لاشك أننا نفرح عندما تشاهد أطفالنا يضعون حقائبهم المدرسية على ظهورهم ويتجهون إلى مدارسهم لينهلوا من ينابيع العلم والمعرفة فمع دخول الطفل عالم المدرسة يتغير الكثير من ظروفه الحياتية تغيرا" جذريا" ، حيث تتسم سلوكياته بسمات جديدة فلم يعد من حقه ان ينام متى شاء ، ويستيقظ فى الوقت الذى يريد ان يستيقظ فيه ، بل غدا فى ظل أجواء العالم المدرسي خاضعا" في نومه واستيقاظه لمواقيت مضبوطة وتبدأ علاقته بحقيبته المدرسية التى تعتبر من جهتها رفيقا يصحبه فى طريقه من والى مكان الدرس والتحصيل ، وتشير دراسة ألمانية إلى أن 19% من الأطفال دون السادسة يصابون بتقوس الظهر ، بينما يصاب 33% من تلاميذ المدارس من سن 12- 14 سنة بهذا التقوس ، 60% من الأطفال يمرون بمعاناة آلام الظهر حتى بلوغ الثامنة عشره وكذلك أظهرت الدراسة وجود أمراض وتشوهات فى العمود الفقري والمفاصل بين طلبة المدارس والسبب الحقيبة لذا !!!
وقد أكدت الدراسة ان الطفل يحمل فى حقيبته المدرسية ما يعادل 5 خمسة كيلو جرام ذهابا ومثلها جيئة ، ويعنى ذلك إنه يحمل طنا و 600 كيلو جرام خلال العام الدراسي ، لذلك وجب علينا تقديم تلك النصائح لتجاوز عبء الحقيبة المدرسية وتأثيراتها :-
مضار الحقيبة المدرسية
يرى الأطباء أن حمل ثقل زائد فى الحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لأمراض في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر وحتى القدمين ، وقد تسبب أحيانا ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمى والعمود الفقري الذى يصبح على شكل حرف c مما يستلزم علاجا جراحيا ولذلك يحذر الأطباء من حمل الأطفال لتلك الحقائب الثقيلة خاصة على احد الكتفين ، إذ أن احتمال إصابتهم بأمراض الظهر تصل إلى 30% في حين أن الاحتمال يتناقض إلى 7 % فقط فى حال حملها على كلا الكتفين .
الإدارة المدرسية والوقاية
يمكن لإدارة المدرسة تقديم العون الأكبر لهؤلاء الصغار ، فإما ان تنسق بين التلاميذ بحيث يحمل كل تلميذ كتاب مادة معينة والآخر كتابا" لمادة ثانية أو تخصص نسختين من كل كتاب يستعمل احداها فى المنزل والآخر في المدرسة وعليها مراعاة الآتي :
1- مراعاة توزيع أحمال الكتب بوضع جداول مناسبة تراعى وزن الطفل وعمره وحجمه ، فطالب عمره 16 عاما لا ينبغي ان يزيدون وزن حقيبته عن 5 كجم
2- توعية الطالب بطريقة الجلوس الصحيحة فى الصف وفى البيت واثناء الاستذكار ، وحتى طريقة المشي ، ليساعد ذلك فى التخفيف من تكدس آثار ومضار حمل الحقيبة المدرسية .
3- يجب ان لا يزيد وزن الحقيبة ومحتوياتها بأي حال عن 10% من وزن الطفل .
4- توزيع حمل الكتب بين الطلبة ، فلو اقتسم طالبان حمل كتب يوم دراسي فسينخفض الحمل بنسبة 50% .
5- توفير خزائن خاصة فى الفصول الدراسية للكتب والكراسات التى لا يحتاج الطالب لنقلها يوميا .
ويأتي دور مؤسسات التعليم فى المقدمة:
وذلك باستخدام ورق خفيف لطباعة الكتب المدرسية ، مع توفير وسائل تعليمية حديثة لعرض مادة الكتاب لتقليل الحاجة لاستخدام الكتاب فى الفصل قدر الإمكان كاستخدام وسائل العرض الالكترونية ، مع توزيع مواد الكتب قدر الإمكان بحيث تكون مادة كل فصل دراسي في كتاب مستقل ، ويا حبذا لو توفر نسخ إضافية من الكتب فى المدارس لاستخدامها أثناء الدوام المدرسي وتبقى نسخه للطالب فى المنزل للمذاكرة وأداء الواجبات .
دور الأهل :
يتجدد دور الأهل في عملية توعية الأطفال وتنبيههم لعدم التفاخر بعدد الكتب والحاجيات التى يحملونها ، وزيادة وعى أطفالنا للمحافظة على صحتهم وان نرشدهم إلى العادات الصحية السليمة سواء فى حمل الحقائب أو كيفية الجلوس الصحي في المدرسة لنبعد عنهم شبح الأمراض
وعلى الأهل مراعاة الآتي عند اختيار الحقيبة المدرسية :-
1- ان يكون شكل الحقيبة بسيطا بعيدا عن التعقيد ، خالية من الأطراف المدلاة القابلة للتعلق فى الأشياء لتجنب الأخطار غير المتوقعة .
2- ان يكون حجم الحقيبة ووزنها متناسبين مع وزن الطالب وسنة وحجمه .
3- توعية الطفل بالطريقة الصحيحة لحمل الحقيبة ومراقبته للتأكد من استيعابه وتطبيقه للتعليمات الخاصة بذلك .
4- توفير وسيلة النقل الملائمة فى حال كان المنزل بعيدا عن المدرسة ، وعدم تحميل الطفل أعباء الحقيبة الثقيلة لمسافات طويلة .
5- إجراء فحص دوري للأطفال ويؤخذ بعين الاعتبار إجراء الفحوصات اللازمة للحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها .
6- توعية الطفل كما سبق بعدم التباهى والتفاخر بحمل الأشياء الثقيلة
أما دور الطفل نفسه :
فعليه الا يحمل الحقيبة على أحد الكتفين ، كما لا ينبغي سحب الحقيبة ذات العجلات لان ذلك يسبب انحناءات فى العمود الفقري إلى جهة الثقل أو الميل كما ان الحقائب ذات العجلات قد تكون مصدر خطر مروري وسببا لحوادث السير سواء بسبب اللهو واللعب أو حين يتجاوز الشارع بها . ويجب ان يحمل الحقيبة على الكتفين على ان يفردهما ويرفع رأسه حتى لا يحدث إنحناءات فى الظهر وبحيث يتوزع الحمل على كامل الجسم .
• عمل تمرينات لجميع أعضاء الجسم لمدة ( 20 ) دقيقة من جلوسه على مقعد وسند الظهر للخلف وثنى اليدين على الصدر .
وختاما يجب ان نكون مطمئنين على جيل المستقبل فهؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا مع تمنياتنا بعام دراسي سعيد.
أشرف سعد