جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يا جارةَ الشيطانِ ، تركتِ الحُزنَ في نفسي
وتولَتْ الأفراحُ مُنْذُ أنْ جئتِ
غيومُ النفسِ تبدو من ثناياكِ
يا قاتلةَ الروحِ مَنْ أنتِ ؟
صارتْ الحياةُ إلى صخبٍ وإلى ضَجرٍ
وغامتْ فوقُنا السحبُّ
فلا شمسٌ ولا قمرٌ
النومُ يرحلُ من مُقلتي
والنَّارُ في القلبِ تستَعِرُ
والزهرُ يذبلُ في يديكِ
فلا يُنبتُ بعدهُ زهرُ
أيُّ عزمٍ سيحملني إلى نهارٍ كانَ لي ؟
والخريفُ يأتي فوق الهشيمِ مُلتحفاً
تَعَكرَ الصفو ويبقى منكِ سيءُ الأثرِ
أيُّ خاتمةٍ كانتْ معكِ ؟
فلا شذى ولا عطرٌ ولا وردٌ
الماءُ يركدُ في النَّهَرِ
والصَخبُ يعلو والريحُ تزدهرُ
والنَّدى جسدٌ قتيل
زمنٌ تلاشى وانقضى
كما الشبحِ ليس لهُ مقَر
أيُّ داءٍ هذا الذي تركتهُ ؟
خارتْ قوايَ وبقيتُ فيكِ مُعْتَقل
لا شيء يوقفُ الأسى
ألوذُ بقلبي العاري
وأشُدُّ جسميَ المُرهق
لأجلسَ فوقَ ناصيتي
يطولُ الصمتُ
وألقى سهامَ الغدرِ تستخفي
فلا الإنسانُ هو الإنسان
ولا النهرُ نفسُ النهر
وأنَّ الدُنيا محفورةٌ فوق الكف
فلا تسألْ غريقاً صارَ في عُمقِ البحر
رأيتُ اللهَ في قلبي حينَ استيقظتُ
أبصرتُ الضُحى يُشرق
خرجتُ أُحَدِقُ العينين
على السَّارينَ في الطُرقات
وأستجدي عبيرَ الورد
وأنا أُخفي من لهفي
حنيني إلى بُساطِ الأرض
عندما تُلقي بنا الوحدةُ في الأوهام
وجُرحُنا يُعلمنا كما النسيان
وعيناي من بؤسِها غرقتْ
وسقطتْ دموعي واحترقتْ
تحتَ سنابكِ الحكمة
طهارةٌ بيضاءَ بقلبي
تُزيلُ من روحي الظُلمة
تشقُّ وتضربُ العتمة