الذي يدعونا للحديث عن تلك المشكلة ليس الترف الثقافي والفكري ولكن الناحية التربوية والأسرية بل والإحصائية تنادي بأعلى صوت بأفهم بيان على كل إعلامي وكل متخصص أن يدلو بدلوه في تلك المشكلة الحساسة بين الزوجين .في هذه الدراسات، ظهرت نتائج تستحق الانتباه، فمثلاً كان 20% من السيدات غير راضيات عن حياتهن الجنسية بينما كان حوالي 35% من الرجال غير راضين عن حياتهم الجنسية..!! حوالي 70% من السيدات لم يصلن إلى هزة الجماع (الاورجازم)، بينما شكا حوالي 40% من الرجال عدم رضاهم عن ممارساتهم الجنسية بسبب سرعة القذف! وقد برر النساء عدم رضاهن الجنسي نتيجة توترهن وعدم قدرتهن على الاسترخاء أثناء ممارسة الجنس كذلك بعض الآلام التي قد تصاحب عملية الجماع. بعض النساء عبرن عن عدم اهتمامهن بالجنس بسبب مشاكل اخرى تؤثر على تفكيرهن واهتمامهن بالجنس، حيث تكون أفكارهن مشغولة بأمور اخرى غير العملية الجنسية مما يتسبب في عدم رغبتهن، وربما استسلمن لذلك بناءً على رغبة الزوج، الذي لا يشعر بتفاعل شريكته معه في هذه العملية، وقد يتهمها بالبرود.. وهذا قد يزيد الشرخ ويفاقم المشكلة الجنسية بين الزوجين.
لقد بينت هذه الدراسات بأن الرضا الجنسي يتناسب طردياً مع المشاكل الجنسية النفسية وليس مع الاضطرابات الجنسية النفسية. ... دراسة اخرى في الدنمارك، حيث قابل طبيب سيدات في الاربعين من العمر ووجد أن هناك حوالي 35% منهن يعانين من مشاكل جنسية نفسية، ولكن طبيعة هذه المشاكل كانت غير واضحة وبها الكثير من الغموض 15% منهن كن يعانين من قلة الدوافع الجنسية، 7% لم يشعرن بأي مشاعر تجاه العملية الجنسية بينما حوالي 6% شعرن بأنهن يقمن بذلك كواجب ليس أكثر!!.. 11% عبرن عن رغبتهن في أن يسدي لهن أحد النصيحة بشأن حياتهن الجنسية بينما قال 5% بأنهن يحتجن لعلاج جنسي في عيادات متخصصة في هذا المجال وفي دراسة أجريت بالمغرب، وضمت 720سيدة، وجد أن 27% من السيدات يعانين من مشاكل في علاقتهن الحميمة مع أزواجهن، وتختلف أنواع الشكاوى من امرأة إلى أخرى وفي عيادة الصحة الجنسية للسيدات بمراكز د.سمير عباس الطبية وجد أن 20% من المترددات يعانين من قلة الرغبة في حين أن 15% يشتكين من عدم الاستجابة للزوج و 12% من عدم الوصول للنشوة، أما أكثر الشكاوى شيوعاً فكانت الإحساس بالألم أثناء الجماع والتشنج المهبلي وفي حالات كثيرة يكون هناك أكثر من شكوى في وقت واحد.
المشاكل الجنسية، وكذلك طبقاً لإحصائيات الباحثين الرسمية أن 50% من حالات الطلاق التى تتم فى إيران سببها الرئيسى هو المشاكل الجنسية
فالتفاهم والتناغم الجنسي بين الزوجين تحتاج لمشاركة بين الزوجين ليعزفا سوياً سيمفونية زوجية راقية رقراقة هذه العلاقة الجميلة الظليلة الخفيفة اللطيفة تأتي بمقدمة العلاقات الضرورية لبقاء الحياة سعيدة هانئة فالحياة الزوجية رباط مقدس وآية من آيات الله عز وجل فالزوجة هي السكن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) وهي المودة وهي الرحمة (وجعل بينكم مودة ورحمة) وهي الصاحبة بالجنب و وهي كاتمة السر وهي الحافظة بالغيب
هي ما حفظت سوى الوفاء ... ولا ادخرت سوى الفضائل
وهي بكل فخر شرف العفاف ....... أعدت مفخرة المنازل
وهي اللباس " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن "والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا , وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس لتكون حياة هادئة مستقرة مفعمة بالحب والحنان والرومانسية وهنا تأتي الحياة بيد الإنسان ليعكر المودة والصفو والرحمة فتتغير الحياة بعد راحة وتمل بعد مودة وتتراجع بعد اقبال فيقل حب الزوج لزوجته وتتلاعب بالحياة الزوجية أمواج النكد ورياح العكننة .
قد تكون العلاقة الحميمة سبباً في الفرقة لعدم الرضا الجنسي بين الطرفين وعدم الفهم لأحد الطرفين لتلك العلاقة الحميمية .من تلك الأسباب أيضاً
1 - ذكريات الماضي غير الصحية .نتيجة لبعض الانفلات التربوي والتميع في فهم التعامل مع الجنس الآخر نجد البعض يقع في كثير من العلاقات غير الصحيحة والصحية فهو يتعامل تحت ضغط مجتمع لا يقبل بتلك العلاقة يعيش أحياناً كثيرة علاقة تعمقت أو تسطحت من طرف واحد أناني فيتمرس على ذلك فيدخل حياته الزوجية الجديدة وذكريات الماضي تلاحقه لم يتعود على علاقة جنسية ذات طرفين أو علاقة عاطفية ذات طرفين تعود على إشباع حاجته هو فقط دون النظر لزوجته فتشعر هي بعدم توافق عاطفي ويظن هو ببرود عاطفي وفتور رومانسي فيتغير وينفلت عاطفياً في كثير من الأحيان .
2 – الحوار المزيف بين الزوجين حول العلاقة الجنسية يحدث إما عدم البوح والكلام بينهما في كيفية الرضا وماذا أريد ؟ ومتى أريد ؟ ...... وإذا حدث الحوار قد لا يكون شفافاً ولا صريحاً ولا حقيقياً وأحياناً يسوده الكذب والخداع بالرضا وهذاه إشكاليات ضخمة لا تظهر نتائجه السيئة بالقريب ولكن تظهر فيما بعد نفرة وصراع وعنف بين الزوجين أو مع المحيط .وهذا ما يتضح من خلال رسائل الاستشارات الأسرية والزوجية فيقول الرجل وتقول الأنثى ما لا يقل داخل نطاق الحياة الزوجية .
3-ما تقوم به الصور الجنسية من حجرٍ على الخيال، والحقيقة أن المساحة التي يمارس فيها الخيال دوره في الإثارة والرضا الجنسي كبيرةٌ إلى حد بعيد، وكلما كانت مساحة العري أكبر كلما كانت عتبة الإثارة والرضا أعلى، وما يحدثُ بعد مشاهدة الصور الجنسية هو أن مساحة الخيال تتقلص، ويصبح الزوج طالبا لعري أكثر من زوجته، محاولاً الوصول إلى إثارةٍ أكبر، وواصلاً مع الأسف إلى رضًا أقل! وفيما يتعلق بشكل الجسد فإن الصورة المتكررة لنموذج معين للجسد (هو النموذج المثالي للجسد الرشيق)، تختزن في الوعي البشري مع الوقت على أنها النموذج الوحيد للجمال، ويصبح كل شكلٍ من أشكال الجسد البشري إما مطابقا للمواصفات وإما مُعَرَّضا لعدم الرضا من صاحبه ومن الآخرين، فكم من الأزواج يشتكون من تغير جسد الزوجة بعد الزواج.هناك خلط لدى بعض الناس عن الرضا الجنسي بين الازواج وبين المشاكل الجنسية، فالأمر هنا مختلف، فالرضا الجسني قد يكون نتيجة مشاكل جنسية لكن المشاكل الجنسية ليست بالضرورة تكون مصاحبة لعدم الرضا الجنسي.
4- وأحيانأعدم الرضا بسبب الثقافة الخاطئة المتوارثة من أن الجنس عيب وأن الكلام في الجنس ممنوع وأن الجنس قذر وأن المرأة خلقت للتمتع بها وفقط وأن البوح من الزوجة بعدم الرضا الجنسي جريمة لا تغتفر .
5 – لا توجد مشكلة بلا حل المشكلة هي قد تكون في السكوت والتمادي في الصمت رغم الإلم وعدم الراحة والمتعة الجنسية لأحد الطرفين ويأتي هنا الحوار ليكون المدخل الهادي والراقي لحل تلك المشكلة الحساسة وهنا يأتي كيفية الحوار وطريقته .
<!--
.
نصائح حول الحوار للرضا الجنسي بين الزوجين
قبل الجنس:1 – لا بد من دراسة ومعرفة وتعلم النواحي التشريحية وفوائد الجماع وطرقه وغيره من المعلومات الضرورية للمارسة الصحيحة والسليمة من مصادر موثوقة .
2 – قبل الحديث عن العلاقة الحميمية بين الطرفين لا بد من إزالة الأفكار السلبية والمشاعر غير الحقيقية السيئة بالفضفضة مع طبيب أسري أو صديقة مقربة ثقة أو استشارة المواقع المتخصصة الثقات وأن يكون هناك تخلية للمشاعر السلبية والتحلية بمشاعر إيجابية حتى تترجم لميل إيجابي وسلوك حميمي رفيع .
3 – كل طرف يبحث عن نقاط قوته الجنسية ولا يخجل من نقاط ضعفه ويحاول أن يوصل إمكانياته ومهاراته لشريك حياته .
4 – اختيار المكان المناسب للحديث عن التفاهم والتناغم في العلاقة الجنسية بين الزوجين
التحدث عن الاستياء من الأداء الجنسي في السرير خطوة سيئة جدا لأنه قد يخلق جوا من السلبية في غرفة النوم. بدلا من ذلك اختاري مكانا محايدا (بعيدا عن سرير الزوجية) مثل المطعم أو البلكونة أو أي حديقةأو الشاطئ.
5 - اختيار الوقت المناسب: التحدث عن موضوع حساس مثل الاستياء من الأداء الجنسي أو المخاوف مباشرة قبل الخروج إلى العمل أو قبل دقائق من استقبال الضيوف يمكن أن يسبب توترا شديدا ولن يؤدي إلى نتيجة جيدة. خصص وقتا مناسبا للحديث عن حياتك الجنسية مع زوجك .
6 – التلميح بأن سيكون هناك حوار حول تلك المعاني والمفاهيم الحميمية بين الزوجين قبل البدء فيه ليكون هناك تهيئة نفسية .
7 – لا بد أن يتذكر ويذكر الطرفان بعضهما بأن الرضا في كل تفاصيل الحياة الزوجية وخصوصاً في تلك العلاقة الجنسية الراقية بين الزوجين ولا بد أن يحاول كل طرف في إرضاء الطرف الآخر وشريك الحياة .. وهذا يعني بأن تتحدثا بصراحة وتحاولا إيجاد الحلول المناسبة.
ثانياً أثناء الجنس:
1 – عند وجود ضيق أثناء الممارسة الجنسية بين الزوجين والشعور بالعصبية يمكن لفت انتباه الشريك بحس فكاهي بداية لكسر تلك الحالة المزاجية .
2 – يمكن التحدث من الشريك عن المكان والطريقة المثيرة الجالبة للمتعة بدلا من لوم شريك الحياة .بدلا من أن تقول الزوجة للزوج "أنت لا تقضي وقتا كافيا في المداعبة" تقول له "المداعبة تزيد من شعوري بالرضا الجنسي." قد يحتاج الأمر لملاحظات بسيطة بطريقة جميلة للمارسة ماتعة ورضا جنسي .
3 – لا تكن شريكاً أنانياً تريد الحديث عن نفسك وعن رضاك دون أن تسأل وتستفسر من الطرف الثاني وشريكك وحبيبك
4 – التنوع في طريقة الوصول للرضا الجنسي بمعنى استخدام كل ما يملك الشريك من صوت وحركات واحاسيس ومشاعر وجسد وقلب وملابس في ضوء ضابطنا القرآني ( فأتوا حرثكم أنى شئتم).
ثالثاً بعد الجنس
1 –التشجيع لشريك حياتك والتعليقات الإيجابية حتى ولم تكن مرضية تماماً فالمديح والإطراء يزيد من الحب والرضا الجنسي بين الزوجين.
2 – البعد عن الخجل واستمرار الحوار الراقي المهذب افيجابي لاكتشاف الجديد في العلاقة الجنسية ومعالجة الخطأ السابق .
مع تمنياتي بتربية راقية
أ . نزار رمضان
محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ
مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية
والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى
فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب
مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري
مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق
بانتظار أفكارك وآرائك
للتواصل التربوي والاستشارات
المملكة العربية السعودية
شمال جدة حي الشاطئ
ج السعودية/ 00966508705124 موبيل مصر /0020124277270
ايميل / [email protected]
[email protected]
[email protected]
ساحة النقاش