والدة تنتظر ولدهاا كل يوم بعد تأخير طويل , استمر الحال على ذلك عدة ايام، يوم والثانى والثالث والرابع وهو يتأخر عند رجوعه الى البيت
ووالدته تنتظره كل يوم , وهو خارج البيت يلهو ويعبث , وعندما يأتى توبخه برقف ولين , وهو يرد عليهاا بكل قسوة ووحشية لم أقل لكى انتظرينى
اذاا اردتى النوم فنامى , وعندماا اصبح ولدهاا يتأخر عن المعتاد كانت تقوم باعداد الطعام له ثم تكتب له ورقة وتضعهاا على الثلاجة تخبره فيهاا بأنهاا قامت باعداد الطعام له قبل ان تنام حتى تقوم مبكراً لتذهب الى عملهاا ,
وظل الوضع هكذاا عدة ايام الى ان ان أتى يوم ولم تقم الأم باعداد الطعام لولدهاا وعاد هو الى البيت متأخراً كعادته وظل يبحث عن الطعام الذى اعددته له والدته ولكنه لم يجد فذهب الى النوم ,
وفى الصبااح سمع صوت والده وهو يقول له استيقظ , وهو لم يكن متعود على الاسيقاظ مبكراً , ولا على صوت والده , فقام مفزعاا من النوم وسأل والده ماذا حدث ؟؟؟
فقال له ( لقد توفت والدتك ) , فجلس الولد بعضاً من الوقت واخذ يفكر فيما كان يحدث بينه وبين امه , التى كانت تحنو عليه وهو يقابل الحنان بالجفاف , ويقابل اللين بالشدة والقسوة , والاحسان بالاساءة , وبدأ يخلو بنفسه ساعات كثيرة ويستغفر الله عما كان يفعله مع والدته , وتذكر انه فى اخر ليلة قد عااد الى البيت متأخر جدااا ولم يلتفت الى الورقة التى كانت تكتبهاا له والدته كل ليلة , فذهب ووجد ورقة مكتوب عليهاا ,
( يابنى انى مريضة فعندما تأتى خذنى الى الطبيب فأنى مريضة جداااا ) فأجهش الابن بالبكاء , وشعر قد ايه كانت تأخذه الدنياا حتى عن اقرب الناس اليه , عن والدته التى لم تقسواا عليه , بل على العكس كانت تقابل الاساءة بالاحسان , ولكنه لم يدرك ذلك الا بعد فوات الاوان ...
العبرة من القصة دى :
ان فى فرص كتير فى ايديناا واحنا اللى بنضيعهاا وبعد كده بنرجع نبحث عنهاا , ونندم عليهاا ( ياليتنى كنت فعلت كذا )
شوفوا بقى احنا بنعمل ايه , بنقابل الاحسان بالاساءة ولا بنعمل ايه ,
ربنا سبحانه وتعالى يقول على لسان سيدنا لقمان لابنه :
( ووصينا الانسان بوالديه احسانا وان جاهداك لتشرك بى ماليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا ) ,
فالام أحد ابواب الجنة ( الجنة تحت اقدام الامهات ) ,
فالخلااصة :
لا تفوتواا فرصة فى بر الوالدين فهو بمثابة معرض يقام ثم ينغلق بعد فترة ( اوكازيون ) .