authentication required

اللحن واحد، لكن التنويعات متعددة.. مضمون واحد بصياغات متباينة: لا للتظاهر في ذكرى ثورة يناير المصرية.تتدحرج الرسالة من قمة جبل التخوين والتكفير، كما في خطاب شيوخ السلطة العسكرية، باختلاف وجوههم، من دعاة وزارة الأوقاف، إلى مقاولي السلفية البرهامية، لتستقر عند سفح التخويف والتحذير، كما في خطاب وجوهٍ ورموزٍ ثورية، بتنوّع ألوانها، من يمينيين إلى يساريين، إلى ليبراليين واشتراكيين.لا فرق هناك بين "حنابلة" في الانسحاق تحت أحذية الدولة العسكرية و"حناجلة" يواصلون، برقاعةٍ منقطعة النظير، مضغ عبارة "يسقط كل من خان"، باعتبارهم الفرقة الوحيدة الناجية من الخطايا، المنزّهة عن العيوب الفكرية والسياسية، لتلتقي كل المجاري في مصب واحد، عنوانه "لا أحد يخرج إلى الميادين والشوارع في عيد الثورة" 

لا تشغل نفسك بما يجري على ألسنة خدم النظام العسكري، سواء كانوا شيوخاً بعمامات، أو راقصات بصاجات، أو من مثقفي وفناني الثلاث ورقات.. فكلٌّ ميسرٌ لما خلق له، وهؤلاء جبلوا على هذه الوضعية، منذ خمسينيات عبد الناصر وستينياته، ثم سبعينيات السادات، فثمانينيات وتسعينيات، وعشرية أولى في ألفية جديدة، لحسني مبارك، وصولاً إلى آخر عنقود الجنرالات عبد الفتاح السيسي.
*أصوات أخرى تجنح إلى التضخيم والتهويل في معدلات جنون السلطة القمعية، المتوقعة، في اليوم الموعود، بل وتدعو صراحة للهجرة، فراراً من الجحيم القادم، وكأن هذا الجحيم ليس مستمراً ومستعراً الآن، ومنذ عامين ونصف العام مضت، بلا هوادة.. وكأن الحكومة لم تعتمد سياسة "توصيل البطش إلى المنازل"، فتعتقل وتقتل في غرف النوم، وفي المواصلات العامة، بحيث صار البقاء في المنازل والمكاتب أخطر من ارتياد الفضاء العام.

*** وائل قنديل : بعد ثلاثة أيام، تحل الذكرى الأولى لرحيل صغيرتي الجميلة، سندس رضا، شهيدة الانقلاب، بعسكره وداخليته، ونخبته الملوثة بالعنصرية والشللية والانحياز للأيديولوجيا، لا للإنسان.لا تربطني بسندس التي كان من المفترض أن تتم عامها السابع عشر هذه الأيام صلة قرابة، ولا معرفة بها، أو بأهلها. كل ما يربطني بها صورتها التي ألقي عليها السلام، كلما فتحت صفحتي الشخصية على"فيسبوك"، حيث تزينها سندس منذ ذهبت إلى الجنة، وتركتنا في جحيم العجز والمهانة 
استشهدت سندس برصاص الأمن في مظاهرة، قبل ساعات من استشهاد شيماء الصباغ، فذكر الرفاق والأصدقاء شيماء كثيراً، ولم يتذكّر سندس أحد.لن ينظم أحد حفل تأبين لسندس في ذكراها، ولن يتحدث عنها ناشطون مشهورون في حواراتهم، ولن يجد اسمها مكاناً في كلماتهم المعدة للإلقاء في مناسبات دولية ومحلية، سيتكلمون عن أصدقائهم وأصحابهم، حين يسألونهم عن القمع في بلدانهم.

*** ذلك "القبح الفقهي" المتفق من فم "مفتي المذابح" علي جمعة، وهو ينبري للدفاع عن المصافحة التاريخية بين واحد من مشايخ العسكر وكلب من كلاب مستشار جنرال العسكر، ويوظفها للتدليل على أن الإسلام دين الرحمة والإنسانية.
على جمعة الذي حرّض على قتل البشر، وحرقهم أحياء، في رابعة العدوية، يتسربل في أزياء فرسان الإنسانية، وينظر لمصافحة (الشيخ/ الكلب)

*** يعطي الدرس التونسي الجديد إشارات ملهمة بأنه مهما بلغ الإنهاك بجمهور الثورات العربية، فإنه يبقى وفياً للقيم التي ثار من أجلها، وذاكراً للتضحيات والأثمان التي دفعها، وماضياً على طريق النضال، من أجل انتزاعها كاملة.
والأهم من ذلك أن الحراك التونسي المتجدد يصفع مقاولي الانقلابات، والوكلاء الحصريين لتجارة الثورات المضادة، وكارهي الربيع العربي الذين نزلوا، بكل ثقلهم، لساحة الانتخابات الرئاسية التونسية، وفي مخيلتهم أن إسقاط المنصف المرزوقي يعني الإجهاز على الربيع العربي بشكل كامل، بحيث لا تقوم له قائمة، لا في تونس، ولا في غيرها. تقول تونس، الآن، بوضوح إن الشعب لا يقبل بنصف ثورة، أو نصف ربيع، وتقدّم المثل والقدوة، مجددا، لمن يريد تعلم درس الثورات، وهي أنها، مهما تعرّضت للضربات، تبقى عصية على الترويض، أو العبث بجوهرها الإنساني. وكما علّمتنا تونس الدرس الأول في الثورة، ها هي تقدم لنا الدرس الثاني في: كيف تدافع الثورات عن ذاتها ضد محاولات إغراقها في أوهام الاستقرار الكاذب.

*** أيهما مصر: أبو تريكة الذي يوصي بأن يضعوا معه في قبره قميص التعاطف مع غزة، أم عبد الفتاح السيسي الذي يعتبر أن من أهم إنجازاته الجاكيت المضحك، ذا النجمة الحمراء الذي منحه له قاتل أطفال سورية، فلاديمير بوتين؟ وأيهما تعرفه مصر وتحبه أكثر: الرجل الذي منحه شهداء الكفاح الفلسطيني ميداناً يحمل اسمه في مدينة غزة الصامدة، أم الشخص الذي منحه المعتدي الروسي معطفاً، ثم حظر هبوط الطيران المدني المصري في المطارات الروسية، ومنع سائحيه من الذهاب إلى مصر الغارقة في مستنقعات فشل الجنرال المضحك وبلادته؟أيهما ينتمي إلى الإنسانية وإلى العروبة وإلى المصرية الحقة، وإلى القيم الدينية والأخلاقية: الرجل الذي يكافأ معنوياً على انحيازه الإنساني والوطني المطلق للشهداء، ضحايا الهمجية الصهيونية، أم الشخص الذي يكافأ مادياً على استعماله في تمرير وتبرير ممارسة عمليات الإبادة ضد الشهداء ضحايا الجريمة الروسية في سورية الشقيقة؟

*** لم تنزل الشرطة إصبع "الوسطى" أبداً، إذ تشهره في وجه الكل، تعبيراً عن الازدراء والإهانة، والتعامل مع الشعب على أنه مجموعة من الساقطين، وتستخدمه كثيراً في انتهاك ضحاياها جسدياً، رجالاً كانوا، أو نساء.
لم تتوقف بذاءة النظام، قولاً وفعلاً، يوماً واحداً، غير أن بذاءة الأفعال وفحش الإجراءات، فاقا بذاءات اللسان بمراحل، حتى باتت حكايات اغتصاب السيدات على أيدي أجهزة السلطة أمراً مكرّراً، بحيث لم يعد يثير دهشة أحد، لتصل البشاعة إلى حد الاعتداء جسدياً على فتيان في السجون والمعتقلات.
يبدو مضحكاً، هنا، في موضوع الشابين، شادي ومالك، اللذيْن اضطرا إلى الاستخدام المفرط لسلاح السخرية، والرد على بذاءة الفعل السلطوي ببذاءة التعبير عن الألم، أن تسلك السلطة البذيئة، وأدواتها الأكثر بذاءةً، وكأنهم القائمون على الفضيلة في البلاد، ويضحكك أكثر أن الأكثر انحطاطاً في قاع السفالة في القول والإشارة، هم الأعلى صوتاً في المطالبة بنحر الشابين، بطلي ما عرف بموقع البالونة، على مذبح العفة.
لم يعرف عن هؤلاء يوماً أنهم من المدافعين عن الاحترام والفضيلة، خصوصاً هؤلاء المذيعين الذين يضعون "الوسطى" في أعين معارضي السلطة، ويسبونهم بأقبح الألفاظ، ويطلقون عليهم وابلاً من الإسقاطات والتلميحات الجنسية الوضيعة. وبالتالي، فدفاع هذه الكائنات التي نمت وترعرعت في قاع مؤسسة القمع والتعذيب ليس عن الفضيلة، أو قيم المجتمع، وإنما هو بالأساس دفاع عن ذلك الكيان الأمني الموغل في بذاءة المسلكيات والتصرفات.
لا يتسامح عبدة "الجيش والشرطة" مع من يقترب منهما بالنقد، فمن ينطق بكلمةٍ ضد ممارساتهما خائن مطرود من جنة الوطنية، ومن يستخدم السخرية الصادمة للذوق السلطوي العام كافر، عديم الأدب، منبوذ من فردوس فضيلتهم المزيفة.
يثير الأسى في منطق بعضهم قولهم إنه لا يليق أن يستغل الشابان جهل عساكر الشرطة الغلابة لممارسة السخرية من وزارة الداخلية في يوم عيدها، بينما لا يرى خدم الفضيلة المزيفة عيباً ولا غضاضةً في استخدام السلطة الحاكمة لجهل العساكر الغلابة في ممارسة أبشع عمليات التعذيب البدني والنفسي، بما تشمله من قتل واغتصاب للمعتقلين والمعتقلات.
وجدت الثورة المصرية نفسها محاصرةً بين مؤسسةٍ أمنيةٍ غليظةٍ تمعن في الإساءة لها، وبين تجار نضال محترفين يستثمرون فيها، وبين متقاعدين يتفرجون عليها من بعيد، ليصبح ما فعله مالك وشادي صرخة ثورة جريحة، تشكل مع هتافات الجموع التي خرجت في نقاط  كثيرة على خارطة الوجع المصري، دليلاً مادياً ومعنوياً، دامغاً، على أن الثورة مستمرة، ولن تموت.

*** ينشط اليسار السيساوي، فيشتغل على إخراج جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي من معادلة الثورة، بحيث يمارسون عليها أنواعاً من الإقصاء والفرز الأيديولوجي المقيت، بما يخدم الفكرة الأساسية التي بنيت عليها عملية السطو المسلح على التجربة الديمقراطية، تحت قيادة العسكر "جيش وشرطة" 
أولئك الذين انقلبوا على أنفسهم، وعلى آرائهم المثبتة هم أول من تحدث عن فضائل الإخوان وأفضالهم على ثورة يناير، حين تشبثوا بمواقعهم في الميدان، يذودون عن الثورة، ويموتون دفاعاً عن المتظاهرين في لحظة انصرف فيها عديدون، متأثرين بالخطاب العاطفي للمخلوع الذي ابتز به المشاعر، ونصب كميناً، كادت تسقط فيه الثورة وتنتهي إلى غير رجعة".ماذا يقول اليسار السيساوي لنفسه، حين يقف أمام مرايا "غوغل ويوتيوب" العاكسة بدقة للآراء السابقة، والراصدة للتحولات والتقلبات ورشاقة القرود في القفز من مائدة إلى أخرى، والانتقال الدرامي المثير من لحوم الإخوان إلى شحوم السيسي؟

*** عقب جريمة دولة حسني مبارك بحق ثوار التحرير، المعروفة باسم "موقعة الجمل" كتبت غير مندهش "من اجتماع هذا الخليط الغريب من التافهين من لاعبي الكرة وفناني المناسبات الرئاسية ومطربي أعياد الشرطة وإعلاميى الحضرة الرئاسية، ورجال أعمال الحزب الوطني، وبلطجية الحمير والجمال والأسلحة البيضاء، وضباط التعذيب والتنكيل بعباد الله، كلهم وجوه مختلفة لعملة رديئة واحدة". قلت يومها، وكنا في اليوم الثالث من فبراير/شباط 2011، إن مبارك سقط بالفعل، وما ترونه من سعار وشراسة في تقتيل البشر وإحراق الأخضر واليابس في البلد هو صناعة البطانة الفاسدة التي كوّنت ثروتها ونفوذها في كنفه، ومن ثم هي تقاتل بكل ما تملك من أسلحة جرثومية قذرة لكي تحتفظ بما احتلته من مساحات شاسعة في خارطة البلد، أو بالحد الأدنى تريد أن تؤمن لنفسها انسحاباً مأموناً وسريعاً بما استولت عليه من أموال ونفوذ".
عاد الأوغاد، فلا مكان لمن يحترمون هذا الوطن ويحبونه إذن.

*** كارثة مصر ليست في قاضٍ يطلق أحكام إعدام بسرعة مدفع رشاش، أو وزير عدل، يمثل آخر ما تبقى من خلاصة النازية والفاشية، ولا في شرطة عقيدتها التعذيب والتنكيل بالبشر. كارثة مصر في رأسها، فيمن يشغل كل هذه الأدوات، لمصلحته، لا لمصلحة الوطن.

هو الذي أمر الشرطة بالتوسع في القتل "من هنا ورايح مفيش ضابط هيتحاكم"، وهو الذي فتح الباب للقضاء للإفراط في أحكام الإعدام (يمكنك أن تعود إلى تصريحاته في جنازة النائب العام) هو الذي لا يفرّق بين قدسية مياه النيل وزجاجة مياه معدنية، هو الذي لا يعرف مصر، هو الغريب على اجتماعها وتاريخها وقيمها، فكيف يكون جزءاً من حل مشكلتها؟

*** الآن، صار رسم كاريكاتير ينتقد عبد الفتاح السيسي على صفحةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي جريمةً تقود صاحبها إلى المعتقل، وباتت عبارةٌ في مقالٍ، أو جملة في حوار تلفزيوني، كافية لإطاحة مرتكبها.
الذين يديرون عبد الفتاح السيسي عن بُعد، يجيدون العزف، فيرفعون إيقاع الانتهاكات، ويخفضونه في توقيتاتٍ مدروسةٍ بعناية، فحين يبدو المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة، متجهاً إلى تدليل جزار سورية بشار الأسد وتعويمه، بعد كل هذا السجل من الجرائم، تلتقط منظومة السيسي الإشارة سريعاً، وترفع منسوب القمع والمصادرة والقتل خارج القانون والعصف بالحريات 
ينزعج السيسي من الكاريكاتير، لأنه يدرك أنه ليس أكثر من "فوتوشوب"، أو كاريكاتير سياسي يمشي على قدمين، زعامة كارتونية مصطنعة، لا تصمد أمام تيار هواء نقي. لذا، يضعونه في "فاترينة زجاجية" مكتوب عليها "ممنوع الاقتراب والتصوير".

***  بات مطار القاهرة أخطر الأماكن في العالم، وكأنه تحول إلى كمين أمني، يصطاد المغادرين والواصلين، بصرف النظر عن جنسياتهم، مجسداً حالة من رعب النظام من أي زائر أو مسافر. الشاهد أن البلاد تقرأ من مطاراتها، كما يقرأ الخطاب من عنوانه، أو يمكنك القول، إنه إذا أردت أن تتعرف على الحالة النفسية لبلدٍ ما، انظر لإجراءات دخولك وخروجك من مطاراته، فالدول التي تعيش بالقانون، وتعرف معنى احترام الإنسان وحقوقه، تشعر فيها بأنك تتعامل مع جهاز كمبيوتر ذكي، يتعامل مع دخولك وخروجك بخطوات حسابيةٍ سريعةٍ ودقيقة، تحترم وجودك،  فما بالك بمطارات الدول المستقبلة للسائحين؟في مطارات إندونيسيا، مثلاً، يستقبلونك بوردة، ويودعونك بانحناءة مهذبة، مصحوبة بعبارة "تصحبك السلامة". أما في مصر، يكاد واقع الحال يقول، إنه عما قريب سيضعون لافتة عريضة في استقبال القادمين تقول "مرحباً بكم في بيت الرعب"، حيث كل قادم متهم مدان، حتى تثبت براءته، وكل مسافر مشروع للمنع من السفر في الدولة الخائفة، المرعوبة، يحدث أكثر من الشك في المواطنين والأجانب، وصولاً ومغادرة، فيصل الأمر إلى الإخفاء القسري، المنتهي بظهور الجثة، وبها آثار التعذيب، ليعقبها تصريح من وزارة الداخلية يقول، إن المذكور مات في حادث سيارة، كما هو الموقف في حالة الشاب الإيطالي الباحث في جامعة كمبريدج الذي جاء إلى مصر، لإجراء دراسة عن التنظيمات العمالية والنقابية، فاختفى منذ الخامس والعشرين من يناير، وظهر جثة مشوهة أمس.

*** يصرفون أنظار الناس عن مسخرة التفريط في حقوق المصريين التاريخية بمياه النيل، مقابل الإفراط في الاحتقار والاستخفاف بهم، إلى درجة أن سارق ثورتهم يطلب منهم أن يشربوا مياه المجاري التي سيقوم بمعالجتها ثلاثياً، أظن أنك تتذكّرثرثرة في فضائياتهم، في مثل هذا الوقت من العام 2014 احتفالاً بالفتح العلمي المبين الذي قدمه الجيش المصري للبشرية، وهو اختراع جهاز علاج الإيدز. وأزعم أن عليك، الآن، أن تسأل نفسك: لماذا لا تحتفي أدوات السيسي الإعلامية بعبقريته الفريدة في اكتشافه حلاً لمشكلة المياه، بتقنية المعالجة الثلاثية؟ لقد وصل بهم الإمعان في احتقار قدراتك العقلية أنهم، ذات يوم، جلبوا من أجلك خبراء تلفزيونيين، ليقنعوك بأن لحوم الحمير لذيذة ومفيدة لصحتك، فلماذا لا يقنعوك، هذه المرة، بأن مياه الصرف الصحي التي أرسل الله السيسي لمعالجتها، يمكنها أن تشفيك وتعالجك من الأمراض  المستعصية؟

*** ليست المفارقة المثيرة، هنا، هي البساط الأحمر الصارخ تحت حذاء عبد الفتاح السيسي وإطارات سيارته الفاخرة، بمواجهة دعوته المصريين لدفع ثمن كوب المياه كاملاً، أو إعادة تدوير الغائط، وتناوله، بعد معالجته ثلاثياً. 
المفارقة الأفدح هي: بينما لم ينهض نظام السيسي كله من فراش العلاقة الحرام مع الكيان الصهيوني، وحيث لا يجرؤ أحد منهم على الاعتراض على رواية العار الإسرائيلية التي تحدثت عن شن السيسي حرب المياه على قطاع غزة، امتثالاً للمشيئة الصهيونية، وبينما تطالب سلطات الاحتلال السياسية والاستخبارية بحظر النشر، في ما يخص علاقاتها السرية العميقة مع نظام السيسي. بينما يحدث ذلك كله، لا يجد السيسي ونظامه غضاضةً، ولا يستشعرون عاراً أو خجلاً، وهم يواصلون تلك الفضيحة المدوية المسماة "محاكمة المعزول بتهمة التخابر مع قطر وحماس"، بحسب الصياغة المفضّلة لعناوين الصحافة السيسية، الغارقة في قاع بيارات الصرف الصحي.

*** السيسي غارق حتى أذنيه في علاقات شائنة مع العدو التاريخي، إسرائيل".
وأن وجود عبد الفتاح السيسي على رأس الحكم في مصر ضرورة لكل من يريدونها عاجزة متقزّمة، ذليلة، مطيعة، لذا لا تستغرب أبداً هذه الرعاية الإسرائيلية الشاملة، والعناية الفائقة به، كونه الهدية التي نزلت عليهم من السماء، بعد أن فقدوا مبارك، الذي أطاح به المصريون رغم أنوفهم.

بجملة واحدة: السيسي هو صاحب الرصيد الأكبر من وثائق الفشل، فلماذا لا يعامل "الريس مرتضى" مصر كما يعامل نادي الزمالك، وينتشلها من القائد البليد؟ لماذا لا يطالب مرتضى بإقالته، أو حتى يدعوه إلى التنحي، حفاظاً على سمعة "القلعة البيضاء"؟ 
القصة باختصار أن "مصر السيسي" هي "زمالك مرتضى"، كلاهما ميدان للإدارة بالوهم والدجل و"الفهلوة"، بالتعبير المصري الدارج، يحقن الحاكم والرئيس الجماهير المخدوعة بجرعات مكثفة من الخرافات والأساطير، وفي الوقت ذاته يمارسان حرب إبادة ضد الجماهير التي تثبت إصابتها بفيروس الوعي والفهم والمطالبة بمجتمع آدمي متحضّر وعادل ونظيف. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2016 بواسطة news2012

صحافة على الهواء

news2012
نتناول الموضوعات السياسية والعلمية والدينية والإجتماعية على الساحة الداخلية والخارجية وتأثيرها على المجتمع المصرى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

126,498