جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رجال ... من ملحمة أكتوبر
البطل أحمد مأمون أوقف مفعول مواسير النابالم الإسرائيلية
|
قدم رجال القوات المسلحة العديد من التضحيات وعزفوا سيمفونيات البطولة والشجاعة.. وأخذوا علي عاتقهم إعادة كرامة الأمة وشرفها بعدما حدث في 5 يونية ..1967 فلم يهدأ لهم بال حتي تحقق ذلك في حرب العزة والكرامة.. نصر أكتوبر ..1973 ضربوا أروع الأمثلة.. استطاعوا أن يحولوا أسباب النكسة إلي مقومات للانتصار العظيم في السادس من أكتوبر ..1973 درسوا عدوهم وتعرفوا علي نقاط قوته وضعفه.. تغلبوا علي جميع الصعوبات والعقبات ووجدوا لكل مشكلة حلا.. قهروا المستحيل فهذا هو البطل أحمد مأمون الذي عطل مواسير النابالم الإسرائيلي التي كانوا يهددون بها بإشعال مياه القناة لتكون مقبرة للمصريين إذا فكروا في العبور.. وهذا هو باقي زكي يوسف الذي قضي علي أسطورة الساتر الترابي وهذا البطل الشهيد أحمد حمدي الذي قدم من العطاء والتضحيات حتي لاقي ربه شهيدا فخورا بما قدمه لوطنه. البطل "أحمد مأمون" معطل مواسير النابالم من المعوقات التي وضعتها إسرائيل أمام القوات المصرية قبل معارك 1973 مواسير النابالم وهذه المواسير وضعتها تحت سطح الأرض علي جانب قناة السويس ويسع كل منها 200 طن من النابالم والجازولين وإذا ما اشتعلت جعلت من سطح الماء أتونا طافيا يمكن أن تندلع منه ألسنة اللهب إلي ارتفاع متر وترتفع درجة الحرارة إلي 700 درجة لتحرق القوارب والدبابات البرمائية بل إن هذا السعير يمكن أن يشوي الأسماك التي في قاع قناة السويس وتلفح الأشخاص الذين يبعدون عنها مسافة 200 متر. ولكن البطل المصري "أحمد مأمون" كان برتبة رائد مهندس وتوصل إلي مادة تتجمد في ماء القناة وأعطاها سرا إلي قائد القوات البحرية المصرية وبدوره أعطاها إلي الرئيس السادات الذي أقرها وتم التكتم عليها. وفي الليلة التي سبقت العبور مباشرة قامت الضفادع البشرية بسد فتحات المواسير والبالغ عددها 360 فتحة ولم تفلح إسرائيل في إشعال حريق واحد طوال العبور.
البطل باقي زكي يوسف
الذي نجحت فكرته في فتح الثغرات في الساتر الترابي
الذي أقامته إسرائيل علي الشاطيء الشرقي للقناة هو المستحيل بعينه.. هكذا صرح الإسرائيليون لوكالات الأنباء العالمية.. مدعين بأنه لا يمكن إزالة هذا الساتر إلا بالقنابل الذرية.. وكبرت الأسطورة في أعينهم وصدقها العالم حتي تحطمت يوم السادس من أكتوبر 1973 باستخدام مياه القناة في تجريف رمال الساتر الترابي لفتح الثغرات بواسطة مضخات خاصة تم تطويرها فنيا. وكان وراء هذه الفكرة عبقرية أحد الضباط المهندسين بالقوات المسلحة المصرية.. وهو المقدم مهندس "باقي زكي يوسف" حيث قام بعرض فكرته علي قائد فرقته المرحوم لواء أركان حرب "سعد زغلول عبدالكريم" موضحا له أنه أثناء عمله بالسد العالي من عام 1964 وحتي 1967 كان يجري استخدام المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها في أنابيب خاصة من خلال مضخات لاستغلال مخلوط الماء والرمال في أعمال بناء جسم السد العالي.. أما في حالة الساتر الترابي شرق القناة فالمطلوب لفتح الثغرات به هو توجيه مدافع مياه مضغوطة إليه لتجري رماله إلي قاع القناة.. وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلي عمق سيناء.. وعليه فقد طلب قائد الفرقة من البطل "باقي زكي يوسف" إعداد تقرير فني واف لعرضه علي الرئيس "جمال عبدالناصر" أثناء اجتماعه الأسبوعي بقادة التشكيلات بمقر القيادة العامة. وبعد عرض الفكرة علي الرئيس وافق علي تجربتها ولاقت نجاحا كبيرا.. وتم تجربتها بجزيرة البلاح عام 1972 حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود علي الضفة الشرقية للقناة واستخدمت مضخات ومعدات من إنتاج شركة ألمانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم في مجالات إطفاء الحرائق. وبعد نجاح التجارب التي زادت علي 300 تجربة تم إقرار الفكرة.. وفي سرية تامة تم تدبير المضخات الميكانيكية والتوربينية وتدريب الأفراد والأطقم والمجموعات علي أساليب التنفيذ.. ولم تكتشف مخابرات العدو حقيقة ما يحدث. وتم التنفيذ الرائع للفكرة يوم السادس من أكتوبر عام 1973 بصورة أذهلت العالم وكان من نتائجها الفورية التي تحققت في البدايات الأولي لأعمال العبور ما يلي: - تم الانتهاء من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي الساعة السادسة من مساء يوم السادس من أكتوبر .1973 - تم الانتهاء من فتح 75% من الممرات المستهدفة "60" ممرا حوالي الساعة العاشرة من مساء يوم السادس من أكتوبر عام 1973 بعد انهيار نحو 90000 متر مكعب من الرمال إلي قاع القناة. - عبر أول لواء مدرع من معبر القرش شمال الإسماعيلية في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم السادس من أكتوبر عام 1973
البطل أحمد حمدي مهندس كباري العبور
لعب سلاح المهندسين دورا تاريخيا في معارك أكتوبر عام 1973 ففي الوقت الذي احتدم فيه سعير القتال كان اللواء مهندس "جمال محمد علي" مدير سلاح المهندسين يشرف بنفسه علي مد جسور العبور أمام الجيش الثالث بينما كان نائبه اللواء مهندس "أحمد حمدي" يمد الجسور مع جنوده في منطقة أخري.. وعندما أصيب أحد كباري الجيش الثالث بإصابات جسيمة اتجه البطل "أحمد حمدي" إلي جنوده ووزع عليهم الشاي والبسكويت برغم شدة الأهوال وظل فوق الكوبري يباشر مهامه وقبل أن يتكرر القصف للمرة الثالثة سقطت دانة ثقيلة علي الكوبري ليصاب البطل بشظية فاستشهد في الحال يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر 1973 - الثامن عشر من رمضان 1393 هجريا ولقي ربه كأنبل ما يمضي الرجل في لحظات أداء واجبه.
|
لسنا الوحيدون ..... لكننا الأفضل