<!--<!--

 <!--تضم القاهرة بين جنباتها عدد من الحدائق التي يتعدى عمر البعض منها أكثر من قرن من الزمان، ومن هذه الحدائق تلك الحديقة المعروفة باسم "حديقة الأورمان"، والتي يبلغ عمرها أكثر من 125 عام.

وتقع الحديقة حاليا داخل حدود محافظة الجيزة غرب نهر النيل وشرق جامعة القاهرة، وهي إلى الشمال من حديقة الحيوان بالجيزة، أما جنوبها فتحتله كل من كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، والسفارة التشيكية بالقاهرة .

يعود تاريخ إنشاء وتأسيس هذه الحديقة إلى 1875 عندما قام الخديوي إسماعيل "عاشق المدنية الحديثة" بزيارة إلى غابات بولونيا الفرنسية فأعجب بها أشد الإعجاب، وكان في هذا الوقت يقود مشروع لجعل القاهرة قطعة من فرنسا، فقرر عقب عودته إصدار قرار بإنشاء غابة مصرية على غرار غابات بولونيا الفرنسية، ولعل هذا هو ما يفسر لنا سر إطلاق اسم "الأورمان" على تلك الحديقة، وهو الاسم الذي يعني باللغة التركية "الغابة".

كانت المساحة التي أقيمت عليها تلك الحديقة في الأساس هي جزء من حديقة قصر الخديوي الذي كان يطلق عليه اسم "سراي الجيزة"، وكانت مقامة في الأساس لإمداد القصور الملكية بشتلات الموالح، حيث احتوت على 100 ألف شتلة ليمون وبرتقال ويوسفي، فأطلق عليها اسم "حديقة الليمون"، وعندما أراد الخديوي إنشاء حديقة الغابة "الأورمان" اقتطع هذا الجزء الذي تحتله الحديقة من حديقة النباتات بقصره، وجلب إليها العديد من الأشجار والشجيرات النادرة من كافة أنحاء العالم، حتى أنه يوجد بالحديقة حاليا أكثر من 20 ألف نوع من النباتات والأشجار، واستعان الخديوي في ذلك بالخبير الفرنسي "ديل شفيرليه" والمزارع المصري "إبراهيم حمودة"، وذلك لتصميم الحديقة على الطراز الفرنسي بشكل يلاءم البيئة المصرية.

أما هذا التصميم الذي وضعه المهندس الفرنسي على مساحة 465 فدان، بعد أن تمت تغطية الأرض بطمي النيل بارتفاع مترين، فكان ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: جزء الغابة أو "الأورمان"، وجزء السلاملك، وجزء الحرملك. ولكن مساحة الحديقة لم تبقى كما هي حيث تم فصل جزء الحرملك في عام 1890 ، لإقامة كل من حديقة الحيوان وجامعة القاهرة، ثم اقتطع منها جزء طولي كطريق يربط بينها وبين حديقة الحيوان،  ثم فصل جزء السلاملك عام 1934، ثم اقتطعت أجزاء أخرى لبناء مصلحة المساحة وآخر لتشييد مبنى مديرية أمن الجيزة، ولم يتبقى سوى 28 فدان تمثل حديقة الأورمان في شكلها الحالي.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->

<!--[endif]-->وهي تمتد الآن في شكل أربع حدائق صغيرة هي: حديقة الصبار - وحديقة الورد والتي تعتبر أكبر حديقة للورود في مصر كلها- وربع النخيل، وحديقة عصفور الجنة، مع بحيرة الحديقة المسكونة بزهرة اللوتس، والتي كانت في السابق عبارة عن مجرى مائي يستخدم لري الحديقة، وكان يتنزه فيها الأمير حسين كامل بقاربه، وتم زراعة هذه البحيرة بالنباتات المائية والنصف مائية مثل اللوتس والبشنين والأيريس والهيديكيم والسيرس، والجدير بالذكر أنها تنمو فيها منذ حوالي 50 عاما شجيرة شوكية ذات أزهار صفراء فراشية موطنها الأصلي أفريقيا الاستوائية ويتميز خشبها بأنه أخف من الفللين؛ فيصنع منه قوارب الصيد .

وللحديقة حاليا بابان، أحدهما  يطلق عليه اسم "باب النهضة" لمواجهته لتمثال نهضة مصر، والآخر يطلق عليه "باب البرنسيسات" حيث كانت هوانم القصور الملكية تدخل منه في السابق، وهي تضم مجموعة من أندر وأجمل النباتات والورود في العالم، والتي تم جلبها خصيصا من كل من هولندا والصين والهند والمناطق الاستوائية، حيث تحتوي على 108 نوع لنباتات الصبار على مساحة فدانين بعضها له فوائد طبية، ومن بين أنواعها نوع يسمى (عمة الباشا) أو (كرسي الحماة) لأنه مليء بالأشواك وترجع زراعته إلى عام 1900، كما أن بها 33 صنفاً من أصناف النخيل أندرها (ذيل السمكة) حيث تشبه أوراقها ذيل السمكة.

المصادر:

  • منتديات بوابة ماجدة/ مكتوب.
  • منتديات أصحاب كول.
  • الهيئة المصرية العامة للاستعلامات.
  • Currently 442/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
150 تصويتات / 3185 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

32,047