الإمام مالك إبن أنس
إمام دار الهجرة


يروى في فضله ومناقبه الكثير ولكن أهمها ما روي عن أبي هريرة
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم
فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة
إنه الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة
وصاحب أحد المذاهب الفقهية الأربعة
في الإسلام وهو المذهب المالكي
وصاحب كتب الصحاح في السنة النبويةوهو كتاب الموطأ
يقول الإمام الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.

نسبه
هو 'أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر
بن عمرو بن حارث' وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك
بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و 'عمرو بن الحارث
ذي أصبح الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي,
المدني, حليف بني تيم من قريش, فهم حلفاء عثمان أخي
طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين


وأمه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية
وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو صحابي شهد
المغازي كلها مع النبي

ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمروطلحة
وعائشةوأبي هريرةوحسان بن ثابت
وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا
عثمان بن عفان ومات سنة اثنتي وعشر ومائة
ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي ام البهاء
وكانت ممن يحفظون علمه

مولده ونشأته
ولد الإمام مالك في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين من الهجرة
712م ببذي المروة وكان اخوه النضر يبيع البز
فكان مالك معه بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل اولا بالعقيق
ثم نزل المدينة المنورة.


لقد نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث
وكان أكثر هم عناية عمه نافع المكنى بأبي سهيل,
وكان اخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى ان مالك
كان يكنى باخي النضر لشهرة أخيه دونه
بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة
التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له ، فقد حكي أنه كان يريد
أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم.

حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ الحديث وكان لابد من كل طالب علم
من ملازمة عالم من بين العلماء وقد جالس مالك ناشئا صغيرا
ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره
ثم اتجه مالك إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه
علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح الاحاديث:
" مالك عن نافع عن ابن عمر".
كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري ولولعه بالعلم نقض
سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء
يقول الإمام مالك: حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي
وقالت :إذهب فاكتب (تريد الحديث )

انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم العديد
من كبار العلماء، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية
التي عرف بها هو أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف
بابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ، فقد روي عن مالك أنه قال:
{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل . }


كذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا
نافع مولى ابن عمر وراويتٌه يقضي معه اليوم كله
من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني، وكان ابن هرمز
يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما
من حب وتآلف ووداد.


أخذ الإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهري وهو أول
من دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنورة
وقد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل
كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل البيت وأخرج له
في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث
واحد طويل هو حديث جاير في الحج والأربعة منقطعة
كذلك روى عن هشام بن عروة بن الزبير، محمد بن المنكدر
يحي بن سعيد القطان الأنصاري، سعيد بن أبي سعيد المقبري
وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي
وعبد الله بن المبارك والامام الشافعي وغيرهم
من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث
وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني
وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين
و600 من أتباع التابعين

تحريه في العلم والفتيا

يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم
من حديث أبي هريرة انه قال:
"ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم, فلا يجدون عالما
اعلم من عالم المدينة"
وقال غير واحد بانه مالك بن أنس
ذكر لمالك لما انه ذكرت أمامه الموطآت, وان غير واحد
من العلماء قد صنع موطا كموطئه, قال دعوهم ,
فلن يبقى غلا ما أريد به وجه الله"
ولهذا كان يتحرى تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل
وعند الاداء فكان يسأل في العدد الكثير من المسائل
ولا يجيب إلا في القليل وكان يفكر في المستالة سنين
فما يتفق فيها رأي.وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة
" إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين"
(الجاثية 31).
وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث طرحه
توقيره للعلم ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم
كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارة ولا يحدث
أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها


شهادة اهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه

ابن هرمز: "ادعيه, فإنه عالم النّاس".
ابن شهاب:"انت من اوعية العلم".
قيل لأبي الاسود من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال:
الغلام الأصبحي (مالك).
سفيان بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار
مالك"وقال" ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك"
وقال "مالك سيد أهل المدينة"
وقال "مالك سيد المسلمين".
الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك النجم"
وقال :" مالك بن انس معلمي(أستاذي) وما أحد امنُّ علي
من مالك, وعنه اخذنا العلم وإنما انا غلام من غلمان مالك".
وقال: مالك وسفيان قرينان ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق.
الأوزاعي: رأيت رجلا عالما(يقصد مالك).
أبو يوسف: "ما رايت أعلم من ثلاث مالك وابي ليلى وابي حنيفة".
الليث: علم مالك تقي, علم مالك نقي,
مالك امان لمن اخذ عنه من الانام".
ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للامة إماما, لأخترت مالكا".
ابن المهدي : "مالك افقه من الحكم وحماد"
وقال: أئمة الحديث الذين يقتدى بهم أربعة سفيان بالكوفة,
ومالك بالحجاز, والاوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد بالبصرة"
وقال : مابقي على وجه الأرض اامن على حديث
رسول الله من مالك".
يحي بن سعيد: " مالك أمير المؤمنين في الحديث"
وقال: " مالك هو اعلى أصحاب الزهري, واوثقهم واثبت الناس
في كل شيء".وقال "مالك نجم الحديث المتوقف عن الضعفاء
الناقل عن أولاد المهاجرين والانصار".
النسائي: امناء الله على وحيه, شعبة, ومالك
ويحي بن سعيد القطان, ما أحد عندي أفضل بعد التابعين
من مالك ولا اجل منه ولا أحد امن على الحديث منه".
أحمد بن حنبل:" مالك احسن حديثا عن الزهري من
ابن عيينة ومالك اثبت الناس في الزهري".
مواهبه وصفاته

حبا الله مالكا بمواهب شتى حتى أصبح الإمام
الذي لا يفتى معه احدا منها:
الحفظ: عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة
كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد
الصبر والجلد
الإخلاص في طلب العلم قربة خالصة لله عزوجل
وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في ذلك كل التدقيق
لا ينقل الا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته
قال الإمام مالك :
{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة)
سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله فما أخذت
عنهم شيئا وأن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان
أمينا عليه إلا ظانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن )
قوة الفراسة والنفاذ إلى بواطن الامور وإلى نفوس الأشخاص
إن لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في
ذلك الوقت كانت ضرورية. إلا انه استعاد عن هذا لكون
المدينة كانت مركزا للعلم ومنارة له بحيث لا يكتمل علم احدهم
دون القدوم إليها والاخذ من منبعها الصافي من أحفاد الصحابة
ومسكنهم فكانت المدينة كلها منابيع علم منحيها وميتها ويابعا
واخضرها سمائها وارضها تكاد تنطق بالعلم الوفير وهذا
ما جعل الإمام مالك يرى بان عمل اهل المدينة حجة
شيوخه
اخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان اهمهم:
ابن هرمز ,أبو زناد ,نافع ,ربيعة محسن , بن شهاب ,الأنصاري
يحي بن سعيد ,سعيد المقبري , عامر بن عبد الله بن زبير.
ابن المنكدر , عبد الله بن دينار .. وغيرهم

تلاميذه

كان أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له
وقد كان تلاميذه من شتى بقاع الأرض لا يعدون
ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة
المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم
فمنهم من كان يطول به المقام عند الإمام مالك ومنهم
من كان يقصر به المقام. والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام
مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله
في عمره حيث عاش تسعين عاماً. واحصى الذهبي
ما يزيد عن ألف وأربعمائة"تلميذ
من تلاميذه
عبد الرحمن بن القاسم ,عبد الله بن وهب ,أشهب بن عبد العزيز القيسي
أسد بن الفراتعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
ابن ابي اياس أبو الحسن الخرساني ,ابن الوليد أبو يحمد الحميري
آثـاره

أهم مؤلفاته وأجل آثاره كتابه الشهير
الموطأ الذي كتبه بيده حيث اشتغل في تاليفه ما يقرب
من 40سنة وهو الكتاب الذي طبقت شهرته الآفاق
واعترف الأئمة له بالسبق على كل كتب الحديث في عهده
وبعد عهده إلى عهد الامام البخاري
قال الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله
أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابا وفي رواية أنفع
وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري
قال البخاري : أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر
وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ
قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي:
الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني
في هذا الباب، و عليهما بنى الجميع كمسلموالترمذي
يعتبر شرح الزرقاني أهم شرح له.
من مؤلفاته أيضا
الرد على القدرية
رسالة في القدر
كتاب النجوم والحساب مدار الزمن
رسالة في الاقضية في 10اجزاء
تفسير غريب القران
وغيرها
ورويت عن الامام مالكالمدونة وهي مجموعة رسائل فقهية
تبلغ نحو 36الف مسالة. قال يحيى بن سعيد مالك
رحمة لهذه الامة وقال أبو قدامة مالك احفظ اهل زمانه
وقال الشافعي اذا ذكر العلماء فمالك النجم

وفــاتــه
بعد حياة عريضة حافلة توفي رحمه الله في ربيع الأول
سنة 179 هـ / 795م
عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين سنة، حيث صلى عليه أمير
المدينةعبد الله بن محمد بن إبراهيم العباسي
و شيع جنازته واشترك في حمل نعشه ودفن في البقيع

  • Currently 126/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 1866 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,726,019