كیف هذا؟ أنا تعيسة ولا أحد يعرف ما أعاني!!!



نحن نسمع هذه الكلمات من الكثيرین ولكن ما هي حقيقة المأساة والتعاسة؟ وكيف يمكنها أن تكون خدعه؟

هناك عوامل كثيرة تؤدي للإحساس بالتعاسة ولكن البعض منها خدعة من الفكر!!!



الأم التي ترعی طفلاً معاقاً ستحس بالتعاسة طول حياتها وهذا السؤال سيلاحقها دائماً وهو لماذا أنا؟ ولماذا طفلي أنا؟ وكذلك الطفل الذي فقد أهله في الحرب أو مجزرة أو زلزال سيحس بالتعاسة...

مثل هذه الحالات التي تحصل للإنسان ولا دخل للمنطق فيها هي كارما تأتي من حيوات ماضية أو إذا لا تؤمن بالحيوات الماضية تأتي من السلالة التي انحدرت منها بمعنی أنه يكون هناك لعنة أو حسد أو ظلم علی هذه السلالة....

والآن أين الخدعة؟

إذا لم تكن واعياً فالفكر هو الأكثر براعة في الخداع وأول شخص يحاول خداعه هو صاحبه لأنه يعرفك من زمن بعيد ويعرف كيف تفكر إذن سيخدعك بسهولة... كل ما في الأمر هو إذا أحسست بالتعاسة فراقب نفسك وانظر من أين أتت هذه التعاسة؟ هل أنت الذي أوجدتها؟ وإذا كنت أنت من أوجدها فراقب ما هي الخدعة أو الفائدة التي تعود عليك من هذه التعاسة؟



مثلاً إذا كنت تعيساً فأول فائدة تعود عليك هي اهتمام الآخرين!!! انظر إلى الأولاد أكثرهم يحس بآلام في البطن في الصباح وبالضبط في الوقت الذي يجب أن يذهب إلى المدرسة وهذا يتكرر دائماً... هو لا يكذب هو يحس بالألم فعلاً ولكنها خدعة من فكره هو ولكنه لا يستطيع أن يخدعك أنت...

وكذلك الأمهات اللواتي كبر أولادهن وتزوجوا ورحلوا عنهم أكثرهم يمرضون يرتفع الضغط ويحسون بالإحباط ويعود الأولاد يهتمون بهم إلى أن يأتي الأحفاد وتری أن أكثرهم ترغب برعاية أحفادها وفي هذا الحال أين ذهب المرض والتعاسة؟

هناك أشخاص يصابون بجلطة قلبية في أعمار مثل الأربعين أو الخمسة والأربعين وإذا راقبت حياتهم ستجد أنهم يحسون بالفشل في حياتهم وبعد هذه الجلطة لا أحد يلومهم علی هذا الفشل لماذا لم تكن موفقاً في العمل والدراسة وحياتك الشخصية؟ الدليل واضح أنا كنت مريضاً دائماً!!!!



الفكر یخدعنا مراراً وتكراراً ونحن نختار التعاسة بأنفسنا!!! لا تستغرب راقب نفسك وستری الحقيقة. إذا أردت أن تعرف ما هي الخدعة لا تفكر من أين ابتدأت لأنك لو فكرت بالبداية ستفقد الهدف الحالي وسيخدعك الفكر مرة ثانية ومن جهة ثانية، ولكن اسأل نفسك ما هي الفائدة أو الفوائد التي تعود علي من هذه التعاسة وما سبب تعلقي أو تمسكي بها.

بعد كل هذه المراقبة سيكون هناك احتمالين أولهم أنك ستتعرف علی الفوائد التي تعود عليك وستتمتع بها يعني تحولت التعاسة إلى متعة!!! والاحتمال الثاني هو أنك تری نفسك غبي لأنك أوجدت هذه التعاسة لنفسك إذن ستتركها وستحس بالراحة النفسية والفرح...



إذا كنت واعياً ستحول كل شيء إلى فرح وسعادة؛ إما بالقبول وإما بالفهم والإدراك.