أدر التلفزيون ولا يديرك
للتلفزيون قدرة على التأثير في تعلم وأداء الأطفال داخل المدرسة وخاصة إذا تناغم مع الوقت الذي يحتاجه الأطفال لممارسة الأنشطة اللازمة لنموهم نموًا عقليًا وبدنيًا وصحيًا. فمعظم أوقات الفراغ لدى الأطفال وخاصة خلال سنوات الدراسة المبكرة, ينبغي شغلها بالأنشطة مثل اللعب, والقراءة, والرحلات الاستكشافية للطبيعة, والمشاركة في الألعاب الرياضية. إلا أن مشاهدة التلفزيون تعتبر من أنشطة الكسل والخمول، وثبت أنها عامل بالغ الخطورة في ظاهرة السمنة لدى الأطفال. وطبقًا لما أعلنته جمعية أطباء القلب الكندية، فإن طفلا واحدا من بين كل أربعة أطفال في المرحلة العمرية ما بين سبع واثنتي عشرة سنة يعاني السمنة. فالوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة التلفزيون غالبًا ما يأتي على حساب ممارسة الأنشطة التي تجعل الطفل أكثر نشاطًا خلال أوقات الفراغ.
تناولت دراسة أمريكية بعنوان «إدمان التلفزيون» دارسة الأسباب التي تكمن وراء عدم قدرة كل من الأطفال والكبار على إطفاء أجهزة التلفزيون. وطبقًا لما يراه الباحثون، فإن المشاهدين ينتابهم إحساس فوري بالارتخاء والراحة عند تشغيل أجهزة التلفزيون؛ ولكن هذا الشعور يختفي بسرعة بمجرد إطفاء الجهاز. وعلى وجه العموم، فبينما يشعر الناس بنشاط أكثر بعد ممارسة الألعاب الرياضية أو الهوايات، فإنه بعد مشاهدة التلفزيون عادةً ما يشعرون بالخمول.وتبعًا لهذه الدراسة فإن الناس يشاهدون قدرًا أكثر مما يخططون لمشاهدته، حتى رغم أن المشاهدة المستديمة ليس لها مردود إيجابي.

ولمشاهدة التلفزيون العديد من الفوائد للأطفال؛ ومنها ما يلي:
ــ القدرة الفائقة على خلق نقاط تلاق قوية مما يمكن الشباب من مشاركة خبراتهم الثقافية مع أقرانهم.
ــ من شأن المشاهدة الجماعية لبرامج التلفزيون أن تهيئ لأفراد العائلة على اختلاف أعمارهم الفرصة لقضاء أوقات الفراغ معًا.
ــ يستطيع الآباء استخدام التلفزيون كعامل مساعد على القراءة في مرحلة ما بعد مشاهدة برامج التلفزيون عن طريق شراء الكتب التي تتناول نفس الموضوعات أو القراءة المستفيضة لمؤلفي البرامج التلفزيونية.
ــ يستطيع التلفزيون أن يعلم الأطفال مجموعة من القيم والدروس الحياتية المهمة.
ــ غالبًا ما تكشف برامج التلفزيون عن القضايا الجدلية أو الحساسة التي يسهل على الآباء مناقشتها مع أبنائهم.
ــ تعمل البرامج التعليمية على تنمية التطبيع الاجتماعي لدى الأطفال والارتقاء بمهارات التعليم لديهم.
ــ إن البرامج الإخبارية التي تتناول الأحداث الجارية والتاريخية من شأنها أن تعمل على تثقيف الشباب وتجعلهم أكثر وعيًا بالثقافات والشعوب الأخرى.
ــ تعمل البرامج الوثائقية المساعدة على تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الأطفال إزاء مجتمعهم والعالم أجمع.
ــ يمكّن التلفزيون الأسرة من مشاهدة الأفلام الكلاسيكية أو الأفلام الأجنبية غير المتاحة في محل بيع شرائط الفيديو.
ــ من شأن البرامج الثقافية أن تعمل على انفتاح الشباب على الفنون المختلفة.

كيف تختار برنامجا تلفزيونيا جيدا لأطفالك؟
ينشد كل من الأطفال والكبار المتعة والراحة من مشاهدتهم للتليفزيون، ولكن غالبًا ما يكون التليفزيون سببًا للصراعات العائلية؛ فإذا كان هذا الأمر يعنى ولى الأمر فإن تحريم مشاهدة التليفزيون ليست بالحل العملي، وبدلاً من ذلك نحتاج إلى أن نتعلم كيف نتعايش مع التليفزيون عن طريق إدارة المقدار الزمني الذي يقضيه الأطفال أمام التلفزيون بالإضافة إلى ماذا يشاهدون. وهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها حتى يتم إدارة عادات مشاهدة التليفزيون لدى أفراد العائلة بنجاح؛ ومن هذه الاستراتيجيات ما يلي:
ــ ابدأ في سن مبكرة؛ فمن الحكمة أن تعمل على تنمية عادات صحية لمشاهدة التليفزيون لدى أطفالك حتى قبل سن المدرسة الابتدائية؛ لأنه عندما يكبرون يكون من الصعب عليك كرب أسرة أن تفرض قيودًا أو أن تؤثر على أذواقهم أو تغيرها
.
ــ ضع حدودًا للزمن الذي يقضيه أطفالك أمام شاشة التليفزيون؛ وخاصة أثناء العام الدراسي، وعليك التأكد من انشغالهم بأنشطة أخرى مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات.
ــ راقب ما يشاهده أطفالك من برامج وبقدر الإمكان شاهدها وناقشها معهم.
ــ إن الأطفال الصغار أكثر عرضة لاكتساب السلوك العدواني بعد مشاهدة برامج تليفزيونية تحتوي على العنف وخاصة برامج الكرتون. ومن هنا ينبغي عليك أن تحد من مقدار العنف الذي يتعرضون له ومراقبة سلوكياتهم بعد مشاهدة العروض التليفزيونية العنيفة.
ــ إن الأطفال يحاكون الآباء؛ ولهذا على الآباء أن يراجعوا عادات المشاهدة لديهم وتغييرها بقدر الإمكان حتى يقتدي الأطفال بهم.
ــ شجع أطفالك على مشاهدة مجموعة متنوعة من البرامج الرياضية، وبرامج البيئة، والبرامج العلمية والفنية والعروض التاريخية. فهناك الكثير من البرامج التليفزيونية تجعل من تعلم الأطفال عن العالم المحيط بهم تعلمًا ممتعًا ومفيدًا.
ــ ضع جهاز التلفزيون في المكان المناسب. فإذا كان الأطفال في سن صغير فيحسن إتباع المثل المعروف «بعيد عن النظر بعيد عن المخاطر» بوضع جهاز التليفزيون في غرفة بعيدة عن المكان الذي عادة ما تقضي فيه الأسرة معظم وقتها. وعندما يكبر الأطفال تحتاج إلى وضعه في مكان يكون فيه الجهاز في متناول الأطفال حتى يمكنك المراقبة بسهولة. ولا تضع جهاز التليفزيون في غرفة نوم الطفل مثلاً.
ــ لا تترك جهاز التليفزيون يعمل عندما لا تشاهده. شغل الجهاز لمشاهدة عرض معين وأطفئ الجهاز مرة أخرى عندما ينتهي العرض. هذا يجعل من التلفزيون خبرة خاصة يتطلع أطفالك للاستفادة منها.
ــ عند زيارة أصدقاء أطفالك لهم بالمنزل عليك أن تأخذ موقفًا رافضًا لمشاهدة التليفزيون. ولا تخشى من اقتصار المشاهدة على عروض معينة حتى لو كان أصدقاء أطفالهم معتادين مشاهدتها. ولديك الحق كل الحق من حماية أطفالك من مشاهدة ما هو غير ملائم لهم، وسوف يتقبلون وجهة نظرك كدليل على اهتمامك بهم وحرصك عليهم.
ــ لأطفالك الحق في رفض مشاهدة برامج معينة خاصة عند زيارة أصدقاء أو أقارب للأسرة.
ــ عليك اطلاع أولياء أمور أصدقاء أطفالك على قواعد مشاهدة التليفزيون لديك. فمن الصعوبة بمكان مراقبة ما يشاهده أطفالك في منازل أصدقائهم، فإذا تحدث الآباء عن قواعدهم لمشاهدة التلفزيون مع الآخرين يسهل فيما بعد حماية أطفالهم من البرامج الضارة بهم.
ــ تأكد من معرفة الخادمة أو جليسة الأطفال بتلك القواعد واتباعهم لها.
ــ حاول ولو لأيام قليلة عدم تشغيل جهاز التليفزيون حتى تستطيع تقييم الدور الذي يلعبه جهاز التليفزيون في حياة أسرتك. ويمكن اتفاق أولياء الأمور على تخصيص أسبوع سنويًا لا تحدث فيه مشاهدة للتلفزيون.
ــ حاول تشفير أو مسح القنوات التي تخشى على أطفالك من مشاهدتها؛ وهذا النظام متوفر في معظم الأجهزة الحديثة.
من الحكمة أن تعمل على تنمية عادات صحية لمشاهدة التليفزيون لدى أطفالك حتى قبل سن المدرسة الابتدائية؛ لأنه عندما يكبرون يكون من الصعب عليك كرب أسرة أن تفرض قيودًا أو أن تؤثر على أذواقهم أو تغيرها

حاول ولو لأيام قليلة عدم تشغيل جهاز التليفزيون حتى تستطيع تقييم الدور الذي يلعبه جهاز التليفزيون في حياة أسرتك

 

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

                ج  السعودية/    00966508705124    

        موبيل  مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

  • Currently 313/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
102 تصويتات / 1644 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2009 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

newglal
<h1 style="text-align: justify;">موضوع رائع جدا"&nbsp; (شكرا" لك على هداء الموضوع الرائع)</h1>
fofont
بارك الله فيك وجعلك الله سببا لازدهار الأمة الاسلامية وحفظك الله ورعاك وجزاك الله خيرا واتمنى لك المزيد والتوفيق
عفاف فى 13 أغسطس 2009 شارك بالرد 0 ردود

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,539