استجاب نجم السينما الأمريكي جوني ديب لرسالة من تلميذة بالمرحلة الابتدائية في مدرسة بلندن وقام بزيارتها في المدرسة مرتديا زي القبطان جاك سبارو بطل سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي التي تحققت نجاحا واسعا.
وكانت بياتريس ديلاب ( 9 اعوام) قد كتبت رسالة إلى القبطان سبارو تطالبه فيها بمساعدة التلاميذ في تنفيذ تمرد ضد المدرسين بمدرسة ميريديان الابتدائية بضاحية جرينتش جنوب شرقي لندن.
وقالت ديلاب في رسالتها لنجم هوليود " نحن مجموعة من القراصنة الصغار، ولدينا مشكلة في التمرد ضد المدرسين، ونحب جدا أن تأتي ان استطعت لمساعدتنا".
الممثل جوني ديب
ومن حسن حظ الطفلة أن ديب يصور قرب لندن الجزء الرابع من قراصنة الكاريبي، وقد أبلغ مسؤولي المدرسة قبل عشر دقائق من زيارته إليها يوم الخميس أنه في الطريق إليها.
وقامت المدرسة على الفور بتجميع التلاميذ في صالة الألعاب الرياضية ليدخل إليهم ديب في زي القراصنة، ونادى ديب على بياترس ديلاب واحتضنها لكنه نصحها بالتخلي عن فكرة التمرد.
وقال ديب" من الأفضل ألا نقوم بتمرد اليوم لأن الشرطة في الخارج تراقبني".
* نظرات :
لعلنا نفهم الكثير من سياق هذا الخبر الذي أوردته bbc العربية ونلقي الضوء بامعان على ثقافة الطفل في المجتمع البريطاني كنموذج للمجتمع الأوربي او الغربي عموما وهو طفل قارىء كما درج مجتمعه من حوله فالكتاب يكاد لايغادر الجالس والماشي والراكب كذلك تجد الطفل هناك قارىءجيد غيرأن تأثره والمسلسلات التي تعج بالمغامرة والقتال والسطو والتمرد تبلغ الأثر الذي لايمكن أن نحمده نحن بل ونتخوف منه كمجتمع اسلامي وعربي إذ كيف بطفلة ذات التسع أعوام تطلق رسالة الى نجمها المفضل تطلب منه المساعدة لتتمرد على معلميها في المدرسة غير عابئة بأي رد فعل تربوي !! وهو تصرف يضع علامة استفهام أخرى ؟! لكنا ننظر الى بساطة رد الفعل لدى النجم المفضل (جوني ديب في هذا المثال ) وتلبيته دعوة الطفلة على عجل حيث لم يغفل عن الطلب للحظة وهنا مربط الفرس في العملية التربوية قادما الى المدرسة بزي القرصان الذي يرتديه أثناء المسلسل ليعيش مع الطفلة صورة الاثارة التي عايشتها الطفلة ونقرأ من بعد كيف تخلص من طلب الطفلة الغريب ! ونعود فنقول أنه ربما تأثر التربويون هناك بدعوة الطفلة ولم يعترضوا عليها ولم يعنفوا طلبها الذي يبدو بريئا أمامهم !!لكن المعالجة وطريقة رد الفعل أظهرت شكلا تربويا حضاريا متميزا لاشك
لو عندنــا !!
كان لزاما أن تُعقد المقارنة في الحال بين تفكير الطفل عندنا وتفكير الطفل عندهم إن توفرت حادثة بهذا الشكل حيث لاأعتقد أن طفلا مصريا يفكر بمثل هذا التفكير بل لايتطرق اليه أصلا وإن كنا نرى أمثلة عديدة من السلوك العدواني يذكرها من يعايشون مع الأطفال في المدرسة أو في الحضانة وكيف يباشرالأطفال تأثرهم ومايروه على الشاشة دون التفكير في استدعاء الابطال وطلب المساعدة أو ماشابه !!
جمع من أطفالنا
غير أن ماتعكسه حادثة الطفلة البريطانية يؤكد العدوانية التي سرت كالهشيم بين أطفال العصر لكن في مجتمعنا والحمدلله لم ترقى الى الجريمة الكاملة وإن تحققت في نسبة ضئيلة للغاية مثل ما حدث منذ أكثر من سنة عندما قتل طفل طفلا آخر لأجل جهاز موبيل كان معه ! وهذا نعده بحد ذاته أثر خطير ومثير للقلق والسؤال كيف نتعامل نحن كتربويين أمام هذه الظاهرة أي ظاهرة العدوانية والتي تسري فيما يشاهده أطفالنا دون إكتراث للكثيرين منا !!
الحذر ثم الحذر !!
نعم فمع خبر حادثة الطفلة البريطانية نطرح حذرا قد يكون مكررا لمرات من قبل لخطورة الاثارة العدوانية التي تبثها أفلام الأطفال الكرتونية وغير الكرتونية لكي نغلف القيم التربوية الأصيلة في مغلف أكثر اثارة وتشويقا للطفل تنافس هذه الدراما العدوانية وتحقق التشويق المطلوب في نفوس أطفالنا فيمكنا مثلا أن نمجد الصدق والوفاء وتوحيد الله جل وعلا واحترام الجيران وعيادة المريض والتسامح الى ما لاينتهي من أبجديات التربية فنمجدها بم يحقق غرسها غرسا لدى الأطفال ونبعد بهم تدريجيا عن الانتقام والبطش والسطو واستعراض العضلات والاستقواء على الضعيف والفقير وأن نجيدعرضها إجادة رائعة بحيث يترك الطفل مادونها بشكل تلقائي وطبيعي ونتمنى ثورة حقيقية في هذا الشأن التربوي الهام وقد سمعنا أن هناك نية معقودة لدى أصحاب القنوات الفضائية الجادة الدينية منها خاصة بالاتجاه الى إنشاء قناة فضائية للاطفال تتبني هذه التمنيات التي ترجوها كل أسرة وكل حريص على أجيال قادمة والأهم توفر دراسة وتمويل لهذه الأفكار ثم تنفيذ بأعلى التقنيات الفنية والموضوع طرح البحث بين يدي كل أمين ومؤمن ومخلص
ساحة النقاش