الدوائر العسكرية تأمل في تسيير طائراتها ومركباتها بالوقود الطحلبي في المستقبل

 <!--startphoto--> النفط المستخرج من الطحالب ينتج بسرعة ويقدم إمكانات كبيرة باعتباره ارخص مصدر وقود للطائرات<!--endphoto-->

 

واشنطن – هل سيكون مجديا، وذا فعالية من حيث التكلفة في يوم من الأيام في المستقبل القريب، إنتاج وقود للطائرات النفاثة من الطحالب؟ أي من تلك المادة النباتية الخضراء اللزجة التي يمكن أن تغطي السطوح المائية وتخنق الحياة في برك الماء والبحيرات الصغيرة؟

هذا التساؤل أثارته وزارة الدفاع مؤخرا وطرحته على قطاع الصناعة الخاص ورصدت مخصصات مالية للتوصل إلى الإجابة.

والدافع وراء هذا السؤال هو سلاح الطيران الأميركي الذي ينفق 6 بلايين (6,000 مليون) دولار سنويا على الوقود السائل الخاص بالطائرات. وقد جرب سلاح الطيران مزيج وقود مكون بنسبة 50 بالمئة من الوقود العادي و50 بالمئة من الوقود المصطنع في الطائرات القاذفة من طراز بي-52 وطائرات الشحن والنقل من طراز سي-17.

لكن سلاح الطيران يعلق آمالا على نجاح التجارب على الوقود العضوي لأنه سيؤدي إلى وسيلة مجدية اقتصاديا لتسيير الطائرات التي تلتهم وتحرق 2.4 بليون لتر من النفط سنويا.

فكرة استخدام الطحالب لاستخراج وقود تحلّق به الطائرات العسكرية ليست جديدة. فقد ظلت وزارة الطاقة تدرس هذه الفكرة وتقلبها على مدى 20 سنة. ودرست الدوائر العسكرية في غضون ذلك فكرة استخدام الوقود البيولوجي المستخرج من فول الصويا وزيت الكانولا المكون من زيوت مستخرجة من عدة نباتات، ومن نبات القوفيّة المزهر، ومن نبات الكاميلينا الذي يعرف أيضا باسم الكتّان البري. غير أن زيت المستخرج من الطحالب ظل الزيت الأكثر كفاءة وأكثر جدوى من حيث الكمية المنتجة منه.

وحسبما جاء في تقرير لمركز كولورادو أوكهافن للدراسات الزراعية فإن فدانا واحدا (نحو 0.4) هكتار) من الذرة يمكن أن ينتج 57 لترا من الزيت، و182 لترا إذا كان مزروعا بفول الصويا، و315 لترا بالقرطم، و391 لترا بعباد الشمس، و483 لترا بالكتان، و2،413 لترا بالنخيل، و7,030 لترا بالطحالب الدقيقة.

وينجم عن التحوّل إلى استخراج الوقود من الطحالب بدلا من الذرة وفول الصويا توفّرهما كمواد غذائية للاستهلاك البشري والحيواني، وهو اعتبار له أهمية خاصة في ضوء ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

تحقق عمليات تحويل الطحالب الدقيقة إلى وقود نجاحا، لكن الدراسات والأبحاث التي أجريت خلصت في أواسط التسعينات إلى أن التكاليف عالية بحيث لا يمكنها أن تنافس إنتاج الديزل.

أما الآن، وفي غمرة ارتفاع أسعار الوقود (حيث تقدر تكلفة البرميل الواحد من الوقود في مناطق الحرب والصراع بنحو 400 دولار) فينتاب القلق المسؤولين عن تأمين الطاقة من احتمال عدم ضمان استمرار إمدادات الديزل. كما أنهم مدركون أيضا لمدى الضرر الذي يسببه استهلاك الوقود الأحفوري (النفطي) للبيئة والمناخ العالمي.

ومؤخرا، منحت وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع ، وهي جناح الأبحاث في القوات المسلحة، عقدين منفصلين لمدة ثلاث سنوات لكل من شركة جنرال أتوميكس، وشركة التطبيقات العلمية الدولية في كاليفورنيا. بهدف التوصل لاستخراج وقود من الطحالب كبديل لوقود الدفع النفاث المستخرج من النفط ويستخدمه سلاح الطيران لتسيير طائراته. وإذا تم التوصل إلى إنتاج وقود بديل غير مكلف للطائرات فيمكن النظر في استخدامه لتسيير المركبات العسكرية أيضا.

ويتمثل التحدي في إنتاج مثل هذا الوقود في تخفيض تكلفة استخلاص الزيت من الطحالب إلى العشر، أي من 30 دولارا لكل 8 لترات إلى أقل من 3 دولارات.

وتعكف شركة جنرال أتوميكس حاليا على إنشاء مشروع تجريبي تبلغ مساحته 1.6 هكتار. وصرح مدير برنامج الوقود البيولوجي في الشركة ديفيد هيزلبيك بأن أكبر تحد تواجهه الشركة هو تخفيض التكلفة إلى نسبة تقل حتى عن العُشر.

فوائد الطحالب

صرح جان ووكر المتحدث باسم وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع، لموقع أميركا دوت غوف بأن من مميزات الطحالب النافعة سهولة نموها في أماكن متنوعة. وكل ما تحتاجه هو الضوء وثاني أكسيد الكربون وأي نوع يتوفر من الماء. فهي تنمو في المياه المالحة والمياه قليلة الملوحة ومياه الصرف وتكون قادرة في جميع الأحوال على  التكاثر بسرعة.

ومما يذكر أن طحالب المياه الشديدة الملوحة قادرة على النمو والتكاثر حتى في الظروف الصحراوية الجافة والرياح الشديدة.

ثم إن الطحالب قد تكون لها فوائد اقتصادية أخرى من خلال خلق فرص العمل، إضافة إلى دورها في إمكانية تخفيض تكاليف الوقود. وتقوم شركة جنرال أتوميكس ببناء منشأة لزراعة الطحالب الدقيقة في ولاية تكساس. والشركة وظفت بالفعل 40 شخصا من الخبراء والمختصين في أبحاث الطحالب.

وطبقا لما يقوله المؤيدون لفكرة استخراج الوقود من الطحالب فإنه إذا تحقق ما تعد به زراعة الطحالب واستخراج الوقود منها حسبما يعلّق عليها من آمال فستنشأ آلاف فرص عمل جديدة.

ويقول هيزلبيك إن الشركة تعتزم عند انتهاء التعاقد الحالي بناء منشآت للإنتاج على المستوى التجاري ستكون قادرة على مد المستهلكين العسكريين والمدنيين بالوقود.

وقد شكلت شركة الطبيقات العلمية الدولية فرقا من الأكاديميين والصناعيين للعمل في جورجيا وهاواي وتكساس بهدف تخفيض اعتماد القوات المسلحة على النفط الأجنبي.

يبدو أن صناعة الوقود من الطحالب آخذة في النمو. إذ تركز مؤسسة سافاير إنرجي في لايولا بكاليفورنيا جهدها على إنتاج "خام أخضر" (نباتي) لاستعماله كوقود. وتقول إنها أنتجت بنزينا من عيار 91 أوكتينا استخرجته من الطحالب. كذلك تدرس مؤسسة بوينغ لصناعة الطائرات أفضل وسيلة لأداء الوقود الطحلبي في التصاميم المعدّلة للمحركات النفاثة.

من ناحية أخرى يقيم المختبر القومي للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة شراكة مع شركة شيفرون للنفط هدفها معرفة ما إذا كانت الطحالب يمكن أن تصبح جاهزة لتوفير وقود قليل التكاليف للطائرات النفاثة.

وستستضيف مدينة سان دييغو بكاليفورنيا في 23 آذار/مارس مؤتمر قمة خاص بالوقود البيولوجي العضوي من الطحالب. وسيستقطب المؤتمر عناصر بارزة ومتنوعة من الجماعات المهتمة بالوقود الطحلبي بمن فيهم خبراء المزارع المائية والممولون وصانعو محركات الطائرات.

المصدر: من جاكين بورث المحررة في موقع أميركا دوت غوف
newsourceforfeeding

dr hanan

  • Currently 216/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
73 تصويتات / 1656 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2010 بواسطة newsourceforfeeding

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

344,089