ما هو الفرق بين "الإعلام الجنسي" و "التربية الجنسية"؟؟؟
الفرق يشبه الفرق بين التربية والتعليم المدرسي المنهجي، والتعليم عن طريق وسائل الإعلام الأخرى التلفزيون والفضائيات والصحف والمجلات.
فالإعلام الجنسي يبحث أمور الجنس بصورة مجزأة ومحدودة، ولا يواكب مسيرة حياة الطفل (بل لا يستطيع مخاطبة الطفل) إلى المراهقة وإلى الشباب، وأحياناً يكون هدفه تجاري، ولكن هذا لا يمنع أن يكون أحياناً منهجي وجيد.
بينما التربية الجنسية هي التربية والتعليم المنهجي والمستمر، تبدأ في الأسرة ثم يقوم المجتمع والمدرسة بالمتابعة، ويعتمد في هذه التربية ما هو معتمد من عادات وقيم وتشريعات دينية .
من هو الشخص أو الجهة التي يفضل أن تكون مرجعية للطفل في تعلمه وتثقيفه جنسيا ؟؟؟
يرى البعض إن الأفضل أن يقوم الأب بهذه العملية بالنسبة للذكور، والأم بالنسبة للإناث (وبعضهم يرى إنه من الممكن أن تقوم به الأم للذكور والإناث معًا، لأن الأم هي مؤهلة أكثر من الأب للحديث في هذه الأشياء، وهي أرحب صدرًا، وأطول بالا، فتستطيع أن تستوعب أسئلتهم أكثر من الأب).
ويمكن أن يقوم الأب أو الأخ الأكبر بتعليم الولد الصغير أو أحد الأقارب المؤهلين لذلك. أما البنت فيمكن أن تعلمها أختها الكبرى أو العمة أو الخالة .
المهم بوجهة نظري أن يبدأ التعليم أو التثقيف الجنسي من الأسرة، لأن الطفل يثق في أسرته في هذا المجال، ويمكن له أن ينفتح في الحديث معها أكثر مما ينفتح مع الآخرين، ثم يلي ذلك الجانب العلمي، وينبغي أن يعرف الطفل الجانب الغريزي في الشهوة الجنسية لأنه ينبغي ألا يكتم عنه جانب من جوانبها حتى لا يضل فيفسد..
إن هذا الأمر متوافق تمامًا مع نشأة الإنسان، لأن التوجيه نحو الأسرة، فالطفل موجود ضمن أسرة، وقد يبدأ هذا التثقيف في مرحلة مبكرة جدًّا، وتوعية الطفل ببعض الأمور التي يراها غريبة. يمكن أن يبدأ بتثقيفه اجتماعيًّا من البداية لأنه موجود في وسط اجتماعي .
أما المسألة الدينية فإنها تأتي بعد ذلك، عندما يبدأ عقل الطفل يعي بعض هذه المسائل الدينية. فالتربية الجنسية تبدأ بالبيت ثم تنتقل إلى المدرسة..
أيهما بحاجة إلى تثقيف جنسي أكثر من الآخر هل هو البنت أم الولد ؟؟؟
في رأيي البنت أكثر حاجة لتثقيفها جنسياً نظراً لأهمية دور الجنس من الناحية النفسية (أو العاطفية) والاجتماعية بالنسبة لها، ولأن أعضائها الجنسية أعقد نسبياً من أعضاء الرجل ، وتحتاج لاهتمام ورعاية أكثر.
هل يكفي تعلم الأطفال للثقافة الجنسية من خلال الشارع والأصدقاء، وخاصة في فترة التغيرات الهرمونية "فترة المراهقة" ؟؟؟
إن تعلم الثقافة الجنسية من الرفاق تنبع من توجهات ودوافع ونفسية الأطفال لذلك هي غير كافية لأنها لا ترعي الأهمية الحقيقية لدور الجنس، ويمكن أن تكون ضارة.
والتعلم من الأصدقاء والشارع هو بمثابة تطبيق عملي لما تم تعلمه والتربية عليه، ويمكن أن تغير ما تم تعلمه.
ما هي المشاكل التي قد تواجه أبنائنا في المستقبل في حال تركناهم دون علم ودراية بالثقافة الجنسية؟؟
في الواقع إن الكثير من المشاكل التي تواجه أبناءنا ليست ناتجة عن عدم دراية أو نقص بالثقافة الجنسية، بل هي ناتجة عن عدم توافق العادات والتقييمات التي تنظم وتضبط العلاقات الجنسية المعتمدة والمنتشرة، مع الظروف والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الموجودة لدينا.
فنحن بحاجة إلى تعديل أو تطوير تعاملنا مع العلاقات الجنسية، ليلائم الأوضاع والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت والتي لم يعد يناسبها ما هو منتشر ويطبق. فظروف وأوضاع الشباب والفتيات الآن لا تناسب بشكل كبير عادات وتقاليد الزواج المتبع، والذي هو السبيل الوحيد المتاح لتحقيق الرغبات الجنسية بشكل مشروع وأخلاقي. فهناك صعوبات كثيرة تعترضهم وتصعب تحقيق هذا الزواج. وهذا له الكثير من الآثار السلبية النفسية والصحية ويؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية، وبشكل خاص بالنسبة للفتيات العازبات المحبطات الذي زاد عددهم بشكل كبير.
المصدر: مقابلة صحفية معي بمجلة رؤى السعودية
نشرت فى 16 إبريل 2010
بواسطة nezarramadan
نزار رمضان حسن
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
388,523
ساحة النقاش