أشاد مدير مركز التراث العالمي باليونسكو فرانشيسكو بندرين بالتعاون بين المركز والحكومة المصرية من أجل المساهمة في أعمال التطوير التي يجري تنفيذها حالياً بمدينة الأقصر لتحويلها الي أكبر متحف عالمي, معرباً عن تقديره للرؤية المستقبلية للخطة التي تمتد حتي عام2030 ولتطوير المناطق الأثرية.
جاء هذا خلال الجولة التي قام بها مدير المركز بمصاحبة مجموعة من الخبراء بالمركز لمدينة الأقصر استمرت يومين واستمع الي شرح مفصل من د.سمير فرج رئيس المجلس الاعلي للاقصر عن خطة التنمية الشاملة بجميع أبعادها ومراحلها المختلفة.
وتشمل أعمال التطوير هذه مشروع نقل سكان القرنة المقيمين فوق المقابر الأثرية بالبر الغربي الي مدينة القرنة الجديدة ومشروع تطوير ساحة معبد الأقصر و تطوير ساحة معبد الكرنك و أعادة فتح طريق الكباش.
تضاعف القادمين إليها
وكان رئيس مجلس الوزراء د. أحمد نظيف إستعرض في الإجتماع الوزاري الذي عقده فى 8 / 6 / 2008, ما تم تطويره بمدينة الأقصر في إطار تنفيذ الخطة الشاملة التي تستهدف تحويل المدينة إلي متحف مفتوح , حيث أكد نظيف أن الإستثمارات في مدينة الأقصر خلال العامين الماضيين حققت عائدا كبيراً برغم أنها لم تنته بعد حيث زاد الإهتمام السياحي وتضاعف عدد السياح والليالي السياحية التي تستقبلها المدينة, كما إستعرض الاجتماع عدة مشروعات من أهمها إضاءة البر الغربي ليلا بما يمثل نقلة حضارية لمنطقة غرب النيل.
وأكد نظيف إن عمليات التطوير في المدينة تأتي في إطار خطة الإهتمام السياحي المميز حيث تم الإنتهاء من تجديد معبد الكرنك وساحته وترميم معبد الأقصر مشيرا إلي أن هناك ضرورة لوضع تصور شامل لتطوير المنطقة المحصورة بين معبدي الأقصر والكرنك التي تشمل طريق الكباش .
طريق الكباش بالاقصر
ومن جانبه صرح المتحدث بإسم مجلس الوزراء د. مجدي راضي بأنه تم الإنتهاء من تطوير معبدي الكرنك والأقصر وترميماتهما ووضع تصور شامل لتطوير المنطقة المحصورة بينهما بالاضافة إلي طريق الكباش والطريق الغربي عبر وادي الملوك والملكات, مضيفاً أن رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر عرض خلال الاجتماع عدة مشروعات تتعلق بتخطيط الشوارع الرئيسية وخطة المرور تتضمن محورا موازيا للنيل وعدة محاور عرضية بما يحقق سيولة المرور.
وأشار وزير الثقافة إلي أهمية توازي المشروع مع مشروع الوزارة للاضاءة الداخلية للمناطق الاثرية في البر الغربي بما يمكن من الزيارة الليلية كما استعرض الاجتماع أهمية تنفيذ طريق الكباش بشكل متكامل بحيث تتم الاستفادة من المنطقة بين معبدي الكرنك والأقصر.
ذات طابع خاص
تحتضن الأقصر أعظم حضارة عرفها الإنسان منذ آلاف السنين حيث يوجد بين ضفتيها من الآثار التاريخية والنماذج المعمارية والأشكال الهندسية والقطع الفنية الرائعة التى يندر وجودها فى أي بقعة من بقاع العالم، هنا فى الأقصر ترك لنا الفنان المصري القديم حضارة عرفها التاريخ تحكى وتصور حياة الإنسان القديم بدقة وروعة وبريشة فنان مبدع ومهندس عظيم كأنها كتاب مفتوح للتاريخ والإنسانية.
تقع مدينة الأقصرجنوب جمهورية مصر العربية وتعتبر جغرافياً داخل حدود محافظة قنا إلا أنها مدينة ذات طابع خاص واستقلالية تامة وقائمة بذاتها يحدها شمالاً مركز قوص على بعد 30 كيلو ويحدها جنوباً مركز أرمنت على بعد 20 كيلو متراً ويحدها شرقاً محافظة البحر الأحمر ويحدها غرباً محافظة الوادي الجديد وتبعد عن العاصمة القاهرة مساحة 680 كيلو متراً وتبلغ مساحة مدينة الأقصر بعد ضم المركز للمدينة حوالى 227 كيلو متراً.
تعد الأقصر أجمل مشتى عالمي رائع وهادئ وذلك بسبب الهواء الجاف والسماء الصافية والشمس الساطعة ونادراً ماتمطر فى الأقصر ويكون الجو مقبولاً أثناء النهار مائلاً الى البرودة الشديدة ليلاً فى فصل الشتاء أما فى فصل الربيع والخريف فيكون الجو معتدلاً تماماً ويعتبر الجو فى هذين الفصلين مثالياً فى الأقصر وفى الربيع تكسو الخضرة الأشجار وتظهر الورود والأزهار أما فى فصل الصيف فيكون الجو شديد الحرارة نهاراً معتدلاً ليلاً وتكون ذروة درجة الحرارة فى شهري يوليو وأغسطس وهاهو جدول ميل درجات الحرارة المختلفة طوال شهور السنة.
تمثال رمسيس الاقصر
يقع الجزء من الأكبر من المدينة فى الناحية الشرقية من النيل وهو مايسمى بالبر الشرقي ويتكون من عدة مناطق في الأقصر البلد, وتعتبر هذه المنطقة مركز المدينة وهى منطقة تجارية ويوجد بها معبد الأقصر ومسجد سيدي أبو الحجاج وعدد من الفنادق ومنطقة الإدارات الحكومية وعدد كبير من المحلات والبازارات السياحية ومتحف الأقصر ومتحف التحنيط, شمال الأقصر البلد, توجد منطقة الكرنك وبها مسجد السيد يوسف أبو الحجاج وبها اكبر معبد فى التاريخ وهو معبد الكرنك صاحب المائة باب, ومشروع الصوت والضوء ونادى القوات المسلحة واستاد الأقصر الرياضي.
وتشير التوقعات إلى أن الأقصر تشهد نمواً فى النشاط السياحى – على مدى العشرين عاماً القادمة يعادل سبعة أضعاف النشاط السياحى الحالى, كما انه من المتوقع كذلك أن يزداد تعداد سكان الأقصر خلال نفس الفترة الزمنية بنحو 50 % من التعداد الحالى, ويسعى المجلس الأعلى للأقصر إلى تنمية المجتمعات العمرانية ومناطق الإستثمار الجديدة اللازمة لإستيعاب هذا النمو فى الوقت الذى تدرك فيه المدينة ضرورة الحفاظ على وصيانة الأثار النادرة التى تستقبل نحو المليون زائر .
للمزيد زوروا البوابة الالكترونية:-
ساحة النقاش