ناني محسن أحمد عبد السلام

كاتبة - مديرة مواقع التأمين الصحي فرع القناة وسيناء

الفلسفة العقابية فى الشريعة الاسلامية

منذ كنت صغيرة عندما كنت اقرأ عن الحدود الشرعية فى الاسلام كنت اشعر ان بها الكثير من القسوة والغلظة وكنت أتسأل كيف ان دين المحبة والتسامح يعاقب السارق بقطع اليد لربما كانت السرقة لانه انسان فقير فما ذنبة والقاتل ربما يتوب ويصلح حالة بعد ذلك فلما لا يترك الاسلام الفرصة لاصلاح المجرمين .

ثم دارت الايام والتحقت بالخدمة الاجتماعية واكثر المواد العلمية التى استهوتنى الدفاع الاجتماعى وما تحتوية من دراسة لكيفية اصلاح المجرمين والفاسدين وتمنيت كثيرا رغم طبيعتى المسالمة ان اعمل فى احدى السجون وتكون الدراسات العليا عن اصلاح السجناء .

ولكن شاءت الاقدار ان تكون دراستى فى الدراسات العليا عن المعاقين وذوى الامراض التى توصل الى الاعاقة مثل الفشل الكلوى وغيرها من الامراض القاسية .

ولكن ما اكتشفتة مؤخرا كان فى قريبا فى إحدى الليالى فى أوائل ايام الثورة بعد اخراج السجناء وهجوم البلطجية ذات ليلة على الشارع الذى اسكن فيه وانا اراهم تحت النافذة يحملون سيوف ويهددونا ويقفون لسرقة المحلات امام اعين الجميع لا اخفى ما كنت اشعر به من الرعب والهلع لما يحدث فرفعت عينى الى امأذنة الجامع الذى لا يفصل بينى وبينة سوى بضعة امتار كأننى احتمى به وسألت ما هذا ولماذا فأجابنى صوت داخلى إن هؤلاء هم البلطجية سألت ومن البلطجية فأجابنى ذلك الصوت انهم الخارجين عن القانون والفارين من السجون فسألت وماذا لو لم يكن هناك سجن ولكن قلت لنفسى كيف هل جننت فأجابنى الصوت الداخلى وما الجنون فى هذا هل لو قتلنا القاتل هل نحتاج للسجن فقلت لا فسألنى ذلك الصوت هل لو قطعنا يد السارق هل نحتاج لسجن فقلت إذن نحن ابتعدنا عن شريعة الله ، نسينا الله فأنسانا انفسنا .

ان فلسفة العقاب فى الاسلام لاتترك قاتل او مفسد يحيى على وجه الارض وحق الله تعالى فى قوله ولكم فى القصاص حياة " اى حياة امنه عادلة لان الكل يعلم انه كما قتل سوف يقتل وكذلك فإن قطع يد السارق تجعلة مميز بين الناس وتكون حائلا بينة وبين السرقة مرة أخرى فكيف يتسنى له السرقة بيد واحدة واقصى ما يفعلوه فى المملكة هو التسول ولكنة بعدها لا يشكل خطر على المجتمع فلا سجون و لا خوف لان شريعة الله طبقت فى ارضة .

وبهذا فأنت قد تخلصت اولا بأول من فئة خطيرة وكذلك وفرت على الدولة أعباء الحراسة ومعيشة وإطعام تلك الفئة ومتابعتها بعد خروجها من السجن للتأكد من توبتها .

ولكننا فضلنا القوانين الوضعية على شريعة المولى عز وجل .

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتدرون من هم الاخسرون اعمالا فقال الصحابة بل الله ورسولة اعلم ، فقال : الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " صدق رسول الله

المصدر: بقلم نانى محسن
nannymuhsen1

بقلم نانى محسن أحمد عبد السلام

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 905 مشاهدة
نشرت فى 3 مارس 2011 بواسطة nannymuhsen1

ناني محسن عبد السلام

nannymuhsen1
»

ابحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

296,473

ناني محسن نموذج مشرف للمرأة