الأقصى قلب وانقلاب 

مررنا على دار الحبيب فردنا ... عن الدار قانون الأعادي وسورها

فقلت لنفسي ربما هي نعمة ... فماذا ترى في القدس حين تزورها

ترى كل ما لا تستطيع احتماله ... إذا ما بدت من جانب الدرب دورها

وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ... ولا كل الغياب يضيرها

فإن سرها قبل الفراق لقاؤه ... فليس بمأمون عليها سرورها

متى تبصر القدس العتيقة مرة ... فسوف تراها العين حيث تديرها

الأقصى قلب العالم العربي والإسلامي الأقصى روح الأمة الأقصى ليست خيمة عربية ضاعت فردد شاعر أنفاسها.. الأقصى ليست قصة وهمية تذرو الرياح الذاريات كلامها.. الأقصى تولد من هنا شمسها ومن الروابي يحتسين ضرامها ومن العقول وقد تبلج نورها ومن الحضارة ركزت أعلامها.

الأقصى قلب المغفرة  يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" (سنن أبي داود ).وكفى بمعجزة الإسراء والمعراج تشريفاً وتعظيماً. قال الله تعالى:(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء/1.

فالإسراء:هو الانتقال بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس.

والمعراج:هو الصعود إلى السماوات العلا من المسجد الأقصى إلى باب السماء المسامت لبيت المقدس؛ لأن السماء لها أبواب كثيرة، وتكريماً للمسجد الأقصى عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم منه إلى السماء.

انقلاب في الذرية للخير المسجدي المطلق وروى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَأبِعِ قوله ،قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: " عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون".

انقلاب للخير وقت الأزمات قال صلى الله عليه وسلم:(سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجندة: جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، قال ابن حوالة: خِرْ لي يا رسول الله إن أدركت ذلك. فقال صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام؛ فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم [جمع غدير] فإن الله توكل لي بالشام وأهله) رواه أبو داود.

الأقصى قلب الأحداث قلب النصر قلب الإيمان قلب الهمة .

الأقصى لمن عاش له انقلاب من الشر للخير من الضيق للسعة من الشقاوة للسعادة 

ومن الدنيا للأخرة ومع الرباط والجهاد عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ ) وعسقلان من غزة وغزة من عسقلان و من بركة الحولية 

الأقصى انقلاب لأهل الشر والفساد والنفاق من المتصهنين من أمتنا موت منافقيهم هماً أو غيظاً أو حُزناًً: فعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال:" أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا"، انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف. 

انقلاب على اليهود وتخليص العالم من شرهم  عن أبي هريرة : قال رسول الله  :( (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)). رواه مسلم

انقلاب لكل شر وفاسد من التتار والصليبين وغيرهم فهو سوط وقوة عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي سمع خريم بن فاتك الأسدي يقول:( (أهل الشام سوط الله في الأرض، ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء، وحرامٌ على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولن يموتوا إلا همّاً أو غيظاً أو حُزناً)). رواه أحمد والطبراني والهيثمي وصححه الالباني. وهذا رأيناه بأعيينا في معركة سيف القدس

انقلاب على الدجال ويأجوج ومأجوج عن النواس بن سمعان –رضي الله عنه- في شأن الدجال ويأجوج ومأجوج:" (ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَقُولُونَ لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا.) وفي تتمة الحديث: (فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ..) (صحيح مسلم/ 5228)

نعم الأقصى قلب وانقلاب نعم نحتاج لتربية أنفسنا على ذلك وتربية الأجيال الصاعدة على أن الأقصى وحبه والعيش لقضيته هو الترمومتر الإيماني والمقياس الدقيق للروحانيات والحريات فكلما اهتم بالأقصى وعاش له ارتفع إيمانه وعلت روحه وحلت له البركة المادية والمعنوية .