المصدر: ﻣﺠﺘﻤﻌﺘﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺯﺭﻗﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﻪ .. ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻳﻤﺮﺣﺎﻥ ﻭ ﻳﻠﻌﺒﺎﻥ ﻣﻌﺎ .. ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﻭ ﺃﻟﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻟﺘﻘﻴﺘﺎ ﺣﺘﻲ ﺃﻧﺼﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻬﻤﺎ .. ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻘﻂ .. ﻗﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ : ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ .. ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻜﺒﺮﻱ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻌﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺳﻤﺘﻬﺎ .... ﻭ ﻇﻠﺖ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﻚ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ .. ﻧﻌﻢ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﺳﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﻤﻴﻀﻪ .. ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻃﻠﻌﻚ ﻋﻠﻲ ﻛﻴﻔﻴﻪ ﻟﻌﺒﻬﺎ .. ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﻪ ﻭ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺸﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻮﺑﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺮﺳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﻭ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ؟ ! .. ﺃﺭﺳﻢ ﺧﻄﻮﻁ ﻟﻌﺒﺘﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺃﻧﺘﻬﻴﺖ .. ﺳﻮﻑ ﺗﻐﻠﻘﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻜﻲ ﻭ ﺗﺮﻓﻌﻴﻦ ﺇﺣﺪﻱ ﺳﺎﻗﻴﻜﻲ ﻭ ﺗﻘﻔﺰﻳﻦ ﺣﺴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ >ﻳﻤﻴﻦ ﻳﺴﺎﺭ .. ﻳﻤﻴﻦ ﻳﺴﺎﺭ .. ﻭﺍﺣﺪ ﺍﺛﻨﺎﻥ < .. ﻣﻦ ﺗﺨﻄﺄ ﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﺧﺎﺭﺝ ﺧﻄﻮﻁ ﻟﻌﺒﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﺓ .. ﺍﻣﻤﻢ ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻟﻨﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﻌﺐ .. ﻭ ﺃﺧﺬﺗﺎ ﺗﻠﻌﺒﺎﻥ ﺳﻮﻳﺎ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻤﺎ ﺗﻌﻠﻮ ﻭ ﺗﻌﻠﻮ ﻭ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ .. ﻇﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﻟﻌﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺳﻨﻮﺍﺕ .. ﻛﺒﺮﺗﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭ ﺻﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﻣﺎﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻲ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻦ ﺍﻻﺧﺮﻱ .. ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻨﺘﻬﺰﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻴﺘﻼﻗﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻌﺒﻬﻤﺎ ﺗﻈﻼ ﺗﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻭ ﺗﺘﺬﻛﺮﺍﻥ ﻟﻌﺒﻬﻤﺎ ﻭ ﻓﺮﺣﻬﻤﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﺪﻣﻊ ﻋﻴﻨﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﺣﻴﻨﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﻋﻮﺩﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺣﻴﻨﺎ ﺃﺧﺮﻱ .. ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺍﺧﺒﺮﺕ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺒﻼﺩ .. ﻓﻘﺪ ﺃﺗﺘﻬﺎ ﻓﺮﺻﻪ ﻻﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻭ ﺗﻼﺷﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺮﺳﻤﺎﻥ ﺧﻄﻮﻁ ﻟﻌﺒﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻮﺑﻬﺎ ﻗﻄﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺸﻮﺭ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﺳﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻭ ﻧﺎﺩﺕ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ .. ﺃﻗﺒﻠﻲ ﻟﻨﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﻪ ﻷﺧﺮ ﻣﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﺍﻋﻮﺩ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻟﻢ ﺗﻈﻠﻴﻦ ﺟﺎﻟﺴﻪ ﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻚِ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ .. ﺿﺤﻜﺖ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺘﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﻤﺎ ﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺬﺗﺎ ﺗﻠﻌﺒﺎﻥ ﻭ ﻛﺎﻧﻬﻤﺎ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﺒﺮﺍ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ .. ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻣﻮﺩﻋﺔ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻣﺘﻤﻨﻴﻪ ﻟﻘﺎﺀ ﻋﺎﺟﻞ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺑﻬﺎ .. ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻌﺒﻬﻤﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻙ ﻗﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺍﻭ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﻭ ﺃﺣﺘﺎﺟﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺿﻴﻖ ﺍﻭ ﺃﻟﻢ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﺇﺣﺪﻱ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻏﻨﻴﻪ ﻟﻌﺒﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﻪ ﻣﺘﺬﻛﺮﻩ ﺳﻌﺎﺩﻩ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻟﺖ ﻋﺎﺯﻣﻪ ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﻛﺴﺎﺑﻘﻬﺎ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ .. ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺳﻮﻱ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ