تغريد سليمان

موقع الإرشاد والصحة النفسية

 

الخجل من طبيعة الأطفال ، و تبدأ أولى مظاهره غالباً في السنة الأولى من عمر الطفل. حيث يدير الطفل وجهه ، أو يغمض عينيه، أو يغطي وجهه بكفيه إن تحدّث شخص غريب إليه. و في السنة الثالثة يشعر الطفل بالخجل عندما يذهب إلى دار غريبة فيجلس هادئاً في حجر أمه أو إلى جانبها طوال الوقت، بدون كلام..
يعتبر الخجل من طبيعة الأطفال ، و تبدأ أولى مظاهره غالباً في السنة الأولى من عمر الطفل. حيث يدير الطفل وجهه ، أو يغمض عينيه ، أو يغطي وجهه بكفيه إن تحدّث شخص غريب إليه. و في السنة الثالثة يشعر الطفل بالخجل عندما يذهب إلى دار غريبة فيجلس هادئاً في حجر أمه أو إلى جانبها طوال الوقت ، بدون كلام. و إن تحدث فإنه يهمس لأمه همساً ، فيقال عنه : "ما شاء الله ـ كم هو هادئ".

هؤلاء الأطفال يشبون منطوين على أنفسهم ، خجولين ، معتمدين إعتماداً كاملاًعلى والديهم و ملتصقين بهم. لذلك يواجهون صعوبة في دخول المدرسة و التصرف في السن التي يجب أن يتصرفوا فيها بإستقلال ، وأن يواجهوا الحياة خارج البيت و يتعاملوا مع الأشياء التي لم يتعودها.  

وتلعب الوراثة دوراً في شدة الخجل عند الأطفال غير أن درجة الحياء قد تختلف حتى بين الإخوة الذين ينتمون إلى نفس الأسرة. و لعل ذلك بسبب البيئة تعدل من شدة الخجل. فإن كان الطفل قليل الاختلاط بالآخرين فحري به أن يبقي خجولاً.

وهناك أسباب أخرى هامة قد تؤدي إلى ظهور الخجل عند الطفل ومنها :

أ ـ قسوة الأب مع الزوجة والأولاد قد يسبب مخاوف غامضة للطفل ،ويشعر الطفل بعدم الأمان.

ب ـ يتأثر الطفل بمخاوف الأم وقلقها الزائد عليه، و الحماية الزائدة التي تجعلها تشعر بأن طفلها سوف يتعرض للأذى في كل لحظة. فتملأ الطفل بدون قصد بالشعور بأن هناك مئات الأشياء غير المرئية تشكل خطراً عليه. مثلهذا الطفل يشعر بأن المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالاطمئنان هو جوار أمه فقط. مثلهذا الطفل يشعر بالخوف ويتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى ، فيظل منطويا بعيداً عن محاولة فعل أي شيء خوفاً من إصابته بأذى.

ج ـ عدم الاختلاط بالأطفال الآخرين بسبب خوف الأم على طفلها من تعلم بعض السلوك ، أو تعلم بعض الألفاظ غيراللائقة ، يجعل الطفل منطوياً يفضل العزلة ، فيصاب نتيجة لذلك بالقلق النفسي والاكتئاب والشعور بالنقص. كل ذلك يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس ، والأنانية.

د ـ التهديد المستمر للطفل و الذي يوجه له بإسراف. مثال ذلك "إذا فعلت كذا فلن أحبك" ، أو "سأرميك في الشارع" أو "أسلمك للشرطة". الطفل لا يعرف انهم لايقصدون ما يقولون ، فتمتلئ نفسه بالخوف والقلق ، و يلجأ بالتالي إلى الانطواءلإحساسه بعدم الأمان.

العــــــــــــــــــــــــــــــــلاج

ينبغي توفير الجو الهادئ في البيت و تجنب القسوة في معاملة الأسرة ، والابتعاد عن المشاحنات بين الوالدين.


ينبغي على الأم إخفاء قلقها الزائد ولهفتها على طفلها ، و أن تتيح له الفرصة ليعتمد على نفسه ، وأن يواجه بعض المواقف التي تؤذيه بهدوء وثقة ، فالطفل يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام الخطر بغريزته الطبيعية التي تجعله يتمسك بالحياة.

. على الأم أن تتيح للطفل الفرصة أن يلتقي بأبناء جيله ، ويكتسب من صداقتهم له الشعور بوجوده ، لأن ذلك يساعده على الإحساس بالسعادة والثقة والانطلاق.


لذلك فإن التربية الحميدة التي توفر للطفل السعادة وتعطيه الثقة بالنفس والافتخار بما يحسنه من أعمال ، و جعله يختلط مع الآخرين يقي من الخجل الشديد.
كما أننا قد ننجح في علاج الطفل الخجول ، بأن نسعى إلى جلب أصدقاء له إلى المنزل بشكل متردد ، وأن نأخذه معنا في زيارة الأصدقاء والأقارب. ولكن لا ينبغي أن نكلمه أبدا في موضوع استحيائه أو خجله ، بل نتركه على طبيعته.
التحدث معه حول هذا الموضوع بشكل مباشر غير مجدٍ البتة. كذلك فإن تعنيفه أو توبيخه أوالاستهزاء منه أو حتى تشجيعه قد يأتي بنتائج عكسية ، فالطفل يتعلم بالطرق العملية والتقليد و الإيحاء و الممارسة.

المصدر: د. خليل بن إبراهيم القويفلي زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بكندا استشاري الطب النفسي للكبار والأطفال والمراهقين
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 608 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2011 بواسطة psycolog

ساحة النقاش

ahmedkordy

اجمل الاماني بالتوفيق والنجاح

psycolog

كل التقدير والشكر لأمنياتك الطيبه .

تغريد سليمان فى 1 سبتمبر 2011

أ/ تغريد سليمان

psycolog
يختص الموقع بكل ما يهم الصحة النفسيه لإنسان بأعتبارها قوام الحياه الصحيحه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

153,067