( ياسمينة و القمر …. )
****************************
على ربوعِ شرفتي .. تبرزُ بطلتها النقية ياسمينةٌ بيضاء زرعتها بيدي , وسقيتها كل صباحٍ و مساء ...فأنارت, وتمددت , وتدلت منها عناقيدٌ بيضاء أسرت قلبي و لبّي و منْ يومها وأنا تحتَ ظلالها أنسجُ حكاياتي الصباحية و المسائية , وأحتسي قهوتي ….وأحيانا كأسٌ منَ الشاي العاشق لبياضها المتناغم مع قطراتٍ منَ الحليبِ بلذةٍ و حنية ...
وأنتِ الآن تشاطريني أنسي يا صغيرتي...أراكِ كياسمينة تكبرين سريعاً.. لكنكِ تبقين طفلتي المدللة ….. حكاية اليوم كما عودتكِ ...أسمعيها و أحفظيها , قدْ يقطنُ بينَ سطورها الموعظة و بعضٌ منَ الحكمةِ...

ذاتَ يوم سمعتُ صوت قلبي, حاورتهُ وحاورني...
لمَ لا ..؟.....عساه ُ...!!!...ربما..!!! ...لكنني خائفة..!!!....بل إنني واثقة أنني أحببتهُ فما العمل..!؟...
كانت صديقتي الياسمينة بيتُ سري و مقصدي جمعتُ همساتي يومها وقلت …
إعتليتِ السحابَ بأوراقكِ النديةِ يا شقيقةَ الروحِ ….والله منَ الصميم أعشقكِ يا بهية , أأقول لكِ سراَ؟؟ هكذا كان يقولَ لي ….( أفي جعبتكِ بئرٌ لسري ) ….فأضحك و أقول سركَ في بئرٍ , ثمَ نضحكُ خلسةً , ونتساءل هل يخفى سرُ الرحيق عن بتلاتهِ الندية ...؟ …..
سكتُ لبرهةٍ وخاطبتُ نديمُ الروحِ بدلاً منها و قلت ….
أذكر مسامرتي و مسامرتك ذات مرة, أعلنت حروفنا العصيان فخانتنا وأغضبتنا , بدأ لهيبُ النيرانِ بالتطاير ...وكلُ حرفٍ صارعَ الآخر بلا رحمةٍ ولا توانٍ كإمرأة تعشقُ النكدَ أو كرجلٍ يكتسيهِ العناد .
بعدها لازمنا الصمت.... وطالَ زمنُ الضياع إختفت بل إختنقت براعمَ الحروفِ النقية ...لكن لكلِ خيانةٍ ريحٌ تعصفُ بها ...وريحكِ يا حروفَ العصيان ضحكةٌ تعالت بيننا ملأت الأرجاء …..وعصفنا بغضبكِ كجذعِ النخيلِ الخاوية , أتذكرها ...كنا كمنْ تاهَ في الظلامِ ...وبرؤية نوراً لنجمةٍ إهتدينا سوياً …..ودام همسنا ...و سكنت هي تأكلُ بعضها منْ غيرتها وبخلسةٍ تنتظرُ وتسترقُ السمعَ وتحيكُ لمؤامرةٍ خفية ..
أيقظتني ضحكتها الشقية ….. أفيقي يا منْ كنتِ بهواهُ قدرٌ ومعهُ تنعمين رغمَ عن عيونِ الحساد وأهلَ الإفتراءِ وللمكائدِ تصيغُ دونَ ضميرٍ وشغلها الشاغل تفريقَ القلوبَ بلا رحمةٍ وللشرِ سخية ….
تابعتُ حديثي دونَ أنْ أنتبه وكنت كناقلِ الساعةِ أتأرجح يمنةً و يسرةً , وحروفي تتأرجح معي , وحدقتاي تسترقُ النظرَ كلُ ثانية ...ههههه وأرى صديقتي تضحكُ بالخفاءِ وقدْ وارت ضحكتها ببتلاتها الفتية ...
سمعتُ ضحكتهُ بعدها ...!!! … متأكدةٌ إنني سمعتها …!!! …
تراهُ كانَ يصطنعها ...؟ ...وقد قررَ الرحيل بعدها ...؟ …
أنتِ صديقتي أخبريني لم أعد أحتملُ ما يدورُ داخلَ عقلي المتعب , والمبهم ..

هزت بتلاتها في لحظتها ومن نسائمِ عطرها نسجت جدائلها و نفثت بعطرِ حديثها و قد سبقتها ببسمتها و قالت …
أسمعي يا ندية الروح , أغضبتهِ و أغضبكِ ….عاتبتهِ و عاتبكِ ….تتذكرينهُ الآن و يتذكرك ….سامحيهِ الآن و سيسامحك ..وربما هو أيضاً يختلسُ النظرات كما تختلسينها ...ههههه ....ألمْ أخبركِ عن حالي و حال عشقي , بيني و بين القمر قصة هيام , تعاهدنا على لونِ النقاءِ, و على الإعتلاء في كبدِ السماءِ هو في نورهِ و أنا بتفتحِ البتلات ….أراهنكِ أن تجدي بتلاتي تبتسمُ إن غادرَ هو لبَّ السماءِ . ….حبيبتي للوفاءِ حكايةٌ ليست ككلِ الحكاياتِ , ليسَ لها بدايةٌ و لا نهايةٌ , وفي لبِّ الحدثِ أوراقُ و براعمٌ وغيثٌ ….وأحياناً تنتابها ريحُ الخصامِ , لكنها موسميةٌ حبيبتي وستنقشع كغيمةٍ رمادية وبالغيثِ تتبدلُ الألوان ….

وبأعلى الهتافاتِ رجَ أوراقُ الياسمينة الحالمة وأيقظها منْ عذوبةِ الألفاظ ...ها هوَ ..الآن أراهُ وبأحلى الهمسات كادت تصلُ لأعلى الياسمينة ..قدْ أتى حبيبتي قدْ أتى ….ولكن أياك و الغيرةَ ….حبيبي يحملُ معه فلةٌ بيضاء ...سأزرعها بجانبكِ و ستبقين المدللة…..

أزهار شرفتي متفتحة, وأنتِ يا مبسمي زنبقة … أيقظي أباكِ بطلَ القصةِ وأصنعي لنا القهوة بأناملكِ المعطرة …….
************************************************************
شيران دياب الكردي
#Shirankurdi

المصدر: دنيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2016 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

96,131