الحالي إلى 389 جزءا في المليون. أحلاهما مر ويستطرد د.جيري قائلا: إن أكثر الاستطلاعات تفاؤلا ذكرت أن درجة حرارة الأرض سترتفع ما بين درجة واحدة ودرجتين مئويتين بحلول عام 2050، في حين أن أقل الاستطلاعات تفاؤلا بين العلماء ذكر أن درجة حرارة الأرض سترتفع من درجتين مئويتين إلى 5 درجات مئوية؛ الأمر الذي يضع سكان الكرة الأرضية أمام حقيقة واحدة يكمن فحواها في أنه بمرور الأعوام ستزداد درجة الحرارة شيئا فشيئا لتكون هناك نتائج سلبية يعجز الإنسان عن وضع حلول لها؛ لأنه عندئذ سيكون وصل إلى مرحلة "اللا رجعة". وعن المخاطر التي ينتظرها العالم من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري يوضح د.جيري قائلا: إن العالم سيشهد العديد من التغيرات المناخية السيئة، والتي تتمثل في: - ذوبان الجليد بالقارتين القطبيتين "الشمالية والجنوبية"؛ مما سيساهم في ارتفاع منسوب المياه عن سطح البحر، الأمر الذي قد يؤدي إلى غرق الشواطئ، وازدياد ملوحة البحار، وقتل الشعاب المرجانية. - حدوث المزيد من الجفاف والحرائق في الغابات، وموت قطعان الماشية، والتصحر، وانقراض النباتات والحيوانات، وزيادة الأعاصير. - زيادة الأمراض المعدية كالملاريا، وقلة الأمطار والزراعة حول خط الاستواء، وانخفاض نسبة الماء العذب، وقلة تيار البحار والمحيطات. ولكن ما هو الحل؟ هكذا تساءل د.جيري، وجاءت الإجابة سريعة متمثلة في التزام الدول بمعاهدة "كيوتو" التي تم إبرامها عام 1994، والتي تقضي بقيام الدول بخفض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تصدق على هذه المعاهدة، خاصة بعد مجيء رئيس جديد لها يؤمن بأهمية المواقف الدولية للحفاظ على العالم، على عكس الرئيس السابق |
المصدر: الانترنت
نشرت فى 29 نوفمبر 2009
بواسطة razanonline
عدد زيارات الموقع
223,755
ساحة النقاش