ناني محسن أحمد عبد السلام

كاتبة - مديرة مواقع التأمين الصحي فرع القناة وسيناء

 

أناس موصومون تلاحقهم اللعنات ونفور المجتمع والخوف حد الهلع ، يتألمون بعيداً عن الأعين ، تأوهاتهم مكتومة مخافة الوصم ، والحقيقة المؤكدة أننا (كلنا معرضون، كلنا معرضون، كلنا معرضون) ، فالزوجة معرضة للإصابة من زوج متعاطي حقن والجنين معرض للإصابة من الأم والرجل المتدين صاحب المروءة معرض إذا قدم العون لجريح مصاب دون دراية بوسائل الحماية اللازمة والفريق الطبي من الأطباء والتمريض معرضون للإصابة من كل هؤلاء إذا لم يتبعوا سياسات مكافحة العدوى سواء مع مصاب إيدز أو فيروس سي أو فيروس أخر .

وبدافع من الضمير الإنساني لفتح ذلك الملف المرعب كاملاً توجهت إلى الجهة المختصة بالتعامل مع مرضى الايدز (البرنامج القومي لمكافحة الايدز ) بمديرية الشئون الصحية ببورسعيد بمكتب الدكتورة سناء عبد الغني النجدي مسئولة البرنامج ومديرة إدارة الحميات ولديها وجدت فيض من المعلومات مع استحالة مقابلة المرضى لرفضهم الإفصاح عن حقيقة مرضهم واحتراماً لمبدأ الخصوصية بحثت عن قصص ورسائل هؤلاء ( كيف يشعرون؟ ، فيما يفكرون؟ ، ماذا يريدون؟ والاهم كيف أصيبوا ؟ وكيف يواجهون الحياة ؟ )

كانت بداية الملف الذي سيطرح على أجزاء من رسائل مرضى الايدز بعضها منشوره المواقع المختصة بدعم مصابي الايدز صاغوها محاولة منهم لإسماع العالم صرخاتهم وسنعرضها لاحقا بالجزء الثاني كما كتبتها أيديهم والبعض الأخر نشر بكتاب "رسائل من مصر" لقصص المتعايشين والمتعايشات مع المرض والوصم والتمييز في مصر وهو من تجميع وتحرير أشرف أمين وترجمة: أماني مسعود، صادر عن المنتدى المصري لمكافحة الوصم والتمييز والكتاب منشور من خلال الرابط  .

https://ar.scribd.com/doc/62452716/Stories-Booklet#

وإليكم بعض مما ورد بالكتاب :

القصة الأولى : " الملائكة أيضا يتألمون "

قصة ترويها الجدة بعد وفاة حفيدتها ذات ألثمان سنوات ، تروي الجدة قصة ابنها والد الفتاة الذي سافر للعمل بالخارج سعيا وراء الرزق وعاد ليعيش حياته في سعادة مع زوجته لكن شاءت الأقدار أن يأتي حاملا للمال والفيروس فتصاب زوجته وينتقل الفيروس من الأم إلى الجنين وبعد سنوات قليل رحل الأب والأم وبقيت الطفلة يتيمة تعاني المرض حتى لحقت بأبويها .

 القصة الثانية "بعد ثمان سنوات"

سيدة أصيبت بالعدوى من زوجها الذي توفي دون أن يخبرها بحقيقة مرضه وعندما اكتشفت إصابتها بالمرض كانت الكارثة هي موقف الأهل الذين واجهوها بنظرات الاشمئزاز والنفور وحرمانها من أبناءها حفاظا على الأبناء  حتى قابلت "ممرضة" أشارت عليها بالتوجه لجمعية متخصصة تقف إلى جانب المتعايشين وتساعدهم في الحصول على العلاج، وها هي بعد ثمان سنوات من إصابتها "تعيش حياة طبيعية مثل أي إنسان".

القصة الثالثة  "معاناة آب"

هي قصة متعاطي للمخدرات سلك طريق الاستقامة لكن أصدقاءه أبلغوا عنه ظلماً وحكم عليه بالسجن وهناك علم إصابته بالايدز وبعدما امضي عقوبته خرج ليكتشف انتقال الفيروس لزوجته وابنه وفقدانه لوظيفته بالمطعم وبعد مشاجرة مع صاحب المطعم الذي رفض أعطائه اجر الشهر الأخير القي القبض عليه بتهمة التهجم على صاحب المطعم وعاد للسجن فلم يجد إلا المهانة والتعدي والإذلال من نزلاء السجن لكونه مصاب بالايدز وختم كلماته "معاناتي الحقيقية الآن ليست مع المرض بل مع كل من حولي "

القصة الرابعة " في صمت كان الرحيل "

 

قصة زوجة أصيبت من زوجها وعرفت إصابتها بعد وفاته وعندما علم أهل الزوج تعدوا عليها بالضرب والقول واتهموها أنها هي من نقلت إليه العدوى وحرموها من الأبناء ومن ميراثها الشرعي وطردت من بلدتها وكلما ارتحلت لمكان لاحقوها بإعلام الناس بمرضها لتجد نفسها مطرودة مجددا حتى رجال الدين أحجموا عن مساعدتها خوفاً منها وفي يوم احتاجت لإجراء جراحة بالمرارة لكن أحجم الأطباء عن ذلك لكونها "ميتة ميتة" وانتهت حياة السيدة وبقيت قصتها ترويها صديقتها .

القصة الخامسة "مخطئ في حق نفسي"

شاب ثري يروي قصته ويقر بخطيئته في ممارسة علاقات آثمة غير أمنه بإفراط شديد من باب الاستمتاع بالوقت خاصة مع توافر المال والفراغ حتى أصيب بجلطة في الشريان التاجي تحتاج لجراحة ونظراً لإصابته بارتفاع درجة الحرارة والوهن الشديد أجلت الجراحة أسبوعين ومع تكرار تدهور الحالة وتكرار التأجيل أجريت التحاليل وكشفت إصابته بالايدز ليبدأ معاناته مع المرض والمجتمع الرافض .

القصة السادسة : "العائلة الكبيرة والميراث"

قصة شاب ثري مقيم مع أسرته في إحدى العواصم العربية وكحال الكثيرين من الشباب يجد وسيلته في الاستمتاع بالوقت والمال من خلال علاقات آثمة أدت إلى إصابته بالايدز واكتشف ذلك حين تعرض صديقة لحادث سيارة فبادر بالتبرع بالدم وبعد إجراء التحاليل تبين إصابته وواجه مصيره مع المرض والرفض المجتمعي والعائلي، حتى قابل إنسانه أحبها وعرضت عليه الزواج بعد استشارة المختصين وبالفعل تزوجوا ، لكن إخوته توجهوا لسكنه وهاجموا الزوجة وأهانوها واتهموها بالطمع في ميراث أخيهم وإخافتها بانتقال العدوى لها فاضطر الأخ إلى التنازل رسميا عن أمواله والسفر إلى بلد أخرى للعيش والعمل في سلام هو وزوجته التي كانت تجيد الحياكة حتى أصبح لهم محل يبيعون فيه منتجاتهم وألان أصبح له دور ايجابي في تقديم الدعم النفسي لغيره من المرضى واختتم قصته بكلمة " كنت احتاج إلى الحب والقبول لا إلى الوصم والتمييز "

 

 

nannymuhsen1

بقلم نانى محسن أحمد عبد السلام

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2017 بواسطة nannymuhsen1

ناني محسن عبد السلام

nannymuhsen1
»

ابحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

296,161

ناني محسن نموذج مشرف للمرأة