المعاقين ذهنياً فئة تعانى الكثير من المشكلات ، ليس أنخفاض مستوى الذكاء فقط ، بل الكثير من المشكلات الصحية المصاحبة لتلك الإعاقة ، و التى تحتاج الكثير من الجهد ، و البرامج المختلفة للتأهيل ، رغم كل هذا الجهد نسبة التحسن بسيطة ، و لا تصل بهم لمرحلة الأعتماد الكامل على النفس ، و الخوض فى معترك الحياة .
لا تتوقف معاناة تلك الفئة عند قدراتها الذهنية و الصحية المحدودة فقط ، بل تعانى من التهميش ، و ضياع الحقوق فى توفير حقهم فى العمل بنسبة 5% ، هذا القانون الذى نادراً ما يتم العمل به ، فتصبح تلك الفئة عرضة للتسول ، والأستغلال من عصابات التسول ، بل وصل الامر لاستخدامهم فى ترويج المخدرات ، فإن تم القبض على المعاق ذهنيا فشهادة مردودة لما يعانية من اعاقة ذهنية ، كما ان الأعمال الخاصة لن تقبل تلك الفئة .
و تزداد المعاناة لدى هذا المعاق من ضياع حقه فى رعاية صحية تكفلها له الدولة مدى الحياة ، لا تشترط بمرحلة الدراسة التى ينتفع فيها الطالب بخدمة التأمين الصحى ، فمنهم من يعانى أهمال الأسرة فى علاجة على عكس أخوته من الأصحاء ، و منهم من يلجأ إلى التسول ليوفر متطلبات علاجه .
و دائما هناك من يعمل لتلك الفئة و يقدم لهم يد العون و يعتبر هذا رسالته فى الحياة سواء من الأهل أو منظمات حكومية و مدنية ، من هنا كانت مطالب مدرسة التربية الفكرية ببورسعيد ، التى رفعتها للسيد اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد فى اليوم العالمى للمعاق ، أثناء زيارة للمدرسة فى ذلك اليوم ، كما طلب منهم اعداد ملف كامل يحمل كل مطالبهم الخاصة بتلك الفئة ، و قد تم تقديمه بالفعل من إدارة المدرسة متمثلة فى الأستاذة نورا على حسن مديرة المدرسة ، و الأستاذ محمد السيسى اخصائى اضطرابات النطق و المشرف العام لوحدة التخاطب بالتربية الخاصة ، و الأستاذ محمد جوده موجه الأعاقة ، و الأستاذ أحمد البشوتى أخصائى نفسى ، كما طالبت المدرسة بحضور قومسيون طبى للكشف على طلاب المدرسة لبحث مدى حاجتهم للجراحات ، و قد توجه بالفعل القومسيون الطبى من التأمين الصحى للكشف للطلاب ، كما وجهت إدارة المدرسة الشكر للسيد اللواء محافظ بورسعيد لأهتمامه برعاية طلاب مدرسة التربية الفكرية .