الإثنين, 27 يوليو 2009ترجمة: حسونة الطيب

عندما وصفت شركة البترول «بي بي» نفسها بالشركة التي تعمل إلى «ما بعد البترول»، وعندما أصبح اللون البيئي الأخضر هو اللون الذي تعمل من أجله شركات البترول، فإن شركة «إكسون موبيل» للاستكشاف تنحت جانباً من هذا السباق لتحتضن مصادر طاقة أخرى بديلة.

وأشار الرئيس التنفيذي للشركة ريكس تيلر سون في إحدى المناسبات، إلى الوقود الحيوي ساخراً وواصفاً إياه بـ«ضوء القمر»، والآن، وعندما أعاد بعض المتحمسين النظر في الطاقة البديلة، يبدو أن «إكسون» تنتهج نهجاً مغايراً مرة أخرى.

وبحسب موقع «إيكونوميست» ذكرت الشركة في 14 من الشهر الجاري أنها ستقوم باستثمار نحو 300 مليون دولار في ما وصفته أكبر المشاريع حتى الآن للقيام بإنتاج جيل جديد من الوقود الحيوي، مع إمكانية إضافة 300 مليون أخرى إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها.

والمستفيد من هذا المشروع هو شركة «سينثيتيك جيونوميكس» التجارية المملوكة لـ «كريغ فينشر»، والتي تتخذ من سان دياغو مقراً لها، و«فينشر» هو الذي مول مشروع الجينوم البشري في آواخر التسعينيات، ومدير الفريق الذي أنتج أول تسلسل جيني لكائن حي يسمى «بكتيريا إنفلونزا هوموفيلوس»، أما هذه المرة فسيتم صرف الأموال ليس على البشر ولا على البكتيريا، وإنما على الطحالب.

فمعظم أنواع الوقود الحيوي المتوافرة حالياً هي إما أن تكون مستخلصة من قصب السكر أوالذرة الشامية أوالديزل الحيوي المصنع من الزيوت النباتية، ولكن يأمل الكثيرون بألا يستمر ذلك خلال السنوات العشر المقبلة، وبحلول ذلك الوقت، فإن الوقود الحيوي سيكون شبيهاً بمخلفات مصافي البترول الحالية، أو ما يمكن أن يطلق عليه الهايدروكربونات.

الطحالب وراثياً

يقترح الدكتور فينشر «صناعة حيوية»، وليس زراعة، لطحالب ذات خلية واحدة تتم هندستها وراثياً لإنتاج هيدروكربونات وقود على نطاق صناعي، ولم يكن فينشر هو الشخص الوحيد الذي يعمل في تحويل الطحالب إلى وقود حيوي، لكنه يملك فكرة أو اثنتين عن كيفية القيام بذلك.

والفكرة الأهم هي جعل الطحالب تقوم بإفرازاتها في الوسط الزراعي الذي نمت فيه، حيث تنتج الكثير من الطحالب الزيت الذي تخزنه ليكون غذاء حين الحاجة مستقبلاً، لكنها لا تفرزه بعيداً عن أجسامها لأن ذلك سيكون عديم الجدوى.

وتعمل بعض المؤسسات على تكسير الطحالب الغنية بالزيت بغية الوصول إليه، وقد نجح فينشر في تصميم منفذ معين من كائن حي آخر إلى داخل الطحالب المختبرية، حيث تقوم هذه الطحالب بطرد زيوتها التي تطفو على سطح الاستنبات، وهذا هو السبب وراء تسمية الصناعة الحيوية، لأنها ليست زراعة، كما يعتقد هو، فالطحالب نفسها لا يتم حصدها أبداً.

والخطوة التالية التي تمولها «إكسون» هي تضييق المنفذ الكيميائي الحيوي الذي ينتج الزيت الذي يعرف فنياً بالغليسيرايد الثلاثي، والذي يحتوي على ذرات أوكسجين بداخله، إضافة إلى الكربون والهيدروجين، بحيث ينفد الأوكسجين الذي يحتوي على بعض من الجزيئات ليبقى هايدرو الكربون وحده صافياً.

وبعد ذلك تبقى آلاف من الفصائل الطحلبية ليتم اختيار أفضل أساس للتقنية الجديدة، وستكون الطحالب المثالية هي تلك القادرة على تحمل الضوء، والحرارة لأن درجة حرارة الشمس العالية مطلوبة للتدفئة، كما ينبغي أن تكون مقاومة للفيروسات وإلا ستكون من المهددات الكبيرة لهذا الكم الكثيف للكائنات الحية المتشابهة.

أما إذا لم توجد فصائل مناسبة، فسيقوم حينها باحثو شركة «سينثيتيك جينوميكس» باختيار الخصائص المناسبة من عدد منها لإيجاد أخرى جديدة.

مخلفات المصانع

كما سيتم توفير مواد التركيب الضوئي الأخرى مثل ثاني أكسيد الكربون من مخلفات المصانع مثل محطات الطاقة ومصافي البترول، مما يجعل تحسين التغيير المناخي من الأشياء الإيجابية، ولن تكون العملية إيجابية بالنسبة للكربون فحسب؛ لأن ثاني أكسيد الكربون سينطلق من الغلاف الجوي لا محالة، وإذا ما استخدمت كمية الغاز المحدودة في الهواء الطبيعي فقط، فلن يكون نموها سريعاً بالقدر المطلوب، لكن سيكون على كل جزئ من الكربون أن يقوم بضعف وظيفته في الوقود قبل رحيل ذلك الجزئ.

وتكون النتيجة، إذا سار كل شيء كما هو مخطط له، خليط من الهيدروكربون الذي يمكن إدخاله في مرحلة التصفية قبل استخراج البترول والديزل، وبالسعر الذي ينافس مقابله من الخليط الكيميائي المنتج بالطرق التقليدية.

ويعتقد فينشر أنه، وبالتقنية المتوافرة، يمكن إنتاج زيادة في الوقود تصل إلى عشرة مرات في الهكتار الواحد عن ما يمكن إنتاجه من الذرة الشامية، لكن زراعة الطحالب تحتاج لرأسمال أكبر، فتغذيتها تتطلب ثاني أكسيد الكربون، ويمكن زراعتها على الأراضي غير الصالحة للزراعة إذا توافر مصدر ثاني أكسيد الكربون.

في النهاية، قد يكون ذلك هو العامل المقيد لأنه ليس كل محطات الطاقة من مصافي بترول وغيرها تحتل مواقع مناسبة للصناعة الحيوية من هذا النوع، وهذا يعني أنه إذا كان من الممكن لهذه العملية أن تستخدم، فإن ثاني أكسيد الكربون سيتحول من مصدر ملوث إلى مادة خام ذات قيمة حقيقية، وقد يستحق بناء نظم لجمعه وأنابيب لإرساله إلى أنحاء العالم.

newsourceforfeeding

dr hanan

  • Currently 157/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
53 تصويتات / 877 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2010 بواسطة newsourceforfeeding

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

344,385