جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مِنْ أيِّ بحرٍ في القصيدةِ أُبحِرُ ؟!
والموجُ أنىَّ سرتُ عاتٍ يُهَدهدُ
ولأيِّ أرضٍ أستحثُّ مراكبي ؟!
والريحُ من حولي عقيمٌ وصرصرُ
أستعذبُ الأسفارَ مشغوفاً بها
ووراءَها أجري وكم أتعثرُ
أجري كأني واقفٌ ولرُبَّما
وقفَ الزمانُ كأَّنهُ يتفكرُ
أنهايةُ التاريخِ هذي أم تُرى
وجهي بمرآةِ الزمانِ مُكسَّرُ ؟!
فوضى أُحِسُّ بداخلي مَنْ ذا رأى
رجُلاً بداخلهِ الفؤادُ مُبعثَرُ
عابوا عليَّ الحُزنِ لكنْ ما دروا
أنِّي شاعرٌ وحُزني دفترُ
من ألف ليلةٍ جئتُ يحملني الهوى
قصائدي تحتي بُساطٌ أخضرُ
أنا سندبادُ وشمسُ هذا الشرقُ في
جلدي وفي شفتي تغيبُ وتتطَّهرُ
لو حاولَ الأغرابُ نفضَ عباءَتي
لتدحرجتْ قُببٌ وسالتْ أنهُرُ
أتقتحمون عليَّ أسايَّ وفي فمي
شجرُ الفجيعةِ كل يومٍ يكبُرُ
شقتْ سيوفُ الغدرِ ثوبَ عناقِها
وبلحمِها في العُمقِ غاصَ الخنجرُ
ماذا جرى ؟ حتى الشوارعُ أصبحتْ
حيرى ومن أسمائها نتنكرُ
حتى بحارُ العُربِ مجَّتْ ماءَها
هل يا ترى الخلجانُ أيضاً تشعرُ ؟!
غادتْ أجزاءُ الحكايةِ كلها
ما عاد يُغريني العقيقُ الأحمرُ
تمشي الحروفُ النازفاتُ على فمي
وتكادُ من جسرِ الحقيقةِ تعبرُ
لكنَّها في لحظةٍ مجنونةٍ تجثو
وفوق رصيفِ خوفي تتبخَّرُ
أين الليالي شهرزادُ تبرأتْ ؟!
أم يا ترى أبطالهُنَّ تغيروا ؟!
ماذا أقول ؟ وربَّما من خوفهِ
بعضُ الكلامِ ببعضٍ يتسترُ
لو كان في التاريخِ عِرقٌ نابضٌ
لبكتْ على هذا الزمان الأعصرُ