رمضان في الكاميرون ونيجيريا وتشاد*
عمر هذه القارة من عمر ابن أدم ،تكون بها ومعها العالم القديم. وفي هذه السطور نتناول ثلاثة دول تمثل القلب من هذه القارة، قارة أفريقيا
أرض الأحجار الكريمة
الكاميرون تعني أرض الاحجار الكريمة. وهي دولة المهمة في القارة. وتصل نسبة المسلمين فيها إلي حوالي 40 % من نسبة السكان.
ويعتبر رمضان في الكاميرون من الأشهر المميزة حيث تتجلي بعض المظاهر مثل:
إقامة صلاة التراويح بشكل منتظم في مساجد الكاميرون خاصة مساجد العاصمة ياوندي الاثني عشر الكبرى.
كما أن الدعاة في الكاميرون يتميزون بالكثرة وينتمون إلى مختلف الجنسيات ويقيمون دروسا دينية للمسلمين هناك ،كما أن المسلمين في رمضان يفتحون أبواب منازلهم من أجل استقبال اخوانهم المسلمين الذين لم يسعفهم الوقت للإفطار في منازلهم مما يخلق روحا من التآخي بين المسلمين.
كما أن شهر رمضان يساعد غير المسلمين على اعتناق الإسلام ،فما يقوم به المسلمون في هذا الشهر المعظم يحفز غير المسلمين على اعتناق الإسلام نظرا لسماحته .
ويعتبر التمر طبقا أساسيا في الإفطار الكاميروني كما يحدث في كثير من الدول العربية والإسلامية .
أرض النفط
تشتهر نيجيريا بغزارة ثروتها النفطية. وتصل نسبة المسلمين فيها إلي حوالي 55% من عدد السكان البالغ عددهم قرابة 140 مليون .
ومع مجئ شهر رمضان في نيجيريا يقوم كل المسلمين وغير المسلمين بتأجيل كل التحضيرات الإجتماعية كالزفاف مثلا من أجل رمضان . وفي رمضان تمتلئ المساجد بالمصلين في صلاة التراويح ، وتبث دروس الوعظ مباشرة علي الراديو والتليفزيون النيجيريين، وتتولى هذه المهمة المنظمات الإسلامية والشخصيات الاسلامية الرائدة في البلاد.
ويعمد الإعلام النيجيري إلى تسخير امكانياته من أجل البرامج الرمضانية.
وتقوم الكثير من المساجد بعقد جلسات ودروس التفسير التي تؤدى باللغة العربية ثم تترجم الي اللغات المحلية في نيجيريا.
ويعتبر شهر رمضان هو شهر للأسرة حيث يجتمع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار وأيضا السحور، ويكون لهذا أثرا واضحا بعد الشهر الكريم فيظل التماسك واضحا لشهور عديدة .
ومن أشهر مايميز رمضان في نيجيريا المجموعات الموسيقية التي تسير في الشوارع النيجيرية من أجل إيقاظ المسلمين للسحور بـ (طبول البيمبي) الشهيرة هناك. وتسير هذه المجموعات أيضا من أجل تنبيه المسلم لأداء النوافل وتناول الإفطار ،وتقوم هذه المجموعات بالنداء على أسماء الافراد من أجل الصلاة أوالسحور ،كما ينادون علي النساء عن طريق اسماء ابنائهم لتحضير السحور .
في قلب القارة
تبدو تشاد مختلفة عن كثير من الدول الاسلامية في شهر رمضان ،واختلافها هو اختلاف تميز. المسلمون التشاديون يستعدون لرمضان قبل حلوله بحوالي شهرين حيث يصوم الكثيرون شهري رجب وشعبان كاملين والبعض الأخر يصوم أياما من رجب.وتشهد تشاد عادة عادة قد لاتحدث في أي دولة أخري هناك حيث يقوم الأطفال ببناء مساجد من الطين يصل ارتفاعها إلي حوالي 150 سم ، ويقومون بآداء الصلوات وقراءة القرآن فيها .
ويحفل شهر رمضان في تشاد بعدد وافر من الزيجات الحديثة حيث يحبذ كثير من التشاديين الزواج قبل رمضان مباشرة حتي تكون زوجته في البيت مع حلول الشهر الكريم، وتصنع له أشهر الأكلات التشادية المسماة بـ (المديدة(.
أما المسلمون الريفيون في تشاد فيحبذون الإفطار في الشوارع ما يخلق نوعا من الحركة في الريف التشادي في هذا الشهر المبارك .
ويهتم التشاديون جدا بأداء صلاة التراويح في المساجد التشادية ،وقيام الليل وحضور دروس الفقه والتفسير ، كما أن المسحراتي مازال موجودا في تشاد حتي الأن.
ساحة النقاش