فـى الفخـر   - عنترة 

 الشاعر :

هو عنترة بن شداد العبسى ، شاعر وفارس شجاع ، وهو من أصحاب المعلقات وأمه " زبيبة " الحبشية  ، أسرها أبوه ، وأنجب منها عنترة ، ولكن أبوه لم يعترف به ، ارتبط عنترة بعلاقة من الحب القائم على الطهر والعفاف بابنة عمه عبلة ، وحارب وكافح من أجل الحصول على حريته ، وليكون جديراً بعبلة ، واستطاع بشجاعته أن يصل إلى ما يطمح إليه وكان مثلاً للشجاعة والإقدام ، والمروءة والوفاء لأهله وقبيلته .

مناسبة النص :

خرج عنترة من قومه غاضباً لرفض شداد الاعتراف به أمام الناس ، على الرغم من أن عنترة هو صاحب الفضل فى رد أية غارة على قبيلته ، وهو الذى يجلب لهم النصر ، والغنائم ولا يزيد بينهم عن كونه عبد شداد . فانتهزت قبيلة " هوازن " فرصة غياب عنترة فأغارت على عبس ، فاستنجد شداد بعنترة فلبى النداء على الفور ، واستطاع رد هذه الغارة ، وتحقيق النصر لعبس .

1 - سكت فغر أعدائي السكوت

 

وظنوني لأهلي قد نسيت

2 - وكيف أنام عن سادات قوم

 

أنا في فضل نعمتهم ربيت

3 - وإن دارت بهم خيل الأعادي

 

ونادوني أجبت متى دعيت

4 - بسيف حده يزجى المنايا

 

ورمح صدره الحتف المميت

اللغويات :

غر : خدع وأطمع / أنام : أنسى وأهجر / سادات : م سادة ، م سيد / فضل:خير وزيادة / ربيت : نشأت وتربيت / دارت بهم : نزلت بهم وأطاحت × تحصنوا فى مأمن / المميت : القاتل × المحيى /أجبت : × تجاهلت / حده : ج حدود / يزجى:يسوق/المنايا:الموت والهلاك م منية /  رمح : ج رماح ، وأرماح/الحتف:الهلاك ج الحتوف × السلامة والحياة .

الشرح :

? صمتى وغضبى خدع أعدائي واعتقدوا تجاهلي لأهلي وعدم نصرتي لهم إذا تعرضوا لخطر .عنترة لا يمكن أن يغفل عن نصرة قومه الأشراف الذين ربوه وفى خيرهم نشأ .خيل الأعداء إذا حاصرت قومي واستغاثوا بى نجدتهم ولبيت دعوتهم على الفور .عنترة ينجد قومه بكامل سلاحه فسيفه قاطع يسوق الموت لأعدائه ورمحه فيه هلاك لهم .

التذوق الجمالي : 

تسيطر على الشاعر في هذه الأبيات عاطفة الاعتزاز بقومه والوفاء لهم .

البيت الأول :

l الشجاعة والإقدام والنجدة من أهم صفات العربي الجاهلي. 

l " سكت " : توحي بشعوره الطيب نحو قومه وأن مقاطعته لهم خالية من ألفاظ الغضب والكره رغم إغضابهم له فهى أفضل من " عاديت أو خاصمت " .

l " فغر أعدائي السكوت " :  الفاء للسرعة مما يوحى برغبة الأعداء الكبيرة فى انتهاز الفرصة .  وفيها كناية عن جهل الأعداء بحب عنترة لأهله  .  تقديم " أعدائي " للتخصيص والتوكيد والإضافة إلى الياء تبرز انتماءه لقومه فاعداء قومه أعداء له.

l " ظنوني لأهلي قد نسيت " :" ظنوني " : توحي بخطأ اعتقاد الأعداء . - " أهلي " : توحي بالانتماء لقومه ، والحب لهم . " قد نسيت " : مؤكد بـ ( قد ) ، توحي بالإهمال الشديد لأهله في رأى الأعداء .

l ويوجد بين شطري البيت (تصريع  ) .

البيت الثاني :

l " كيف أنام " : أسلوب إنشائي ( استفهام ) غرضه التعجب والاستنكار والدهشة .

                    "أنام":كناية عن التخاذل وعدم النصرة . وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل فى إيجاز .

l " سادات ، قوم " : نكرتان للتعظيم .

l " أنا فى فضل نعمتهم ربيت ":  " أنا " : توحي بالاعتزاز . " في فضل " أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد .

                                  " فضل " : تدل على النعم الكثيرة التي غمروه بـها . وفيها تعليل للشطر الأول.

البيت الثالث :

l " وإن دارت بهم خيل الأعادى " فيها : " إن " : شرطية للشك في إمكانية محاصرة الأعداء لهم -  أسلوب قصر بتقديم
"
بهم " على الفاعل " خيل " للتخصيص والتوكيد . -  " دارت " : توحي بالهجوم والحركة . - العبارة كلها كناية عن الهجوم على قبيلة عنترة . - " الأعادي " : جمع الجمع يدل على أن الأعداء يهاجمون بأعداد كبيرة .

l " ونادوني " : كناية عن الضعف والحاجة لعنترة .

l " أجبت متى دعيت " : كناية عن سرعة نجدته لهم مما يدل على حبه وانتمائه لهم .

l يؤخذ على الشاعر أنه ينتظر استغاثة قومه له حتى يتقدم وينجدهم والأولى ألا ينتظر طلب النجدة منهم . ويمكن الدفاع عن الشاعر بأنه أراد أن يثبت لقومه أنه جدير بالحرية فهو حامى الحمى فلم يحرمونه منها ؟

l " نادوني ، أجبت " : طباق يبرز المعنى ويوضحه .

البيت الرابع :

l " بسيف " : نكره للتعظيم .

l " حده يزجى المنايا " : استعارة مكنية  شبه المنايا إبلاً تساق مما يوحى بالأثر الفعال لسيف عنترة . وسر جمالها تجسيم المعنى وإبرازه في صورة حسية .

l " ورمح " : نكرة للتعظيم .

l " وصدره الحتف المميت  " : تشبيه مجمل ، المشبه ( صدر الرمح ) والمشبه به ( الحتف ) ووجه الشبه : الهلاك والموت . وسر جماله التوضيح . 

س : ما سر الجمع بين السيف والرمح ؟

جـ : تدل على براعة عنترة فى القتال فالسيف أداة للضرب والرمح أداة للطعن .

5 خلقت من الحديد أشد قلباً

 

وقد بلى الحديد وما بليت

6 - وفى الحرب العوان ولدت طفلاً

 

ومن لبن المعامع قد سقيت

7 - ولى بيت علا فلك الثريا

 

يخر لعظم هيبته البيوت

اللغويات :

الحديد : ج الحدائد / الحرب العوان : التي تكرر فيها القتال ج العُون / علا : سما وارتفع /                           تخر : تهوى وتسقط والمراد تخضع / هيبته : عظمته وجلاله × حقارته وتفاهته / المعامع : المعارك م مَعْمَعة /         فلك : مدار ج أفلاك / الثريا : مجموعة نجوم ج ثريات / بلى : فنى وهلك .

الشرح :

?قلبى أصلب من الحديد فالحديد يفنى لكن قلبى يحتفظ بصلابته وشجاعته ،  خبرتى بالحروب والقتال لا حدود لها فقد اقتحمت الحروب طفلاً وشربت لبن المعارك صغيراً ، بيتى شريف عظيم المنزلة فمنزلته تعلو النجوم وقد أقر الآخرون بعظمته وجلاله .

التذوق الجمالى :

البيت الخامس :

l " خلقت من الحديد أشد قلباً " : " خلقت "  : بنيت للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله ، تشبيه يوحى بشجاعته وسر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها ، "قلباً":نكرة للتعظيم وخص القلب لأن القوة المعنوية أقوى من القوة المادية ولأن الأولى تنتج عنها الثانية.

l " وقد بلى الحديد وما بليت " : مؤكد بـ قد  ، " بلى ، ما بليت " : طباق بالسلب لبيان شجاعته فهى مبالغة معقولة.

البيت السادس :

l " وفى الحرب العوان ولدت طفلاً " : أسلوب قصر بتقديم " فى الحرب " على " ولدت " للتخصيص والتوكيد على فروسيته المبكرة - " طفلاً " : تدل على خبرته بالحرب فقد نشأ فى ميدانها  .

l " ومن لبن المعامع قد سقيت " : أسلوب قصر بتقديم " من لبن " على " سقيت " للتخصيص والتوكيد على أنه سقى من لبن المعامع وحدها، " لبن المعامع " : استعارة مكنية شبه المعارك بنساء ترضع عنترة وفيها تجسيد للمعارك " المعامع " : جاءت جمعاً لبيان خبرته القتالية العديدة .

البيت السابع :

l " ولى بيت علا فلك الثريا " :كناية عن صفة وهى سمو أصله وعراقته . وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل فى إيجاز ، " بيت " : نكرة للتعظيم .

l " يخر لعظم هيبته البيوت " :كناية عن الخضوع والعظمة والمهابة ، " البيوت " : جاءت جمعاً لتدل على خضوع جميع القبائل لهم .

l " علا ، يخر " : طباق يوحى برفعة قدر عنترة .

l أساليب النص كلها خبرية.ما عدا أسلوباً واحداً ، وذلك للتقرير حيث يناسب غرض النص وهو الفخر.

التعليق

س1 : تحت أى غرض من الأغراض يندرج هذا النص ؟ وما أسباب شيوعه ؟

 يندرج هذا النص تحت غرض " الفخر والحماسة " وهو من الأغراض القديمة في العصر الجاهلي لكثرة الحروب والمنازعات بين القبائل .

س2 : ما الخصائص الفنية التي تميز أسلوب الشاعر ؟

وضوح المعنى ، سهولة الألفاظ،جمال التصوير،قوة الأسلوب،التنويع بين الخبر والإنشاء،الاعتماد على الخيال البيئي.

أسئلة على النص

سكت فغر أعدائي السكوت                 
وكيف أنام عن سادات قوم
وإن دارت بهم خيل الأعادي
بسيف حده يزجى المنايا

 

 

 

وظنوني لأهلي قد نسيت
أنا في فضل نعمتهم ربيت
ونادوني أجبت متى دعيت
ورمح صدره الحتف المميت

أ ) تخير الصواب مما يلى:-

l "سكت" توحى (بالبعد القرب التسامح الحقد)      

l (غرّ ظنونى) توحيان بـ (اليقظة الذكاء الغفلة)

l "كيف أنام" أسلوب غرضه (الفخر التعجب التعظيم)

l تقديم "فى فضل" على الفعل "ربيت" أفاد (الفخر التعظيم التخصيص)

ب) ماذا أفاد جمع أعادى ؟ و "إن" فى البيت الثالث ؟ و "قد" فى البيت الأول ؟

جـ) بم يوحى استخدام المضارع "يزجى" وبناء الفعل "ربيت" للمجهول ؟ 

د) هات من الأبيات لوناً بيانياً ومحسناً بديعياً ؟                  هـ) فى الأبيات صورة لأخلاق الفارس. وضحها؟

ل) فى الأبيات موضعاً لا يتفق وأخلاق الفارس اذكره واذكر رأيك فيه ؟     ص) اشرح الأبيات موضحاً فكرتها.

خلقت من الحديد أشد قلباً
وفى الحرب العوان ولدت طفلاً
ولى بيت علا فلك الثريا

 

 

 

 

وقد بلى الحديد وما بليت
ومن لبن المعامع قد سقيت
يخر لعظم هيبته البيوت

أ ) تخير مما بين الأقواس:-

l "أشد" منصوبة لأنها (نعت توكيد حال خبر)      l "العوان" جمعها (عون أعوان أعونة)

l "المعامع" هى (صوت الخيول الحروب الغنائم)      l "ربيت" خيال نوعه (استعارة كناية مجاز مرسل)

 ب) هات من الأبيات لوناً بيانياً ومحسناً بديعياً. 

جـ) امتزج الفخر الفردي بالقبلي في الأبيات السابقة وضح ذلك.  

د ) من أى أغراض الشعر هذا النص وما عوامل انتشاره ؟    

هـ) ماذا أفاد جمع "المعامع" ؟ وتنكير طفلاً ؟ ومجيء "قلباً" بعد "الحديد" ؟  

 

 

2 )                                                                                         حفظ

 الشاعرة :

هى ( تُماضر بنت عمرو بن الشريد ) من بنى سُلَيْم ولقبت بالخنساء لجمال انفها . نشأت فى بيت كريم يزينه والد رحيم أحسن تربيتها وتأديبها . وبدأت تقول الشعر مقطوعات قصيرة . فلما قتل أخوها صخر حزنت عليه حزناً شديداً ، وقالت فيه الشعر الذى يفيض ألماً وأحزاناً حتى أصبحت الخنساء فارسة هذا الغرض فى العصر الجاهلى.

مناسبة النص :

كان للخنساء أخوان من سادات العرب هما ( معاوية وصخر ) ، وكان ( صخر ) أكثر براً وعطفاً عليها وقد قتل ( معاوية ) فحزنت لفقده ، وحينما قُتل ( صخر ) فاض بها الحزن وأنشأت مراثيها الخالدة التى تصور آلامها وتعبر عن الحزن العميق مشيدة بمناقب صخر وفضائله . والنص التالى أحد مراثيها فى أخيها ( صخر ) تبكيه وتتحدث عن أمجاده .

1 - أعيني جوداً ولا تجمدا
2 - ألا تبكيان الجريء الجميل
3 - طويل النجاد رفيع العماد

 

 

 

ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الفتى السيدا
ساد عشيرته أمردا

اللغويات :

أعينى : تنادى عينيها والهمزة حرف نداء للقريب / جوداً : المراد أبكيا / لا تجمدا:لا تجف دموعكما/
الندى: الكرم والجود ج أنداء وأندية/الجرىء:الشجاع والمقدام ج جُراء وأجرئاء وأجرياء/ 
السيدا : الشريف العظيم ج سادة / النجاد : حمائل السيف / رفيع : عال / العماد : عمود البيت ج عُمْد /
 ساد : صار سيداً وقائداً / الأمرد : الشاب الذى لم تنبت لحيته ج مرد والمؤنث مر داء /
 ساد عشيرته أمردا : صار سيداً لقبيلته وهو صغير .

الشرح :

?تتحسر الخنساء لفقد أخيها ( صخر ) ويشتد الحزن بـها فتجف دموعها فيزداد لهيب الفجيعة فى قلبها فتتوسل إلى عيونها أن تجودا بالدموع متمنية ألا تجمداً وتحثهما على البكاء فإن صخر كان كريماً شجاعاً مهيب الطلعة مشرق الوجه قوياً شريفاً بطلاً طويل القامة عزيزاً عظيماً ساد قبيلته منذ الصغر .

التذوق الجمالى : 

البيت الأول :

l " أعينى " : استعارة مكنية حيث شبهت عينيها بشخصين يمكن الاستعانة بهما ووجهت إليهما النداء وحذفت المشبه به ودلت عليه بشيء من لوازمه وهو النداء وسر جمالها التشخيص وتوحى بشدة الحزن والانهيار .

l " جودا " : استعارة مكنية فيها تشخيص وإيحاء بكثرة الدموع .

l " ولا تجمدا " : استعارة مكنية فيها تشخيص حيث جعلت عينيها شخصين يوجه إليهما الطلب .

l " ألا تبكيان " : استعارة مكنية حيث وجهت إليهما الحث للبكاء على صخر الكريم وهذه كلها صورة ممتدة .

l " جودا – تجمدا":بينهما طباق وسر جماله إبراز المعنيين بالتضاد وبين شطري البيت تصريع يُحدث جرساً موسيقياً .

l " أعينى " : أسلوب إنشائى نداء غرضه البلاغى إظهار الأسى والحسرة .

l " جودا " : أسلوب إنشائى أمر غرضه التمنى .           

l " ولا تجمدا " : أسلوب إنشائى نهى غرضه التمنى .

l " ألا تبكيان ؟ " : استفهام للحث والتخصيص .

البيت الثانى :                                                   l تكرار " ألا تبكيان " : يؤكد مشاعر الحزن .

l تتابع الصفات " الجرىء – الجميل – الفتى – السيدا " : يدل على عظمة الفقيد وهول الفاجعة بفقده فكلها من صفات الكمال.

البيت الثالث :          l " طويل النجاد " : كناية عن طول القامة .                  

l " رفيع العماد " : كناية عن الشرف

l " ساد عشيرته أمردا " كناية عن الرجولة المبكرة .

l التعبير " طويل النجاد ، رفيع العماد " : حسن تقسيم.

4 - إذا القوم مدوا بأيديهم
5 - فنال الذي فوق أيديهم
6 - ترى الحمد يهوى إلى بيته

 

 

 

إلى المجد مد إليه يدا
من المجد ثم مضى مُصعدا
يرى أفضل الكسب أن يحمدا

اللغويات :

القوم : الرجال / المجد : الشرف والمكارم × الوضاعة وحقارة الشأن / مضى : ذهب وانطلق /
 مُصعدا : مرتفعاً × هابطاً / الحمد : الثناء × الجحود / يهوى إلى بيته : يسرع إليه / يرى : يعتقد × يظن /
 الكسب : الربح × الخسارة / يحمد : يشكر فعله الحسن × يذم .

الشرح :

? وقد كان الفقيد العزيز العظيم سباقاً إلى تحقيق الأعمال العظيمة ، والمكارم الخالدة فإذا بادر القوم إلى غاية عالية كنجدة الضعيف وعون الملهوف وقهر العدو فاقهم وإذا مدوا أيديهم إلى شرف رفيع كانت يده أعلى من أيديهم ؛ فتال ما لم يصلوا إليه واستمر مرتفعاً فى سماء المجد ، التي لا يبلغها أحد ولذلك يحظى بالثناء الجميل من كل الناس ، جزاء على أعماله العظيمة فيأتيه الحمد مسرعاً إلى بيته وهو يفعل ذلك إيماناً منه بأن أفضل ربح الإنسان فى الحياة أن يكون محموداً وأن تكون أعماله طيبة مشكورة .

التذوق الجمالي : 

البيت الرابع :

l " مدوا بأيديهم إلى المجد " : استعارة مكنية تصور المجد شيئاً معدياً تمتد إليه الأيدي لأخذه وسر جمالها التجسيم.

l " إذا "  أداة شرط لليقين ، تعريف " القوم " : للتعظيم والشمول فهو متفوق عليهم . وتنكير " يد " : للتعظيم .

البيت الخامس :

l " فنال الذى فوق أيديهم من المجد " : استعارة مكنية فيها تجسم للمجد كأنه شيء مادي عال يُنال من فوق .

l " ثم مضى مصعدا " : كناية عن علو صخر وقوة عزيمته إذ يلزم من استمراره فى الانطلاق إلى أعلى أن عزيمته لا تقف عند أول غاية بل تجاوزها طامحة إلى أعلى .

l كلمة " نال " : توحى بالفوز والنجاح نتيجة للعمل وبذل الجهد ومد الأيدي .

l كلمة " فوق " : تدل على رفعة الغاية وسمو الهدف وسبق صخر لقومه .

البيت السادس :

l " ترى الحمد يهوى إلى بيته " :  استعارة مكنية حيث شبهت الحمد بطائر يسرع منطلقاً إلى بيته وحذفت المشبه به وذلت عليه بشىء من صفاته وهو ( يهوى ) بمعنى يسرع .

l " يرى أفضل الكسب يحمدا " : كناية عن أصالة صخر وعظمة أخلاقه وأنه ليس مادياً فارغاً فهو يرى أفضل الكسب أن يرضى الناس عن أعماله .

l استخدم الفعل " يُحمد " : مبنى للمجهول لإفادة العموم .

تدريب

1 - أعينى جوداً ولا تجمدا
2 - ألا تبكيان الجرىء الجميل
3 - طويل النجاد رفيع العماد

 

 

 

ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الفتى السيدا
ساد عشيرته أمردا

أ ) هات مقابل " الجرىء " وجمعها . وهات جمع " أمردا " ومؤنثها .

ب ) اشرح الأبيات شرحاً أدبياً ثم بين العاطفة المسيطرة على الشاعرة فيـها .

جـ ) استخرج صورة خيالية وأسلوباً إنشائياً ومحسناً بديعياً .

4 - إذا القوم مدوا بأيديهم
5 - فنال الذى فوق أيديهم
6 - ترى الحمد يهوى إلى بيته

 

 

 

إلى المجد مد إليه يدا
من المجد ثم مضى مُصعدا
يرى أفضل الكسب أن يحمدا

أ ) هات مرادف " المجد – مصعدا  - يهوى " ومضاد " نال – الكسب – الحمد " ؟

ب ) تعقد الشاعرة موازنة لين أخيها وقومه . اشرح ذلك من خلال الأبيات .

جـ ) استخرج من الأبيات صورة خيالية أعجبتك وبين نوعها  .

د ) بم يوحى كل من " نال – فوق – مضى – يرى ) ؟ وما قيمة تعريف " القوم " ؟

 

 

 

3 )                                                                                                              دراسة

 

الخطيب :

 قس بن ساعدة الإيادى ينتمى إلى قبيلة (إياد) بنجران وكان حكيم العرب وخطيبهم ، وضرب به المثل فى البلاغة فقالوا  "أبلغ من قس" وكانت له تأملات حكيمة وصائبة فى الكون واستدل بها على الإيمان بوجود الخالق سبحانه ، وهو أول من قال فى خطبته "أما بعد" وقد عاش حتى عصر صدر الإسلام وتوفى سنة 600م .

مناسبة النص :

كان فى الجاهلية أسواق للعرب تقام قبل موسم الحج مثل (عكاظ   ذو المجاز ذو المجنة) وكانوا ينتهزون فرصة هذا الاجتماع التجارى ليعرضوا آثارهم الأدبية كالشعر والخطب وفى سوق عكاظ كانت تضرب قبة حمراء يتبارى فيها كل شاعر وكل خطيب ويحكم بينهم بعض النقاد كالنابغة وغيرهم ، وقد ألقى قس بن ساعدة هذه الخطبة قبل ظهور الإسلام وفيها تأملات فى الكون والحياة .

1 )  تأملات فى الحياة :

(أيها الناس اسمعوا وعوا ، إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت)

2 )  الدليل على وجود الله :

(ليل داج ، ونهار ساج وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر وبحار تزخر ، إن فى السماء لخبرا   وإن فى الأرض لعبرا ، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام فأقاموا ؟ أم تركوا هناك فناموا ؟ )

3 )  عبرة التاريخ :

(يا معشر إياد ، أين الآباء والأجداد ؟ وأين الفراعنة الشداد ؟ ألم يكونوا  أكثر منكم مالاً ؟ وأطول آجالاً ؟ طحنهم الدهر بكلكله ، ومزقهم بتطاوله) .
اللغويات :

 

عوا : افهموا جيداً واحفظوا / مات × عاش / فات : مضى ومر / آت : قادم × راحل / داج : مظلم × مضئ /
 
نهار : ج أنهر / ذات : صاحبة ج أولات / تزهر : تتلألأ وتزهر /  تزخر : تمتلئ وتفيض × تجف /
 
عبراً : مواعظ م عِبرة / بال : حال وشأن / يذهبون : يموتون ويرحلون/المقام : الإقامة أو المكان الذى أقاموا فيه / رضوا : × رفضوا وتمردوا / الشداد : الأقوياء م الشديد/ آجالاً : أعماراً م أجل /طحنهم : حطمهم وقضى عليهم / الدهر : الزمن ج دهور وأدهر / كلكله : صدره ج كلاكل / تطاوله : طوله / مزقهم : فرقهم × جمعهم .

الشرح :

 

?فى الفكرة الأولى ينبه الخطيب الناس جميعاً ويحثهم على الإنصات لقوله وسماعه وفهمه فهماً جيداً ، فكل حى سيصير إلى الموت وكل من مات مضى أمره وانتهى وإن الموت قادم لا محالة ولا راد له .

? وفى الفكرة الثانية يقول : الليل المظلم والنهار الذى يذهب ويجئ مرة أخرى والسماء بأبراجها الإثنى عشر ونجومها اللامعة والبحار الفائضة بمائها وأمواجها والسماء وما توحى به والأرض وما فيها من عظات ... كل ما سبق يخبرنا بخالقه وهو الله العظيم ثم يتعجب الخطيب ممن ماتوا ولم يعودوا ولم يعرف إن كان ذلك عن رضى                منهم أم قهر وجبر لهم .

? الفكرة الثالثة : ثم يذكر الخطيب جماعة إياد بالموت المحتوم الذى هو مصير كل حى بدليل موت آبائهم وأجدادهم وكذلك الفراعنة فالزمن قضى على كل الأحياء رغم تفوقهم على الحاضرين مالاً وعمراً .

التذوق الجمالى : 

l"أيها الناس" : فيها : إنشائى (نداء) للتنبيه وحذف حرف النداء للقرب من نفسه .

 "الناس" : تفيد العموم والشمول لكل المستمعين .

l "اسمعوا - وعوا" : إنشائيان (أمر) للحث والنصح والعطف للترتيب فالسمع أولاً ثم الفهم ، بينهما سجع .

l "إنه من عاش مات" :  مؤكد بـ (إن)   ،  "من" تفيد الشمول ،  "عاش مات" : طباق وهو حكمة صادقة .

l "ومن مات فات" :  "من" للشمول ، "مات فات" جناس ناقص له تأثير موسيقى ويحرك الذهن .

l "مات فات آت" : بينها سجع وله تأثير موسيقى .

l" داج ساج أبراج" : بينها سجع .

l "نجوم تزهر بحار تزخر" : بينهما سجع وازدواج ، "تزهر تزخر" بينهما جناس ناقص .

l "إن فى السماء لخبرا وإن فى الأرض لعبرا" :أسلوبان مؤكدان بـ (إن) واللام بأن السامعين منكرين وجود الله .

، بينهما سجع وهى حكمة صادقة ، السماء -  الأرض : بينهما طباق  ،  "خبراً عبراً " بينهما جناس ناقص

l "ما بال الناس يذهبون" :إنشائى استفهام للتعجب ،  "يذهبون " مضارع للاستمرار .

l "أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا" : إنشائى (استفهام) للحيرة وفيها سجع .

l "أين الآباء والأجداد وأين الفراعنة الشداد" : استفهام للتنبيه والتشويق ،  بين الجملتين سجع ، "أجداد شداد" : بينهما جناس ناقص .

l "ألم يكونوا أكثر منكم مالاً وأطول آجالاً" : إنشائى (استفهام) غرضه التقرير .

l "طحنهم الدهر بكلكله" : استعارة مكنية شبه الدهر بجمل ضخم له كلكل يطحن وشبه الناس بحبوب تطحن وسر جمالها التجسيم والتوضيح وتوحى بأثر الزمن فى فناء الناس وضعفهم أمامه .

l "مزقهم بتطاوله" : استعارة مكنية شبه الدهر بإنسان يمزق وشبه الناس بثياب تمزق .

l ملحوظة :  بين الجملتين السابقتين سجع .

أسئلة

س : من أى فنون النثر ينتمى هذا النص ؟

من فن الخطبة وهو من أقدم فنون النثر لأنها تعتمد على المشافهة بأسلوب يقوم على الإقناع والإمتاع .

س : ما الهدف من الخطبة ؟ وهل تحقق هذا الهدف ؟

الهدف هو الإفهام والإقناع والإمتاع وقد تحقق كل ذلك لأن الألفاظ كانت واضحة ومفهومة .

 وقد جاء الإقناع بالتوكيد سواء بـ (إن) و (اللام) أو بالترادف المعنوى بين الجمل (من عاش مات ، ومن مات فات) و (طحنهم مزقهم) . أو بالاستفهام التقريرى (ألم يكونوا أكثر .. ؟) كما تحقق الإمتاع عن طريق الإثارة للعواطف وجذب الانتباه وذلك بالتنويع بين الخبر والإنشاء وبالموسيقى النابعة من السجع والجناس وبالتصوير                  الذى يؤثر فى النفس .

س : ما الخصائص الفنية لهذه الخطبة ؟

       1 وضوح الفكرة                        2- جودة العبارة وسلامة اللفظ .

       3 الإكثار من السجع غير المتكلف .     4 التنويع بين الخبر والإنشاء .        5 قلة الصور البيانية .    

س : ما عوامل ازدهار الخطابة فى العصر الجاهلى ؟

  

nassimbishra

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 19192 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2011 بواسطة nassimbishra

ساحة النقاش

نسيم الظواهرى بشارة

nassimbishra
موقع تعليمى إسلامى ، نهدف منه أن نساعد أبناءنا الطلاب فى كافة المراحل التعليمية ، وكذلك زملائى الأعزاء من المعلمين والمعلمات ، وموقع إسلامى لتقديم ما يساعد إخواننا الخطباء بالخطب المنبرية ، والثقافة الإسلامية العامة للمسلمين ، ونسال الله سبحانه وتعالى الإخلاص فى القول والعمل ، ونسألكم الدعاء »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

813,941

ملحمة التحرير