رأس برأس بقلم / اسامه محمود بركات الشطناوي
في أيام العطلة ... دائما أقوم من الفراش ,على صوت أبنتى"سدرا" حاولت أن اتجاهل صراخها, لكني لم أستطع. قمت فحملتها الى الغرفة الاخرى لكي لا نوقظ أمها. تناولت أنا و أياها بعض الفاكهة, لم نعلم ماذا نصنع بعدها, شاهدنا التلفاز على الجزيرة أحيانا بعض برامج الاطفال على حسب رغبة البنت التي تبلغ من العمر سنة و ثمانة اشهر. أستيقضت أمها, سئالتني سؤال كل يوم ماذا سنأكل؟ تناولنا الافطار جميعا ثم رجعنا الى التلفاز.
هكذا نصحو دائما لقد شعرنا بالضجر والملل من هذا الروتين. تذكرت أمي وأبي ونقاشهم الحاد في الصباح, عدت الى الماضي و تذكرت الجلوس الى أمي وهي تنقي عروق الخبيزة والسلق والباميا الذي جمعته صباحا من الحاكورة, يأخذني الوقت وأنا أتحدث اليها .ثم اراها قد وضعت الفطـور...... في كل عام أبدأ أحدث نفسي وزوجتي ,مجددا عهدا اقطعه على نفسي .هذه هي أخر سنة أعيش فيها بعيدا عن أهلي... لكن المعاناه تستمر.لا أدري ماذا ولماذا.... قدري هكذا.... ما الذي فعلته لكي أعيش بعيدا... يا من تظن ان هؤلاء الذين هم في دول الخليج و اوربا و اميركا هم سعداء ...لا بدا و أنك واهم. أنتم الذين تعيشون في قراكم و بين اهليكم في نعمة كبيرة... أتذكر أبي العزيز عندما اللح على زيارتي في اميريكا لقد ضن أنه سوف يزور الجنة وكان يريد ان يطيل لكنه ما إن وطئ أميريكا حتى قال لي "طرقوع لبن غنم غربي الدار تحت شجر الزيتون أحسن من أميريكا و بوش راس براس....." بقلم/اسامه الشطناوي
ساحة النقاش