أهلا بكم مع المرحلة الثالثة من صناع الحياة ... نريد أن نعمل نهضة لبلادنا ويشارك فيها الجميع ، وتكون هذه النهضة في أكثر من مجال ، لدينا أحد عشر مجالا نريد أن تبدأ من خلالها النهضة وهي : الصناعة ، والزراعة ، والتعليم ، والصحة ، ووحدة بلادنا ، والسكينة الاجتماعية ، والأسرة ، والمرأة ، والبحث العلمي ،و التكنولوجيا ، ونساعد في حل مشكلة البطالة .. طبعا سيستغرب الكثير منكم ويقول : أنت تتكلم في كل الأحد عشر مجالا ، انظروا يا جماعة ، نحن اتفقنا من البداية على طريقتنا في الحل وكيف سنعمل في هذه المجالات ، ونقولها مرة أخرى وبسرعة ، لقد حددنا المجالات وأعطينا للشباب الفرصة كي يرسلوا لنا أحلامهم وجاء لنا سبعمائة ألف حلم ، في الصناعة أحلام ، وفي الزراعة أحلام ، وفي التعليم وفي الصحة وهكذا ، أخذنا هذه الأحلام وحرصا منا على دور الشباب في النهضة طلبنا منهم ترتيب هذه الأحلام ، ودخل مليون من الشباب والنساء والبنات وقالوا نريد في الصناعة 1 ، 2 ، 3 ، 4 .... ، وفي الزراعة 1 ، 2 ، 3 ، 4 ...... وهكذا ، فقمنا بأخذ هذا كله إلى المتخصصين في كل مجال من المجالات من أساتذة الجامعة ورجال الأعمال وطلبنا منهم أن يعطونا رأيهم في كلام الشباب ، وأي من المشروعات يكون الأساس الذي نبدأ به ، جلسوا يشتغلون لمدة شهرين وقدموا لنا في الزراعة ، وفي الصناعة، وفي التعليم ، وفي كل مجال من مجالات النهضة الأحد عشر المشروع الأساسي الذي لو نفذ تبدأ تحدث معه النهضة . أخذنا بدورنا هذه المشروعات وذهبنا للحكومات والرسميين من وزير للصناعة للغرفة التجارية لحكومة السعودية ، وعرضنا عليهم كلام الشباب وكلام المتخصصين وطلبنا رأيهم كحكومات وهل هذا الكلام يصلح ؟؟ نظروا فيه وقالوا موافقين ، فصار عندنا مشروع في كل مجال من المجالات الأحد عشر ، أعرفتم كيف تسير الأمور ، يعني يا جماعة مرحلة الأفكار والتجهيز انتهت .. أحد عشر مجالا وفي كل مجال مشروع أساسي يستطيع الشباب أن يقوموا به وبمساعدة الخبراء ، ومطلوب منا كل حلقة أن تأتي ونعرض المشروع ، أكيد ليست حلقة واحدة فنحن نتكلم عن مشروع لعشرين عاما ، فبمجرد أن نتفق على مشروع ممكن تدور حوله حلقة أو حلقتين ، فنحن اليوم مثلا سنتكلم عن الصناعة وكذلك الحلقتين اللتين بعدها ، ثم نتكلم عن الزراعة ، ثم التعليم ، وفي كل مرة نعرض مشروعا . سيقول البعض هل نحن نتكلم عن الصناعة أم التعليم أم الزراعة لقد اختلط علينا الأمر ، أقول لكم أتعلمون مجالات النهضة هذه مثل ماذا ؟ إنها مثل لعبة puzzle الخاصة بالأطفال والتي تعتمد على تركيب المكعبات بالترتيب في بعضها البعض وينتج عن ذلك صورة كبيرة لما يراها أحد يعجب بها وبجمالها لكن هذه الصورة عبارة عن ماذا ؟ هي عبارة عن مكعبات صغيرة تدخل كل منها في الأخرى ويركب بعضها في بعض ، وكلما ركبت اثنين في بعضهما البعض يعطيك شكلا إلى أن تكتمل الصورة في النهاية . ونحن معنا نفس الفكرة لكن عندنا أحدى عشرة قطعة فقط ، تمثل مجالات النهضة ، وهذه الإحدى عشرة قطعة سنركبها في كل حلقة في بعضها البعض ، وفي النهاية ستشكل صورة اسمها النهضة وهي صورة جميلة جداً جداً جداً ، وحتى تتم هذه الصورة سنركب الأحد عشر مجالا في بعضهم البعض ، ويأتي مجموعة من الشباب ومعهم قطعة من الصورة وهي المشروع الذي سينفذونه ويقولون هذه قطعة الصناعة ، ويأتي مجموعة أخرى من الشباب ويقولون ها هي قطعة الزراعة ، ويركبوا الصورتين في بعضهما ، ثم يأتي شباب ويضعوا قطعة التعليم ، ويأتي آخرون بقطعة المرأة لأن دورها أساسي في هذه النهضة ، وهكذا حتى تتضح ملامح الصورة ، بالضبط مثل فكوتنا هذه ، وعلى قدر قدرتك على تخيل الصورة الحلوة للنهضة ، على قدر ما تكون الصورة حلوة ، الله على هذه الصورة ، انظر صورة النهضة وجمالها !! انظر وقد قلت نسبة البطالة !! نعم من 30% إلى 5% ، انظر التعليم الأولاد لا يتعلمون بالتلقين فقد صار التعليم يعتمد على الفكر ومراكز الدماغ والإبداع . انظر الصناعات الصغيرة وقد كثر الشباب العاملين بها ، انظر المرأة وقد أخذت دورها في النهضة ، انظر صلاة الفجر وقد امتلأ المسجد بالمصلين ، انظر الحب وقد صار شعار كل أسرة .. أرأيت الصورة ؟ أترككم نصف دقيقة تعيشوا النهضة في مخيلتكم ، ولكن نصف دقيقة كثير سأترككم ثلاث ثواني تتخيل فيها النهضة التي ستحصل على أيديكم أيها الشباب ، فأنتم من سيعيش هذه النهضة فهذه نهضتكم أنتم ، هل ترون كيف ستكون ؟ اسرح بمخيلتك .... الله .. ما أجملها ! آه ..... في واحد بيننا رآها مثل نهضة أوربا ، لا ليست مثلها ما رأيته خطأ ، لماذا ؟ لأن نهضة أوروبا ليست كاملة ، صحيح أنها من ناحية الشكل كاملة ، لكن الصورة باهتة ، لأن ينقصهم السعادة ، فنهضتهم قائمة على المادية فقط ، ولا يوجد روحانيات وإيمان وقرب من الله تبارك وتعالى ، لكن نهضتنا شيء ثاني مختلف تماما ، الشباب الذين قاموا بهذه النهضة يصلون ويقوموا الليل ويصلون الفجر ويعبدوا الله ويتلون القرآن ويحبون دينهم .... أرأيتم الصورة مختلفة فنهضتنا ليست مرتكزة على ساق واحدة ، ولا قائمة على رجلين واحدة مادية وواحدة روحية إيمانية ، فنحن نعمل هذه النهضة من أجل الله ، مخلصين لله ، وليست مجرد نهضة ، ستكون نهضتنا شيء مختلف تماما ، أعرفتم ماذا نفعل ؟ على فكرة .. نحن نطلب من الشباب الذين يعرفون في عمل عرض حيوي على الكمبيوتر (animation) ومبدعون ومبتكرون في الكمبيوتر يعملوا لنا فكرة للأحد عشر مجالا ، ونختار أحلى عرض ونعرضه بالحلقة . اليوم سنركب أول قطعة ، وكل ما فات من صناع الحياة كان من أجل أن يبدأ هذا اليوم ، وأول قطعة اسمها الصناعة . الحلقة الماضية تكلمنا عن البطالة ، وذكرنا أن البطالة في الوطن العربي وصلت إلى 16 مليون عربي ، في هذه اللحظة هناك 16 مليون عاطل في الوطن العربي ، مما يدل على أن أعلى معدل بطالة في العالم موجود في بلادنا ، ومن بين الشباب 26.5% من شباب الوطن العربي عاطل ، يعني من كل ألف شاب 265 عاطلا ، ولو استمر الحال على ذلك ستأتي سنة 2013 م وسنجد 80 مليون عاطلا ، وهذه إحصائية منظمة العمل الدولية ، معنى هذا أن هناك شباب سيولدوا ويتعلموا ويتخرجوا ويجلسون في بيوتهم ويموتوا دون أن يجدوا عملا ، اليوم سنضع في صورة النهضة قطعة الصناعة ، وما سنفعله اليوم ليس فقط مساعدة في حل مشكلة البطالة ، ولكن الصناعة هذه شيء أساسي لأي نهضة ، ولا يمكن حدوث نهضة بدون صناعة ، ففي تاريخ البشرية كله لم تحدث نهضة إلا بالصناعة ..في الماضي والحاضر والمستقبل ، فلا توجد دولة في تاريخ البشرية نهضت إلا وكان لديها صناعة. ولنتصفح التاريخ ، ولنرى معا نهضة المسلمين ،

 هل تتخيلوا أن المسلمين كانوا سيظلوا محبوسين داخل الجزيرة العربية الضيقة لولا أنهم انطلقوا للبحر الأحمر والبحر المتوسط ، وانطلق المسلمين في أنحاء العالم وصار البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وكأنهم بحيرتين إسلاميتين لكن العرب لم يكن لديهم خبرة بركوب البحر ويخافون منه ، فعندما بُعِث لسيدنا عمر بن الخطاب أن يركب البحر ، قال : نحن لا نعرف ، فأنا ومن معي ليس لدينا مانع ، لكننا لا نعرف !! اسأل نفسك كيف فعل المسلمون ما فعلوه من فتوحات ؟! ظهر من المسلمين جماعة برعوا في صناعة السفن والملاحة ، وصاروا أساتذة فيها ، ولم تكن نهضة المسلمين إلا من بداية هذا اليوم ، عندما عرفوا صناعة السفن ، ليس هذا فقط ..

 تخيلوا أن الدولة العباسية والنهضة العظيمة اللي حصلت في بغداد - بغداد التي كانت تضيء العالم بالعلم والمعرفة – تخيلوا أن بداية النهضة كانت كتاب ، فتح للناس الطريق للنهضة ، تفتكروا ماذا كان اسم الكتاب ؟! لن تصدقوا .. كان اسمه (( أصول الميكانيكا )) بداخله مائة تركيب ميكانيكي ، كتاب كله صور لأجهزة ميكانيكية ، هكذا كان المسلمين ، نريد أن نفعل مثلهم . بدأت النهضة بكتاب أصول الميكانيكا لأبناء موسى بن شاكر ، وكانوا من حفظة القرآن ومن القرآن كان المائة تركيب ميكانيكي التي قامت عليها النهضة الكبيرة . '

صلاح الدين لم يقدر أن ينتصر على الصليبين في بداية الأمر ، وكان وراء انتصاره مركب كيميائي سريع التفاعل مع حصون الصليبيين ، وبه استطاع أن يخترق حصون الصليبيين ويحرقها ، هذا النصر كان وراءه فكرة صناعية .. إذا كانت هذه نهضة المسلمين ، فما نهضة أوروبا ؟ إن نهضة أوروبا الحديثة اعتمدت كلها من بدايتها وحتى قيامها علي اكتشاف الآلة والثورة الصناعية ، ألم نتعلم هذا بالمدارس ، فعلى أي شيء قامت نهضة الصين الحديثة ؟؟ قامت على الصناعات الحديثة . انظروا القرآن يحكي لنا أن العهد الذهبي لبني إسرائيل أيام سيدنا داوود وسيدنا سليمان كان قائما علي الصناعة قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10 ،و كان هذا شعار المرحلة ، فعندما عرفوا يتعاملوا مع الحديد ويصنعوه ..قامت نهضة غير عادية.

هل تعرفون الصناعة ماذا تعني ؟

أنك تحوّل شيء قيمته قليلة جدا إلي شيء قيمته أكبر بكثير جدا ، وتجعل لك قيمة بين الناس ، أتعرفون مثل ماذا ؟! أتعرفون قطعة الحديد كم ثمنها ؟ أكيد شيء بسيط جداً ، فما الفرق بين قطعة الحديد وكاميرات الفيديو ؟ هذه أصلها من هذه ، هل تتخيلون ذلك ؟!! ليس هذا فقط بل أصبح لك قيمة بين الناس لأن هذا المنتج كل الناس تبحث عنه ، إن بلادنا يملؤها الخير ، إن حب الله لهذه الأمة وضع في أرضنا جميع خيرات الدنيا من بترول وحديد ومعادن أشكال وألوان وحتى الشمس ، وكل ما تريدون من مقومات الصناعة ، نعم كل ما تريدون لأنكم أنتم خير أمة ، هيا إلى العمل يا خير أمة ، يا ترى استفدنا مما وضعه لنا الله في الأرض مثلما يريد ؟ ولا أعطيناه لغيرنا يكبر وينتج به ونحن نمد أيدينا ونأخذ الفتات. هل تعرفون أن بلادنا تصدر البترول الخام والرمل الخام والحديد الخام ، نصدر هذه الأشياء بدولارات قليلة ، وترجع لنا طائرات وسيارات بملايين الدولارات ، الحديد الخام نصدره من بلادنا بألف دولار أو ألفين أو ثلاثة آلاف دولار ، ويرجع لنا فورد أو مازدا أو تويوتا بملايين الدولارات ، هذا الخير خرج من أرضنا ، تخيلوا بلد مثل اليابان ، اليابان 80 % من أرضها جبال ، تعداد سكانها 120 مليون نسمة، كلهم يعيشون في قطعة أرض صغيرة ليس بها موارد نهائيا أو فقيرة في الموارد ، فليس لديهم مثل ما عندنا ، ليس لديهم معادن مثل ما نمتلكه منها ، ليس لديهم بترول مثل الذي نمتلكه ، كل ما عندهم زلازل و براكين، إنهم يعيشون في صعوبات ، لكن اسمعوا هذه المفاجأة التي ستؤلمكم ، اليابان تنتج أربع أضعاف إنتاج العالم الإسلامي كله بما فيه البترول ، أربع أضعاف كل إنتاج العالم الإسلامي تنتجه اليابان وحدها رغم كل المشاكل لديها، أتعرفون ما الفرق ؟! هم يعملون الصناعة والصناعة تشكل النهضة ، بينما نحن نصدر المواد الخام ومهما صدرنا من المواد الخام لن تقوم النهضة ، هذا هو الفرق .. يا أخواني الكاميرا الياباني عبارة عن بعض الحديد والبلاستيك ، تفتكروا كم ثمنهم ؟ يمكن خمسة دولارات ، الكاميرا الياباني تباع بكم ؟ تباع بثمانمائة دولارا وألف دولار ، فما الفرق بين الخمسة دولارات والألف دولار؟ الفرق في العقل الذي اشتغل وفكر ، انتبهوا لو وجد العقل الذي يعمل تأكد أن النهضة ستحدث ، هذه هي النهضة ، وطالما ما زلنا نصدر المواد الخام والعقول يعلوها الصدأ حتى لو كان العائد ملايين الدولارات ، لن تحصل النهضة .. لماذا ؟ لأنك في كل عملية صناعة أنت تحول فيها الشيء ذا القيمة القليلة إلى شيء قيمته كبيرة . كل ما أريد أن أقنعكم به أن النهضة لا يمكن أن تقوم من غير الصناعة ، وهذا دوركم أنتم يا شباب وتذكروا .. أن كل عملية صناعية ورائها دماغ ، ورائها عقل مفكر عامل ، يعني وراء كل آلة تتحرك دماغ فكرت وأبدعت ، وكل منتج نراه وراءه دماغ فكرت وأنتجت ، يعني لو العقول فكرت وأبدعت أكيد ستحدث النهضة ، لو رأينا آلات تعمل ومنتج يظهر لنا ،سنشتم رائحة النهضة ، لكن لو وجدنا مواد خام تصدر وليس هناك منتج ، مباشرة نعرف أنه لا يوجد عقول تعمل ونشتم رائحة التخلف ، والدليل على ذلك أن العالم الإسلامي أعطاه الله أعلى نسبة موارد في الكون من المحيط للمحيط ، ولكنه حاز على أعلى نسبة تخلف في العالم ، لماذا ؟ لعدم وجود الصناعة المنتجة . طالما هناك عقول تفكر سيكون هناك صحة جيدة وتعليم جيد واقتصاد عامل قوي وتتحرك العجلة وتكون النهضة ، هدفي من هذا الكلام كله أن نعرف أنه لا نهضة بلا صناعة . ماذا نفعل ؟ وما المشروع الذي سننفذه ؟ نريد تحويل كل الكلام النظري الذي نقوله إلى مشروع ، أكيد اقتنعنا بأنه لا نهضة بلا صناعة ،


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نريد عمل مشروع للصناعة نعمل به نهضة صناعية في بلادنا ، كلام كبير جدا ، من سينفذه ؟ سينفذه الشباب بإذن الله ، ويشارك فيه البنات ، وكلنا سنشارك فيه ، سيشارك فيه خبراء ، ونعمل به سوياً . اليوم أول مرة نتكلم عن مشروع حقيقي من أول ما بدأنا مشوار صناع الحياة ، نتذكر يا شباب يوم قلت لكم : من يمد يديه ويعاهد الله ويعاهد النبي أن يعمل في هذا الطريق ويقابل الله يوم القيامة ويقول : يا رب كان عندي ذنوب ومعاصي ،لكن أشهدك يا رب لقد عشت لنهضة هذه الأمة ..وهذه يدي تشهد أنني عملت ، ستبدأ اليوم مجموعة بمد أيديها في المشروع قائلة : عاهدتك يا رب ، تنبهوا قوله تعالى : {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً }الأحزاب15 ، وكذلك قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }المائدة1، انتبهوا هذه اليد لو وفت بالوعد ستأتي منيرة يوم القيامة فقال تعالى : {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12 أوفوا بالعهد يا جماعة .. اسمعوني جيدا وركزوا معي ، اليوم سنبدأ أول مشروع ، أول مشروع في الصناعة ، المشروع كبير ولا تكفي له حلقة واحدة لأننا نتكلم كلام كبير جدا ونريد أن نقنع الشباب أن هذا المشروع سهل جدا وممكن تنفيذه لكن بشرطين : جدية الشباب وصبرهم ، ووجود خبراء ، ولو وجدا الاثنين ثقوا أننا سنعمل شيء لم يسبق أن عمل مثله في العالم العربي من قبل ، سنقابل الله يوم القيام بعملنا هذا رافعين رؤوسنا ، سنعمل شيء نستحق من خلاله احترام الغرب والشرق لعزة دين الله ، هذا ليس شعارا لأننا بالفعل قمنا بجهد علمي حقيقي ولم يبق إلا الرجولة والجدية وطول النفس .

شرح المشروع :

مشروع صناع الحياة و النهضة في الصناعة
مشروعنا مرتبط بالحلقة الماضية حلقة البطالة ، مشروعنا هو (( الصناعات الصغيرة )) ، ما معنى الصناعات الصغيرة ؟ بهدوء ونفهم بالتفصيل ، صناعات صغيرة يعني واحد أو واحدة طبعا لأن النهضة ستكون من الشباب والفتيات على حد سواء ، اثنين أو ثلاثة أصحاب يكونوا شراكة مع بعضهم البعض ويعملوا مشروع صغير ، لكن ماذا ينتج ؟! ينتج منتجا صغيراً وبسيطا أي ليس معقداً تكنولوجياً ، ولا يحتاج لمال كثير ، ينتجوا مع بعض أو يشغلوا معهم الشباب أو يشتغلون بأنفسهم أو يشركوا معهم أي عدد من الناس: واحد أو اثنان أو خمسة أو عشرة أو عشرين لو ربنا فتح عليهم . هذا هو المشروع الصغير ، ماذا سننتج ؟ ! أشياء بسيطة جداً مثل : القميص أو الملابس ، هذه اسمها صناعات صغيرة ، اثنين أو ثلاثة أصحاب يتفقون على إنتاج قمصان .. وكذلك مثل الأثاث ، المنضدة التي أجلس عليها ، هذه اسمها صناعات صغيرة ، الأثاث اسمه صناعات صغيرة . أو تنتجوا سجاجيد ، مثل سجادة الصلاة التي أشرت لكم أكثر من مرة عنها فنحن نستوردها من الخارج .. ومثل التحف والهدايا ، فالكارت الصغير الذي نرسله هدايا للناس في المناسبات والأعياد نستورده من الخارج .. ماذا ننتج أيضاً ؟ أشياء بسيطة مثل : كل أدوات الطلبة الخاصة بالمدارس ، فالقلم مستورد ،انتجوا قلم مثل هذا ، أرأيتم ماذا تعني كلمة صناعات صغيرة .. هذه الكلمة ليس لها أخر فكل أدوات المدارس من التختة والكراسي والسبورة والطباشير و حتى أقلام السبورة والماسحة السبورة .... كل أدوات المدارس.. ومثل ماذا أيضاً ؟ مثل احتياجات المنزل ، من ملاعق وشوك وسكاكين وصحون وأكواب ، والمفروشات الخاصة بالمنزل وأغطية الآسرة ، فكل هذه الأشياء نستوردها ، نعم نستوردها ، ألو أقل لكم نشم رائحة الصناعة عندما نجد الإنتاج ، ونشم رائحة التخلف لما نجد تصدير المواد الخام . هل نتخيل أننا نصدر الرمل و يرجع لنا زجاج!! أي زجاج ؟ عبوات الزجاج الصغيرة التي نشرب ونأكل فيها ومنها برطمان المربى وزجاجة الزيت ..كل هذا مستورد نحن نصدر الرمل الذي ملأ بلادنا لأننا أخرنا مواد خام و ليست ملكنا ، فالله وضعها لنا هبة في الأرض ونحن لا نفعل بها شيئاً ، نحن مثل من ورث ميراثاً ويأتي له من يفهم ويعرضوا عليه الشراء فيقول لهم : هي تساوي كم ؟! ببساطة يقولون : خمسة دولارات ، فيبيعها لهم ، وبعد ذلك يشتريها منهم بألف دولار ، انظروا كيف ضحكتم عل حال الرجل !! وأكيد عندما نراه سنضحك عليه حتى الصباح ، هكذا نحن ، نحن هذا الرجل ، فنحن نضحك الآن ، لكننا نضحك على أنفسنا .. عرفنا معنى الصناعات الصغيرة ، مثل ماذا ؟ أغلب احتياجات المستشفيات ، فراش السرير ، وسرير المستشفى ، أنا لا أتحدث عن الأجهزة التكنولوجية المعقدة في الطب ، ولا أتكلم عن الأجهزة المنزلية كالغسالات والثلاجات ، فليس لنا دخل بهذه الأشياء ، فصناع الحياة يتكلمون عن المشروعات الصغيرة ونذكر الأمثلة مرة أخرى : ملابس ، سجاجيد ، نجف ، كل احتياجات المنزل من أثاث و مفروشات ، كل احتياجات الطالب من دفاتر وخرامة ودباسة ودرج يوضع به الورق ، وكل احتياجات الجامعات ، الكتب والورق والطباعة والتجليد ، كل هذه صناعات صغيرة .. مدارس ..مستشفيات ، جامعات ..ما هذا ؟ هذا كثير جداً ، حاجات صغيرة كثيرة جداً جداً وتعمل نهضة والصين اشتغلت عليها وعملت بها نهضة ونحن ليس لنا دخل بأحد ، نحن نتكلم على نهضتنا ونحن ..... يا شباب هل نتكلم في شيء مستحيل ؟ لكن سنساعدكم حتى النهاية ، حتى أخر خطوة ، لكن كيف يعمل المشروع ؟ طبعاً لن أستطيع أن أمسك يدك وأجبرك على العمل ، سأسلم لك المشروع وانتظر منك العمل والرجولة كي يستمر ويكمل .

والآن ما هي مميزات المشروعات الصغيرة ؟

إن للمشروعات الصغيرة مميزات خطيرة جداً : أولها : أن رأس مالها قليل ، فمثلا سيدة ستشتري ماكينة خياطة وتصنع عليها لعب الأطفال ، الدببة الخاصة بالأطفال ، عبارة عن القليل من القطن وقطعة قماش تخيط ويؤتى بزرا رين كعينين والأطفال تلعب ، شيء بسيط جدا ، طيب ماكينة الخياطة كم ثمنها ؟ ولا شيء ماكينة الخياطة حتى لو كانت مستعملة . اثنين شباب أصحاب في كلية الهندسة ماذا يفعلون ؟ ..يعملون شركة مع بعضهما مشروع صغير ، يصنعوا جرس الباب ، نعم جرس الباب ..توصيلة درسوها في كلية هندسة سنة أولى ..هذه هي المشروعات الصغيرة ..

أغطية السرائر ، قماش ويخيط ، مستشفيات بلادنا كل أغطية السرائر فيها صنع في الصين ، شيء مضحك ، نحن نضحك لأننا نشفق على حالنا ، أرأيتم المشروعات الصغيرة ، هذا هو الموضوع ببساطة .. ثانياً : من مميزاتها عدم المخاطرة لأن رأس المال قليل ، وليس بها مخاطرة بالعمر ولو اشتغلت سنتين ولم تبيع شيئا ستكمل حياتك ، فليس هناك مشكلة كبيرة أبداً . ثالثا : من مميزاتها أيضاً ، أنها لا تحتاج لمكان كبير فممكن ورشة صغيرة أو غرفة فوق أسطح المنازل أو في البدروم ، وعندما يفتحها الله عليك تشتري وتكبر المشروع رابعاً : من مميزاتها أيضاً ، أنها لا تحتاج خبرة كبيرة ، ونحن سنساعدك على الحصول على الخبرة ولو أن الموضوع لا يحتاج خبرة كبيرة ، العملية ست أو سبع جلسات وتتعلم وتصير أستاذاً وتصبح صاحب مشروع صغير . خامساً : من مميزاتها أيضاً ، طالما أنها أساسية لاحتياجات المدارس والمستشفيات والبيوت يعني ذلك أن تسويقها أكيد طالما أنها أساسية. سادساً : من مميزاتها أيضاً ، ممكن يعمل بها رجل أو امرأة ، فهي لا تتوقف على سن معين ولا جنس معين .. سابعاً : من مميزاتها أيضاً ، أنها لا تحتاج لخبرة إدارية كبيرة لأن أنتم في الأول والأخر اثنين أو ثلاثة ، فلا نحتاج لشخص مخضرم في الإدارة . ثامناً : تنظيمها سهل وليس صعباً ، تكنولوجيا سهلة ليست معقدة ، أشياء بسيطة تتعلمها أو يدرسها الطالب في كليته.

كل هذه المميزات على رأسها ميزة إضافية ، هل تعرفون ما هي ؟

أنها تساعد وتساهم بشكل أساسي في حل مشكلة البطالة ونحن قد وضعنا شعاراً للبطالة قوله تعالى : { َمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }

تخيل أن في إيطاليا مليونين و300 ألف مشروع صغير! فلو كان متوسط من يقوم على كل مشروع تقريباًعشرة أفراد، فهذا يعني أن 20 مليون إيطالي يعملون في مشروعات صغيرة، يعني أن مليوني شخص إيطالي أحيوا 20 مليون شخصا ، أنتِ وأنتَ كم ستحيون؟ فنحن نتكلم عن الثواب وطاعة الله ، فاحيوا شاب ستأخذه المخدرات ، هذه مميزات المشروعات الصغيرة ، أرأيتم الموضوع خطير جداً ، هل تستطيعوا عمله ؟؟
انتبهوا نحن لم نختار في صناع الحياة الصناعات الكبيرة ولا المتوسطة ، لكن اخترنا مشروع ممكن لشباب صناع الحياة عمله وهذا ما أختاره الخبراء ولم اختاره بنفسي ، وأقولها ثانية ، والله سنحاسب حساباً شديداً يوم القيامة ، عيب عليكم ولكن كلمة عيب قليلة ، حرام عليكم ولكن كلمة حرام قليلة ، سنأثم يوم القيامة على ما يحدث الآن ، نعم سنأثم ، ماذا تعني كلمة سنأثم ؟؟ أفهمكم ، هناك مصطلحاً في الشريعة الإسلامية اسمه (( فرض العين وفرض الكفاية )).

ما فرض العين وفرض الكفاية ؟

فرض عين: أي يتعين علي كل واحد منا أنه لا بد أن يقوم به بنفسه ، مثل الصلاة والصوم .لا يصح أن يصوم عنك أحد, أو يصلى عنك أحد طالما أنك على قيد الحياة ، ولو أحد صلى عنك لن ينفع ولا يصح ، إذن فرض العين لا بد أن يقوم به الشخص بنفسه . وفي شيء اسمه فرض الكفاية : يعني لو واحد قام به فإنه يكفى عن الباقين ، كفى عن بقية الناس ويبقى كفاية هذا ولا أحد يكمل (من هنا جاءت كلمة كفاية) ، طيب لو لم يقم به أحد ، كل المسلمين يأثموا ،كل الأمة يوضع في كفة سيئاتها ذنوب فرض الكفاية الذي لم يقم به أحد من المسلمين . ما هذا ؟!! هل فهمتم ماذا قصدت من هذا الكلام ؟ الناس كلهم عندهم مفهوم محدود لفرض الكفاية ، أعطيكم مثالاً : ونحن جالسين الآن فدخل واحد علينا وقال: السلام عليكم ، هل يجب على كل من في الأستوديو رد السلام ؟ ليس لازما من كل الناس ، لو واحد في الأستوديو رد يكفي عن الآخرين ، أرأيتم جمال الإسلام ! طيب لو لم يرد عليه أي أحد ؟ كل الناس الذين في الأستوديو تأخذ ذنوب ..يعني واحد يكفي الباقين كلهم ..فاهمين ... مثال أخر : الآن بيننا شخص عطس، فلو واحد فقط قال له : يرحمكم الله ، يسقط عن كل الباقيين كأن كلهم قالوا ، طيب ولا واحد رد ، كل الناس تأخذ ذنب إنها لم تشمت العاطس . فنحن جميعاً نفهمها هذا الفهم المحدود ، لكن فرض الكفاية أوسع وأعمق ، فكل ما تحتاجه الأمة لعزتها واكتفاءها الذاتي لإقامة حياتها اسمه فرض كفاية ، يعني صناعة الدواء فرض كفاية ، والصناعات الصغيرة فرض كفاية ، فلو لم يكن هناك من يقوم بالصناعات الصغيرة نأثم جميعاً .. كلنا نأثم ، طالما نستطيع إنتاجها وتصنيعها . ولا نفهم الكلام أننا لن نستورد شيء من الخارج ، فهذا غير ممكن ولكن الذي نستطيع عمله ولم يقوم به أي واحد منا - مثلاً أستيكة التلاميذ- توضع في كفة سيئات الأمة يوم القيامة ، معنى فرض الكفاية إن لو لم يعمله أحد سيحاسب الجميع عنه يوم القيامة لأن الأمة كانت تحتاج هذا ولم يفعله أحد ، يا شباب من يفعله يبعد عن الأمة كلها هذه الذنوب . يعني أنا أرى في كفة سيئاتنا يوم القيامة ...تعالوا نرى ماذا ؟ ..أنا أرى ملايين الأساتيك والبرايات والخرامات والملابس ...

ما هذا هل أنت متخيل الصورة ؟؟؟

انظر إلىكفة حسناتك وسيئاتك، أنت يوم القيامة الآن - فاكرين في نلقى الأحبة وفي رمضان ونقول لكم تخيلوا معنا و أنك واقف أمام تنظر في الميزان ، طيب تخيلوا اليوم ونحن نقوم بالنهضة أنت أمام الميزان وكفة الحسنات والسيئات- ففي كفة الحسنات : ها هي الصلاة والصوم والعبادة والحجاب و...... و....... و...... ، وفي كفة السيئات : ها هي المعاصي والذنب الفلاني والذنب الفلاني والذنب الفلاني ما أخبار كفة حسناتك وسيئاتك ؟؟ الحمد لله الحسنات رجحت ..فإذا تنتظرك مفاجأة ! ملايين الذنوب ، وهذا نصيبك من فروض الكفاية التي لم يفعلها أحد في الأمة ، يا رب أنا كنت محامي ولا كنت تاجر يا رب أنا كنت محاسب ، فلماذا توضع لي السيئات الخاصة بالصناعات الصغيرة فأنا ليس لي دخل بها، أتعرفون السبب ؟ لأنه لم يقم بها أحد في الأمة فلا بد من أن تحمل في كفتك من هذه الذنوب ، يتوسل : يا رب أنا كنت أصلي وأصوم ، فيأتي رد الله قاطعاً : أنا لم أمرك بالصلاة والصوم فقط فلقد أمرتك بالصوم والصلاة وإصلاح أمتك فماذا فعلت في هذا الموضوع ........ ، وسنجد ذنوب مقسمة علينا جميعاً ، عل بيننا من فكر في هذا الأمر ، عندما يأتي شاب ويقول : يا رب أنا عملت فرض كفاية أنا اشتغلت في الصناعات الصغيرة ..لم يكن هناك من يعمل فيها ، هذا هو العهد الذي حدثتكم عنه ، فيرفع الله عنه هذه السيئات وتتحول لميزان حسناته ، وليس هذا فقط بل يرفع عن الأمة جميعها هذه الذنوب وأنت تأخذ حسنات على قدر رحمتك بهذه الأمة ، تخيل تنزل كفة الحسنات بمنتج صغير أنتجته – كارت أو لعبة أطفال - هذا فرض الكفاية يا شباب نحن في الصناعات الصغيرة ..كفتنا مليئة بالسيئات ، بالله عليكم ارفعوها من علي أكتافنا، ارفعوا من على أكتافنا هذه الذنوب بعملكم في المشروعات الصغيرة . هل عرفتم قيمة المشروعات الصغيرة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد له رب العالمين

يا جماعة الفكرة التي نتكلم عنها هو فرض الكفاية ، لا نريد أن نفاجأ يوم القيامة بذنوب عن أشياء قد غفلنا عنها ، وما ذلك إلا لأن الأمة كلها لم تكن تعمل ، فتوزع السيئات على الأمة كلها ، أريد أن أوضح لكم الآن الأشياء الصغيرة التي نستوردها ، وأريدكم خلال ذلك الحديث تتخيلوا كيف ستكون كفة سيئاتكم يوم القيامة ، فنحن جميعاً مسئولون عن هذا التقصير إلى أن يأتي شاب أو فتاة يحمل عنا ذلك ويحفر في الصخر ويتوكل على الله تبارك وتعالى معيناً له ، فيعينه الله ويرفع عن أمة محمد وعن الوطن العربي كله هذه الذنوب يوم القيامة ولنرى سوياً ماذا نستورد ؟!!

• الأستك : الذي يربط به النقود ، تخيلوا أنه مستورد ، أليس هناك شاب يعمل هذه الصناعة الصغيرة .
• الأستيكة ( الممحاة ) : كم مليون أستيكة يحتاج لها التلاميذ في الوطن العربي ، ألا يوجد من يحب أن يصنع مثلها .
• السلوتيب ( الشريط اللاصق) : الذي يستخدمه الطلبة في المدارس أيضاً مستورد ، ألا يوجد اثنين أو ثلاثة يعملوا مثل هذا المنتج وسنساعدهم . وتكملة المشروع في الحلقة القادمة سنقول لكم كيف سنعمل هذه المشاريع ، ستقولون أنه يأتي من الخارج بسعر أرخص ، سنتعرف على كل ذلك عن طريق الخبراء الحلقة القادمة ..
• البلاستر ( لاصق الجروح ) : كذلك مستورد .
• خرامة الورق : الخاصة بالمكاتب تصنع في تايوان .
• الشمع : هذه الشمعة الصغيرة مستوردة ستقول : إنها جميلة ، يا أخي هذه الشمعة التي ننير بها في الظلام ..
• جرس الباب : هل يوجد بيت ليس فيه جرس للباب ؟ يا طللبة وخريجي الهندسة والعلوم ارفعوا عنا هذه الذنوب الكثيرة .
انتبهوا الأشياء التي أعرضها عليكم ..أشياء أساسية لا نقدر أن نستغني عنها ..يعني ارفعوا من علي أكتفانا فروض الكفاية التي سنسأل عنها يوم القيامة ، اعملوا مشروعاً صغيراً وأحيوا نفوس ماتت في البطالة والموضوع صغير جداً يعني أنا بعرض فكرة قابلة للتنفيذ..

• ألوان الأطفال : يا طلبة كليات فنون ألوان الأطفال مستوردة من الصين ، هذه العلبة ، ماذا فيها هذه العلبة ؟ ألوان بسيطة ليس فيها أي شيء معقد .
• لعب الأطفال ( الدببة ) : تخيلوا أنها مستوردة .
• آلة تنبيه السيارة ( الكلاكس )
• الختامة التي نختم بها مستوردة .
لماذا لا تكون لدينا مثل هذه المشروعات الصغيرة ؟ وماذا يفعل الشباب ؟ يا طلاب الجامعة ويا شباب الثانوية لماذا لا نعمل مثل هذه المشروعات ؟ لماذا لا يوجد لدينا هذا الطموح ؟ لماذا ننتظر من يشغلنا بعد التخرج ؟ لماذا نقول غير ممكن ومستحيل ؟ أيتها الأمهات : نحن بحاجة لكُنَّ اليوم بالأمس كنا معا في نلقى الأحبة ، واليوم نحتاج مساعدتكن للتفكير مع أبنائك وحثهم على العمل ومساعدتهم ، استغني عن بعض مجوهراتك وأعطي ابنك كي يبدأ مشروعه و ادعي له بأن يفتح الله عليه .

• قاطع الحديد والمعادن : ماذا فيه ؟ عبارة عن قطعة حديد تستخدم في تقطيع الحديد .
• الموتور الصغير : لماذا لا نجد من شباب كلية هندسة من يصنعه .
• البرطمان ، هو عبارة عن حبات من رمال بلادنا نصدرها وتعود برطمانات ، ماذا فيها ؟ شكلها جميل وحلوة ، نتقن عملنا ونعمله بهذه الطريقة .
• المقلمة ، عبارة عن قطعة بلاستيك وسوسته ، صناعة الصين ، ماذا فيها ؟
• المنظفات الخاصة بدورات المياه والحمامات ، كلها مستوردة من يحمل من على أكتافنا هذه الذنوب ويتحرك ويعمل معنا في صناعة مثل هذه الأشياء ؟!! سأروي لكم حكاية طريفة ، ذهبت إلى شخص يساعدنا ويقول لنا ما كمية الأشياء التي نستوردها في الوطن العربي ، شخص مختص في وزارة من الوزارات ومسؤول عن العمليات الإحصائية في الصناعة ، فقلت له : أريد أن أعرف الأشياء التي نستوردها من الخارج .. قال لي: أنت تمزح معي ؟؟ أنت مفروض تسألني العكس وهذا ما أستطيع أن أحضر لك به قائمة ..أن تطلب قائمة بالأشياء التي نعملها وليس ما نستورده ؛ لأننا نستورد كل شيء .
الصناعات الصغيرة ، عرفتم ماذا تعني الصناعات الصغيرة ، كل ما أريده منكم بعد هذه الحلقة أن أجد الشباب على النت يسجلون أسماءهم في الصناعات الصغيرة ، إما عنده فكرة جاهزة ، وإما عنده إمكانيات ويريد الأفكار الممكن تسويقها ، وستساعدكم في الحلقة القادمة . أعرفتم لماذا نسعى لتنفيذ هذه الفكرة ؟ لعدة أسباب:

1- لا يوجد نهضة من غير صناعة
2- نحيي أنفس ميتة..البطالة أماتتها
3- نسقط فروض الكفاية عن عاتق أمة مثقلة بفروض الكفاية ..سنقابل بها الله يوم القيامة

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم: " لو وضع إيمان أبي بكر في كفة وإيمان الأمة في كفة ..لرجح إيمان أبو بكر " . هل تعرفون لماذا ؟ قال- عليه الصلاة والسلام :" ما سبقكم أبو بكر بكثير صلاة ولا بكثير صوم وإنما سبقكم بشيء وقر في صدره وصدقه العمل ". لما كانت الأمة كلها تحتاج لمن يقول كلمة يثبت بها الأمة كلها ، كان يطلع أبو بكر..فكأنه أسقط فروض الكفاية عن الصحابة كلهم نحن نريد أمثال أبا بكر تأخذ الثواب الثقيل هذا كله وتقول أنا سأرفع عنكم ويخلص نيته لله ، نحن لا نعمل نهضة من أجل كسب المال ، سنكسب إن شاء الله المال ، ولكننا نعمل ذلك من أجل ما هو أكبر من المال بكثير ، وهو لقاءنا مع الله يوم القيامة ، وهذا هو ديننا ، هذا هو الإسلام . هذه هي الصناعات الصغيرة ، لكن الصناعات الصغيرة ستفعل شيء أخر جميل جداً ، فنحن نصدر الوظائف حالياً ، ما معنى تصدير الوظائف ؟ يعني الشيء الذي ينتج في بلد أخر يعني أن هناك أناس آخرين اشتغلوا بدلاً منا ، فكأننا كان عندنا وظيفة وأعطيناها لغيرنا فعملوا هم بدلا من أولادنا ، وأولادنا واضعين أيديهم على خدهم ولا يجدون عملاً وغيرنا في البلاد الأخرى يعملون لنا ، هل أدركتم الآن ما يحدث ؟ سنشاهد الآن فيلماً عن منتج من الصناعات الصغيرة ، ويتم تصنيعه في شركة كبيرة جداً ، نحن فقط نرى الفكرة ، وهو صناعة القميص ، هذه الشركة كبيرة جداً تعمل في جميع أنواع الملابس ومن أضخم الشركات لا تعتبر شركة صغيرة ، بدأت بألفين عامل ومن ضمن منتجاتها القميص ، ويعمل بهذه الشركة الآن 26 ألف عامل ، مما يعني أن هناك 26 ألف بيت مفتوحة بسبب القميص إذن ما الموضوع و كيف؟

نحن نريكم أن تشاهدواالفيلم لنرى أنه شيء بسيط جدا ممكن أن ننتج منتجا ببلدنا ويكون جيد الشكل ويجد إقبالا من الناس على شرائه ، بل ويفضله الناس على غيره ، سنرى كم مرحلة يمر بها القميص كي نعرف كم يد عملت ؟ وكم فم أطعم ؟ وكم عقل فكر ؟ وكيف حركت هذه الصناعة الدنيا ؟

فيلم رحلة قميص البداية كانت بألفين عامل وعاملة والآن 26 ألف عامل وعاملة يعملون على نظام الورديات المتعاقبة يعملون 24 ساعة ، نقدر أن نقول بشرائك قميص محلي عالي الجودة ومتوسط السعر أو معقول السعر تساهم في فتح بيوت كثيرة وهذا من شأنه أن نتقدم ونتطور ونصير الأفضل ، كلما زاد الإنتاج كلما زاد البيع كلما استطعنا أن نطور أكثر ونحصل علي تقنية أفضل من أجل تحسين الجودة أكثر ونقلل السعر يعني نحن لن نعمل بهذا الحجم الكبير ..لكن شاهدنا الفكرة ، والفكرة أن نعرف رحلة القميص منذ كان قطناً إلى أن صار قميصاً يباع ..كم عائلة عملت ؟ وكم فم أطعم ؟ والوظائف ظلت في بلدك وشيء أخر أهم والأموال باتت في حضنك ..أنت الأموال التي ذهبت إلى الصين كي يعمل بها الصيني مثل النزيف هل تفهموا هذا المعنى ؟
المال لما يظل في البلد يأتي عليه الصباح وتذهب هذه النقود لشخص والشخص هذا يعطيها لشخص أخر وتظل الأموال تعمل فتكون التنمية ويسعد الناس وتكون الدنيا أجمل ، فهي مثل الدم الذي يضخ في جسم الإنسان ليغذي الجسم كله ، لكن لو حصل نزيف وخرجت هذه الأموال خارج البلاد ، يبدأ وجهك يصفر وتشعر بالمرض وينهار جسدك ، مثل ما يحدث لنا الآن . يا جماعة : لو لم نستطع أن نفعل هذا كله ، ممكن نصنع أزرار القميص ، وسنأخذ مثل لذلك : شاب لم يهن عليه أن نستورد البلاستر الخاص بالجروح ، وليس عنده القدرة على عمل كل البلاستر من أوله إلى أخره ، فاختار مرحلة وقال : عيب علينا وعمل فرض كفاية ونفذ المشروع بصورة مصغرة وكبر معه المشروع ولنرى هذا المثل ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم

الفكرة أننا نعرف شركة تنتج مواد لاصقة لها خصائص معينة ، ففكرت الحقيقة بدلا من أن نستورد المنتج نهائي في صورته النهائية ، أن نستورده في مراحل سابقة عن هذاو نكمل بقية المراحل هذه في مصر ، الفكرة هذه ستوفر فرص عمل كثيرة بدلا من استيراد هذه البكرة بدولار بنأخذ البكرة بدولار إلا ربع ونوفر ربع دولار نشغل به أيدي عاملة علىالماكينة التي تقطع يعمل اثنين أو ثلاثة ...والمصنع الذي يعبأ والذي ينتج الكور الداخلي للبكر و الذي يعمل العلبالخاصة بنا كل هذه فرص عمل تم توفيرها لكثير من الناس يشتغلون وينتجون ويأخذون أجر اً والأجر هذا هو الذي كنا ندفعه في فرق البكرة من الخارج ، فكرة الموضوع أننا نحاول أن نعمل أي مرحلة من مراحل التصنيع نستطيعها هنا ، أي مرحلة لا تحتاج لتكنولوجيا عالية أو نستطيع عملها ..نعملها هنا لأن هذا يجعلنا نخطو أول خطوة وبعدها نكون قادرين على الخطوات السابقة بإذن الله ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رأينا البلاستر الذي أنتجه أخونا هذا ووفر ربع دولار من على كاهلنا يوم القيامة ، ولكنني أود أن أقول في النهاية اشتغلوا يا شباب وليكن عندكم أمل وعزيمة ، وأنا أعرف رجل مصري كان يعيش في إنجلترا يعمل في فندق في الاستقبال ولا حظ أن مدير الفندق يشتكي من أن أغطية السرير والمفروشات تستورد بمبالغ باهظة جداً ، فعرض عليهم أن يشترى لهم من مصر هذه المفروشات بمبالغ قليلة ورخيصة ، فطلبوا منه أن يأتي بعينة ، وبالفعل أتي بالعينة واستعملوها وبعد شهرين وجدوا أن المنتج رديء ومفتل ، فقاموا بإلغاء الاتفاقية ، فقرر الرجل الرجوع إلى مصر وفتح ورشة صغيرة عبارة عن بدروم فيه ماكينتين وبدأ يصنع أغطية السرير ، وربنا فتحها عليه وبدأ يصدر للفندق ، وببركة الله تعاقد مع جميع المستشفيات البريطانية في بريطانيا (( هاروذ)) الذي تشتري منه ملكة بريطانيا ، ففي هذا المحل قسم المفروشات صنع في مصر ، ليس هذا فقط فهو الآن صاحب أكبر مصنع في العامرية بالإسكندرية لأغطية السرير . ما رأيكم يا جماعة ؟

انتهت حلقة (( لا نهضة بلا صناعة )) وعرفنا المقصود بالمشروعات الصغيرة ، وكيف تعمل وأهميتها من كونها تحي النفوس الميتة ، وترفع عنا ذنوب التقصير في فروض الكفاية ، المشروع سهل التنفيذ ولا يحتاج رؤوس أموال كبيرة وليس به تكنولوجيا معقدة ، ويبقى كيفية تنفيذه ..

ومن أجل تنفيذه نحتاج أربعة أشياء :

1- الخبرة : وسنساعدكم فيها من خلال الحلقة القادمة .
2- تمويل : وسنتحدث فيه الحلقة المقبلة .
3- صفات شخصية : كيفية إدارة المشروع وسنعطيكم التدريب اللازم ، ونوجهكم لطرق الحصول عليه الحلقة المقبلة .
4- معلومات : ستكون موجودة على الإنترنت الحلقة القادمة
والتفاصيل وطريقة العمل سنتكلم فيها المرة المقبلة ، ولكن قبل الختام عندي طاقة من الأمل أريد أن أقولها لكم : سننجح بإذن الله ، والأمر يا شباب أصبح مرتبط بكم جدا ، فأنا طلبت منكم الأسبوع الماضي أن ترسلوا أفكار مشروعات صغيرة ، وفوجئت وتأثرت بخمسة آلاف فكرة لدرجة أن الشباب مصورين الأفكار وكيفية تنفيذها من شباب الجامعة والبنات ، خمسة آلاف فكرة جاءت في أسبوع ، مما يدل على أن اتهام الشباب بالسلبية والضحالة لا أساس له . الأسبوع الماضي طلبنا من الشباب يتصلوا بالخبراء كي يتواصلوا معنا ، سبعمائة خبير في شتى المجالات أرسلوا لنا السيرة الذاتية كل هذا في أسبوع واحد ، رجال الأعمال اتصلوا بنا كي يعملوا معنا ، كل هذا طاقة أمل من طاقات الأمل.. لقد عملنا استيكر وكتيب اسمه صناع الحياة وطلبنا من الشباب توزيعه على الناس حتى ترى البرنامج وتتابع الفكرة .. فكرة النهضة ، الأمل يقول أن الكتيب حمل 130 ألف مرة ، والأستيكر حمل 60ألف مرة وتم وضعه على المساجد وفي وفي طاقة أمل أخرى أن الله كريم - سبحانه وتعالي- وأنه لا يضيع أجر المخلصين ، لا يمكن أن يضيعنا ، ليكن عندكم أمل يا شباب ، قوموا الليل وادعواالله وقالوا له: يا رب اجعل نهضة بلادنا علي أيدينا ، ادعوها بصدق ، يا رب اجعلني سبب في عزة الأمة العظيمة الضائعة .. اجعلني سبباً في نهضتها ، ادعُ وصلِ وقم الليل واقرأ القرآن وتوسل إلي الله تبارك وتعالي وأنا متأكد أن عز اًكبيراً للإسلام سيكون علي أيدينا بإذن الله بعون الله تبارك وتعالى. الأسبوع القادم هام جدا مطلوب منكم للأسبوع القادم

* أن يرانا الملايين ، اجعلوا الناس تشاهد الحلقات ..هذا الدور الأول المطلوب
* والدور الثاني اتصلوا بالخبراء ونقول لهم شيء واحد فقط ...ِشاهدوا الحلقة القادمة يا خبراء الصناعة، ، يا رجال أعمال ، يا خبراء دراسة الجدوى ويا خبراء التسويق ..حددنا أربعةولا نريد إلا شيء واحد وهو أن تشاهدوا الحلقة القادمة ...
* والدور الأخير إن أي شاب عنده فكرة مشروع صغير أو عنده تصور ليه أو عنده تجربة ناجحة في مشروع صغير يرسلها لنا على الإنترنت أو عل فاكس البرنامج ، كي يستفيد بها الشباب .
هذا هو المطلوب منكم ونريد الحلقة القادمة أن نرى شباب يرفع رأسه ويمد يده بالعهد ويرفع عن أمتنا ذنوب فرض الكفاية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
المصدر: Amrkhaled.net
  • Currently 216/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
71 تصويتات / 1581 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

tatweer
<p>good ideas</p>
tatweer فى 5 نوفمبر 2009 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

1,737,450