على حافة الهاويه..

جلست في ساعة غروب الشمس على جبل بعيد تحت شجرة كبيرة قاربت على الوقوع ... سببها شح المياه .. وطول عمرها ...وانقطاعها عن اخواتها اللاتي قطعن من جانبها فتركت وحيدة .. لماذا يا ترى بقيت هكذا وحيدة ! تبا للحياة فإنها مؤلمة .. كيف سنحتمل كل هذه الاعباء .. ؟!
حال هذه الشجرة كحالنا .. كيف ! نعم كيف .. نكون اصدقاء مع بعضنا البعض تدوم فترة تلك الصداقه .. واكتشف لوهلة انهم بدأوا ينفصلون عن بعضهم البعض . فابيت وحيدا كحال تلك الشجرة ! شح المياه كشح الوصال ... كل منهم في حاله بعضهم افرح لبعده عني ! ليس لانه سيء .. بل لان في بعده خير له وليس لانه بقربي بؤس له بل لان رزقه في مكان اخر فافرح له وادعو له...  وبعضهم وجد مكانا اخر ينتفع منه .. لان منفعته مني قد انتهت ! فادعو الله له بأن يهديه .... تمعنوا بحالنا .... نقضي سنة ونحن نبني ونكون بصداقة جديدة لنا نتخذها كمثل ظل لنا وعقل لنا ونصبح كمثل الاخوة ... بل اعز من ذلك فتأتي السنة التي بعدها ... فيفصلنا المعلم كل في شعبة ... فتستمر العلاقه ...لفترة..  فتتلاشى ... حتى نصبح نخجل من بعضنا البعض ... حتى يصبح كأي زميل .. وبعدها نجتمع بآخر ... ونقضي سنينا طوالا معه ...هذا ان لم تفرقنا الضروف .... فننفصل في سنة اخرى ... كل في تخصص .... مع اننا اعتقدنا بان هذه العلاقة خالده ... وبعدها نتعرف على اخر .. ثم ننفصل .... فنذهب الى الجامعة وننفصل عن الجميع .... قلة من يذهبون معنا من المدرسه .... بل يذهب معنا  من لم نرده يوما ان نضع يدنا بيده ... ولكن سبحان الله ... شاءت الضروف .. وها نحن الآن نصاحب بآخرين ... ونعلم انه بعد الاربع سنين هذه سيذهب كل منا في سبيله ... ولكن منذ ان وعينا على هذه الدنيا بكل هذه السنين ... التي تربينا منذ الصغر فيها على الفراق ... يبقى في قلوبنا اثر بعض الاشخاص ... اشخاص بصموا في قلوبنا بصمة لا تزوول ابدا .. بعضهم كان له الاثر في بناء شخصك ... وبعضهم في تدمير شخصك .. فاما ندعوا لهم .. واما ندعوا عليهم ... والله انه لأمر موجع....  عندما تفكر بحالك ..منذ الصغر بسن عليك ان تكون به افضل العلاقات ... افضل الاصدقاء ... فتبدأ بالانفصال .. والفراق .. حتى بعد انتهائك من هذه الفترات المؤلمه ... تتألم في كل مره لا اعلم لماذا .. امر محير .. حتى في اخر مراحل حياتك .. في الزواج مثلا تحب ... وتربي وتلد ويكون حبا لا يماثل حب الابناء من لحمك ودمك ... فيأتي الفراق الكبيير ... الموت ... نضع شخصا كل شيء في حياتنا .. فيتركك وحيدا ... وبعدها يترك في قلبك الفراغ الكبير ...لا اعلم ما الحكمة من كل هذه الاحداث المماثله .. ولكني تعلمت ان لا ابني كل شيء على احد ما .. لانه سيتركني في يوم من الايام وحيدا .. وسينهدم كل جدولي الذي بنيته عليه ...  فتبقى وحيدا >>كحال الشجره

المصدر: مؤنس بني مفرج
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2013 بواسطة mones1

مؤنس شفيق علي بني مفرج

mones1
مؤنس شفيق بني مفرج ، ولد في الاردن - اربد عام 1993، شارك كثيرا في النشاطات الاكاديميه - يدرس في جامعة جدارا في شمال الاردن تخصص لغة انجليزيه ، يكتب ما يجول في خاطره بكلمات معبرة ونرجوا ان تنال اعجابكم »

عدد زيارات الموقع

54,892

تسجيل الدخول

ابحث