القرآن والتعامل مع النفس تحدثنا عن محور العقل ومحور القلب وبالنسبة للنفس أعتنى القرآن الكريم على تربية النفس تربية راقية بأسلوبه الفذ الآخاذ من الترغيب والترهيب وقراءة كتاب الله المنظور وكتاب الله المسطور وغيره من أساليبه المتنوعة والثرية التي تناسب كل نفس واحتياجات التوجيه بكل نفس .
تتبع النفس الشهوات كما أخبر ربنا عزوجل" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآبِ " هذا بالجانب المادي الملموس كذلك في المجانب المعنوي الفي من حب النفس والتعالي والكبر وحب الحمد وحب الظهور وغيره من مهلكات النفس
ولمعرفة النفس جيداً يخبرنا القرآن عن أصنافهاكالتالي :
1. النفس الأمارة : و هي التي تأمر الإنسان بالسيئات ، و التي قال عنها القرآن الكريم : { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [1] .
2. النفس اللَّوامة : و هي التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي و الذنوب فتلوم نفسها و التي قال عنها القرآن الكريم : { وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } [2] .
3. النفس المطمئنة : و هي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف و لا حزن و الواصلة إلى مرحلة الاطمئنان و الراحة و الطاعة التامة لأوامر الله و المشمولة بعناياته الربانية ، و التي قال عنها القرآن الكريم : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ } [3] .
4. النفس الراضية : و هي النفس التي رضيت بما أوتيت ، و التي قال عنها القرآن الكريم : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } [4] .
5. النفس المرضية : ، و هي النفس التي رضي الله عَزَّ و جَلَّ عنها و التي قال عنها القرآن الكريم : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } [5] .
6. النفس المُلهَمَة : و هي النفس التي ألهَمَها الله عَزَّ و جَلَّ و التي قال عنها القرآن الكريم : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [6] .
فعند اقتناع العقل ورضا القلب يأتي عقبة النفس ويمكن التغلب على سلطان وشهوة النفس عن طريق
معرفة حق الله تعالى : -
1 - ذكر النعم واحصاء جوانبها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [المائدة : 7]وقال (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ [المائدة : 20]وقال (َإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [إبراهيم : 6]وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً [الأحزاب : 9]وقال ( ياأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ )
2 - ربط النعمة بالمنعم عزوجل { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَك الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِك فِي عِبَادِك الصَّالِحِينَ } {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين}
3 - الاستغفار بعد أداء الطاعة (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) [البقرة:199]. فقال للرسول صلى الله عليه وسلم في آخر عمره: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً) [النصر:1-3]. ( الصّابرين والصّادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار).
ثانياً معرفة النفس
1 - معرفة جوانب الفقر إلى الله ولما كان الفقر إلى الله سبحانه هو عين الغنى به فأفقر الناس إلى الله أغناهم به وأذلهم له وأعزهم وأضعفهم بين يديه أقواهم وأجهلهم عند نفسه أعلمهم بالله وأمقتهم لنفسه أقربهم إلى مرضاة الله{يَأَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ}هذا الفقر فقر وجود فقررزق فقر هداية فقر سداد فقر عصمة فقر صبر فقر إيجاد ماء فقر وجود ليل ونهار وتعاقب فقر أمن فقر سكينة فقر كشف الضر فقر ولاية فقر حفظ .
2 - الدعاء بالثبات " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"
3 - تتبع عيوب النفس (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). على لسان موسى(قَالَ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ)ويونس" لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
4 - التخويف من عاقبة الرياء(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ ...... ) ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ ....... ) .
5 - الخوف من الله "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"
6 - كثرة الإنفاق {فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}
وللحديث تتمة حول احتياجات التغيير القرآني
مع تمنياتي بتربية راقية
أ . نزار رمضان
محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ
مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية
والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى
فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب
مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري
مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق
بانتظار أفكارك وآرائك
للتواصل التربوي والاستشارات
المملكة العربية السعودية
شمال جدة حي الشاطئ
ج / 00966508705124
ايميل / [email protected]
[email protected]
[email protected]
ساحة النقاش