كل يوم يخرج علينا نظام غذائي جديد يدعي أن بامكان من يتبعه أن يخفض من وزنه كيلوغرامات كثيرة بسرعة وسهولة، فتتسابق النساء على الالتزام به. لكن معظم هذه الأنظمة تترك آثارا سلبية على الصحة الجسدية والنفسية، وبعضها له تداعيات خطيرة فعلا. ويبقى ان الالتزام بنظام صحي أفضل طريق للمحافظة على الرشاقة من دون خسارة الصحة.
منذ عام 1997 ظهر أكثر من 1200 نظام حمية لتخفيف الوزن من مختلف أرجاء العالم، وكل نظام منها يدعي أنه الأفضل في إنقاص الوزن، حيث تعد تلك الأنظمة غير الصحية بفقد ما يقارب من 10 إلى 20 كيلوغراما خلال أسابيع. ويسعى المروجون لها إلى الشهرة أو إلى جمع المال من إصدار الكتب عنها أو إلى الترويج لمنتج معين غير مبالين بالمخاطر الصحية التي قد تصيب متبعي هذه النظم.
بعض تلك الأنظمة يعتمد على خفض السعرات الحرارية بشكل كبير، ويدعي أنها سهلة وبسيطة حيث ما على الشخص المصاب بالسمنة سوى اتّباعها للحصول على الوزن المطلوب. والبعض الآخر من هذه الأنظمة المبتدعة يدعي أن ما يفقد من الوزن أثناء تطبيق النظام المبتدع لن يعود مادام الشخص يطبقه.
لكن الكل يعلم صعوبة عملية فقدان الوزن مع اتّباع هذه الأنظمة، وإن الوزن الذي يفقد بصورة سريعة سيعود مرة أخرى خلال بضعة أسابيع من ترك ذلك النظام غير الصحي، حيث إنه الشخص سوف يعود إلى عاداته الغذائية الخاطئة القديمة التي كان يمارسها سابقا، لأن ذلك النظام لم يعد ويعلم الشخص المتبع له العادات الغذائية الصحية.
نظام غير متوازن
تعريف النظام الغذائي غير الصحي هو أي نظام غذائي غير متوازن تغذويا، حيث ينقصه واحد أو أكثر من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، أو يهمل احدى المجموعات الغذائية. ويؤدي اتّباع تلك الأنظمة الغذائية غير الصحية إلى مضاعفات خطيرة، ولا يمكن الاستمرار بها لمدة طويلة. وعادة ما توصف تلك الأنظمة من قبل أشخاص فشلوا في تخصصاتهم الأساسية، فتطفلوا على تخصص التغذية، وليسوا باختصاصيي تغذية أصلا.
تأثيرات سلبية
هذه النظم الغذائية غير الصحية وغيرها من البرامج الغذائية المبتدعة، تخلصك من الوزن بصورة سريعة في مدة قصيرة تتراوح بين أيام وأسابيع، لكن اتّباعها يؤدي إلى شعور متّبعيها بأعراض سلبية على الصحة البدنية والنفسية. فغالبا ما تحدث هذه النظم الغذائية غير الصحية تأثيرات سلبية على القلب والشرايين والعظام وغيرها من أعضاء الجسم.
ومن الأعراض التي قد يصاب بها الشخص من اتّباعه هذه النظم الغذائية المبتدعة:
- الإمساك أو الإسهال
- الإرهاق وسرعة التعب
- الشد العضلي
- الدوار والصداع
- الإحساس بالبرد
- الاصابة بأمراض الكلية التي تؤدي إلى احتباس الماء بالجسم
- فقد الثقة بالنفس
- الشعور بالاكتئاب
- هشاشة العظام
- زيادة ضربات القلب
لحياة صحية
إن كنت مصابا بالسمنة لا تؤجل قرار التخلص منها إلى وقت لاحق، قرر الآن لتنعم بحياة أفضل مليئة بالصحة والنشاط والحيوية. واعلم انك بكل كيلوغرام تكتسبه فوق وزنك الطبيعي، تعرض نفسك لأحد الأمراض المصاحبة للسمنة، وان فقدان ما بين 5 - %10 من الوزن الزائد يعود بآثار ايجابية على صحتك.
وفي الخلاصة عند الرغبة في اتّباع أي نظام غذائي صحي لفقد الوزن، يجب مراجعة أخصائي التغذية الذي سيقدم لك نظاما غذائيا صحيا مصمما لكل فرد حسب حالته الصحية على حدة، يؤدي إلى اكتساب سلوك وعادات غذائية صحية، ويهدف إلى إنقاص دهون الجسم والمحافظة على العضلات والصحة بصورة عامة حسب ما توصي به القوانين واللوائح العلمية التغذوية.
(القبس)
ساحة النقاش