هل الطعام يطيل العمر؟
أم أن نوعية الطعام هي التي تحدد العمر ؟
بعض الدراسات ذهبت إلي أن نوعية الطعام تسهم في إطالة العمر وبعضها ذهب إلي أبعد من ذلك فذهب إلي أن نوعية الطعام لا تحدد العمر فقط بل تحدد أيضاً السعادة في الزواج ، إحدى هذه الدراسات دراسة ألمانية تؤكد أن الإنسان بإمكانه أن يطيل عمره عشر سنوات عن طريق الطعام ، الدراسة قامت بها الرابطة الألمانية للطب الرياضي والوقاية وأكدت الدراسة أن الإنسان بإمكانه إطالة عمره من خلال الحفاظ على الوزن وتناول وجبة من تلك الوجبات التي يتناولها سكان منطقة البحر المتوسط وممارسة التدريبات الرياضية باستمرار وعدم التدخين.
وذكرت الدراسة أن تنوع الأطعمة المستخدمة يوازي نفس أهمية كمية الطعام فيما يتعلق بوزن الإنسان، وأوصت الدراسة بتناول وجبة من الوجبات التي يتناولها سكان منطقة البحر المتوسط قليلة الكربوهيدرات ، مؤكدة أنه يجب أن تتألف الوجبات من الفواكه والخضروات والمنتجات متعددة الحبوب والقليل للغاية من اللحم .
وفي نفس السياق أكدت دراسة أمريكية أن الإفراط في تناول الطعام يجعل المخ مشوشاً بما يؤدي إلى أضرار ربما تتسبب في الإصابة بالبول السكري وأمراض بالقلب وغيرها من العلل.
وقد قسمت دراسة أمريكية أخري الشخصيات حسب طريقة الأكل كالتالي :
العدوانية: وهي الشخصية التي تأكل بسرعة وكأنها تلتهم فريستها، مستعملة أسنانها بشكل حاد، وتفضل اللحوم.
الرومانسية: تتذوق الطعام وتأكل بهدوء، وتهتم بطريقة تقديم الأكل، وتتأثر بالمكان الذي تأكل فيه.
القلقة: تسرع في الأكل، ولا تمضغ الطعام جيدًا، ولا تركز في كمية الأكل الذي تتناوله، مما يزيد من إفراز الغدة للأدرينالين الذي يسبب القرحة في المعدة والقولون.
الغذاء والصحة النفسية
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن نوعية الطعام تؤثر بشكل كبير علي الإنسان ليس فقط فيما يتعلق بالصحة ولكن فيما يتعلق أيضاً بالعمر والسعادة أو التعاسة لذلك قامت الدكتورة فاطمة الشناوي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والعلاج النفسي في دراسة خاصة بها بالتأكيد علي أن الغذاء احتياج إنساني لا يمكن الاستغناء عنه، وربما كان المتعة المتاحة للكثيرين دون مشقة العمل أو الثراء، وهو يرتبط بثقافة وأسلوب وحياة الشعوب، ومن النمط الغذائي الذي يتبعه الإنسان نستطيع أن نحكم عليه! هل يتمتع بصحة جيدة خالية من المتاعب؟ أم لا؟
وتضيف د. فاطمة الشناوي لـمجلة «سيدتي»
: غالبًا ما تكون المرأة السمينة مصابة بالسكر، وضغط الدم المرتفع، وقد يكون هناك أعراض أخرى مثل جلطات القلب أو المخ، ومن المعروف أن بعض الأطعمة تلعب دورًا أساسيًّا في علاج الأمراض النفسية والعصبية، ولكن هناك -أيضًا- أمراض ترتبط بنمط الغذاء الذي يتبعه الإنسان، وما يخصنا هو الأمراض النفسية مثل:
فقدان الشهية العصبي والنهم العصبي للطعام والثالث هو الاضطرابات النفسية والمزاجية، والنوعان الأولان يحدثان في سن المراهقة، أما الاضطرابات النفسية والمزاجية فيكثر حدوثها لمتوسطي العمر من النساء والمسنين والشباب عمومًا».
وترجع الدكتورة فاطمة الشناوي، هذا المرض إلى اهتمام الفتاة المراهقة المبالغ فيه بشكل جسمها ووزنها، وتستطيع كل فتاة أن تشخص وتتأكد من حدوث هذا المرض، إذا تكررت نوبات نهمها للطعام مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًّا، ولمدة 3 أشهر متتابعة، وهو يحدث في الطبقات المتوسطة والعليا، والشخصيات المحبة للكمال والإنجاز الدقيق، وقد يصاحبه قلق نفسي وأعراض اكتئاب، وقد يصل الأمر إلى حد الرغبة في الانتحار، أو سرقة الأكل من المتاجر أو إدمان المخدرات. ومن المعروف أن هذه الاضطرابات المزاجية والسمنة تزيد في عائلات هؤلاء المرضى، إضافة إلى المشاكل العائلية وإهمال الأطفال.
المتزوجات ومشاكل الطعام
وغالباً ما قد تصاب المتزوجات،بأمراض الطعام ، ومظاهره تأخذ المصابة به شكل مزاج سوداوي، وتكون فاقدة للاهتمام بما كانت تهتم من قبل، ولا تحس بما كان يمتعها : سفر، ملبس، حب، وعلاقات اجتماعية، وتفقد الاهتمام بعملها، والقدرة على اتخاذ القرار، مع إحساس مستمر بالإرهاق، إضافة إلى اضطرابات في النوم والشهية، بالزيادة أو النقصان.
وسوسة المراهقات
تشير الدكتورة فاطمة في دراستها إلى أن نسبة حدوث هذا المرض من %0.5 إلى %1 لدى البنات المراهقات أكثر من الأولاد بمقدار عشرة أضعاف، وهو يبدأ غالبًا من سن 13 – 20 سنة، ويشخص المرض عادة بإحساس الفتاة بأنها تزيد في الوزن، حتى وإن كانت تحت الوزن المتوقع لطولها، ويصاحب هذا المرض غياب في الدورة الشهرية -3 أشهر متصلة- ومضاعفاته أن تصبح الفتاة «جلدًا على عظم»، ويحدث غالبًا في الطبقات المتوسطة والعليا، ولدى عارضات الأزياء وراقصات الباليه.
وتضيف موضحة: لهذا المرض سمات نفسية لدى الفتيات، أولها الشعور بالقلق والوسوسة وعدم المرونة، وأحيانًا يكون المرض علامة على الرغبة في الاستقلالية، ربما كان بسبب التغيرات الاجتماعية والجنسية التي تحدث في فترة المراهقة، إذ ثبت علميًّا زيادة نسبة الاكتئاب في عائلات هؤلاء الفتيات، كما توجد دلائل تشير إلى حدوث هذا المرض في الشقيقات، وخاصة التوائم المتماثلة.
ويأتي العلاج النفسي، أو الدواء لتغيير إحساس المريض بجسمه وصورته عن نفسه، إضافة إلى علاج نفسي أسري.
ثاني الأمراض النفسية التي ترتبط بتناول الطعام، كما تقول الدكتورة فاطمة الشناوي في دراستها، وهي يحدث بنسبة 4: %15 لفتيات المدارس الثانوية وطالبات الجامعة من سن 16 – 18 سنة، وللشابات عمومًا، ومن أشهر حالات هذا المرض «الأميرة الراحلة ديانا» عندما بدأ صراعها مع الأمير «تشارلز» والقصر الملكي بتقاليده التي لم تكن تناسبها، لميلها للبساطة والسلوك العفوي.
حيثُ بدأت نوبات من النهم للطعام وخاصة الحلوى، ثم تضع يدها في فمها وتتقيأ، وهكذا تكون معظم الحالات، وعادة لا تستطيع المريضة السيطرة على نفسها خلال هذه النوبات، وإن لم تستطع التقيؤ، تعاطت الملينات أو مدرات البول.
وأخيراً ينصحك الأطباء بجعل الطعام وسيلة للحياة والنجاح والسعادة لا العكس وذلك عن طريق بعض النصائح والسلوكيات البسيطة وأهمها الهضم الصحي للطعام الذي يعد أفضل من اتباعك نظام معين للرجيم ، لأن الهضم يساعدك على فقدان بعض الكيلوجرامات الزائدة .
وإليكِ هذه النصائح للهضم الصحي:
ـ تناولي إفطاراً جيداً لتبدأ عملية التمثيل الغذائي.
ـ تناولي خمس وجبات صغيرة يومياً بدلا من ثلاث وجبات كبيرة، لأن ملء المعدة بكميات كبيرة من الطعام قد يؤدى إلى عسر هضم.
ـ ابقي هادئة وفى وضع الجلوس لمدة نصف ساعة بعد الأكل، فالتحرك الكثير بعد الأكل يؤدى إلى اضطراب أحماض المعدة.
ـ لا تنامي ومعدتك ممتلئة حيث قد يؤدى هذا إلى حدوث انتفاخ، وتناولي عشاءك مبكراً واحرصي على أن يكون منخفض الدهون.
ـ استرخى وأنت تتناولين الطعام، فالتوتر يؤدى إلى إفراز كميات زائدة من أحماض المعدة مما يعوق الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد.
ـ تناولي وجبات متوازنة تحتوى على كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، وذلك لأن الفواكه والخضروات الطازجة غير المطهوة تحتوى على إنزيمات هضم تساعد على الهضم، كما يجب أن تبدئي الوجبة بالسلاطة لكي تضمني إفراز كمية كافية من أحماض المعدة.
ـ تناولي أطعمة غنية بالألياف، لأنها تمتص الشوائب الموجودة في المعدة .
ـ اشربي من ثماني إلى عشر أكواب ماء يومياً، لأنه يساعد على تليين المجرى الهضمي، ينظف ويحفز الأمعاء، يخفف من السموم الموجودة بالطعام، ويساعد الجسم على التخلص من الفضلات بسرعة.
ـ الكافيين يمكن أن يؤدى إلى إفراز كميات زائدة من الأحماض، لذا يجب تجنبه، وتناولي الأعشاب المفيدة بدلاً منه.
ـ تناول الحلويات بعد الوجبات مباشرة يجعلها تبقى في المعدة بدون هضم وتتخمر.
ساحة النقاش