تدور هذه القصة حول اثنتين ربطتهما الصداقة وجمعهما الحب والاحترام وتبادلا الاخلاص والوفاء , اثنتين كانتا أكثر من أختين ;
الأولى تبلغ من العمر اثنى وعشرون عاماً , والثانية احدى وعشرون عاماً .
تعرفتا صدفة إلا إنها كانت ولا تزال أجمل صدفة فى حياة كلاً منهما ."أقصد من تزال على قيد الحياة أما الاخرى فقد صعدت روحها الى السماء ".
بدأت صداقتهما بمداعبة إحداهما للأخرى على الرغم من أنها لم تكن تعرفها . ومن خلال هذه المداعبة تعلقت احداهما بالأخرى وبدأت تسأل عليها من بعيد , تعرف أخبارها وأحوالها , تطمئن عليها ,
كل هذا من بعيد وهى لا تدرى ولم تعلم بذلك إلا بعد حين .
إلى ان حدثت بينهما بعد ذلك مشادة كلامية , ومن هنا جمعتهما الصداقة , وبدأت معرفتهما تزداد يوماً بعد يوم .
فازداد ارتباطهما ببعض , وكانت إحداهما تتصل بالأخرى كل يوم صباحاً ومساءً لتعرف منهما كيف قضت يومها ,وكيف كان مسائها.
كانت تحزن لحزنها وضيقها وتفرح لفرحها وسعادتها , كانت أسعد لحظاتها عندما تراها مرحه كثيرة الضحك والمداعبة مع الجميع .
فأصبح من الصعب بل من المستحيل استغناء إحداهما عن الأخرى , وتمنتا أن تكون إقامتهما فى مكان واحد .
تعاهدتا على ألا يفرق بينهما شئ مهما حدث , وبالفعل لم يفرق بينهما سوى ارادة الله وقضاؤه " الموت " .
ومن الجدير بالذكر أن : إحدى الصديقتين كانت علاقتها بمن حولها سواء فى محيط الدراسة أو العائلة محدودة للغاية , حتى علاقتها بزميلتها , فيكاد أن بعضهم لا يعرفها إلا شكلاً , ولكنهم لم يعرفوا من هى , وماذا تدرس , ومن أى مدينة هى , وربما هى من كانت تريد ذلك .
كان عدد زملائها وأصدقائها محدود للغاية , ويكاد يكون هذا هو وجه الشبه بين الاثنتيين , فقد كانت تجمعهما صفات عديدة , ظلا الاثنتين على صداقتهما وعلى عهدهما إلى أن فرق بينهما الموت .
ومن هنا بدأت المعاناة :
حيث ظنت من تزال على قيد الحياة أن الحياة قد انتهت بوفاة صديقتها وبفقدانها ايااها , وأنه لا لذة لأى شئ بعدها , فقد فقدت الكثير بفقدانها . رفضت الطعام والشراب بل وحتى النوم أياماً وليالى , أملاً فى اللحاق بصديقتها ظناً منها أنها الطريقة الأنسب للهروب مما تعانيه .
كل ذلك ولا يشعر بها من حولها , سوى القليل وربما هى من كانت تريد ذلك , فقد اعتادت منذ بدايتها ان تعيش وحدها , اعتادت ان تبتعد عمن حولها , اعتادت على الا تضايق أحداً بمشاكلها فالجميع متعبون .
ومرت أياماً وليالى ولا يزال الحال هو الحال , ولا يزال اشتياقها لصديقتها ورغبتها فى اللحاق بها تزداد يوماً بعد يوم , خاصةً عندما تتذكر موقفاً حدث معها , نصيحه أعطتها لها , أى شئ يجمعها بهااا , فتجهش بالبكاء وتتساقط دمعاتها رغماً عنها .
كل ذلك وجميع من حولها يعاتبها ويلومها على ما هى فيه , جميع من حولها من يعرف الكواليس المخبأة وراء هذه الحالة التى تعيشها ومن لا يعرف .
إلا أنها ترى أنها محقة فى ذلك فهى لم تفقد صديقة أو أخت وإنما فقدت أم , نعم أم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ففى أشد حاجتها لمن يقف بجانبها ,
فى أشد حاجتها ليد تساعدها ,
فى أشد حاجتها لمن يدافع عنها ,
كانت دائماً تجدها بجانبها ودون أن تخبرها بما هى فيه ,
دائما ما كان هاتفها يرن ليلاً لتسمع صوت صديقتها وهى تقول لها :
ماذا بكِ صديقتى ؟؟؟؟؟؟؟؟
أخبرينى :
كيف حالكِ ؟ ماذا كان مسائكِ ؟ ,
فهل عرفتم لماذا تتألم كل هذا الألم لفقدانها ؟؟؟,
إالا أنها لا تملك سوى الدعاء لها ,
رحمكِ الله صديقتى ,
واسكنكِ فسيح جناته ,
وجعل مثواكِ الفردوس الأعلى ..