ما مسئولية الأسرة التربوية عن هروب الفتاة ؟
بداية أحب أن أنبه أن الهروب للفتيات خصوصاً ليس المقصود به الهروب المباشر ( المادي ) فقط ولكن هناك هروب لا يقل خطورة عن الهروب الحقيقي هو الهروب النفسي والهروب المعنوي وهو الهروب لعالم الخيال من خلال الهاتف و الشات والهروب الحقيقي يحدث بعد الهروب النفسي والمعنوي
ويحدث الهروب كنتيجة طبيعية للفراغ بجميع أشكاله وصوره سواء كان فراغ عاطفي أو فراغ مادي حيث لا تجد الفتاة توظيف حقيقي لقدراتها وإمكانياتها من خلال المدرسة أو البيت أو المحاضن التربوية المختلفة .وأحب أن ألفت النظر أن من أخطر وأهم الأسباب وراء هروب الفتيات هو غياب الحوار الفعال مع البنات والأبناء فالثقافة الموجودة لدى الأب هي ثقافة فرعونية تسلطية " ما أريكم ألا ما أرى " يفرز عن غياب الحوار الهروبين بنوعيهما
أنصح الآباء والأمهات صناعة مجلس يسمى مجلس الشورى العائلي هذا المجلس له ساعة محددة لا يتم التخلف عنه بتاتاً مهما كانت الأسباب لأي فرد من أفراد العائلة فوق السادسة يتم المجلس بحب وهدوء وأريحية من أهدافه مناقشة الأمور العائلية والمشكلات ومدارسة الاقتراحات وكذلك يتم فيه تكريم وتشجيع المجيد ونصح المخطئ ويتم ذلك بحوار جيد متوازن وهذا يسمح لأي فكرة خاطئة أن تظهر على السطح وأن تحل في مهدها ويمكن عقد اجتماع مجلس الشورى العائلي في البيت أو مقهى عائلي مناسب أو على البحر بحث يكون جذاب ومناسب لهدفه السامي واقترح أيضاً وجود صندوق بالمنزل يسمى صندوق فضفضة يضع فيه الأب والأم والأبناء مشاكلهم ما يأرقهم وهنا يتاح للجميع معرفة نفسية ومخاوف وأفراح وأمنيات كل فرد بالعائلة .
- مادور المؤسسات التربوية في الحد من هذه الظاهرة ؟
الكل يسهم بنسب متفاوتة ومختلفة ولكن العبء الكبير يقع على عاتق المحضن التربوي الأهم والأخطر وهو الأسرة ثم بعد ذلك نجد أيضاً ثقافة اعلامية منفتحة على أفكار غريبة من الحرية غير المنضبطة التي قد تناقش في الأفلام والمسلسلات وتعالج هذه الأفكار الغريبة بأراء غريبة غير موافقة لديننا وقيم مجتمعنا وبدل من تخمد النار تزيد من اشعالها .
برأيك هل المناخ المدرسي يسهم في تفكير الفتاة في الهروب ؟
البيئة المدرسية هي من أخطر المؤسسات التربوية بعد الأسرة تأثيراً على فكر الفتاة وتكوين شخصياتها ايجابياً أو سلبياً والناظر المتتبع لفدور المعلم الحالي نجده في واد وأخلاقيات المربي الحقيقفي في واد ثاني من حيث أنه أب ومسؤول وشيخ ومفتي ومتابع وناصح ومستشار واتجه دور المعلمة للتلقين والتعليم فقط وبعد عن اعمال العقل واعطاء مساحة من الحريات وكذلك عدم وجود قنوات تعمل على احتواء الفتاة من قبل المرشدة الطلابية وخصوصاً أن مدارسنا في الغالب تعين بهذا الموقع غير المتخصص وأن كانت متخصصة فهي غير مدربة وغير مؤهلة لمثل تلك الأفكار الغريبة والجديدة من الهروب ومن والعنف والتحرش وغيره ولا أتحدث فقط هنا عن الدور البشري فقط بل أيضاً مناهجنا الدراشية ومقرراتنا لا تفرد لبناتنا مساحة من الرأي ومساحة من الحرية بل لا بد من ادراج كل ما هو جديد ويهدد الأسرة العربية في مناهجنا لماذا لا نعطي الفتاة منهجاً فغي التربية الأسرية في ادارة الذات في المهارات الحياتية وغيرها من المناهج التي تحتوي الفتاة .
ساحة النقاش