قد جاءَ يطلبُ من يدي أملاً وفي يده حُطامي
ما عادَ يعنيني الكلام
واللفظُ المُنمقُ بالهُلام
أنا لستُ أبحثُ عن قطيعٍ يمشي معي
ولا أحتاجُ لبوصلةٍ كي أهتدي
ففي قلبي الدليل ليرشدني
ونبضي يجري في دمي
لا شيء حولي فوق نبضي
ولا حدودَ لطاقتي
أنا رغمَ الحُزنِ في عيني لا يُغادرُني الوقار
ولا تفارقني ابتسامتي
كيما أُطهرُ روحي من إثمِها
ولما شبتْ عن الطوق
راحتْ تنزف الطبيعةُ لي نفسها
والريحُ تنهضُ في حدودِ النهار
كُلما كان ينقضي يوماً أطير
أقفزُ كالظبي بين المراعي
لأصلَ للبيتِ الظليل
عروشُهُ تحت النخيل
هكذا اخترتُ ما شئتُ أنْ أكون
لتصريفِ ما فاضَ في العروق
فامتلأتُ بحريتي
من أين هبتْ هواجسُ نفسي إذنْ ؟!
زالتْ الغشاوةُ عن قشرةِ العقلِ
واكتملتْ لديَّ كلُّ الأسئلة
التي كانتْ تحتاجُ إلى أجوبة
بعد أنْ خارتْ قواي كأحصنةٍ مُتعَبَة
كيما أفرُّ إلى النجاة
والشمسُ تقطعُ شريانَها
كي لا أرى ظلامَها
كيف قفزتُ دون انتباه
إلى الحقيقةِ بالضفةِ الثانية
قاطعاً كلَّ ما كان يربطني بالحواس
قد ضاقتْ الروحُ ومزقتْ ثوبَ الجسد
حررتْ جسمي ليتناثرَ في الهواء
كيما يشتعلُ الوردُ في أيامي التالية
نشرت فى 1 يناير 2017
بواسطة nsmat