جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( سجنٌ من الماء )
نصبَ الهوى لى خلسة ً شرَكا
فوقعتُ حينَ بمهجتى سلكَ
يا من عيونكَ كاخيوطِ تحيطـُنى
وتشدُّنى فأطيعُ ذا الشَّـبكَ
حببتنى فى العيش حتى أن قلبى
رغم زهدِ القوتِ ما هلكَ !
إنَّ الذى يهوَى الحياة يعيشـُها
ومَن استهام بتركِها ترَكَ
إن كنتُ أحيَا دون ماءٍ دون زادٍ
دون نوم ٍ والنـُّهَى معَكَ
فهل الذى يهوَى يُـقـَوِّتـُه الهوَى
أم كُلُّ مَن يهوَى غدا مَلـَكَ ؟!
كم شَفـَّنى حبِّى وملـَّكنى الدُّنـَا
علـِّى بجاهٍ أن أطاولـَكَ
فغدوتُ أملِكُ فى سماءِ محبـَّتى
الشـَّمسَ والأقمارَ والفـَلـَكَ
وبأرضِها مُلـِّكتُ يابسَها
وكلَّ رياضِهِ والماءَ والسـَّمـَكَ
وبرغم ِ ذا المجدِ العظيم ِ وجدتـُّنى
صِفرًا لمُـلكِ العشق ِ ما مَـلـَكَ
حين اكتشفتُ بأنَّ كلـِّى ملكُـكُمْ
معَ ما ملكتُ .. فكلُّ ذاكَ لـَكَ
يا واهبى عمرى بسفكِ دمى
وجئتَ مصافحى بيدِ الذى سفكَ
هل باطلٌ عهدى لحبٍّ سافح ٍ
يغرى بوعدٍ كلما هتكَ
أوهمتنى حظـًّا عظيمـًا فى الهوى
والحظ ُّ ليس بيدِّ مَن مسَكَ
فظللتُ إثرَ خُطاكَ أقرأ رملـَها
وظللتَ تضرِبُ طالِعى فبَكـَى
إنْ كنتَ نجمـًا أقتفى فلـِىَ الفـَلا
ولمنْ حَـدَا فـلـَكَ المدى فلـَكـَا
يا موجعى بتبختر ٍ أوهـِمتـُهُ
آىَ التوجُّع ِ فـِىَّ أوجَعـَكَ
يا مرهبى فى الحبِّ كيف جعلتنى
رَجــِفـًا وقلبى قبلُ ما ارتبكَ ؟!
وأحَلــْتَ من بـَهـْوِ الغرام ِ خرائبـًا
وأحلتَ راهبــَكَ لراهبــِكَ
وخذلتنى حين اختفيتَ وجئتنى
وصفعتنى فى حين ِ لم أرَكَ
وكأنَّ طيفـَكَ صارَ جـِنـًّا راعنى
إذ كلما أبكى لهُ ضحـِكَ
يا موقعى بحبائل العينين
هلْ حلٌّ لمن فى بحركَ انتـُهـِكَ ؟!
إنْ أصبحَ الإبصارُ إعصارًا بـهِ
وتحوَّلـَتْ شبكيـَّة ٌ شـَبـَكـَا
وغدَا سوادُ العينِ ظـُلمَة َ قاعِهِ
والماءُ حول غريقكِم حَلـِكَ
إنـِّى الأسيرُ وليس يرضى الحرُّ
أَسْـرَ الماءِ حتـَّى لو غدا سَمَكَ
أطلـِقْ سراحِى إننى طيرٌ
وبعضُ الطيرِ إنْ قيـَّدتـَّهُ هَـلــَكَ
شعر / وليد صفاء
مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي