إنها مصر ... "
رب الكون .. 
اللى بأمره " كن " .. فيكون
هو الراعى .. وليكى بيصون
ومهما جرى .. أوحتى يكون
ومهما هايعمل .. كائن مايكون
برضه انتي القمره .. ف ليل الكون
مابدأت به ليس شعرا نتشدق به .. ولا شعارات مسكنة لآلام الناس .. إنما هى الحقيقة مجردة بلا أى مبالغة .. كى يعرف الناسي والمتناسي والغافل .. من هى مصر , وحتى لا ينسى القريب قبل الغريب مكانة مصر فى كل ماهو مقدس ..
" مصر " التى ذكرت في القرآن الكريم أكثر من " عشرين " مرةٍ منها خمس تصريحا لا تلميحا 
- " .. اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ .. " (61 البقره)
- " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ" (21 يوسف) , ( خد بالك .. التمكين فى الارض يبدأ من مصر )
- " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ " (99|يوسف)
- " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "(87يونس)
- " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ " (51 الزخرف)
أما ما روى عن رسولنا الكريم (ص.ع) في ذكر مصر ..
" ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحما "
" إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الارض .. قال أبوبكر .. لم يارسول الله ؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباطٍ الى يوم القيامة "
يذكر " فيلسوف العرب " إسحق بن الصباح الكندى قولته الشهيره ..
" لايعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه فى القرآن بمثل هذا الثناء , ولا وصفه بمثل هذا الوصف , ولاشهد له بالكرم غير مصر , ولا عجب في أن يصفها الخلاق العليم مثابة للناس وأمنا .. ألم يعلن ذلك في قرآنه على لسان يوسف فيما روى عن يعقوب وبنيه .. "
" مصر " التى قال عنها سيدنا "نوح" عليه السلام إنها أم البلاد وغوث العباد .
" مصر " التى زارها أبو الأنبياء وتزوج منها "هاجر" أم سيدنا إسماعيل .
" مصر " التى عاش بها سيدنا "يوسف" وتزوج منها "زليخا"
" مصر " التى ولد بها "موسى" و"هارون" و" يوشع بن نون" ودانيال وأرميا ولقمان الحكيم .
" مصر " التى لجأت إليها "العذراء" وسيدنا "عيسى" عليه السلام . 
" مصر " التى منها أهدى المقوقس رسولنا الكريم (ص.ع) مارية القبطية فتزوجها وأنجب منها إبراهيم .
" مصر " التى كان بها الصديقين والصديقات : " مؤمن "آل فرعون , العبدالصالح "سيدنا الخضر" , " أسية " زوجة فرعون , " ماشطة " بنت فرعون ...
" مصر والمصريين " قال عنهم الحجاج بن يوسف الثقفى في وصيته لطارق بن عمرو:
لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل
فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم 
وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها 
وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب
وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل
و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم
فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثاً
"نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها"
" أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم"
" دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك"
وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله
الله أكبر .. أنظر لما قاله الحجاج " هم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله " , رأينا ذلك منذ الحملات الهكسوسية , والفرس , والبطالمه , والرومان .. مروراً بالهجمه التتاريه , والحملات الصليبية .. إنتهاءاً بحملة نابليون الفرنسيه , وحملة فريزر الإنجليزيه .. إلى إستعمار العصر الحديث .. فَمِن ماذا .. ولماذا نخشى ؟!
ما يحدث الأن ماهو إلا حلقة في سلسله طويلة كانت .. ومازالت .. وستظل .. من " الإستهداف " ونحن لها كما كنا لما سبق . 
يامصري .. لاتهاب شيئاً مما يحدث الأن .. فالكل يهابك .. وإلا فبماذا تفسر كل مايُحاك حولك من تآمر , ومؤامرات لحصارك ؟ .. لأنهم لايملكون أكثر من ذلك .. وإذا كان في جعبتهم ماينقضون به عليك . لفعلوا مثلما فعلوا في دول وشعوب كثيرة حولك .
يامصري .. ثق في الله .. فهو الذى قدسها فى كل ماهو مقدس وجعلها مثابة للناس وأمنا .
يامصرى .. ثق في نفسك .. فأنت من قال عنه الرسول (ص.ع) " خير أجناد الأرض " وهذا قدرك أن تظل في رباط إلى يوم القيامة .. وأنت لها .
يامصري .. لاتخشى شيئاً ممايفعل تحالف قوى الشر من حولك .. فمثل هؤلاء سيحتويهم التاريخ في مزبلته كسابقيهم .. وستظل أنت .. تُذكر في كل تاريخ .. بأنك باقٍ 
يامصري .. فقط ثق في .. إنها " مصر " .. وستظل .
" إستقيموا يرحمكم الله "

الشاعر .. محمدعلي النقلي

المصدر: مجلة نسمات شعرية الإلكترونية
nsomansoma

مجلة نسمات شعرية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2016 بواسطة nsomansoma

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

39,724