صابر.....الفصل الثاني
على ركبتيها جثت هند، ترجو ابا وصفي ان يروي لها تعطشها لمعرفة من هي !!! ومن هم اهلها !!! اسئلة كثيرة طافت مجددا في عقلها ، وتذكرت ذلك اليوم وهي في العاشرة من عمرها، حينما صرعتها مربيتها ام محمود..في قرية بربرة
باخبارها انهاليست إبنتها. تعلقت كل العيون على شفاه ابي وصفي الذي راح يقول: ( في عام ١٩٣٦ كنت قد خرجت برفقة إثنين من أبناء عمومتي من غزة
للالتحاق بمجموعات الشيخ عز الدين القسام الجهادية في فلسطين، التي كانت
كانت تحارب قوات الأنتداب البريطاني. ..وعصابات الصهاينة...
كنا قاصدين جنين...عرجنا على احد القرى بين مدينتي اللد والرملة..ليلا....
كنا في الخلاء ثلاثتنا.. بعد منتصف الليل سمعنا اصوات استغاثة تلامس السماء، وراينا السنة نيران تشق ظلمة الليل...انطلقنا صوبها.. وياهول ما رينأه هناك ....!!!)
توقف ابو وصفي ليمسح دمعة تعلقت برموشه، وتنهد تنهيدة سحبت معها آهات مستمعيه، بصوت يشوبه نحيب الجوى وخشية معرفة مر ماجرى، رجت هند العم ابا وصفي ليكمل... فأردف قائلا:( كشفت النيران عن مقتل رجلا وامرأة بسلاح ابيض، سحبنا الجثتين... لخارج البيت ... وتعثرت قدم احدنا
بسرير طفل صغير ، انتشله من داخله وخرج مسرعا من بين السنة اللهب، وعند خروجنا من القرية.. للطريق العام فوجئنا باطلاق نيران علينا، انبطحنا ارضا...
دون حراك،. لعشر دقائق.. لم اسمع فيها سوى بكاء الطفل... زحفت قليلا لاجد
اولاد عمي غارقين في دمهم..اخذت الطفل... وزحفت به. على غير هدى... لاجد نفسي في حفرة تحت احد اشجار الخروب الوارف ظلها.
مع اول ضوء للشمس ، التم اهل القرية وراقبتهم وهم يدفنون الموتى.. ادركت ان ما برفقتي أنثى...راودتني نفسي ان اعيدها الى أهل قريتها.. ، نظرت اليها ، قرأت في عينيها.... رسالة..فأحجمت.