<!--
جيل كان يطمح بالكثير ولا يزال .. كانت تصطدم به البيروقراطية أينما ذهب للعمل ويعوقه روتين العمل الحكومى ومع ذلك لم يكن ليستسلم من أول وهلة .. كان يسير وفق اللوائح والتعليمات ويطيع رؤساءه وفى ذات الوقت يبدع ويبتكر ...
سمع الكثير من هذا الجيل بأن هناك ما يسمى بالجودة ستحدث فى مدارسنا وأيقن منذ اللحظة الأولى بأن هناك معوقات كثيرة تحول دون تطبيق ذلك لكنه كان مفعماً بالأمل فى غدٍ أفضلٍ وأرغـد ..
كان من الصعوبة أن تُعلن إشارة البدء أو تنطلق صافرة إيذاناً بميلاد عهد جديد .. عهد كنا نحلم به لإصلاح منظومة التعليم فى مصر والتى أصبحت لا تواكب متطلبات العصر الحاضر .. لكن كل ذلك تلاشى أمام رغبة جارفة فى الإصلاح وكوادر مؤمنة بهذا الفكر الناضج ولديها قدرة هائلة على اختراق الحواجز والموانع ..
تجربة الاعتماد الأولى فى مصر والمسماة بالتجربة الاستطلاعية للاعتماد التربوى بدأت فى عام 2006 م واستندت على جذور عريقة ومتينة تم وضع أطرها نظرياً وكنا نظنها مجرد لوحات وبراويز قيمة تمتلئ بشعارات قوية وداعمة للفكر الإصلاحى للمنظومة التعليمية لكنها حقاً كانت البداية .. المعايير القومية للتعليم 2005 م باكورة الإصلاح والتأسيس لفكر الجودة الشاملة المنشود .. ثم معايير المدرسة الفعّالة 2007 م والتى ارتكزت أيضاً على المعايير القومية للتعليم فى مصر فهى بمثابة تبسيط لتلك المعايير ووضعها فى صورة مؤشرات يمكن تحقيقها بيسر وسهولة ...
قيادة التجربة كانت بمبادرة ومباركة وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع برنامج تطوير التعليم .. ومن محافظات مصر تم اختيار محافظتى المنيا والأسكندرية لهذا السيناريو العظيم الذى لم تعهده مصر طيلة تاريخها التعليمى ..
بدأ التنقيب بكل إدارة تعليمية عن تلك الكوادر التى ستنوء بهذا الحمل الثقيل والذى يتطلب قدرات خاصة شخصية وتربوية وفكرية .. تسابقت كل محافظة من المحافظتين فى وضع معايير لانتقاء تلك الكوادر والتى لا تسمح بالمرة بوجود عناصر عفا عليها الزمن أو غير قادرة على العبور إلى الشاطئ الآخر وبالفعل كانت تجربة رائدة فى اختيار العناصر وفق معايير واضحة ومعلنة لا تسمح بالمجاملات أو الاختراق من قبل البعض ممن يسعون دائماً إلى المناصب والوجاهة .. وبناء عليه تم وضع هيكلة لقسم جديد ووليد رائع بالإدارات التعليمية بالمحافظتين فكان قسم تطوير التعليم الذى أصبح فيما بعد قسم الجودة ثم وحدة ضمان الجودة ووحدة الدعم الفنِّي ثمّ وحدة قياس الجودة الآن وفقاً للقرار الوزاري 138 لسنـــ 2012 ــــة
ترقبونا فى المقال القادم مع عاشق آخر من عشاق الجودة ومن أبناء محافظة المنيا العريقة .. فريق نشر ثقافة الجودة بالمحافظة والذين أرادوا أن يعلنوا عن تجاربهم وأفكارهم من خلال مقالاتهم لا من خلال أسمائهم .. فهم يؤمنون غاية الإيمان بأن الأعمال الخالدة تساهم فى خلود أسماء فاعليها ....
==============