إن تربية الأبناء في عصرنا الراهن تحتاج لفهم سليمان، وصبر أيوب، وقوة يحي، وعفة يوسف، وعصا موسى، ورأفة محمد عليهم الصلاة و السلام جميعاً .
فالتربية لم تصبح أوامر حديدية، أو كلمات نارية، أو عصا غليظة، ولا معارف تحفظ، أوثقافات تلقن ؛ بل أصبحت التربية فن حياتي، وذوق رفيع، وفهم عميق، وعلم دقيق.
والتربية تتقلب بين قلب حان، وحضن دافء، ومعايشة صادقة، ومصاحبة محببة، وبسمة حانية، ولمسة مربية، وإرادة مهذبة، وملاحظة مستمرة، ويقظة واعية .
والتربية الجنسية خصوصاً تحتاج إلى عناية ودراية، تحتاج لفقه وفن، تحتاج لصبر ومصابرة، وتحتاج أكثر ما تحتاج للمصارحة الجادة، والمحاورة الهادئة .
و كثيراً ما يتعرض الآباء لتساؤلات جنسية مربكة، ومطاردات ثقافية محرجة بل تصل لدرجة الإلحاح من الأبناء وكثيراً من الآباء يركن للتهرب من تلك الأسئلة الجنسية المحرجة والمربكة وهنا قد يتعرض الابن إلى : -
1 - اهمال مفرط عندما يتهرب الآباء من تساؤلات الأبناء الجنسية قد يميل الطفل لاهمال أمر الجنس تلقائياً ؛ لأن الأب أو الأم اهملته أولا وهنا قد يحدث أن يكون الابن مسالماً مستسلماً لأمور جدا حساسة كالتحرش الجنسي مثلاً ،أو يحدث له كبت مرضي مؤديًا به لاضطرابات سلوكية ليست مرتبطة بالجنس فقط ؛ بل تتعدى لأمور أخرى مثل الشرود كره الجنس عموماً و ما يترتب عليه مثل انجاب أطفال .
2 - اهتمام زائد وقد يؤدي التهرب أن يتحول الابن إلى باحث عن الجنس نهم ، لا يتوقف بدافع الفضول أولا ثم من الممكن أن يتحول إلى ادمان كل ما له علاقة بالجنس ثانياً، ويتحسس كل حديث يشعر أن له علاقة بالجنس .
3 - مفاهيم خاطئة ونتيجة الاهمال والاهتمام غير المنضبط يحدث أن الطفل يبحث عن الإجابات من مصادر متنوعة ضررها أكثر من نفعها، وقد ينتج عن ذلك ممارسات خاطئة مبنية على التصورات المغلوطة مثل ( المرآة وظيفتها الأنجاب وممارسة الجنس فقط ).
4 - التلقي من غير المربي وهذا من أخطر الأضرار المترتبة على التهرب من الأسئلة وذلك لتكون قناعة لدى الطفل أن المربي لا يمتلك تلك الثقافة الجنسية ، وبالتالي يتلقى من أصحاب السوء من الأنترنت من المجلات غير العلمية وينتج عن ذلك أن تهتز ثقة الطفل في مربيه ووالخطيرهنا أنه لا يقف التلقي عند الأمور الجنسية بل يتعدى لجوانب تربوية أخرى .
وللحديث تتمة كيف نحمي أولادنا من االتحرش الجنسي ؟
مع تمنياتي بتربية راقية
محبكم دوماً الخبير التربوي
أ . نزار رمضان
ساحة النقاش