كلنا يعلم أبو الطيب المتنبى و أنه من فحول الشعراء فى زمانه بل و فى زماننا بما تركه من تراث أدبى  راقى .
فمن أقواله المعرفه و المشهورة ( وكم ذا بمصر من المضحكات و لكنه ضكك كالبكا ) قالها و هو يهجو كافور الإخشيدى .
تلك المقولة التى جسدت وصف كثير مما يحدث فى مصر عبر تاريخها بهذه العبارة الرائعه المختصرة من كم المتضادات و المتناقضات التى لا تنتهى لمن يعيش فى مصر يرى أحوالها و لست أدرى لو كان المتنبى حيا اليوم ماذا كان سيقول .
 أظنه كان سيقضى يومه كله ضاحكا باكيا فى بلاهه إلا إذا كان سيعتزل الناس و الحياه ويغلق عليه بيته ويعزل نفسه عن عالما الخارجى و يعيش هو ف عالمه بعيدا بعيدا عن وسائل إعلامنا المحترمه بالطبع والمهنيه و الموضوعيه بالطبع وبعيدا عن الشبكه العنكبوتية الأخطبوطية و صحافتنا الصفراء الفاقع لونها و بعيدا عن فضائحيات السموات المفتوحة لكى يحتفظ برشده و رصانته لأن عقله و دماغة لن يتحمل هذا القصف المتواصل على الأدمغة من فوهات تلك الفضائيات التى لا  تنتهى ذخيرتها الملوثه التى لوثت و أفسدت العقول و الأسماع و الأبصار و الأذواق بل و أغرقت الناس كما يحدث فى مشاهد التعذيب فى برميل من الملوثات السمعية و البصرية و الفكرية لتنتزع منهم إعترافا بتغييب الوعى الجمعى للملايين و لا أدرى متى نستفيق من هذا الكابوس المزعج . أما إذا تهور المتنبى و قرر أن يخوض المغامرة و ينغمس فيما نحن منغمسون فيه فلا يأمن عليه أن يقرأ خبرا لولبيا  فيصاب بأزمه قلبيه أو يشاهد الطلعه البهية لهؤلاء الإعلاميين و الإعلاميات الرداحين منهم و الرداحات فتنفجر مرارته أو تأتيه جلطه دماغيه و ربما تأتيه نوبه جنونية فيحاول أن يمد يديه إلى التلفاز ليخنق هذا المذيع العبقرى أو تلك الذيعه العبقرية و حينها سنجده نزيلا فى إحدى المصحات العقلية جالسا وحيدا منعزلا فى حجرته ليعكف على صناعة ألة الزمن لتعيده إلى زمانه الذى يعرفة بعد أن نأخذ عليه تعهدا مكتوبا و مسجلا فى الشهر العقارى ألا يخبر أحد بشئ مما رأه فى زماننا و لا يقول إلا مصر أم الدنيا و هتبقى أد الدنيا.   

المصدر: جريدة الشعب // بقلم: كرم مصطفى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 228 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2017 بواسطة news2012

صحافة على الهواء

news2012
نتناول الموضوعات السياسية والعلمية والدينية والإجتماعية على الساحة الداخلية والخارجية وتأثيرها على المجتمع المصرى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,482