Medhat Wagdy/Tour Guide

0201223735368 whats up

authentication required

في

تربية الصّغارعَلىالصّلاة

إعداد

حسان بن سالم عيد

غفر الله له ولوالديه

 

مراجعة وتقريظ

الشيخ :


بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم وتقريظ

 


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الأولى والثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ العزيز الحكيم الذي قال ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [ (<!--). والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال: « … وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ »(<!--)، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

وبعد:

فهذه آيات بينات من كلام الله U شفعتها بقول وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين r تبين أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام، وجمعت هذه الآيات والأحاديث لينتفع بها الصغار، وخاصة الأطفال الناشئة الذين يدرسون في حلقات تحفيظ القرآن الكريم؛ لِمَا رأيت الحاجة إِلى ذلك؛ ولأنّهم في محل القدوة لغيرهم.

ولأهمية الصلاة فقد فرضها الله U من فوق سبع سماوات(<!--)، وبين الله U أهميتها وأجرها وسوء عاقبة من ضيعها في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وكذلك الرسول r وضّح أنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ - وسيأتي -.

فيجب أن نعوّد أولادنا على الصلاة والمحافظة عليها والخشوع فيها من الصغر؛ لأن من شَبَّ على شيء شاب عليه، وقال رسول الله r « مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ »(<!--).

والآيات والأحاديث وإن كان هدف جمعها الرئيسي هو الصلاة إلا أنها جامعة لكل أبواب الخير التي تهم المسلم، مثل توحيد الله، وبقية أركان الإسلام، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول الصدق، واجتناب الكبائر والفواحش والمحرمات…الخ، وهي ليست مرجعاً شاملاً لكل ما يتعلق بالصلاة، ولكنها بداية فقط يستفيد منها الطلاب - بحول الله -، ويمكن أن يشرحها لهم معلمهم: كل يوم آية أو حديثاً أو أكثر، ويمكن أن نشجع الطلاب على حفظ الأحاديث بإجراء المسابقات والجوائز على حفظها وفهمها، ويمكن أن يتولى شرحها الطالب أمام زملائه ويُعلِّق على شرحه المعلم، وغير ذلك من الأمور التربوية المعروفة التي تخدم الهدف المنشود.

والآيات الكريمة مضبوطة على ما يوافق رواية حفص عن عاصم، وتفسير الآيات اقتبسته - بتصرف - من (التفسير الميسر) كما سيأتي في المراجع، والأحاديث جمعتها أولاً مما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به أحدهما. وهناك بعض التصرف في نقل الحديث، مثل: حذف الأسانيد، أو اختيار رواية واحدة للحديث، أَوْ عبارة واحدة إِذَا شك الراوي. وترقيم الأحاديث كان حسب ترقيم: (العالمية) وهو برنامج على جهاز الحاسوب كما سيأتي في المراجع. وشرح الأحاديث كان المرجع فيه إِلى: (( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )) لابن حجر، و (( شرح مسلم )) للنووي ، و (( وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )) ، و (( شرح سنن النسائي )) للسندي وآخر للسيوطي ، و (( عون المعبود شرح سنن أبي داود )) ، و (( شرح سنن ابن ماجة )) للسندي ، و (( المنتقى شرح موطأ مالك)) ، وفيض القدير شرح الجامع الصغير ، كما هو مبين في مراجع الحاسوب.

هذا ، ووجدت من المفيد إضافة مطوية بعنوان (أبناؤنا والصلاة) لـ(عبد الملك القاسم) طباعة دار القاسم بالرياض ، وهي موجهة لأولياء الأمور.

هذا وقد تفضل الشيخ :

وأسأل الله U أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لعمل كل ما يرضيه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

]رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا[.(<!--)

وكتبه: حسان بن سالم عيد

غفر الله له ولوالديه

الطائف: الاثنين, 18 من رجب 1421هـ  الموافق: ‏16‏‏/‏10‏‏/‏2000‏م


صرف الصلاة والعبادة لله وحده

مِنَ القُرآنِ الكرِيم:

1) ]إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[(<!--).

المعنى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) إنا نخصك وحدك بالطاعة والعبادة، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة.

وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة إلا لله وحده، وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله، ومن أمراض الرياء، والعجب، والكبرياء.

*  *  *

2) ]قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[ (<!--).

وَنُسُكِي

: الذبح.

المعنى: (قُلْ) - يا محمد - لهؤلاء المشركين: (إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي) أَيْ: ذبحي لله وحده، لا للأصنام، ولا للأموات، ولا للجن، ولا لغير ذلك مما تذبحونه لغير الله، وعلى غير اسمه كما تفعلون، (وَمَحْيَايَ) وحياتي، (وَمَمَاتِي) وموتي (لِلّهِ) تعالى (رَبِّ الْعَالَمِينَ). (لاَ شَرِيكَ لَهُ) في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في صفاته وأسمائه، (وَبِذَلِكَ) التوحيد الخالص (أُمِرْتُ) أمرني ربي جلّ وعلا، (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) أول من أقرّ وانقاد لله من هذه الأمة.

*  *  *

مِنْ سُنَّة الرسول r:

1) حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ t: أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ r وَهُوَ فِي سَفَرٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِزِمَامِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ r ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ أَوْ لَقَدْ هُدِيَ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ (<!--).

أَعْرَابِيًّا

: البدوي، أي: الذي يسكن البادية.

عَرَضَ

: بدا وظهر.

بِخِطَامِ

: حبل يقلد به البعير ويعقد على أنفه لينقاد.

نَاقَتِهِ

: الأنثى من الإبل.

بِزِمَامِهَا

: الزمام: ما تقاد به الدابة.

وَتَصِلُ

: الصلة: البر وحسن المعاملة.

الرَّحِمَ

: القرابة.

دَعِ

: اترك.

المعنى: أن أبا أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ وهو الصحابي الجليل : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف ، و يقال : ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم ، أبو أيوب الأنصاري الخزرجى . تُوُفِّي سنة : 50 هـ و قيل بعدها . قال: بينما كان النَّبِيّ r فِي سَفَرٍ وكان راكباً ناقته إذ ظهر أَعْرَابِيّ في طريق النَّبِيّ r، فَأَخَذَ الأعرابي بحبل نَاقَة النبي r لتقف الناقة ويتمكن من سؤال النَّبِيّ r ثُمَّ قَالَ هذا الأعرابي: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي وأرشدني إِلى عمل إِذَا عملته يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَكَفَّ النَّبِيُّ r ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ وهُدِيَ هذا السائل؛ لأنه سأل عن شيء مهم، وهو مراد كل مؤمن أن ينجو من النار ويدخل الجنة. فماذا يعمل؟ قَالَ النَّبِيّ r: كَيْفَ قُلْتَ أيها الأعرابي؟ فَأَعَادَ الأعرابي سؤاله السابق وهو: أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ له النَّبِيُّ r:

أولاً: تَعْبُدُ اللَّهَ وحده لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؛ لأن الله U لا شريك له في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في صفاته وأسمائه. والعبادة لابد أن يكون فيها إخلاص وترك الرياء.

ثانياً: تُقِيمُ الصَّلاةَ التي أمر الله بها على الوجه الذي شرعه وبينه.

ثالثاً: وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ المفروضة إِلى أهلها.

رابعاً: وَتَصِلُ الرَّحِمَ أي: تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعتهم أو غير ذلك.

وخص الرسول r هذه الأعمال نظراً إلى حال السائل، كأنه كان لا يصل رحمه فأمره به؛ لأنه المهم بالنسبة إليه. ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها بحسب حال المخاطب وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها، إما لِمَشَقَّتِها عليه، وإما لتسهيله في أمرها.

وقولـه r: (دَعِ النَّاقَةَ)؛ لأن الأعرابي كان ممسكاً بخطامها أو زمامها ليتمكن من سؤاله بلا مشقة، فلما حصل جوابه قال اترك الناقة لتمشي.

&&&&&


الصلاة أحد الأركان

مِنَ القُرآنِ الكرِيم:

1) ]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ[ (<!--).

المعنى: الذين وعدناهم بنصرنا هم (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ)، واستخلفناهم فيها بإظهارهم على عدوهم، (أَقَامُوا الصَّلاةَ) بأدائها في أوقاتها بحدودها، (وَآتَوُا الزَّكَاةَ) وأخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها، (وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ) وهو كل ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده. (وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو كل ما نهى الله عنه، (وَلِلَّهِ) وحده (عَاقِبَةُ) مصير (الأُمُورِ) كلها. والعاقبة للتقوى.

*  *  *

2) ]اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[ (<!--).

الْفَحْشَاءِ

: ما عظم قبحه من الذنوب.

الْمُنْكَرِ

: ما رفضه الشرع ونص على قبحه.

المعنى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ) أُنزل (إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ) هذا القرآن، واعمل به، (وَأَقِمِ) وَأَدِّ (الصَّلاةَ) بحدودها، (إِنَّ) المحافظة على (الصَّلاةَ تَنْهَى) صاحبها (عَنِ) الوقوع في (الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير؛ وتقل أَوْ تنعدم رغبته في الشر، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ) في الصلاة وغيرها، أعظم و(أَكْبَرُ) وأفضل من كل شيء. (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) من خير وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.

*  *  *

3) ]وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[ (<!--).

مُخْلِصِينَ

: قاصدين وجه الله

الدِّينَ

: العبادة.

حُنَفَاءَ

: مائلين عن الباطل إلى الإسلام.

دِينُ الْقَيِّمَةِ

: الملة المستقيمة.

المعنى: (وَمَا أُمِرُوا) في سائر الشرائع (إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ) وحده (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) قاصدين بعبادتهم وجهه (حُنَفَاءَ) مائلين عن الشرك إِلى الإيمان، (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا) ويُؤَدُّوا (الزَّكَاةَ) (وَذَلِكَ) هو (دِينُ الْقَيِّمَةِ) دين الاستقامة، وهو الإسلام.

*  *  *

مِنْ سُنَّة الرسول r:

1) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ (<!--).

يُوَحَّدَ

: أَيْ: يُفْرَد بالتوحيد

 

 

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله r ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ، أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ، و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله r ، و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين .

ومعنى الحديث : أن الدين عند الله الإسلام، وهو مبني عَلَى خَمْسَة أركان:

عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، أي: يفرد بالتوحيد، بمعنى: أن يُعبَد الله وحده، ويُكفَر بما دونه.

وَعلى إِقَامِ الصَّلاةِ بأدائها في أوقاتها بحدودها، والمداومة عليها.

وعلى إِيتَاءِ الزَّكَاةِ، أي: إخراج زكاة الأموال إِلى أهلها.

وَعلى صِيَامِ شهر رَمَضَانَ، وهو الشهر التاسع من الشهور القمرية.

وَعلى الْحَجِّ إِلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.

وهذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه. والله أعلم.

&&&&&


الصلاة هي الحد بين المسلم والكافر

مِنَ القُرآنِ الكرِيم:

1) ]فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ (<!--).

انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ

: انقضت الأشهر الأربعة التي كانت عهداً.

وَخُذُوهُمْ

: ائسروهم.

وَاحْصُرُوهُمْ

: احبسوهم أَوْ امنعوهم من التصرف في البلاد.

كُلَّ مَرْصَدٍ

: كل طريق وممر ومكان مُراقَب.

المعنى: (فَإِذَا انْسَلَخَ) انقضت (الأَشْهُرُ الْحُرُمُ) الأشهر الأربعة التي أمَّنْتُم فيها المشركين، (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) فأعلنوا الحرب على أعداء الله حَيْثُ كانوا. (وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ) واقصدوهم بالحصار في معاقلهم. (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) وترصدوا لهم في طرقهم. (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن رجعوا عن كفرهم ودخلوا الإسلام والْتَزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة، (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) فاتركوهم، فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام. (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) لمن تاب وأناب، (رَحِيمٌ) بهم.

*  *  *

2) ]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[ (<!--).

المعنى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن أقلعوا عن عبادة غير الله، ونطقوا بكلمة التوحيد، والْتَزموا شرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، (فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) فإنهم إخوانكم في الإسلام، (وَنُفَصِّلُ) ونبين (الآيَاتِ) ونوضحها (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ينتفعون بها.

*  *  *

مِنْ سُنَّة الرسول r:

1) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ(<!--).

عَصَمُوا

: حفظوا ومنعوا.

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله r ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ، أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ، و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله r ، و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين ، (قَالَ) عبد الله بن عمر : (قَالَ رَسُولُ r : أُمِرْتُ) أي: أمرني ربي (أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ) حَتَّى يفعلوا ما يأتي:

(يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) وحده لا شريك له، ويشهدوا (أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)، وهو خاتم النبيين والمرسلين.

(وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ): أي: يداوموا على الإتيان بها بشروطها.

(وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ): أي: يخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها.

وخص الصلاة والزكاة لعظمهما والاهتمام بأمرهما، لأنهما أُمَّا العبادات البدنية والمالية.

(فَإِذَا فَعَلُوا) ذلك: بأن شهدوا بالوحدانية لله، وبالرسالة لرسوله r، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة إِلى أهلها - (عَصَمُوا) أي: منعوا (مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ)؛ لأنه لا يجوز قتالهم بعد ما فعلوا ذلك، (إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) في أمر سرائرهم.

وفيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام. وفيه دليل على قبول الأعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر، والاكتفاء في قبول الإيمان بالاعتقاد الجازم. ويؤخذ منه ترك تكفير أهل البدع المقرين بالتوحيد الملتزمين للشرائع، وقبول توبة الكافر من كفره، من غير تفصيل بين كفر ظاهر أو باطن.

*  *  *

2) حَدِيثُ جَابِر t يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ (<!--).

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله r جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجى السلمي ، أبو عبد الله و يقال أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد المدني صاحب رسول الله r ، و ابن صاحبه . توفي بعد سنة 70 هـ بالمدينة المنورة.

ومعنى الحديث: أن الحد الفاصل بين الرجل والشرك بالله هو ترك الصلاة. ومعنى بينه وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة، فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل، بل دخل فيه.

وتارك الصلاة إن كان منكراً لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، خارج من ملة الإسلام إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.

وإن كان تركه تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها كما هو حال كثير من الناس فذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر.

واحتج العلماء على قتل تارك الصلاة بقوله تعالى: ] فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ (<!--)وقوله r: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ(<!--)» والله أعلم.

&&&&&


حكم الصلاة: الوجوب

مِنَ القُرآنِ الكرِيم:

1) ]وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ (<!--).

المعنى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ) بالله ورسوله (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ) أنصار (بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ) الناس (بِالْمَعْرُوفِ) بالإيمان والعمل الصالح، (وَيَنْهَوْنَ) الناس (عَنِ الْمُنْكَرِ) الكفر والمعاصي، (وَيُقِيمُونَ) ويؤدون (الصَّلاةَ، وَيُؤْتُونَ) ويعطون (الزَّكَاةَ، وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، وينتهون عما نهو عنه. (أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته. (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ) في ملكه، (حَكِيمٌ) في تشريعاته وأحكامه.

*  *  *

2) ]قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ[ (<!--).

بَيْعٌ

: فدية.

خِلالٌ

: صداقة ومحبة.

المعنى: (قُلْ) - يا محمد - (لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا: يُقِيمُوا) يؤدوا (الصَّلاةَ) بحدودها، (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير (سِرًّا وَعَلانِيَةً) مسرّين ذلك ومعلنين. (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) يوم القيامة الذي (لا) ينفع (بَيْعٌ) فداء (فِيهِ وَلا خِلالٌ) صداقة.

*  *  *

3) ]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[ (<!--).

وَاصْطَبِرْ

: داوم.

 

 

المعنى: (وَأْمُرْ) - يا محمد - (أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) واصطبر على أدائها، (لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا) مالاً، (نَحْنُ نَرْزُقُكَ) ونعطيك. (وَالْعَاقِبَةُ) الصالحة في الدنيا والآخرة (لِلتَّقْوَى) لأهل التقوى.

*  *  *

4) ]وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ. وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ. فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ. فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ[(<!--).

هُوَ اجْتَبَاكُمْ

: هو اختاركم لدينه وعبادته ونُصرته.

الدِّينِ

: شريعة الإسلام.

حَرَجٍ

: ضيق بتكليف يشُق ويعسُر.

مِلَّةَ

: شريعة.

مَوْلاكُمْ

: مالككم وناصركم ومتولي أموركم.

وَاعْتَصِمُوا

: الْزَمُوا وتمسكوا.

المعنى: (وَجَاهِدُوا) الكفار والظلمة، والنفس، والشيطان (فِي اللَّهِ) مخلصين فيه النية لله U مسلمين له قلوبكم وجوارحكم (حَقَّ جِهَادِهِ) جهاداً عظيماً. (هُوَ اجْتَبَاكُمْ) هو اصطفاكم لحمل هذا الدين. (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقد مَنَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة، ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها، كما كان في بعض الأمم قبلكم. (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم. (هُوَ) الله U (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) في الكتب المنَزلة السابقة، (وَفِي هَذَا) القرآن. وقد اختصكم بهذا الاختيار؛ (لِيَكُونَ الرَّسُولُ) خاتم الرسل محمد r (شَهِيدًا) شاهداً (عَلَيْكُمْ) بأنه بلَّغكم رسالة ربه، (وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الأمم أن رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه. فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها، فتشكروها، وتحافظوا على معالم دين الله: (فَأَقِيمُوا) أدوا (الصَّلاةَ) بأركانها وشروطها، (وَآتُوا) أخرجوا (الزَّكَاةَ) المفروضة، (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ) الْجئوا إِلى الله I، (هُوَ مَوْلاكُمْ) فتوكلوا عليه، (فَنِعْمَ الْمَوْلَى) ) فهو نعم المولى لمن تولاه، (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) لمن استنصره.

*  *  *

5) ]فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا. فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا. كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[ (<!--).

فَأَقِمْ وَجْهَكَ

: قوِّمْه وعَدِّلْه.

لِلدِّينِ

: دين التوحيد والإسلام.

حَنِيفًا

: مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه.

فِطْرَةَ اللَّه

: الْزموها وهي دين الإسلام.

فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا

: جَبلَهُم وطَبَعَهُم عليها.

لِخَلْقِ اللَّهِ

: لدينه الذي فطرهم عليه.

ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ

: المستقيم الذي لا عوج فيه.

مُنِيبِينَ إِلَيْهِ

: راجعين إِلَيْهِ بالتوبة والإخلاص.

فَرَّقُوا دِينَهُمْ

: بدّلوا دينهم

شِيَعًا

: فِرَقاً مختلفة الأهواء.

المعنى: (فَأَقِمْ) - يا محمد أنت ومن اتبعك - (وَجْهَكَ لِلدِّينِ) واستمر على الدين الذي شرعه الله لك. (حَنِيفًا) مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه. والْزموا (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه. فبقاؤكم عليه، وتمسككم به، تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده. (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) ودينه. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) فهو الطريق المستقيم الموصل إِلى رضا الله رب العالمين وجنته. (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أن الذي أمرتك به - يا محمد - هو الذين الحق دون سواه. (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) وكونوا راجعين إِلى الله بالتوبة وإخلاص العمل له، (وَاتَّقُوهُ) بفعل الأوامر واجتناب النواهي، (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) تامة بأركانها وواجباتها وشروطها، (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) مع الله غيره في العبادة. ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع. (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) بدّلوا دينهم، وغيّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه، تبعاً لأهوائهم. (وَكَانُوا شِيَعًا) فصاروا فرقاً وأحزاباً، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم، يعين بعضهم بعضاً على الباطل. (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) مسرورون، يحكمون لأنفسهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل.

*  *  *

مِنْ سُنَّة الرسول r:

1) حَدِيثُ مُعَاذٍ t قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ r قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ (<!--).

افْتَرَضَ

: أَوْجَب

وَكَرَائِمَ

: أعز وأفضل أموالهم إِلى نفوسهم.

المعنى: روى هذا الحديث عن رسول الله r معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو الأنصاري الخزرجى ، أبو عبد الرحمن المدني ، توفي سنة : 18 هـ بالشام.

(قَالَ) معاذ بن جبلt: (بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ r ) إِلى اليمن وكان سنة عشر قبل حج النبي r , وقيل غير ذلك ، واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر، ثم توجه إلى الشام فمات بها سنة 18 هـ , واختُلف هل كان معاذ والياً أو قاضياً؟. (قَالَ) له الرسول r : (إِنَّكَ) يا معاذ (تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)، أَيْ: اليهود فقد كثروا يومئذ في أقطار اليمن، وكان أصل دخول اليهود في اليمن في زمن أسعد وهو تبع الأصغر. (فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ) أَيْ: فادعهم بالتدريج إلى ديننا شيئاً فشيئاً، ولا تدعهم إلى كله دفعة؛ لئلا يمنعهم من دخولهم فيه ما يجدون فيه من كثرة مخالفته لدينهم. وإنما وقعت البداية بالشهادتين لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما. وهذ

museums

المرشد السياحى مدحت وجدى - 0201223735368

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2013 بواسطة museums

ساحة النقاش

TOUR GUIDE

museums
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

55,064