·
.
توافر الاعلاف واسعارها المناسبة احد اهم الاسباب فى زيادة الانتاج الحيوانى وفى السنوات الاخيرة ارهق كبار وصغار المُربين لعدم توافر الاعلاف وارتفاع ثمنها. لهذا كان لابد من البحث عن بدائل للاعلاف التقليدية ونتيجة للبحث توصل الخبراء الى انتاج اعلاف من الشعير المستنبت الذي لايحتاج الى تربة او اسمدة او ايدي عاملة كثيفة. وفى نفس الوقت يتميز بالانتاجية العالية وارتفاع القيمة الغذائية حول هذا الموضوع كان لنا الحوار التالى مع الاستاذ الدكتور صلاح عبد العاطى عطية أستاذ تغذية الحيوان بمركز بحوث الصحراء.
- بداية ما هو الموقف الحالى للثروة الحيوانية؟
صناعة الإنتاج الحيوانى صناعة متعددة الجوانب ويتدخل فيها اكثر من عامل مؤثر بالإضافة الى الوقاية والرعاية والعلاج البيطرى وإدارة مزارع الإنتاج الحيوانى تمثل عنصراً مهما يجب النهوض به من حيث اتباع الأساليب الفنية والتكنولوجية الحديثة وخاصة فى عملية إنتاج الأعلاف المختلفة ومعاملاتها التكنولوجية والاستفادة من كل ما هو متاح لتحويله الى أعلاف حيوانية ذات قيمة غذائية عالية كمحاولة لتخفيض تكاليف التغذية والتى تمثل حوالى 70% من تكاليف الإنتاج الحيوانى كما ان التغذية تشمل جانبين هما الكمية والنوعية. وتعد من معوقات النهوض بالإنتاج الحيوانى نظرا للنقص فى الموارد العلفية كماً ونوعاً وعجز الإنتاج العلفى عن تغطية الاحتياجات الغذائية الضرورية للأنواع المختلفة من الإنتاج الحيوانى وهو ما يسمى بالفجوة العلفية والذى يؤدى بالضرورة الى عدم حصول الحيوانات على احتياجاتها الغذائية اللازمة لإظهار كفاءتها الإنتاجية. وتختلف المشكلة العلفية للحيوانات المزرعية فى الصحراء عن مثيلتها فى الدلتا ووادى النيل فالحيوانات الصحراوية تعتمد أساسا على النباتات الرعوية خاصة فى منطقة الساحل الشمالى والذي يتميز فصل الصيف بها بالجفاف حيث أن الموسم المطرى قصير نسبيا كما أن معدل المطر السنوى لا يتعدى 150مم سنويا فى المتوسط ونتيجة لذلك يندر وجود الأعلاف الطبيعية لتغطية احتياجات الحيوانات الغذائية حيث تعانى الحيوانات فى هذه المناطق من نقص شديد فى الأعلاف خاصة فى موسم الجفاف الطويل نتيجة عدم توافر النباتات الرعوية اللازمة لحفظ حياتها وصعوبة نقل الأعلاف المصنعة إليها نظراً لارتفاع تكاليف النقل بما يمثل عبئاً اقتصادياً على تكاليف تربية وتسمين هذه الحيوانات هذا بالإضافة الى أن طبيعة التربة فى هذه المناطق لا تسمح بزراعة معظم أنواع المحاصيل العلفية التقليدية الموجودة فى الدلتا ووادى النيل فضلا عن عدم توفر المياه اللازمة لها.
- اذا كانت الاعلاف تمثل حجر الزاوية فى الانتاج الحيوانى فما هو الحل من وجهة نظرك؟
استخدام الحلول غير التقليدية لانتاج الاعلاف الخضراء يمكن ان يكون الحل الاقتصادى الامثل للتغلب على مشكلة العجز فى الاعلاف الحيوانية فى المناطق الصحراوية الجافة. فمثلا استخدام نظام الزراعة بدون تربة داخل الغرف المعزولة أو ما يسمى بنظام الهيدروبونيك حيت يتم التحكم بشكل جيد فى الظروف المناخية الجوية المحيطة من درجات حرارة ورطوبة وخاصة الاحتياجات المائية للزراعة. والتى يتم تخفيضها بشكل كبير جدا ومن ناحية أخرى يوجد بعض أنواع المحاصيل العلفية المتحملة للملوحة والتي ممكن أن تروى بالمياه الجوفية ذات درجات الملوحة المختلفة.
ويمكن ان تنتج الزراعة بدون تربة أو الزراعة المائية اوالغرف الزراعية المعزولة "Hydroponic system" كمية كبيرة من الأعلاف الخضراء والتي تتسم بارتفاع نسبة الرطوبة بها والتي يفضل تقديمها للحيوانات خاصة في المناطق الصحراوية الجافة للتخفيف من وطأة الحر الجاف بالمنطقة.
ويعد انتاج الاعلاف الخضراء من الحبوب بهذا النظام من التقنيات الحديثة التى تم استخدامها لتدوير المخلفات وتنمية وزيادة الموارد العلفية الخضراء وهذا النظام الزراعي لا يحتاج للتربة في زراعته وهو من الطرق السهلة البسيطة وذات كفاءة عالية جدا في إنتاج الأعلاف الخضراء والتي تتسم بارتفاع نسب العناصر الغذائية بعد فترة من 7 إلى 8 أيام من نموها بداخل الصوبة ومن اشهر المحاصيل العلفية المزروعة «الشعير». كما انها ستوفر اقتصاديا كمية المياه المستهلكة في زراعاتها وذلك يرجع الى عدم فقد المياه عن طريق التبخير. وقد ثبت أن كمية المياه المستهلكة في الزراعة المفتوحة (في حالة البرسيم) تعتبر 50 مرة اكبر منها في حالة الزراعة المغلقة.
وتعتبرحبوب الشعير مصدرا مهما يساعد فى زيادة انتاجية الحيوانات. والاهم من ذلك ان الشعير عندما يضاف الى العلائق ذات القيمة الغذائية المنخفضة فأنه يرفع قيمتها الغذائية للحيوانات. وتبلغ نسبة المادة الجافة فى حبوب الشعير نحو 88.29%. والبروتين 9.63% والدهن الخام 1.71 % اما الالياف الخام تصل الى 6.31% و3.39% للمعادن و78.96% للكربوهيدرات.
- هل هناك فارق بين الشعير العادي و المستنبت ؟
الفارق ان حبة الشعير الكاملة «مع قشرتها» هي غذاء يحتوي على عناصر غذائية يحتاجها الحيوان من أملاح معدنية وبروتين وكربوهيدرات وألياف غذائية يعاب عليها صعوبة الهضم بالإضافة إلى الهدر الحادث من التعليف حيث أنها محمية بالقشرة الخارجية الصلبة مما يؤدي إلى خروجها كما هي مع الفضلات (بمعنى انها تكون منخفضة فى نسبة الهضم) وهذا يتضح من خلال متابعة المُربي لروث الماشية بالحظيرة، أما في حالة البرعمة فتلين الحبة وتنشأ الأنزيمات ذات الأهمية الكبيرة للحيوان والأحماض الأمينية التي تعمل على تجديد الخلايا ويتشكل فيها فيتامين سى (C) وتتضاعف (فيها فيتامينات B) من 6 إلى 12 ضعفاً حسب الفيتامين ويتضاعف فيتامين E 300% ويتحول النشا إلى سكريات بسيطة، مؤكدا ان الحبوب طبيعية "بدون استنبات" تحتوي على بروتين بنسبة 9% بمعنى ان الكيلو الواحد به 90 جرام بروتين صعب الهضم و يهدر منه مالا يقل عن 20% وبالتالي يكون الصافي من البروتين المستفاد منه بصيغته الأساسية هو 72 جراما فقط للكيلو الواحد. وبقياس معامل الهضم للشعير نجد ان البروتين المهضوم لن يتجاوز 30 جراما للكيلو الواحد. اما الشعير المستنبت هوعبارة عن حبوب الشعير التي يتم استنباتها تحت ظروف معينة من درجة الحرارة والرطوبة بحيث يصل طول الجزء الاخضر حوالى 15- 20 سم هذا غير المجموع الجذرى الابيض .تصل نسبة البروتين به 19 % أي ان الكيلو الواحد به 190 جرام بروتين سهل الهضم و نسبة الهدر منه صفر % وبالتالي يكون الصافي من البروتين المستفاد منه بصيغته سهلة الهضم هو 190 جراما للكيلو الواحد و بقياس معامل الهضم للمستنبت نجد ان البروتين المهضوم سيكون 190 جراما للكيلو الواحد وهي كبيرة جدا عن حبة الشعيرالعادية.
كما توجد مميزات اخرى أهمها حدوث نقص شديد في حمض الفاتيك مع زيادة في امتصاص العناصر المعدنية ويزيد الهضم بنسبة 25%. فضلا عن زيادة كرات الدم الحمراء وبالتالي زيادة في الاكسجين مما يساعد على اداء افضل للحيوانات. كما انه غير ملوث بالبكتريا والفطريات. ويزيد الشعير المستنبت من إنتاج اللحم فيصل فى عجول التسمين إلى 1.5 كجم يومياً ومع الخراف إلى 300 جرام يومياً. كما انه يساعد فى تحسين الخصوبة والقدرة على الإنجاب، وتحسين مظهر الجلد والصوف. ويساهم في توفير الأراضى الزراعية والأيدى العاملة. ولا يحتاج الشعير المستنبت إلى مساحة كبيرة من الأراضى فيكفى لإنتاج طن واحد من الشعير المستنبت إلى غرفة عبارة عن (4×10).
- هل هناك اضرار جانبية من استخدام الشعير فى التغذية المستمرة للحيوان؟
لاتوجد اي اضرار الا فى حالة حدوث عفن نتيجة زيادة سمك طبقة البذرة عند الزراعة عن اللازم بالاضافة الى طول مدة نقع البذور عن اللازم خصوصا فى الصيف وعدم تعقيم البذور قبل الزراعة فضلا عن زيادة الرطوبة عن اللازم اثناء الاستنبات وارتفاع درجة الحرارة عن اللازم. ويتسبب هذا العفن في افراز اوكسينات سامة تضر بالحيوان عند التغذية علي الشعير المصاب بالفطر.
- ماهى الظروف المناسبة لزراعة الشعيرالمستنبت؟
الشعير المستنبت يحتاج إلى غرفة محكمة نظيفة ومعقمة ولا يحتاج إلى تراب أو رمل أو أسمدة كيماوية وذلك بأقل تكلفة ممكنة. وتختلف غرف استنبات الشعير حسب الكمية المطلوبة للإنتاج وتبدأ من ربع أطنان إلى 10 طن .مع توافر الإضاءة اللازمة لنمو الشعير. واستخدام أفضل الخامات فى تلك الغرف لمساعدة الشعير المستنبت على تحمل الظروف القاسية. مشيرا الى انه يتم عزل غرفة استنبات الشعير حرارياً كما يجب ان تحتوي الغرف على الأجهزة اللازمة التى تؤمن الظروف المناسبة لإنبات بذور الشعير. ويجب ان تتوافر بها وحدة مزودة بخزان مياه بها مصاف متعددة لتنقية الماء من الشوائب والعوالق. ويكون بها جهاز لسقاية النبات (شبكة رى)تعمل على نظام الرى الضبابى. ولإنتاج طن من الشعير المستنبت الأخضر يومياً يلزم 125 كجم من حبوب الشعير. كما يحتاج طن الشعير المستنبت الأخضر يومياً إلى 350 لتر ماء. ويتطلب وجود مصارف فى غرف إستنبات الشعير لنقل المياه الزائدة من الرى إلى الخزان المخصص لذلك.
وقبل استنبات الشعير الأخضر يتم غسل بذور الشعير جيداً وتعقيمها من الفطريات والجراثيم. عن طريق وضع التقاوى فى ماء مضاف إليه كلور ثم نقوم بتصفية الماء ثم تنقع البذور فى الماء لمدة 24 ساعة فى موسم الصيف و30 ساعة فى موسم الشتاء. وتتم عملية الاستنبات تحت درجة حرارة 18 درجة مئوية. فى الشرائح البلاستيكية بمعدل 1.4 كجم فى الصينية الواحدة بإجمالى 125 كجم. ويتم رى الشعير بالتناوب خلال الدورة الزراعية عن طريق الرى مرتين أو ثلاثة يومياً. وتستغرق دورة الشعير المستنبت سبعة أيام وبعدها يمكن الحصول عليه.
- ما مدى استخدام الشعير فى الاعلاف الان ؟
مازال الشعير المستنبت يستخدم فى مصر على نطاق ضيق ولم يبدأ استخدامه على نطاق واسع بعد. لان تكلفة الانشاءات الاولية يعتبرها البعض عالية وهى ليست كذلك بالمقارنة بسعر الارض التى يتم استخدامها لانتاج الاعلاف الخضراء. هذا من ناحية اما من الناحية الاخرى فان ارباح هذا المنتج فى حالة بيعه للغير (عندما يكون انشاء غرفة الاستنبات للاستثمار فقط وليس للاستخدام المزرعى) فان قيمة الاستثمار فى هذا المشروع وكل ما انفق عليه يعود كاملا بعد 8 أشهر وعموما لا توجد معوقات للانتاج ولكن يوجد نقص فى التوعية والارشاد ويجب عمل حملة دعاية لهذا المنتج حتى يمكن تعميمه فى كل الجمهورية. فمن غير المعقول ان يقوم العرب والاجانب باستخدام هذا العلف الاخضر ولا نستخدمه نحن.
نشرت فى 5 إبريل 2015
بواسطة osamaabdeshafy
عدد زيارات الموقع
2,388