الواقع اننا نعيش في عصر يتميز بتطور تقني سريع جداً أدى الى حدوث ثورة المعلومات Information revolution والتى كان نتاجها الطبيعي تنامي سريع في حقول المعرفة وزيادة كبيرة وهائلة في المعلومات وظهور أنواع شتى من أوعية المعلومات، وبعد ان شهدت البشرية خلال القرن المنصرم تلك الطفرات التقنية الهائلة في حقـل الاتصال والمعلومـات وفي مقدمتها ظهـور الحواسيب ثم ميلاد الإنترنت وظهور الوسائط الفائقة والمتعددة ..الخ ، وتتواصل الثورة المعلوماتية حيث أطلـق عليها (الطريق فائـق السرعة للمعلومات/Information Super High Way).
وإزاء تلك التطورات لابد من توجيه الاهتمام والعناية بالمستفيد باعتباره بيت القصيد للخدمات المعلوماتية، فالاهتمام بالمستفيد واحتياجاته ينبغي أن يحتـل جـل اهتمام مرافق المعلومات لانـه جوهـر رسـالـتها سواء كانت مكتبات أو ارشيفات بمختلف أنواعها ومستوياتها فهي تعمل على سد احتياجات بحثية دراسية علمية او المراكز معلوماتية تساند دعم اتخاذ القرار، اذ انه الهدف النهائي لخدماتها ومحور نشاط اى نظـام معلوماتي.
لذا تركز هذه الورقة على اهمية دراسات رضاء المستفيدين من خدمات المعلومات ومعرفة معدلات الإفادة، وكذلك مبرارات الاهتمام بمثل هذه النوعية من الدراسات، وطرق و منهجيات اجرائها.
Table des matières
<!--أولا حتمية دراسة الإفادة والمستفيدين من خدمات المعلومات:-
<!--ثانيا مبررات الاهتمام بالمستفيد في عصر المعلوماتية :ـ
<!--ثالثا طرق دراسة المستفيدين ومنهجيات تحقيق الإفادة:ـ
<!--<!--Lien<!--<!--Citation<!--<!--E-mail<!--<!--Imprimer<!--<!--Favori<!--<!--Ajouter cette page à des collections
أولا حتمية دراسة الإفادة والمستفيدين من خدمات المعلومات:-
إن لفيضان او انفجار المعلومات Information Explosion أثرا كبيرا في حدوث ثورة المعلومات مما استوجب على العاملين بمرافق المعلومات تحويل جهودهم من الجوانب الفنية الإجرائية الى الاهتمام بخدمة المستفيدين ومعرفة احتياجاتهم وإرضاء رغباتهم ، حيث لم تعد العـبـرة بحجـم المقتنيـات وإنمـا بقــدر فعالية الخـدمـات المقدمة على إرضاء وإشـباع احتياجات المستفـيـديـن مـن خدمات المعلومات فينبغي أن يكـون التـزويـد والاقتناء بأوعية المعلومات الأكثـر ملاءمة لاحتياجات المستفيدين. حيث يتوقف نجاح مهمة مرفق المعلومات فـي تأدية رسالته بصفة عامة ونجاح تحقيق أهدافه بصفـة خاصة على رضاء المستفيدين عن الخـدمـات المقدمة.
ولهذا برزت أهميـة دراسات الإفادة والمستفيدين وأهمية التعرف على مستوى رضاء المستفيدين ودراسة اتجاهاتهم وتحديد احتياجاتهم، حيث تحتل دراسات المستفيدين من مرافق المعلومات أهمية متزايدة في بحوث المعلومات والمكتبات في الوقت الحاضر. ويتفق الرأي بين علماء المعلومات والمكتبات على ضرورة التعرف على فئات المستفيدين وتحديد احتياجاتهم من المعلومات وأنماط الطلب، على أساس أن الهدف من إنشاء مرافق المعلومات هو تقديم خدمات معلوماتية لفئات معينة من المستفيدين الفعليين والمتوقعين. لذا ينبغي أخذ احتياجات هؤلاء المستفيدين في الاعتبار وإن إهمال تلك الاحتياجات سيؤدي حتما الى فشل في تحقيق الأهداف التى أنشئت من أجلها.
وتعد دراسات المستفيدين والتعرف على احتياجاتهم من الأمور الهامـة التي لا جدال فيهـا، فالحـوار الشخصي مع المستفـيـد ينتج عنـه تفهم أكثر لاحتياجاته والعلاقة الشخصية القوية مع المستفيد تفيد أخصائي المعلومات والمستفيد معا، فالمستفيد تساعده في حل مشاكله التي تواجهه أثناء استكمال بحوثه وأعماله، وبالنسبة لأخصائي المعلومات تسهم في تقديـم صورة أوضح عن احتياجات ورغبات المستفيد ومن ثم العمل على تلبيتها الأمر الـذي يؤدي الى نجاح مرافق المعلومات في تحقيق رسالتها. فهي تعكس إمكانيـــة مرافق المعلومات ومهـارة أخصائي المعلومات في تقديم أرقى الخدمات وأفضلها لتلبية كافة الاحتياجات وإشباع رغبات المستفيدين فخدمة المستفيدين بمثابة دليل يوضح نجاح المرفق أو فشله في تأدية رسالته.
ومن الجدير بالملاحظة هنالك العديد من المرافق المعلوماتية بالعديد من الدول المتقدمة والبعض من الدول الاقل تقدما التى تسعى لمحاولة معرفة درجة رضاء جمهورها عند زيارتهم لاستخدام مقتنياتها وذلك بهدف تحسين نوعية الخدمات بما يتمشى مع احتياجاتهم وفي الوقت نفسه تعمل على كسب ثقـة المزيد منهم، فإنها بذلك دون شك تحقق أهدافها وتقوم بدور ثقافي فعال في المجتمع حيث يكمن هـذا الدور في جذب اهتمام فئات غير المستفيدين وتعويدهم عادات الإطلاع والبحث، وبهذا الدور تكون قد كسبت جمهورا مستفيدين من غير جمهورها، وبذلك يتم التخلص من هاجس فقدان رسالتها وجوهر وجودها
وبهذه الصورة تتضح أهمية التعرف على احتياجات المستفيدين ومعرفـة آرائهم ومستوى رضائهم عن المكتبة وخدماتها، و تتضح أسباب أزمـة العـــزوف عن القراءة واستخـدام المكتبات هل راجعة الى القارئ أم لأخصائي المعلومات وسـوء معاملتـه أو ضعف مقتنيات المرفق في حد ذاته، حيث يوجـد تنـاسـب عكسـي بين اتسـاع جمهـور المستفيدين ومدى سهولة التعرف على اهتمامات هذا الجمهور، فكلما كان هذا الجمهور محدودا كانت عملية التعرف على الاحتياجات أيسر وأسهل اذ يتمكن أخصائي المعلومات من التعامل معهم وتفهم احتياجاتهم وأنماط اهتمامهم ،ولكن اذا ما ازداد حجم هؤلاء المستفيدين ازدادت. مهمته صعوبة وتعقيدا ففي هذه الحالة ينبغي إتباع أساليب أكثر ديناميكية في الوصول الى هذا الجمهور والتعرف على اهتماماته كما سنرى لاحقا.
ولا يخفي على المتخصص أن المبرر الأساسي لوجود مرافق المعلومات هو توفير ما يحتاجه المستفيدون من المعلومات بغض النظر عن أشكال أوعيتها، لهذا نجد تنمية المقتنيات وبناء المجموعات تتم وفقا لاحتياجات ورغبات المستفيدين، فمجتمع المستفيدين هو الذي يحكم سياسة الاقتناء بمرافق المعلومات حيث تنتهي بمجتمع المستفيدين الذي يلعب دورا أساسيا في تقييم المقتنيات. ومن اجل ان تكون أوعية المعلومات ملائمة لاحتياجات أكبر عدد ممكن من المستفيدين ينبغي معرفة ميولهم واتجاهاتهم، ولهذا كانت ميول واحتياجات المستفيدين من الدعائم الاساسية التي يستنـد إليها فـي تهيئة وتوفير المواد المناسبة، والمستفيدون من خدمات المكتبات بصورة خاصة ومراكز المعلومات بصفة عامة هم العمود الفقري لها ولولاهم لما تطلب الأمر كل هذه الجهود والمتطلبات لإنشاء مثل هذه الأجهزة المعلوماتية.
وبهذا تتضح الأهمية البارزة لدراسات الإفــادة والمستفيدين سـواء كانـوا فعليين أو محتملين، فهؤلاء ما يبرر إنشاء هـذه المرافق المعلوماتية تحت قانون العرض والطلب ، فالطلب هو الذي يعبر عنه باحتياجات المستفيدين والعرض هو الذي يمثل خدمات هذه المراكز أو المكتبات اى أنه المبرر لوجود هذه المراكز اقتصادي، وهـذا المبـرر الاقتصادي هـو ما تقدمة تلك المرافق من خدمات والتي تعكس احتياجات المستفيدين، وبالتالي نلاحظ أن دراسات المستفيدين هي عبارة عن محاولة لفهم وتبرير استخدام هذه المراكز وإيجاد سبل لتطويرها وتحسينها بصورة مستمرة
لذا فانها أصبحت تعد من الأهمية حتى انه لا يمكن بناء اى نظام معلومات ما لم يتم معرفة وتحديد المستفيدين وحاجاتهم التي تختلف باختلاف تخصصاتهم ومستوياتهم، منها السهل الذي يحتاج الى إجابة فورية ومنها المعقد الذي يتطلب صياغة استراتيجية استفسار وبحث من اجل استرجاع المعلومات المناسبة للاحتياجات، ومن الملاحظ ان تعامل أخصائي المعلومات مع المستفيد من الخدمات يتسم بالديناميكية فمن الممكن أن يقدم له المعلومات التي يحتاجها اذا ما تعرف على ميوله واتجاهاته واحتياجاته على أحسـن وجـه فعندها يستطيع أن يقوم بتطويع وتسخيـر المعلومات التي لديه لخدمته وتلبية رغباته واحتياجاته.
الحقيقة إن الإفادة والاستخدام هي (محور عمل أخصائي المعلومات الديناميكي ) في مختلف نشاطاته ومجالاته فقد أصبح هذا شعار متعارف عليه في كافة العمليات الفنية سواء باستخدام النظام التقليدي اليدوي أو الالكتروني، فالتعرف على احتياجات المستفيدين محور عمل الأخصائي بمرفق المعلومات، فالمستفيد يعتبر عاملا أساسيا ومحورا نهائيا في تقييم خدمات المعلومات باعتباره المستفيد الأول والنهائي من هذه الخدمات فنجاح هذه الخدمات معناه رضاء القراء وسد حاجاتهم العلمية والثقافية بكل دقة وسرعة، فلهذا يعتبر رضاء المستفيد هو حجر الزاوية في نجاح الخدمة المعلوماتية، ولذلك ينبغي الاهتمام بدراسة المستفيدين ومعرفة مستوى رضائهم ومعرفة احتياجاتهم.
ويعد موضوع دراسة احتياجات المستفيدين بالأهمية القصوى لدرجة أنه يوصي المختصون بهذا المجـال بضـرورة الاستنارة والاستفادة برأي المستفيدين من بـداية تصميـم وإنشاء المرافق المعلوماتية ، ولــذا ينبغي مـن أخصائي المعلومات إدراك وتفهم الهـدف من عملهم وهـو خـدمـة المستفيدين والعناية باحتياجاتهم والقدرة على معرفتها وترجمتها الى مطالب، والعمل على تطويع وتكييف الخدمات في ضوء تطور احتياجات وطلبات المستفيدين، كذلك فهي توضح مدى مهارة الأخصائي ودقته في ترجمة وتفسير الاحتياجات ومدى نجاحه في تسخير أوعية المعلومات لملاءمة الاحتياجات، ولهذا يفترض التركيز على دراسة المستفيد وحاجاته للمعلومات وليس على المؤسسات الحاوية للمعلومات، فمستقبل مرافق المعلومات حتما يعتمد على تناقص الاهتمام بحاويات المعلومات وتزايد الاهتمام بالمعلومات نفسها وكيفيــة تقديمها بالصورة التي ترضى المستفيد، وبهذا تتضح أهمية التعرف على احتياجاتهم والحصول على مشاركتهم ودعمهم.
وباعتبار ان مسألة كيفية استخدام أوعية المعلومات للحصول على الاحتياجات المعلوماتية هي الهدف من إنشاء مرافق المعلومات وتحقيق الخـدمات المرضية، وبالتالي فإنهم جـزء لا يتجزأ مـن حلقة نقـل المعلومات وانسيابها وهم محور اهتمام تلك المرافق، واذا ما تعذر على المستفيدين الوصول الى المعلومات التي يحتاجونها فان ذلك يعني وجود خلل وقصور ، ولهذا لابد من الاهتمام بالمستفيدين وتعليمهم كيفية الوصول الى احتياجاتهم بأسـرع وقت وأقل جهد فعملية التدريب تعتبر أحد العناصر الأساسية للإفــادة مـن المعلومات .
وترتبط برامج تدريب وتعليم المستفيدين ارتباطا وثيقا بدراسات الإفادة والمستفيدين حيث تساعدهم هذه البرامج في التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم وكيفية صياغة استفساراتهم بشكل علمي سليم، وكذلك تفادي الفجوة بينهم وبين المستفيدين وإيجاد لغة بحث مشتركة وكسـر الحـواجز وخلق جـو مـن التعاون، وبذلك لن تضطر الى فقدان مبرارت وجودها وجوهر رسالتها، كذلك مـن أهمية التدريب تعويـد المستفيد على التردد على مرافق المعلومات واستخدام تقنيات المعلومات وتعويدهم على سهـولـة الحصول على المعلومة في أسرع وقت والتحكم في تقنيات البحث.
بذلك نلاحظ أن موضوع التدريب هـو نتيجة حتمية لـدراسـات الإفـادة والمستفيدين ومعظم الدراسات الميدانية التي أجريت على المستفيدين كشفت عن كثير من نواحي القصور سـواء كـان ذلك نـاتـجا عن سلوك المستفيد أو أسلوب أخصائي المعلومات أو نظام المعلومات ذاته، فأن النتيجة النهائية والهدف النهائي الذي تسعى إليه مرافق المعلومات بصفة عامة هـو خدمة المستفيدين وتقديم المعلومات بأسرع وقت،وهذا لا يتحقق إلا بتدريب المستفيدين وتعليمهم استراتيجيات البحث والوصول السريع للمعلومات.
ثانيا مبررات الاهتمام بالمستفيد في عصر المعلوماتية :ـ
نظرا لأهمية دراسات الإفـادة والمستفيدين من الخدمات المعلومات فان المسح شامـل للمستفيدين من المعلومات بين الوقت والأخريعد في غاية الاهمية ، من أجل دراسة اتجاهاتهم وميولهم ومن ثم تحديد مجال اهتمام كل منهم بدقة.فهناك ضـرورة ملحـة ومـاسـة لمثل هـذه الـدراسات فهي تعتبر مـؤشرا هامـا اذ يساهـم في الكشف عن مظاهـر القصور الأساسية في الخدمات المعلوماتية، مما يساعـد في محاولة تلافي الوقوع في الخطأ والحرص الشديد على تقديم أفضل الخدمات التي ترضي جميع فئات المستفيدين. وذلك من طريق تحليل احتياجات ومتطلبات المستفيدين من اجل تحديد نوع المنتجات والخدمات التي تكون أكثر ملاءمة لاحتياجات المستفيدين. اذ ان التحليل يســاهــم في معـرفـة ما يجب ان يتوفـر فـي هـذه الخدمات من شروط ينبغي مراعاتها.
كذلك مـن دواعي إجراء دراسات المستفيديـن بهـدف تحـديـد فئات المستفيدين الحاليين والمتوقعين من خدمات المعلومات وتحـديـد احتياجاتهم ورصد التغيرات التي تطرأ عليها، كذلك قياس مدى كفــاءة مرفق المعلومات وقدرته على خدمة المستفيدين وتلبية احتياجاتهم كما أنها تفيد في التعرف على مدى خبرة المستفيدين ومهارتهم في تناول المعلومات ومن ثم الكشف عن مدى حاجاتهم الى التدريب على كيفية استخـدام أوعية المعلومات استخـدامـا علميا سليما والإفادة منها على أفضل وجه، فالمستفيد كثيرا ما يصاب بالإحباط بسبب نوعية الخدمات التي تقدم، ولعل هذا راجع الى عدم وجود لغـة تفاهم مشتـركة بين المستفيدين وأخصائي المعلومات كما سبق واشرنا.
كما من شأنها أن تساعد في تحديد المواصفات القياسية للخدمات التي يمكن أن تكون أكثر فعالية. في تلبية احتياجات المستفيدين كما تفيد أيضا في تسليط الضوء على المشكلات والصعوبات التي تحول دون تحقيق الإفـادة من الخدمات المتاحة وخصوصا تلك المشكلات المتعلقـة باتجاهاتهم وقدراتهم، فلهذه الأسباب كان لابد من الاهتمام بالمستفيدين وتسليط الضوء على احتياجاتهم ودراستها ومحاولة فهمها بغرض تقديم خدمات مناسبة وملاءمة لرغباتهم لاحتياجاتهم.
ومن أجل معرفة نجاح مهمة أخصائي المعلومات ورسالة مرافق المعلومات معا برزت دراسات المستفيدين فنجاح تحقيق أهدافها يتوقف على رضاء المستفيدين من خدمات المعلومات ومدى تلبية هذه الخدمات المقدمـة لاحتياجاتهم، أمـا عـن مهمـة نجـاح أخصائي المعلومات فهـي تعنـي مـدى تفـاهمـه للمشـاكل التي تواجه المستفيدين، اثناء محاولة في ترجمة رغباتهم الى احتياجات وطلبات، وذلك بتوجيههم وإرشادهم ، وكل ذلك من أجل كسر الحواجـز بين أخصائي المعلومات والمستفـيـد وخلـق جمهور من المستفيدين يثقون بالخدمات المقدمة، وتزول بذلك الهواجس كفقـدان جمهور المستفيدين، وهناك البعض من مرافق المعلومات في الدول المتقدمة تجري مثل هذه الـدراسات بصـورة دورية منتظمة بغـرض أن تصبح قـادرة على تحديد السلوك الذي يجب إتباعه مع كل صنف من هؤلاء المستفيدين فعلى سبيل المثال في حالة المكتبات الجامعية التى تخدم عدة فئات مثلا طلبة المرحلة الجامعية الأولى واحتياجاتهم المختلفة من واجبات وبحوث كذلك رغبات طلبة الدراسات العليا وأعضاء هيئة التـدريـس ومتطلباتهم.
وكل ذلك بطبيعة الحال يعمل على خلق تأثير إيجابي سيدعم حتما عادات استعمال المكتبة من قبل المستفيدين. وغالبا تجرى دراسات المستفيدين بغرض السماح للمستفيدين للتعبير عن أرائهم ومن اجل تفهم دوافع الاستخدام الفعلي والمحتمل لمرافق المعلومات واقتراح بعض التحسينات والتأكد من إشباع رغبات المستفيدين وتحرص معظم المرافق المعلوماتية على معرفة احتياجات المستفيدين واستطلاع آرائهم بغرض اشتراكهم في عملية الاختيار او بناء وتنمية المجموعات.
ويعد استطلاع آراء المستفيدين من بين أهم المناهج المتبعة عند تقييم خدمـات المعلومات والتي عادة ما تبرز نتائج مثل هـذا التقييم مجالات التطوير ومساراته، وتعتبر دراسات الإفــادة مـن المعلومات الواجهة أو النافذة التى يـطل منها علم المعلومات على آفـاق العلوم الاجتماعية. على اعتبار أن إفادة البشر من المعلومات متنوعة بتنوع دوافع البشر بوجه عام ومرتبطة مباشرة بالأنشطة والأدوار الاجتماعية التي يؤديها المستفيد، فالحالة المعرفية للمستفيد تتعدل وتتغير أو تتعزز على أثر المعلومات الجديدة ومدى استيعابها. وعملية بث المعلومات عبارة عن عملية اجتماعية، فالفهـم الأفضل لسلوك المستفيدين سيؤدي بأخصائي المعلومات الى تصميم برامـج أكثـر إفـادة فـي مجــال تـدريب وتعـليم المستفيدين كيفـية الوصول الى احتياجاتهم بأسرع وقت وأقل جهد
ثالثا طرق دراسة المستفيدين ومنهجيات تحقيق الإفادة:ـ
إن منهجيات وطرق دراسات الإفادة والمستفيدين عديدة ومتنوعة وجميعها تهـدف بالـدرجـة الأولى الى معـرفـة احتياجات المستفيدين ومدى رضائهم عن الخدمات ومدى إمكانية تحسينها وتطويرها لصالح خدمة المستفيدين، وأن طرق التعريف بمرافق المعلومات والدعاية " التسويق " للخدمات والتسهيلات تؤدي حتما في نهاية الأمر الى تنشيط الاستعمال وارتفاع معدلات التردد على مرافق المعلومات فاستطلاع آراء المستفيدين ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم له جدواه وأهدافه، لان رضاء المستفيدين يعتبر من أهم أهداف مرافق المعلومات التى تسعي من أجلها.
لذلك يتضح أهمية وضرورة إجــراء دراسات منتظمة من وقـت الى آخـر وتكـون النتائج المتحصل عليها قاعـدة لتصميم مراكز او مرافق لتقديم خدمات المعلومات، وهذه الخدمات ينبغـي أن تكون متفقـة مع رغبات ومتطلبات المستفيدين الكامنة والمفصح عنها الأمر الـذي قد يزيد من تنوع هذه الحاجات وتعددها والذي بدوره قد يزيد من نشاط الخدمات مما يــــؤدي الى زيادة تحقيـق الرضاء من قبل المستفيد ولذلك يفترض أن تكون هذه الدراسات قائمة على أسـس علمية سليمة.
وهناك العديد من الطرق المتبعة لدراسة الإفادة والمستفيدين، فيمكن مثلا معرفة الإفـادة عن طريق التحليل الببليوغرافي الذي يساعد في أداء تقديم خدمات المعلومات بفاعلية فمن خلال تحليل قوائم المصادر والمراجع المستخدمة من قبل المستفيدين في كتاباتهم وأبحاثهم يمكن التعرف على احتياجات ورغبات المستفيدين، ويعتبر ترتيب أوعية المعلومات وفقا لمدى الاستشهاد المرجعي بموادها ومدى الإقبال عليها من جانب المستفيدين يعتبر أساسا موضوعيا لقياس مدى إقبال المستفيدين عليها ومدى الإفادة منها إذ تعد الاستشهادات المرجعية دليلا كافيا على الإفادة من الإنتاج الفكري، أيضا يمكن دراسة الإفادة عن طريق تحليل سجلات الإعارة وتحليل الأسئلة المرجعية.
وتعد من بين أهم المنهجيات المتبعة لمعرفة رضاء المستفيدين معرفة نسب زيادة تـردد المستفيدين على استعمــال أوعية المعلومات ، حيث يلاحظ ان ارتفاع نسبة تردد المستفيدين يعني أن المرفق المعلوماتي يقدم خدمات ناجحة، وعندما تتناقص نسبة المستفيدين المترددين، فأن ذلك يعتبر بمثابة إنذار لذاك المرفق وعندها الأمر يستدعي ضرورة تكثيف جهود القائمين على العمل لمعرفـة سبـب ذلك التناقص وإنقاذ المرفق من خطر وشيك. كما يمكن معرفـة رضاء المستفيدين عن طريق قسم المراجع والإرشاد المرجعي ،اذ يعتبر هذا القسم العصب المحرك لاي مرفق معلوماتي فهو المكان الذي يلتقي فيه أخصائي المعلومات بالمستفيدين لمساعدتهم على البحث عما يحتاجون إليه ومن خلال الحوار المباشر والمستمر يتم التعرف على حاجاتهم ودرجة رضائهم، فهذا النوع لـــه أهميته الخاصة لماله من مردود فـي تحقـيق مهامه، فـدراسة المستفيدين هي محور اهتمام خدمات المعلومات وهي الأساس في تخطيطها والضابط والموجه في تقييمها وتطويرها.
لذا لا يمكن قياس دوافـع المستفيد لطلب المعلومات الا بسؤال المستفيد نفسه ولا يمكن اعتبـار أحكـام شـخـص آخر خلاف المستفيد نفسه على مدى صلاحية المعلومات هي نفس أحكام المستفيد، وبهذا كانت دراسات المستفيدين بطريقة مباشرة لاستطلاع آرائهم ومعرفة رضائهم عن الإفادة مـن خدمات المعلومات من أفضل طرق التقييم حيث يتطلب هذا الأسلوب دراستهم للحصول على استجاباتهم عن طريق المقابلات الشخصية أو الاستبيانات أو كليهما معا. ومن أهم مزايا هذا الأسلوب ارتباط الدراسة الوثيق باحتياجات المستفيدين ومن ثم أهداف المرفق المعلوماتي. اذ من خلال هذه المنهجية يمكن الكشف عن الاهتمامات والاتجاهــات المتغيرة للمستفيدين.
ويوصي الخبراء في هذا المجال بإجراء دراسات الاستطلاع هذه بصورة منتظمة وبشكل دوري لتحديد ما اذا كانت الأهداف المرسومة قد تحققت، وكذلك للتأكد من إشباع رغبات المستفيدين، فالكشف عـن القصور بخصوص الاستخدام والإفـادة من المرفق المعلوماتي لا يؤتـي ثمـاره الا بدراسـة المستفيدين مباشرة واستطلاع آرائهم ومعرفة اتجاهاتهم واحتياجاتهم ورضائهم عن الخدمات المكتبية لان معظم الإجراءات الفنية المكتبية ترتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا بالمستفيدين ومرفق المعلومات كمؤسسة صممت من أجل خدمة المستفيدين، لذا يتطلب من المستفيدين معرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم من أجل تأدية الخدمة الصحيحة لهم، ونلاحظ ان دراسات المستفيدين التي تجري قبل تصميم وإنشاء مرافق المعلومات بمثابة دراسات جدوى لمشروعات المعلومات.
بينما نجد الدراسات التي تتم على المستفيدين من أجهزة او مرافق قائمة فأنها تعد دراسات تقييمية تستهدف تحديد مدى فعاليتها في مقابلة احتياجات المستفيدين ، ولكن أفضل طرق التى يمكن إتباعها لدراسات المستفيدين وتساهم في الكشف عن الإفادة من عدمها ومن ثم تحديد الخطط المستقبلية للتطوير .هي دراسات المستفيدين مباشرة عـن طريق الاستقصاء ومعرفة آرائهم ومعرفة مستوى رضائهم، وهي أفضل بكثير من الدراسات التي تتم عن طريق سجلات الإعارة أو تتبـع حركة أوعية المعلومات ، لانه في أحيان كثيرة نجد العديد منها تعـار ولكنها لا تحقق الإفـادة المطلوبة أو التي يطمح إليها المستفيد .
وختاما من الجدير بالذكر ان دراسة المستفيدين مباشرة ومعرفة رضاهم من اجل التأكد من تحقيق الأهداف المنشودة لمرافق المعلومات هي أفضل بكثير من الطرق الأخرى سالفة الذكر، والتي من بينها تلك الدراسات التي تحاول معرفة مدى الاستخدام وقياس مدى الفائدة أو التعرف على الإفادة من الخدمات المعلوماتية المقدمة. كذلك دراسات أخرى تحاول تحديد احتياجات ورغبات المستفيدين أي الحاجة الى المعلومات عن طريق دراسة مدى رضاهم عن أداء المرفق المعلوماتي. وهناك أيضا دراسات سلوكيات المستفيدين أثناء الدراسة والبحث، وأيسر تلك الأنواع درسا هي مظاهر الاستخدام ويليها سلوك المستفيدين وأصعبها هي الحاجة الى المعلومات "الاحتياجات" ويليها درس الفائدة منها . الى جانب ذلك هناك دراسات تحاول معرفة العوامل المؤثرة على اتجاهات المستفيدين، ومعرفة مهاراتهم وقدراتهم البحثية وأخرى عن كيفية تدريبهم وتعليمهم لتلك المهارات.
قائمة ببليوغرافية مختارة ذات علاقة بالموضوع
1- بيتر بروفي ؛ سليمان العقلا . قياس أداء المكتبة : المبادئ والأساليب.ـ الرياض : مكتبة الملك فهد الوطنية ، 2008.
2- بيلنج وانج ؛ حشمت قاسم ." مناهج البحث وطرائقه في دراسة سلوك المستفيدين من المعلومات".ـ دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات ، مج 11 ،ع1 ، يناير 2006.
3- باتينس سيموند ، سيد سعد عندليب ؛ ترجمة حمد بن ابراهيم العمران. أثر جودة الخدمة والمصادر وسمات المستفيدين على استخدام المكتبات الأكاديمية. - Cybrarians journal . - ع3 ،2004 .- تاريخ الاطلاع
12-8-2008: متاح على :http://journal.cybrarians.info/index.php?option=com_sectionex&view=category&id=34&Itemid=11
4- زكي حسين الوردي ومجبل لازم المالكي. مصادر المعلومات وخدمات المستفيدين في المؤسسات المعلوماتية. عمان: مؤسسة الوراق، 2002.
5-حنان الصادق بيزان .اتجاهات المستفيدين من المكتبات الجامعية : دراسة ميدانية .ـ إشراف ابوبكر الهوش .ـ جامعة الفاتح : كلية العلوم الاجتماعية ، 1996 .( رسالة ماجستير).
6-حسن محمد عبد الشافي. المعلومات التربوية: طبيعتها ومصادرها وخدماتها ومجالات الإفادة منها.ـ ط2.ـ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1993.
7- حشمت قاسم . مصادر المعلومات وتنمية
ساحة النقاش