(مأساة مجزرة مسجد نيوزلندا)

بقلم/مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي 

في مسجدٍ حدثتْ بالأمسِ مجزرةٌ .....تدمَى لها مُهَجٌ يابؤسَ من صَنَعَا 

قَتَلَ الأُلى بكروا للبرِّ واستبقوا......نالوا شهادتَهُم قد خابَ مَن صَرَعَا 

في قلبِهِ ظُلَمٌ للنورِ قد حَجَبَتْ..... أغواهُ شيطانٌ للخلقِ قد فجَعَا 

قد ثارَ في غضبٍ قد أزَّهُ سخَطٌ...... أعماهُ خالقُنا فاشتاطَ وانتقعا

فأعدَّ عُدَّتَهُ للشرِّ وانطلقَ..... إلى مسجدٍ بُنِيَ للهِ وارتفعا 

جَعَلَ يُقَتِّلُهُم في نشوةٍ عَظُمتْ.... كأنَّهم قِطَطٌ والجرمُ قد بشعا

وَلَّى على مَهَلٍ من بعدِ فَعْلتِهِ....كأنَّهُ بطلٌ في الأرضِ قد لمعا 

عيني بكت حقَّاً مما جنى غُدَرٌ....أوَّاهُ ياقلبي قد بتَّ مُنصدعا

ما ذاكَ من قيمٍ كلا ولا خلقٍ.....ناهيكَ عن كُتُبٍ ما فيها قد سُمِعا 

أبشرْ بعاقبةٍ سَوأى ومُخْتتَمٍ..... إنْ تطلب الموتَ قد تلقاهُ مُمتنعا 

إنْ يعجز الخلقُ ربُّ الخلقِ مُقتدرٌ..... لم يُفلت اللهُ ذا جُرمٍ وما وَدَعا 

 بُشرى لمن سبقوا للخُلدِ ما شعروا..... بالقتلِ إلا كمثلِ القَرْصِ ما وجعا 

بُشرى بمغفرةٍ للذنبِ معْ نُزُلٍ...... في منزلٍ حسنٍ في الخُلدِ كم طُمعا 

قد زالَ خوفُهُمُ والأمنُ رافقَهُم.....لا يفزعونَ لدى نشرٍ إذا فُزِعا 

للهِ درُّهُمُ بالحورِ قد قُرنوا..... ولأهلِهم شفعوا أكرمْ بمن شفعا 

أرواحُهم جُعلتْ في جوفِ طائرِهِم.....في الخلدِ قد سرحتْ والطيرُ قد شبعا 

تأوي لقنديلٍ في العرشِ قد عَلَقَ.....هذي حياةُ شهيدٍ ربُّهُ جمعا 

ياليتها كُتبتْ أو كنتُ بينهمُ.....باتوا  بجنتهِم والعلجُ قد جزعا 

قد باتَ في غُممٍ أمستْ تلاحقُهُ.....قد حاربَ المولى ذا الطولِ من شرعا 

مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي