فلسفة الماكروبيتك |
مقدمـة : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، بلَّغ الرسالة ، وأدَّى الأمانة . وبعد : فقد ظهرت في أيامنا هذه موضة ثقافية جديدة ، خلبت لبَّ الكثيرين وشغلت أوقاتهم ، واستنزفت أموالهم ، حتى إنَّ بعضهم شُغل بها عن النَّظر في كتاب الله عزَّ وجل وسنة نبيه r . تلك هي ( فلسفة الماكروبيوتيك ) التي تندرج في صفِّها كثير من المسميات كدورات ( الطاقة ) ، ودورات البرمجة اللغوية العصبية ، ودورات التأمـل ، والتنفس ، والاسترخاء ، والاستشفاء بالحجار الكريمة، والروائح، والألوان، واليوغا، والتشي كونغ ... ووُضعت لهذه الدورات والفلسفات أهداف ظاهرة خادعـة ، تخطف ببريقها العقول ، فهي ترفع شعارات الاستثمار الأمثل للقدرات البشرية ، وتحسين أداء الفرد ، وتطوير علاقته بالآخرين ، عن طريق إكساب النفس الثقة والقوة والإرادة للتغلب على مشكلات العصر جميعها ، الصحية والنفسية والاقتصادية والإدارية ... غير أنَّ الباحث خلف ستار هذه الأهداف الظاهرة ، سيجد أهدافاً سياسية ودينية خطيرة ، تتمثل في بث الإرهاب العقدي في النفوس وذلك بتدمير جميع العقائد ، وإحلال عقيدة السلام العالمي ووحدة الأديان ، التي تدعو إليها الصهيونية العالمية ، لتنفذ مخططها الحالم للسيطرة على العالم أجمع . فأخذت تنشر فكـرة وحدة الوجود والاتحاد والحلول ، وألبستها ثياباً شتى ، فتارة عن طريق الرياضة الجسدية ، وأخرى عن طريق الصحة والغذاء ، وثالثة عن طريق معالجة النفس ومشكلاتها من قلق وخوف وإحباط . وممَّا يؤكد هذا الهدف السياسي ، وأنَّ هناك قوى كبرى لها أغراضها من نشر هذه الفلسفات ، ما صرَّحت به مريم نور ، وهي أكبر داعاة الماكروبيوتيك في عالمنا العربي ، إذ قالت : " وأتلقَّى المساعدة من الإدارة الأمريكية منذ عهـد جيمي كارتر حتى اليوم ، ولديَّ كل التسهيلات باعتباري مواطنة أمريكية "([1]) . فعن طريق الاتحاد والحلول بالمطلق ، يكون الانسجام والتوافق والألفة ، التي عن طريقها يصل العالم إلى السعادة الحقيقية ( السمو ، النرفانا ، الساتوري ) . ولن يكون ذلك إلاَّ من خلال نظام الماكروبيوتيك أو نظام الكـون الشمولي ، فبتوازن ( الين ) و( اليانج ) تتولد الطاقة الكونية التي هي في حقيقتها ناتجة عن تزاوج إله (ذكر ) بآلهة ( أنثى ) ، وهذه الطاقة تحتاج إلى قوة إرادة وعزيمة ؛ لتكون فعَّالة . وهذه القوة والعزيمة ، نستمدها من قوة العقل الباطن الذي نشحذه بالطاقة الكونية عن طريق الاسترخاء والتأمل وغيرها من الرياضات ، فيصبح هو المتصرِّف والحاكم في شؤوننا ، فبه يكون النفع والضر ، والسعادة والشقاء ، والغنى والفقر ، والمرض والشقاء ... وإنَّ من أخطر ما ورد في هذه الفلسفة ، أنَّ التواصل مع العقل الباطن بالتأمل والاسترخاء ، والتنويم الإيحائي ... كل ذلك وغيره ، يسمَّى صلاة ، أي أنَّ الإنسان أصبح يصلِّي ويعبد ويتقرَّب لعقله الباطن ، وتسمى تلك الصلوات بالصلاة العلمية أو العلاجية ، الصلاة بالإيحاء ، الصلاة للغائب . ولعل هنا مربط الفرس ، فالشعور بالقوَّة ، ورؤية الصور والخيالات وحصول الفائدة والنفع ، نابع من هذا الشرك وهذا التقرب لغير الله ، فتحل القوى الشيطانية الخفيَّة، وتسخَّر لذلك الإنسان الذي يغتر بذلك النفع وتلك الشفاءات التي تحصل على يده ، متناسياً أنَّ الساحر ـ أيضاً ـ قد تحصل له كثير من الفوائد لتقربه من الشيطان وما ذلك إلاَّ استدراج من المولى عزَّ وجل للعبد وامتحان لعقيدته وإيمانه . وإنَّ من أعظم الدواهي أنَّ أكثر المدربين والمنتسبين لهذه الدورات ، هم ممن يُرجى فيهم الخير والصلاح ـ أحسبهم كذلك ـ ، بل إنَّ بعضهم من حملة القرآن الكريم ، وقد بلغ الحد في تأثير هذه الدورات عليهم بأن قالوا : " إنَّه قد تخرَّج من تحت يدهم آلاف من حملة القرآن الكريم ، ولكنَّهم لم يستطيعوا التأثير فيهم ، كتأثيرهم عليهم بهذه الدورات " ـ هدانا الله وإيَّاهم ـ . ولعل اصطياد أمثال هؤلاء ، هو من تخطيط الصهيونية الماكرة ، لأنَّها رأت أنَّهم محط ثقة النَّاس ، ممَّا يكفل لهذه الفلسفات والدورات سرعة الانتشار ، فإن هي ضمنت عدم مقاومتهم تمكنت من الحصول على تأييد وترحيب أتباعهم . إضافة إلى ذلك ، فإنَّ الذي أغرى الكثيرين بهذه الدورات ، انخداعهم بفكرة الأسلمة ، واكتفائهم بوضع آيات وأحاديث عند بعض الأفكار ـ وهي زهيدة ـ إلاَّ أنَّها أكسبت هذه الفلسفات قوَّة وحصانة وثقة . فهل نحن بحاجة إلى أسلمة عقائد غيرنا. ولقد ظهر من الدراسة الموجودة في داخل هذا الكتاب ، والمستمدة من صميم كتب ( الماكروبيوتيك ) و( البرمجة اللغوية العصبية ) ما يبرهن على مخالفة هذه الفلسفة لعقيدة الإسلام ، وعلاقتها بكثير من المذاهب والأديان الفاسدة قديمـاً وحديثـاً . وتعمَّدتُ في هذه الدراسة الإتيان بالنصوص وإرجاعها إلى مظانِّها ؛ لتكون الحجة أقوى. كما ظهر من خلال هذه الدراسة أنَّ هناك ارتباطاً قوياً بين فلسفة الماكروبيوتيك والبرمجة اللغوية العصبية ، بل وجميع الدورات والفلسفات التي تنادي في ظاهرها بالثقة بالنفس وتعتمد على قوى العقل الباطن ، إذ أنَّ مبادئها وأسسها التي تنبني عليها واحدة . وقد بينت مظاهر العلاقة بين الفلسفتين ؛ لأجعلها نموذجاً دالاً على وجود ذلك الارتباط بين تلك الفلسفات جميعها . وقد استعنت في توضيح كل ما سبق بالله سبحانه وتعالى ، ثم بالمبادئ ، الدينية والعقدية ، التي يجب أن يعلمها كل مسلم بالضرورة ، وقد درسناها في مدارسنا منذ الصفوف الأولى . فقضية الكشف عن مخالفة هذه الفلسفات للعقيدة ، لا تحتاج إلاَّ لأدوات قرائية يملكها كل فرد مسلم ، مثل معرفته بتوحيد الألوهية ، والربوبيـة ، والأسماء والصفات ، وأركان الإيمان ، وأركان الإسلام ... وبعض الآيات والأحاديث والأدعية التي توضح كيفية التوكل على الله والإيمان بمشيئته . وانا أدعو كل شخص أن يقوم بنفسه ، بالبحث والدراسة والاستقصاء ، فكل إنسان عاقل بالغ مسؤول عن نفسه ، ولا يغرنَّه مشاهدة بعض أهل العلم والقرآن ، وهم يسيرون في ركاب هذه الفلسفات ، ويبررونها ويدافعون عنها أكثر من أهلها . اللهم إنَّي أسألك رد الجميع إلى كتابك وسنة نبيك محمد r ، وأسألك لي ولهم الهداية والثبات على الحق . إنَّك سميع مجيب . الخاتمـــة : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فإنَّ العالم الإسلامي اليوم يمر بأخطر مراحله وأشدَّها فتكاً ، فقد نضجت فيه مخططات الصهيونية ، وتكثفت هجماتها وتنوَّعت ، وتلاحقت عليه من كل حدب وصوب . فالحروب تطوِّق خاصرته ، والفقر والجوع يفتك بأطفاله ، والبطالة تهدِّد شبابه ، والخنا والمجون يفسد أخلاقه ، والمذاهب الهدَّامة تُحطِّم عقائده . ووراء ذلك كله تقف الصهيونية العالمية التي ترمي من وراء ذلك كله السيطرة على العالم أجمـع . وإنَّ أخطر ما في الأمر اليوم ، هي تلك الأساليب الماكرة لنزع العقائد من القلوب. فالصهيونية تعلم أنَّ الصِدَام المباشر مع الديانات يولِّد نتائج عكسية ؛ لذا لجأت إلى الأساليب الباطنية ، حيث تُبقي على ظاهـر الدين وشكله ، ولكنَّها تتسلل في خبث إلى العقائد وتشكك فيها ، وتجعلها في حيـرة وتناقض ، فيلتبس الأمر على كل ذي لب . فاحتضنت النظريات والفلسفات الهدَّامة ، وأقحمتها في جميع مجالات الحياة ، بعد أن كستها ثياباً خادعة برَّاقة تخطف الأنظار ، وتصرفها عن النظر في حقائقها الزائفة . ومن تلك الفلسفات الخادعة التي أوفدتها لديار الإسلام ، فلسفة الماكروبيوتيك ، والبرمجة اللغوية العصبية وجميع علوم الطاقة الكونية . فاستطاعت الصهيونية بمكرها ودهائها أن تجذب إليها كثيراً من المثقفين ، وأغرتهم بالألقاب والمناصب والشهرة والمال ، وأسرفت في منحهم الشهادات ذات المسميات الرنَّانة ، وهؤلاء المثقفين كانوا المصيدة المُحكمة لجذب كثير من العامة ، الذين يجرون خلف الشهرة والكسب السريع كل ذلك تحت مسمَّى التجديد والتقدُّم . وبعد البحث الجاد عن أصول فلسفة الماكروبيوتيك وأهدافها ، وُجـد أنَّها فلسفة عجيبة ، فهي تجمع بين كثير من الآراء والمذاهب والمعتقدات والمنظمات القديمة والحديثة ، وعلى رأسها فلسفة الديانات الشرقية القديمة ، ونراها تخلط بينها خلطاً عجيباً ، فهي تركيبة تجمع بين الهندوسية والبوذية ، والجينية ، والطاوية ، والكونفوشية ، والشنتوية ، والمهارشية، والشامانية ، والهونا . كذلك نراها تحوي على الفلسفات المعاصرة خاصة التي تعززها الصهيونية العالمية مثل : الماسونية ، والروتاري ، والليونز ، وشهود يهوه ، والفرويدية ، والدروينية ، والروحية الحديثـة ، وحركة صن مون التوحيدية ، والنيوإييج ( الخلاصيين الجدد ) ، كما أنَّها لم تخلُ من الجمع بين الأديان السماوية كالمسيحية واليهودية والإسلام ، بعد أن وظَّفتها بحسب أهوائها . وتعمل الصهيونية العالمية جاهدة على نشر هذه الفلسفة الضَّالة وترويجها في العالم أجمع ، وبخاصة الدول الإسلامية والعربية والخليجية . وإنَّ من أخطر الأساليب التي استخدمتها لنشر أفكارها هي خداع المتلقي، وذلك بتطعيم ودمج مبادئها بمبادئه ومعتقداته ، حتى لا تصطدم بموروثاته فيرفضها، فاحتالوا لذلك بإلصاق فكرهم الضال بالفكر الإسلامي، وأنَّ هذه الفلسفة تنطلق منه ولا تناقضه إذ لا مشاحاة بينهما . فأخذ مروِّجوها بمحاولة أسلمة تلك الأفكار الهدَّامة بالاستشهاد بالآيات والأحاديث ، وتوجيهها حسب مفهومهم الخاص ، فهو استشهاد حق في موضع باطل ، وهم بصنيعهم هذا أكسبوها حصانة خُدع بها الناس ، وظنُّوها من الدين . كما استغل مؤسسو الماكروبيوتيك انتشار الأمراض والأوبئة ، فبثوا الخوف والرعب في قلوب الناس منها ، وأفقدوهم الثقة في الطب الغربي التجريبي، واتهموه بالفشل ، وأنَّ خلاص الإنسانية من هذه الأمراض يكمن في اعتناقها هذه الفلسفة التي تضمن لهم الشفاء والسعادة الأبدية ، فلديها طرق كفيلة بعلاج أصعب الأمراض ، وأشدَّها فتكاً . وهذا الهدف المعلن ما هو إلاَّ طُعم لاصطياد الناس ، وإدخالهم في شبكة الهدف الباطني وهو سياسي ديني . علماً بأنَّ الهيئات الطبية العالمية لم تعترف بهذه الفلسفة كأسلوب علاجي للأمراض ، وأثبتت أخطاءها الجسيمة على الصحة .
ويمكن تلخيص ما تتضمنـه هذه الفلسفات من أفكـار وعقائـد منحرفـة في النقاط التاليــة : ◙ أنَّها تنبني على فكرة ( الين واليانج ) أي الذكر والأنثى ، كما جاءت عند الطاوية والبوذية والكونفوشية والهندوسية والجينية ، وهذه بدورها مبنيَّة على فكرة الاتحاد والحلول ووحدة الوجود ، وقد عبرَّ كل منها بطريقته عن ( الين واليانج ) ولكنَّها تتفق جميعها على أنَّ ( الين واليانج ) قوة متضادة تسيِّر الطبيعة والكون ، وتتحكُّم في كل الظواهر . فلا يوجد في العالم إله يعبد ، فالكل واحد ، فهذا العالم نسبي . فالإله الذي خلق الكون ، لم تعد له قدرة أو تصرُّف إلاَّ بحلوله في الأشياء فالطبيعة التي تتكون من ثنائية ( الين واليانج ) أصبحت هي الإله ، ( فاليانج ) إله و( الين ) آلهة ، ومن رقصتهما وتزاوجهما يتولَّد الانسجام والتوازن في الطبيعة ، فالطاقة الكونية المتولدة عن ( الين واليانج ) هي المتصرِّفة والحاكمة للكون كله . فالله عندهم قد خلق الكون وأودع فيه هـذه الطاقة ثم انتهى دوره ، وأصبحت هي الحاكمة ، فالاتحاد بها هو قمة الوصول إلى (النرفانا ) أي السعادة الأبدية . وقد ازدادت هذه الفكرة ضلالاً عندما جعلت الإنسان هو إله نفسه ، فالإنسان البدائي في زمن عجزه عبد الآلهة ، أمَّا الآن فالإنسان قد تطوَّر وارتقى ، وأصبح قادراً فلا حاجة له إلى إله يعبده . فهو إله نفسه ؛ لذا تلجأ هذه الفلسفة إلى الإعلاء من شأن الإنسان وقدراته الذاتية وتضخيم الأنا عنده ، والرفع من قدرة العقل الإنساني والاتحاد معه . فالعقل هو الحاكم والمتصرِّف في جميع شؤون الإنسان ، من صحة ومرض ، وسعادة وشقاء . وهذا هو مذهب نيتشه الذي يزعم بأنَّ الإله قد مات وأنَّ الإنسان الأعلى ( السوبرمان ) ينبغي أن يحل محلَّه . وهذا خلاف عقيدة المؤمن الذي يعتمد ويتوكَّل في كل أموره على خالقه فمهما اتخذ الإنسان من أسباب ، فإنَّها لن تضره ولن تنفعه إلاَّ بقدرة الله ومشيئته ومهما بلغ الإنسان من القوة ، فإنَّه لا يمكن أن يقوم بشيء أو يتحقَّق له أمر إلاَّ بقوة الله وقدرته . فهو يعتمد على رب الأسباب وليس على الأسباب ذاتها . ◙ تدَّعي فلسفة الماكروبيوتيك أنَّ بيدها معرفة علم الغيب وقدَر الإنسان ، فهي تزعم أنَّ الطاقة الموجودة في الكون المكوَّنة من ( الين واليانج ) لها تحكُّم في حياة الإنسان الصحيـة والعاطفيـة ، ومعرفة قدره وأحواله من شقـاء وسعـادة ونجاح أو فشـل ، وتؤكِّد ارتباط الجوانب المختلفة من الحياة الإنسانية بالأرقام والطاقات التسع . ◙ كذلك تدَّعي فلسفة الماكروبيوتيك وجود علاقة وثيقة قائمة بين الغذاء وبين السمات المميِّزة للوجه والجسم ، وبُنية العظام ، والقَدر والشخصية . فعلم التشخيص الماكروبيوتكي يذكر أنَّ للغذاء دخلاً في تكوين شكل الإنسان وخلقه وعقليته ونفسيته ، أي أنَّ الطبيعة عن طريق الغذاء هي الخالقة للإنسان . ◙ أخذت فلسفة الماكروبيوتيك في العصر الحديث تتجه اتجاهاً سياسياً خطيراً ، إذ لا يمكن الشك في أنَّ الصهيونية العالمية ، قد استغلَّت هذه الفلسفة وطوَّعتها لتحقيق مآربها ، فقد أضيف إلى هذه الفلسفة ، وتحت غطاء الصحة والغذاء ، الدَّعوة إلى السلام العالمي ووحدة الأديان ، فلن يعود اتحاد هذا العالم ، ولن يحل به السلام إلاَّ عن طريق نظام الماكروبيوتيك ، أو نظام الكون اللامتناهي . فدعت إلى الأخوة الماكروبيوتيكية ، التي تربط بين معتنقي الماكروبيوتيك بدلاً من الأخوة الإيمانية . وقد أنشأت الصهيونية العالمية جمعيات تعتنق فكرة وحدة الأديان مثل : التغريب ، والماسونية ، والروتاري ، والليونز ، والمونية ، والنيوإييج ( الخلاصيين الجدد ) . ◙ وهذه الفلسفة الإلحاديـة الخطيرة نجدها تلبس قناعاً آخرَ برَّاقاً ، اجتذب إليه الكثيرين عن طريق أهدافه الظاهرة الخادعة التي استغلت حب الناس للتجديد ومواءمة العصر ، فكانت البرمجة اللغوية العصبية ( NLP ) التي ثبت بالبحث الجاد أنَّها تنبع من نفس منبع فلسفة الماكروبيوتيك ، وهي تحمل نفس أفكارها ، فكلاهما من علوم الطاقة الكونية ، ولكن الـ ( NLP ) جاءت بصيغة أخرى ، ومن أهدافها المعلنة : - تطوير الذات والقدرات . - فن التعامل مع الآخرين . - سبل النجاح والإبداع . - علاج كثير من الأمراض الجسدية والنفسية ... أمَّا أغراضها الحقيقية ، فتتمثل في تضخيم الأنا والذات وعبادة العقل ، والدعوة إلى وحدة الأديان والسلام العالمي ، فهي تطالب الإنسان بإنكار واقعه وموروثه والعيش في الخيال والوهم . ولعل أهم ما يربطهـا بفلسفة الماكروبيوتيك : · مناداتها بوحدة الوجود وشعارها في ذلك ( الخارطة ليست هي الواقع ) . · اعتمادها التام على العقل الباطن، وجعله هو المتصرف والحاكم، والجاذب للخير والشر، والسعادة والشقاء، والفشل والنجاح، والصحة والمرض، ومن أجل ذلك تسعى إلى تربية الإرادة في الفرد والمجتمع ، وزرع الثقة المفرطة في النفس . فمن مبادئها التي تمثل ذلك : ■ ( انا أتحكم في عقلي إذاً انا مسؤول عن نتائج أفعالي ) . فالعقل الباطن يحقق لك المكانة الرفيعة ، وهو من يوجد لك الحل لكل مشكلة ، وهناك قوة شفاء خارقة ، تكمن في العقل الباطن ؛ لذا علينا ألاَّ نرسل لعقولنا إلاَّ كل شيء إيجابي ؛ لأنَّه سوف يحققه على الفور ، فإذا أردت أن تكون غنيـاً ، ما عليك إلاَّ ان ترسل لعقلك الباطن رسالة إيجابية ، بقولك " أنا غني ... أنا غني " فيستجيب عقلك الباطن لك فتصبح غنياً . وهناك طرق ووسائل لنقل الأفكار للعقل الباطن ، أطلق عليها مؤسسوها اسم الصلاة للعقل الباطن ، وهي الصلاة العلاجية أو العلمية ، الصلاة الإيحائية ( التنويم المغناطيسي ) ، الصلاة بالإيحاء الذاتي ، الصلاة للغائب ، إلى غيرها من الطرق التي تتناقض مع المفاهيم والمعتقدات الإسلامية . ■ اعتمادها على التنويم المغناطيسي ، وقد أثبتت لجنة كبار العلماء بأنَّه ضرب من السحر والشعوذة . ■ إنَّ ما تستخدمه من وسائل للاتصال بالعقل الباطن ، مثل : الاسترخاء . التنفس التحولي . التأمل الارتقائي . هي نفس التدريبـات الروحيـة في الديانـات الشرقية القديمـة ، وخاصـة (اليوغا) التي يقـوم بها البوذيون للوصول إلى ( النرفانا ) أو الاتحاد الأسمى بالآلهة . للوصول إلى السعادة الأبدية . ◙ تتفق البرمجة اللغوية العصبية مع فلسفة الماكروبيوتيك في المناداة بفكرة وحدة الأديان والسلام العالمي ، فمن مبادئها التي تمثل ذلك : " لكـل سلـوك نيَّة إيجابيـة " " الأكثر مرونـة الأكثر تحكُّمـاً " إنَّ هذا الكتاب ، ما هو إلاَّ إضاءة على اتفاق كثير من الفلسفات في مبادئها وأهدافها المناهضة للدين ، التي تخدم الصهيونية العالمية في نشر سيطرتها وهيمنتها على العالم . وعليه يمكن أن يُقاس كل فكر وافد يحمل في ظاهره الخير وفي باطنه الشر ، مثل : العلاج بالطاقة ، العلاج بالروائح ، العلاج الكلي ، العلاج بالأورا ، التناغم الحيوي ، الفونغ شوي ، الطب البديل ، العلاج بالمغناطيس ، العلاج بالتقمُّص ، الريكي ، الويكا ، التايفون ، الانعكاسات ، الأرقام . وأخيراً أدعو الله سبحانه وتعالى أن يهدي جميع من انساق وراء هذه الأفكار الهدَّامة، وأن يرينا وإياهم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
فهرس الموضوعـات : الموضوع مقدمة تمهيد الفصل الأول إضاءة معرفية ونقدية حول فلسفة الماكروبيويتك : تعريف الماكروبيوتيك نشأة فلسفة الماكروبيوتيك وتطورها أشهر مؤسسي الماكروبيوتيك في العصر الحديث ( ساجين إيشيزوكا )،( جورج أوشاوا )،( ميتشوكوشي )،( هيرمان إيهارا ) دعاة الماكروبيوتيك في العالم العربي ( مريم نور )، ( د . يوسف البدر ) أسس ومبادئ الماكروبيوتيك مراكز الطاقة الكونية ومساراتها المبادئ السبعة ، أو الإدراك الأسمى ، أو المبدأ الفريد النظريات الاثنتا عشرة للمبدأ الفريد الشروط السبعة للصحة والسعادة الماكروبيوتيكية طرق المعالجة بالماكروبيوتيك أهداف فلسفة الماكروبيويتيك : 1ـ أهداف ظاهرية 2ـ أهداف فلسفة الماكروبيوتيك الباطنية طرق الدعوة إلى فلسفة الماكروبيوتيك : 1ـ دعوة الناس إلى الصحة والغذاء 2ـ الإعلاء من شأن الطب الشرقي وفلسفته الموضوع 3ـ استخدام أسلوب الترغيب والترهيب 4ـ التأصيل والأسلمة 5ـ إغواء الناس بفكرة التجديد والتقدُّم 6ـ الإغراء بالألقاب والشهادات 7ـ الكسب المادي 8ـ الإعلانات والدعايات البرَّاقة مناقضات الماكروبيوتيك للطب التجريبي تعاليم الإسلام في الطب والغذاء الفصل الثاني : علاقة الماكروبيوتيك بالعقائد والفلسفات المنحرفة 1ـ علاقة الماكروبيوتيك بعلم الغيب وإنكار توحيد الربوبية والألوهية : أ ـ علم الطاقات التسع ب ـ علم الفراسة والتشخيص أ ـ علم الطاقات التسع : علم الطاقة والتحولات الخمس أنواع الطاقة في فلسفة الشرق : 1ـ المؤثرات الفضائية العشرةت ( دجي كان ) للطاقة 2ـ المؤثرات الأرضية الاثنا عشر ( دجوني تشي ) ب ـ علم الفراسة والتشخيص 2ـ علاقة الماكروبيوتيك بالمذهب العقلي موقف الإسلام من العقل 3ـ علاقة الماكروبيوتيك بمذهب وحدة الوجود والاتحاد والحلول 4ـ علاقة الماكروبيوتيك بالصهيونية العالمية (السلام العالمي ووحدة الأديان) الفصل الثالث : البرمجة اللغوية العصبية وعلاقتها بفلسفة الماكروبيوتيك ـ أضواء معرفية ونقدية حول البرمجة اللغوية العصبية ( NLP ) ـ تعريف البرمجة اللغوية العصبية ( NLP ) تاريخ البرمجة اللغوية العصبية ونشأتها مجالات البرمجة وتطبيقاتها الأهداف الظاهرة للبرمجة اللغوية العصبية ووظائفها الأهداف الباطنية للبرمجة اللغوية العصبية أهم مبادئ البرمجة اللغوية العصبية ودعائمها مصادر البرمجة القواعد الخمس لبرمجة الذات مستويات التحدث مع النفس نقد فكري وشرعي للبرمجة اللغوية العصبية 1ـ مخالفة مسمَّاها للنظرة العلمية والشرعية 2ـ اعتمادها على السحر والشعوذة 3ـ اعتمادها على التنويم المغناطيسي ( الإيحائي ) تقدسها للعقل الباطن والإغراق في الخيال والوهم · مهارات حل المشكلات والتأثير في الآخرين عن طريق : أ ـ الإرساء ب ـ الترسيخ ·مهارات مشتركة بين جمع المعلومات وحل المشكلات : أ ـ المواقع الثلاثة ( الاتحاد والانفصال ) ب ـ خط الزمن وتصميم المستقبل 5ـ اعتمادها على مذهب وحدة الوجود والاتحاد والحلول مظاهر العلاقة بين فلسفة الماكروبيوتيك والبرمجة اللغوية العصبية :
1ـ اتفاقهما في كثير من المبادئ ، مثل : أ ـ وراء كل سلوك نيَّة إيجابية ب ـ الأكثر مرونة الأكثر تحكماً ج ـ معنى الاتصال هو النتيجة التي أحصل عليها د ـ التأثير بشكل حاسم وسريع في عملية الإدراك والتصور والشعور هـ ـ الخارطة ليست الواقع 2ـ ارتكازهما على ادعاء علم الغيب 3ـ اعتمادها التام على العقل الباطن العقل الباطن والقوى التأثيرية من وظائف العقل الباطن <p clas المصدر: [email protected]
نشرت فى 17 إبريل 2010
بواسطة princess
عدد زيارات الموقع
1,741,884
|
ساحة النقاش