الأحد:
بسم الله، قررنا إعادة إطلاق مشروع "إنسان" داخل مصر، ومشروع "إنسان" هو اسم لعمل تطوعي خيري مؤسسي من ضمن المشاريع التي تعمل فيها جمعيات "صناع الحياة"، وهو يهدف إلى تنفيذ مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر للأسر البائسة التي ترك أولادها التعليم بسبب الفقر، ليس هذا فقط، ولكنه بجانب المشروع الاقتصادي يكون هناك فريق من الشباب مكون من خمسة أفراد متطوعين لمتابعة الأسرة في النواحي المختلفة لمدة عام كامل وتكون هذه المتابعة بهدف مساعدة الأسرة على التغير من حال إلى حال، حتى نضمن نجاح المشروع اقتصادياً، ولضمان عدم تسرب الأطفال من التعليم مرة أخرى، ويكون حجم الإنفاق على الأسرة 10 آلاف جنيه.
تأتي هذه الفكرة في سياق التوجه العام في العديد من دول نحو دعم وتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ونذكر هنا التجربة الرائدة للاقتصادي البارز محمد يونس في بنجلاديش والعديد من الدول النامية وهي تجربة بنك الفقراء، التي تحدثنا عنها الأسبوع الماضي، إلا أن فكرة مشروع إنسان قائمة على منح الأسرة المشروع ملكا لها بدون مقابل يرد للقائمين على المشروع ولكن هناك مقابل آخر ان تلتزم الأسرة بإعادة اطفالها إلى التعليم.
المشروع أيضا له دور في تدعيم قيمة العمل الجماعي بين الافراد من خلال عملهم في مجموعة المتابعة هذه، إلى جانب مهارات أخرى يكتسبها الشاب المتطوع من وراء احتكاكه مع الأسر وتعامله معها الأمر الذي يشجع العديد من الشباب المشاركين في المشروع بإنشاء مشاريعهم الخاصة بعد تجربتهم في مشروع إنسان. ومن ناحية أخرى، فإننا نسعى إلى أن يكون مثل هذا النوع من المشاريع عادة منتشرة بين الشباب مثل مباريات كرة القدم وبديل عن الذهاب إلى القهوة.
وكان مميزات المشروع استثمار الطاقات الهائلة لدى الشباب في أعمال مفيدة للمجتمع حتى لا تهدر هذه الطاقات فريسة للانحرافات الفكرية مثل التطرف والانحرافات السلوكية مثل المخدرات، وكذلك القضاء على التسرب من التعليم والتخفيف من نسبة الأمية بين الأطفال، وكذلك القضاء على عمالة الاطفال وكل ما ينشأ عنها من سلبيات ومشاكل، وأيضاً القضاء على مشكلة البطالة.
وكانت رؤيتنا في المشروع هي: إقامة مجتمع مدني معاصر يؤمن بدوره ويساهم بشكل فعال في إيجاد حلول مبتكرة حديثة لتحقيق نهضة تنموية في العالم العربي.
وكانت الغاية هي إشراك الشباب في عجلة التنمية من خلال تفعيله بالمساهمة في مكافحة الفقر والتسرب من التعليم.
بدأت التجارب الأولية للمشروع بمصر بمحافظة سوهاج المصرية عام 2008 وبعد نجاح التجربة بشكل كبير، تم إيقاف المشروع في مصر لأسباب لم تكن معلنة حينها، والحقيقة أن المشروع توقف لأنه كان يتعارض مع حملة "الألف قرية" الشهيرة التي بدأها الحزب الوطني، وهو ما كان يعرف فى بعض الدوائر باسم "مشروع جمال مبارك"!
حينها توجهنا إلى اليمن وبدأنا في تنفيذ المشروع هناك، ونجحنا في إعاشة وإغاثة 200 أسرة وإعادة أبنائهم إلى التعليم، وكان كلنا أسى وحزن لعدم استفادة بلدنا من هذا المشروع الخيري.
ولكن الحمد لله، اجتمعنا من جديد.. واتخذنا قراراً بإعادة إطلاق المشروع في مصر.. دعواتكم لنا بالتوفيق.
مكالمة من جاكرتا
الأربعاء:
استقبلت مكالمة هاتفية من الشاب "محمد مؤمن"، وهو أحد شباب مؤسسة صناع الحياة، والذي يحضر مؤتمر "التعليم والقضاء على الأمية" في جاكرتا بإندونيسيا، وسمعت من محمد تفاصيل الجلسة الأولى من المؤتمر الذي يعقد حالياً من أجل تحسين وضع التعليم في 9 دول هى: (الصين - الهند - باكستان - إندونسيا - بنجلاديش - البرازيل - المكسيك - نيجريا – مصر)، وبحسبة بسيطة: سنجد أن تلك الدول تمثل 63 % من التعداد الكلي لسكان العالم، وهي دول لها تاريخ حضاري عتيد، خاصة بالطبع مصر والصين.
حدثني محمد عن المؤتمر الذي يتشارك فيه ممثلو الدول التسع في طرح الأفكار والمبادرات التي قاموا بها من أجل تطوير بلادهم، وذلك من خلال القضاء على أحد أكبر المشاكل التي تؤخر أي دولة في العالم، وهي مشكلة الأمية.
عرضت الهند خطتها في المؤتمر لمحو أمية ٧٠ مليون شخص خلال ٣ سنوات!، والأعجب أن مسئولي الهند يرونها خطة غير طموحة على الإطلاق، لأن الهند ستحتاج إلى ١٨ عاما للقضاء على الأمية بهذه الطريقة، لأن عدد غير المتعلمين هناك 400 مليون شخص!
واستطرد محمد: "في حين أن عدد من نحتاج إلى محو أميتهم في مصر، وفقاً للأحصاء الرسمي، ١٧ مليون شخص فقط، أي ببعض التفاؤل والتخطيط يمكننا القضاء على الأمية في مصر على الطريقة الهندية خلال عام واحد فقط".. ولتنفيذ ذلك بالطبع، والكلام لمحمد، لابد من أن نراجع أهدافنا الشخصية والمجتمعية التي كنا نظن أنها غير قابلة للتنفيذ وطموحة أكثر من اللازم، وأن يكون طموحنا بلا حدود، ونعمل بأقصى جهدنا لتحقيق تلك الأهداف.
تفتكروا نقدر؟! (لتفاصيل أكثر، راجعوا الرسالة اليومية للمؤتمر على عمرو خالد.نت).
الشعب يريد.. المشروع القومي
الخميس:
من جديد، ذهبنا إلى منطقة عشوائية، وزيارتنا هذه المرة كانت لمنطقة (عزبة القلعة) في الإسكندرية، وكما ذكرنا من قبل، هدفنا لم ولن يكون مجرد إبراز مساوئ تلك الأماكن، فكلنا نعرف حالة البؤس والفقر والعوز التي يعيشها سكان العشوائيات، لكن هدفنا رفع وعي الجميع تجاه أهمية القضاء على تلك الظاهرة تماماً، كما أن هدفنا أن نبرز حالات نجاح داخل تلك المناطق، كما فعلنا الأسبوع الماضي.
وبعد نهاية الزيارة اجتمع فريق عمل الحملة (الفنان محمد صبحي، والمهندس نيازي سلام، والإعلامي عمرو الليثي والفنانة حنان ترك) وأنا معهم، وكان بيننا اتفاق وشعور بأن حملة "المليار" التي بدأها الفنان محمد صبحي ليست كافية على الإطلاق، فالحملة يجب أن تتحول إلى مشروع قومي كبير يشارك فيه كل المجتمع المدني مع الحكومة، ولهذا اجتمعنا مع عدد من الخبراء من المعماريين وعلماء النفس والاجتماع، ودار بيننا نقاش طويل حول كيفية وضع خطة زمنية وعملية لإطلاق المشروع.
واتفقنا خلال الاجتماع أن خطة تطوير العشوائيات لها جناحان: الأول هو إرساء البنى التحتية والمباني وشتى أنواع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، في حين أن الجناح الثاني هو: الاهتمام بتطوير الإنسان.
وحقيقة، بدون تحقيق الهدف الثاني من الخطة لا يمكن إحراز أي نجاح، فمن غير الاهتمام بالإنسان، لن نصل إلى شيء.. الخلاصة أننا في حاجة لمشروع قومي ضخم، نكون فيها كلنا "إيد واحدة" لتحقيق الحلم الكبير لتحويل مصر إلى بلد بدون عشوائيات.. تماماً.
على حائط الـ (فيس بوك)
- إنسان ناجح + تواضع وإخلاص = نجاح في الدنيا والآخرة.. إنسان ناجح + غرور و حب شهرة = خسارة في الدنيا والآخرة.
- يظل المرء شابا حتى تموت أمه .. فإذا ماتت شاب فجأة
- ثلاثا حافظ عليها تسعد: إذا ظهرت عليك نعمة، احمد الله.. إذا أبطأ عنك الرزق، استغفر الله .. إذا أصابتك شدة، اكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
- تواضع ولا تبالغ في مدح نفسك وإظهارها أعلى من حقيقتها، يقول الشافعي: لا ترفع سعرك فيردك الله إلى قيمتك.
- ارفق بالناس رفق الأم بولدها. يمتليء قلبك بحبين؛ حب الله، لأن الله رفيق يحب الرفق، وحب رسول الله، لأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم.. ارفق بالناس تضمن حب الله ورسوله.
- هنيئا لمن بات والناس يدعون له وويل لمن نام والناس يدعون عليه.
ساحة النقاش